عرض مشاركة واحدة
قديم 30/10/2010, 01:29 PM   #8
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي

.
.

كثيرًا
في المجامع التجارية الكبيرة التي تكتظ بها مدينتي الحبيبة
أمتلك وقتًا للجلوس والقهوة والتفكير
وأشياء أخرى ليس أقلُّها التأمل والتخطيط!
تُرى؟
هل يمتلك مُخطِّطُونا عقولاً في الأساس مادمتُ أنا -التي لا أفقه شيئًا في التخطيط - أخطط ؟؟!
.
.
أحيانًا أنغمس في أحلام اليقظة .. فيما ينغمس إصبعي في إنشٍ من الرغوة فوق الكأس
وأبدأ في التخيّل:
.
.
*ماذا لو أنني سأدخل الآن إلى متجر العطور والميكاب وأجد من أصِفُ لها حوائجي دون أن يتطفّل عليّ شابٌ غِرٌّ وسخيف ليمدّ لي ظاهر كفه و (يلطخ) عليها لونًا من أحمر الشفاه وآخر من ظلال العيون وآخر من قلم الكحل متوهمًا أنه يفهم أكثر مني
أو أني سأقتنع بطريقته في عرض اللون عليّ فوق يده السمراء المكسوة بالشعر والقرف!
.
.
*ماذا لو دخلت إلى متجر الأحذية أو الفساتين ولم أجد نفسي مضطرة إلى الانزواء في زاوية بعيدة وجعل أخواتي يقفن صفًا بيني وبين الباعة والمتبضعين لأتمكن من وضع الأشياء على أعلى كتفي والنظر إلى أسفلها لأضبط المقاس دون أن يتفحَّصَني رجلٌ غريب!
.
.
*ماذا لو وجد المتسكعون أنفسهم غرباء في أسواق ليس فيها إلا النساء بائعاتٍ ومتبضعات, هل سنرى المناظر السخيفة والمعاكسات ؟؟ وهل سنحتاج إلى هيئة تطاردهم وتصطفق معهم طوال الوقت؟؟
.
.
*ماذا لو .. وقفت البائعة محتشمة ومنقبة - تمامًا كما في المستوصفات والمستشفيات - لتبيع في المحلات الخاصة بأشياء النساء وفي مطاعم المولات ومقاهيها حيث تسعة أعشار المتسوقين من النساء
..........
ماذا لو حدث هذا .؟؟
*كم من العاطلات سيجدن عملاً يتلاءم مع طبيعتهن الأنثوية؟؟
*كم من الفضائح الخلقية والعلاقات المشبوهة والاختلاط السلبي سنتجنب؟؟
*كم من العمالة الوافدة سنستغني عنها ونحفظ بالاستغناء عنها اقتصادنا وأموالنا من النزيف الخارجي؟؟
*كم سيرتدع من تاجر جشع يتاجر بأعراضنا حين ينتقي باعته (made N lebanon) من ذوي الشفاه الملمعة والشعور المملسة والذقون الحليقة والطبائع المائعة لاستقطاب بناتنا إلى محله دون خجلة من الله والناس !
*كم من راحة نفسية سينعم بها رجالنا حين يجدون أنفسهم غير مضطرين للانحشار بين النساء أثناء مرافقة نسائهم وحمايتهن من الفساق في الأسواق ..
*وكم من راحة نفسية سننعم بها نحن النساء في أجواء نقية ليس فيها سوانا !
.
.

.
.
وحينها
أفرغ من أخيلتي وأحلامي
على صوتٍ (مالغ) يمد يده نحوي بورقة مستطيلة مغموسة في عطر فاحش التركيز طالبًا أن أجرّبه لأفوح عطرًا وأنا بين الرجال !!
فأتجاهله وأمضي وأنا أدندن لنفسي:
وطني الحبيبْ .. وطني الحبيبْ
وهل أحبُّ سِوااااهُووووو !!
.
.
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس