عرض مشاركة واحدة
قديم 08/02/2010, 02:52 AM   #48
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي

(مجرد ثرثرة)
..
السعادة تتركني أثرثر كالبلهاء وأنا سعيدة إلى حدٍّ بعيد
لن أضبط مفرداتي بالشكل /ولن أختار لها (صورة مرفقة)
لأنه لا صورةَ يمكن أن تتلاءم مع حدث كبير كهذا ..
كما ولن أحرص على إحالة فكرتي البسيطةِ الرائعة إلى عملٍ أدبيٍّ من نوعٍ جيّد
فالفكرة وحدَها - بالنسبة لي- عملٌ روحيٌّ متناهٍ في الروعة ..

..
بالأمس ..
زارتني صديقتي الحبيبة (عبير)
أرجوكم ..لا تقولوا لي: وإن يكُن!
لأنها بلا أية فلسفة: (عبير)!

..
أنا وعبير صديقتان منذ 1994
وهذا يعني أكثر من نصف عمري ..
وأكثرَ الأشياءِ جمالاً وحميميّةً في الجزء الباهتِ من أيامي
..
افترقنا قبل خمس سنوات
لم نلتق خلالها أبدًا
حتى لقاءاتُنا الصوتية كانت شحيحة لسببٍ ما!
وكنتُ أكتفي من البُعدِ بدفاترَ بيننا أقرؤها فتتجدد مشاعرنا فيها وكأنها وليدةُ الآنِ واللحظةْ
وكنت كل مرة أوقن كم هذه العبير غااااالية وقريبة من روحي!

.
.
عند السابعة تمامًا من مساء الأمس
كانت ترنُّ الجرس..
عبير .. أنا عندَ البابْ !!
وكنتُ بين مصدّق ومكذّبْ
خيّل إليّ أنني ربما أرحلُ عن الحياة قبلما أراها
غير أني اندفعت دون شعور إلى الفناء ولم أقبل بأن أفتح لها الباب بضغطةٍ على زرّ الانترفون البارد
كان الجو صقيعًا البارحة .. على غير عادته منذ دخل هذا الشتاء المتلكئُ الذي لا يريد أن يأتيَ كالأسوياء!
صرختُ حين رفعَتْ غِطاءَ وجهِها ..
وكأني لم أصرخُ منذ زَمنٍ بعيد ..وبي للصراخ لهفة وشوق!
عانقتُها في مكانٍ باااارد
وكانت ملابسي صيفيّةً مُستهترة ..
قالت لي بالعاميّة : عبير .. في الداخل وإلا ستتجمدين!
فقلتُ بالفصحى وأنا أعانقُها : لااااااا
أتركي هذا البردَ يقرصني لأشعرَ بأني على قيد الحياة, لا أحلُمْ!

..
خمسُ سنواتٍ كانت كفيلةً بأن تبرّدَنا طويلاً لنفرحَ بأية ساعةِ دفء واقترابْ
تحدثنا طوال خمس ساعات .. كل ساعة مقابلَ سنةْ
وكل سنةٍ مقابلَ عمرٍ من الغربة!
نظرتُ في عينيها / شعرها / ابتسامتها / يديها وهي تتحدث / وحتى ضحكتها وطريقة شربها للشاي وتناولها لقطع الحلوى والبيتيفور ..
حدثتُها عن كل شئ
عن دراستي/ وعملي/ ومتاعبي/ وقلمي / وشخبطتي التي كبُرَتْ من بَعْدِها شيئًا ما/ حدثتُها عنكم أيضًا
ولم أسعد بأمرٍ كسعادتي بأنّ عبير هي عبير
فكم كنتُ وَجِلَةً من ألا أكون أنا
وألا تكون هي!

..
تلخبطتْ فناجينُ قهوتِنا
ولم نتعب كثيرًا لنميّزَها ولم يكن مهمًّا أن نفعل!
مازلنا نشترك في عادة سكب العطر على راحة اليد ,,
لذلك لم يكن صعبًا أن تميّزَ كلتانا فنجان الأخرى بتقريبه لأنفها وأخذ نفَسٍ سريع!
فعطورنا كانت ملتصقةً هناكْ!
ضحكنا كثيرًا ومن عُمقِ الرّوووحْ
ثم شربتْ واحدَتُنا فنجانَ الأخرى!

..
لا أذكر كيف تفرّقْنا
لأني أشعر بأنها لم تزل معي ..
وأني في نشوة التقائها حتى لحظة كتابة هذه الكلمات
من القلب وإلى صفحة مباشرةً وبلا واسطة!
غير أنّها حين خرجتْ عانقتني بقوة وقالت لي: أصيلةٌ يا عبيرْ!
وكانت عيناها جميلتانْ .. حقًّا جميلتانْ!

..
.
تركتْ لي عند المدخل صندوقًا فاخرًا
فتحته فيما بعد وتبسّمَ قلبي ..
..
كانت ساعةَ معصمٍ بـ ماركة : Diamond Hill
لا أزيدُ على أنها كما لو كانت من انتقائي .. لأدرك كم نحن قريبتان / حبيبتان!
عبير التي تكبُرُني بثلاث سنوات كتبت لي في بطاقة الإهداء الباهضة:
حبيبتي الغالية : بنتَ الـهَديلْ
تعلّمتُ منكِ كل معاني الحب والصبر والنجاح..
من القلب: أحبُّك!
..
( فهل من طريقةٍ لتعرفوا كم هي كبيرة ومتواضعةٌ وباذخة؟)

..
لا أعرفُ كيف أقول إني سعيدة
ولا كيف أشكركم على أني أتكلّمْ!
.. فقط
تمنّوا لي أن ألتقيَ بـ عبيرتي كلَّ حينْ!
.

.
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس