إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إنه يغرس النوى

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14/07/2010, 01:30 PM
مختار بن ليث مختار بن ليث غير متواجد حالياً
إملائـي
 


مختار بن ليث is on a distinguished road
افتراضي إنه يغرس النوى

قبيل الزوال انطلق في طريقه سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
يفضل السفر نهارا بعد أن يكون قد أخذ قسطا وافرا من النوم ولكي يستمتع بمايمر عليه من أماكن ومناظر طبيعية عبر الطريق. كلما مر عبر وادي أو جبل أخذ يذكر اسمه ومكانه وطبيعته وكيف أنه قد أمضى أياما جميلة في فصل الربيع في ربوع هذا الوادي وخلف ذلك السفح وفوق قمة ذلك الجبل.

يتذكر الخزامى ونفحات رائحتها الزكية. بل إنه يذكر قطرات الندى مازالت نداوة أحاسيسها تداعب وجنتيه.
يتذكر قطرات المطر, يتذكر انزلاقه فوق الأرض المبللة بالمطر فتمتزج أطرافه وثيابه بالطين, يسقط فينهض ليقف أسفل المطر المنهمر بشدة وبكثافة يستنشق قطرات المطر وذرات الرمال الممتزجة طينا بأنفه يحس أنهما قد امتزجا بجوفه, كأنها تجري في دمائه.

يتذكر كل ذلك, يتذكر كيف كلما تجمعت الغيوم والسحب وبدأت الأمطار تنهمر خرج بمفرده يجوب الأودية والجبال والشعاب لايبالي أكان ذلك ليلا أو نهارا الصحراء تناديه فيجيبها من فوره.

أخذ يبتسم بعد أن تجاوزها وبدأ يسير في طريق كم من مرة قد سلكه في ذهابه وإيابه واستمر في المسير.
توقف على جانب الطريق وأخذ ينظر إلى الجمال التي أخذت تعبر الطريق.

بدأ يهرول قليلا واقترب بحذر وبرشاقة من حوار صغير أمسك به من رقبته وأخذ يمسح برفق على رقبته ورأسه الذي انحنى إليه قليلا وطبع قبلة على وجه الحوار ولم يطلقه إلا بعد أن التفتت أمه إليه تطمئن إليه بنظراتها المعبرة, جرى الحوار إلى أمه واستمرا في المسير, تسمر في مكانه وأخذ يرمق القطيع بنظرات متكررة ومتتابعة إلى أن غرب القطيع عن الأنظار فعاد وأكمل مسيرته وطريقه.

انحدر الطريق بشدة فقد وصل إلى وادي يعرفه جيدا فتذكر آخر مرة عندما كان المطر شديدا وكثيفا والوادي قد امتلأ بمياه السيل وكان السيل في بدايته وكيف أنه عبره بصعوبة على الرغم من تمهله في السير وملاحظته لمنسوب الماء الذي لم يكن قد ارتفع كثيرا وكيف أنه بعد أن تجاوز الوادي وقف ينظر إلى السيل المنساب بسلاسة وكيف أنه قد شده صوت الماء الذي يجري ويهدر بصوت جميل داعب سمعه ووجدانه استمر في استمتاعه وفي أحلام اليقظة التي بدأت تداعب خياله لم يقطعها سوى منظر الأشجار التي بدأت تختفي سيقانها وجذوعها بعد أن غمرها السيل, ياله من منظر جميل .

ا شتد المطر بدأ يتساقط بغزارة وكثافة كبيرين والسيل بدأ يزداد قوة وجريانا على الرغم من المخاطر التي قد يحملها السيل إلا إنه قد غمرته سعادة وسرور يحسهما في قلبه وبين أضلاعه إذ أن المطر وهذا الماء الجاري مؤشر على أن الأرض سيكسوها العشب والخضرة وستتفتح زهور الأقحوان والخزامى وستغرد معها العصافير والطيور وسيطير فرحا برؤية حمام الوادي وطيور القمري تحلق في الأفق قريبا وبعيدا متنقلة من روض إلى روض, المطر إنه الحياة للصحراء.

أكمل مسيره وأخذ يقترب رويدا رويدا منظر خلاب يمتع به عينيه رمال لامتناهية من الكثبان يتخللها خضرة متقطعة لنباتات صحراوية, الحنظل أحدها مر طعمه لم يتذوقه قط ولكنه كما سمع من جده وجدته أن من يأكل الحنظل سيموت من مرارة الطعم هو يثق تماما بمقولة جده وجدته.

وهنالك تمتد بعض من أشجار السدر التي تقف شامخة خضراء طوال العام على الرغم من الحر وشدته والماء وندرته تستظل بظلالها يمامة وخلها وربما عصفور وحبيبته.

كم جرى حافيا فوق تلك الكثبان وكم انزلق من أعلى كثيب إلى أسفله وعندما يصل إلى أسفل الكثيب تكون عينيه قد اكتحلت من ذرات الرمل الناعمة وتكون شفتيه قد لثمة تلك الذرات المتساقطة على جبينه ووجنتيه.

قطع تلك المسافات بطولها ولم يشعر بالزمن يمضي ويمر حيث إنها أماكن يربطه بها ذكريات وأحاسيس ومشاعر بذرت وزرعت واستقت ماءها من هاهنالك يراها واقعا لا أحلاما يستنشق عبق الذكريات كأن صدره قد امتلأ منها يستنشق الهواء بشدة كأنه يملأ صدره من تلك الذكريات وماتولده في قلبه من شوق وحنين وحب.

تركها خلفه وهي في قلبه وبين عينيه ماثلة كحلم قد تحقق اقترب إلى حيث وجهته من حيث أتى هو ذاهب ترى أتكون تلك وجهته أو أنه قادم من هاهنالك.
استوقفته أشجار الشوك التي اقتربت من جانب الطريق لو حاولت أن تمسك بها أو تستظل بظلالها لن تمهلك وستجد شوكها قد أدمى يديك وغرس أطرافه في جسدك لونها الأخضر يجذبك إليها من شدة خضرته في هذه الصحراء ذات الرمال الصفراء تذكر عندها الجمال وهي تجتمع بالقرب من هذه الشجيرات وتقضم شوكها وهي رافعة برؤوسها شامخة إلى الأعلى لاتأبه بالشوك بل إن الناقة لتدر لبنا سائغ طعمه لابنها الصغير.

في الأفق بدأ يتراءى السراب أم أنها الغيوم أم غمام قد أتى من بعيد. اقتربت الشمس من المغيب وبدأ يرى بقايا عشب أصفر قد حرقته حرارة الشمس في فصل الصيف القائظ لم تقتات عليه الجمال ولا الأغنام عشب رميم قد احترق بفعل حرارة الشمس التي بدأت تشتد رويدا رويدا معلنة قدوم فصل الصيف حيث يبدأ بعض من بني البشر بالاعداد لرحلة الهجرة إلى البلاد الباردة التي تتمتع بصيف بارد فياسبحان الله إن الطيور تهاجر في فصل الشتاء البارد من الأماكن الباردة إلى حيث الدفء والشمس ونحن نقوم بعكس ذلك نبحث عن البرودة ونهرب من الشمس التى يرى البعض أنها حارقة لانطيق أن نبقى في أوكارنا ويتركها البعض مهاجرا.

رائحة الرطوبة قد بدأت تملأ صدره رويدا رويدا بدأ يحسها بين ثنايا وتقاسيم جسده إنه يعرفها كم اشتاق لشاطئ البحر للجلوس وحيدا يسامر البحر ويستمع إلى هدير موجه المتلاطم على صخور الشاطئ التي باح لها بأسراره ومتع سمعه وعينيه بتلك الأنشودة كم جلس كثيرا على الشاطئ في كل مرة تاتي بها موجة تتكسر على الشاطئ تأخذ بأفكاره وأحلامه بعيدا في أعماق البحر وتعود مرة أخرى مع موجة أخرى ولا ينصرف إلا بعد أن يكون قد أفرغ همومه ونسيها فوق رمال الشاطئ الناعمة نعومة الكثبان الرملية التي طالما انزلق من فوقها سابحا بأحلامه عبرها إلى حيث الموج المنساب فوق سطح البحر بنعومة وسلاسة لايعرف ويقدر جمالها سوى عينيه اللتين أمتلأتا عشقا وحبا.

ذهب حيث غرس أشجار النخيل حين كان طفلا وصبيا كم عشق التمر والرطب والنوى كان يجمع النوى من أجل أن يعاود غرسه في الأرض وفي كل مكان يسير فيه في كل مساحة يجدها شاغرة يغرس نواة لتنبت نخلة يسقيها بالماء هو يعلم أن أشجار النخيل تمتد جذورها في الأعماق وترسل جذعها في السماء شامخة تكتفي بقليل من الماء المتساقط من قطرات المطر النادر في تلك الصحراء تختزنه جذورها من الأعماق وتبقى شامخة باسقة على الرغم من شدة الحر وقلة الماء فتثمر ثمرا رطبا وتمرا جنيا لذيذ حلو طعمه عندما تلتقط حبة رطب أو حبة تمر تستنشق الهواء بقوة في صدرك بعمق حالما مستبصرا حلو أيامك وذكرياتها التي امتدت في الاعماق كجذور تلك النخلة الباسقة.

على الرغم من حرارة الجو ورطوبة المكان وجبينه الذي بدأ العرق يتصبب منه على وجنتيه وعلى عينيه وفوق شفتيه يحس بملوحة العرق النابع من جسده يحس بأن قطرات العرق تلك نابعة من قطرات الماء التي قد اختزنتها جذور تلك النخلة التي تناول ثمرها رطبا شهيا لذيذا.

نظر فلم يجد شجرا ولم يجد نخيلا أين تلك الأشجار التي غرسها لابد أنها قد أصبحت كبيرة وبلغ جذعها علوا وأنها أصبحت باسقة شامخة فوق الأرض ممتدة بجذعها نحو السماء غائرة بجذورها في اعماق الأرض لتثمر ثمرا شهيا ليس له مثيل أو شبيه. لم يعد يرى تلك الشجيرات وتلك الأغصان الوارفة والجذوع. ترى أكان ذلك حلما ولكن المكان يملؤه الثمار تمر ورطب بألوانه الصفراء والحمراء وألوان أخرى أقرب إلى لون العسل مد يديه إلى تلك الثمار ليجمعها ليتذوق حلاوة وطعم مازرعه مشاعر واحاسيس واحلام منذ زمن الطفولة والصبا وجد كل ثمرة تناديه بل إنها تحتويه

وعاد مرة أخرى من حيث أتى يغرس النوى.


من قديم ماكتبت.  
رد مع اقتباس
قديم 14/07/2010, 02:11 PM   #2
إيمان بنت عبد الله
 
الصورة الرمزية إيمان بنت عبد الله
افتراضي



جميل ، سردٌ رشيقٌ ممتع .



مرحبًا بإشراقكَ مرةً أخرى على ضفافِ الجدائل .


/



إيمَان
توقيع :  إيمان بنت عبد الله

 

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
إيمان بنت عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/07/2010, 05:00 PM   #3
ذكرى بنت أحمد
فوقِ الأمَل / تحتِ السمَاا بشويْ !
 
الصورة الرمزية ذكرى بنت أحمد
افتراضي

سرد جميل ، وخيال جذّاب .
تابع الهطول رجاءً : )
توقيع :  ذكرى بنت أحمد

 

ذكرى ولكن : إيه ماني بذكرى = ما والله اكون بيوم ذكرى قديمه
والله لخلّد بالافعال ذكرى= أموت .. واحيا بالعقول السليمه
أقولها واجزم إلى فات بكرى=قالوا : نعم هالبنت تبقى عظيمه
ذكرى بنت أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17/07/2010, 11:07 AM   #4
ابراهيم القهيدان
كـاتـب
 
الصورة الرمزية ابراهيم القهيدان
افتراضي

مختار بن ليث
جميل ما كتبت
ونريد ان نستمد منك الجديد
لثقتنا بأنك تختزن الكثير من البوح
تقديري لك ولطرحك
توقيع :  ابراهيم القهيدان

 

اتشرف بزيارتكم لمدونتي
http://ibrahim6262.com/
ابراهيم القهيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17/07/2010, 02:55 PM   #5
مختار بن ليث
إملائـي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان بنت عبد الله مشاهدة المشاركة


جميل ، سردٌ رشيقٌ ممتع .



مرحبًا بإشراقكَ مرةً أخرى على ضفافِ الجدائل .


/



إيمَان

الجميل أن يجد مايكتب صدى وقبولا لدى القاريء والمتلقي هاهنا حيث الذائقة راقية جدا.


أختي إيمان شكرا لمرورك واطرائك على نصي المتواضع.
مختار بن ليث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17/07/2010, 02:56 PM   #6
مختار بن ليث
إملائـي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذكرى بنت أحمد مشاهدة المشاركة
سرد جميل ، وخيال جذّاب .
تابع الهطول رجاءً : )
ذكرى بنت أحمد سيكون هنالك هطولا خاصا لاملاءات المطر قريبا بمشيئة الله


شكرا لمرورك واطرائك على نصي المتواضع.
مختار بن ليث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17/07/2010, 02:58 PM   #7
مختار بن ليث
إملائـي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم القهيدان مشاهدة المشاركة
مختار بن ليث
جميل ما كتبت
ونريد ان نستمد منك الجديد
لثقتنا بأنك تختزن الكثير من البوح
تقديري لك ولطرحك
ابراهيم القهيدان

لاأستطيع مجاراتك في ابداعك في مجال النص والكلمة التي تحمل فكرا ورقيا أدبيا لانجده إلا لدى ابراهيم القهيدان.

سررت بمرورك واطرائك على نصي المتواضع.
مختار بن ليث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها