عرض مشاركة واحدة
قديم 21/11/2010, 03:56 AM   #75
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي ( اعتذار / انهيار )

( اعتذار / انهيار )


.
.
.

إلى كل الذين أحبُّهم وأخاف أن أخيِّبَ ظنّهم بِي!
..
إلى أبي الذي حمّلني أحلامَه الثقيلةَ منذ بُضوضَةِ الأيام .. و رحَلْ !
..
إلى الحظِّ السعيدِ الذي اصطفاني من بين العالمين ليمنحني بركاتِ الله
ويملأني سعادةً بأنّي .. أملكُ أن أكونَ شيئًا مذكورا !
..
إلى والدتي حبيبتي التي لم تزل تحكي لجاراتِها الطيِّبات عن فَتاتِها (الدكتورا القادمة)
..
إلى إخوتي الذين يسألونَنِي كلَّ يومٍ عن أخباري
وأعينهم تعُدُّ أهدابِي وتقيسُ مدى العزْمِ في نظراتِي
وتمسحُ هالةَ الرَّهَقِ عنِّي بحنانِ الدنيا ومافيها!
..
إلى الأعزاء : محمد وأسماء ويوسف وخالد وأحلام وإبراهيم والآخرين
حين يفتحون الباب بينِي وبين قلوبِهم الطيبة ببسمتين وثلاث كلمات:
(كيف حال الطفش) ؟!
فيما شئٌ عظيمٌ يغرقني (طفشًا) ويسرِّبُ من بين أناملِه جَهدِي!
..
إلى أستاذي الكبير د/ عبد الرحمن
الذي مازلت أرتعد فَرَقًا من سماع نبرته الجادّة التي لن تقول لي يومًا ما :
لماذا تنطفئين؟
لكنها توبِّخُ بِصَـ( م )ـتٍ عالٍ أنْ: لا تنطفئي!
..
إلى الصغار الذين يطلّون برؤوسهم البريئة من خلف مكتبي ..ويعيدون عليَّ مرارًا ذلك الكلامَ الأليمَ اللذيذْ:
(خالا عبير .. صحْ إن البحث سهَرْ وتعَبْ ؟!)
..
إلى أساتذتِي الرائِعين
الذين لا أجد مبررًا لعنايتهم بي سوى سخاء أيديهم ونُبلِ مشاعرهم
حين يسألون عن خطوتِي المتأرجحة
وهم يشدون على روحي بكلماتٍ دافئةٍ أقف بِمَعونتِها دون وجل.
..
إلى الوقت المُسرِفِ المِتْلافِ الذي يُبعثِرُ نفسَهُ على قارعةِ بَلادتِي
ويُهريقُ دماءهُ قُربانًا لمجهولٍ يُكبِّلُني عن المسير!
..
إلى كتبي المنقبضة حزنًا / وأبحاثي المعطّلة / وقلبي المغموم أسفًا عليَّ
إلى طموحي الكبير / وحُلمي الجَسورْ / والدالِ التي ملَّت تنتظرُنِي!
..
وأخيرًا و أوّلاً
إلى الله
ربّي الذي لم يزل يمنّ عليّ بنَعْمائِه
ويمنحني مالا أستحقُّ من التسديد والفُرَصِ الكثيرة وسابغِ التوفيق
وأنا أركُمُ تقصيرًا على التقصير
ولهوًا عن الشكران تِلْوَ اللّهوْ !
.
.
سامحونِي جميعًا
أرجوكم
فليس لديَّ المزيدُ لأمدّ به كفًا تَقْصُرُ عن ردِّ جمالكم وجميلكم
و بِي وهنْ !
.
.
سامحونِي جميعًا
لأني أعرفُ أني لن أسامح يومًا نفسي
ولن أغفرَ لها قبْرَ ما وعدتُ به غديَ الأجملْ !
.
.
سامحوني .. فإني منذ أمدٍ أسير بأصفادٍ لا أعيها
مكبّلةً .. ولستُ بالمكبَّلةْ !
.
.
وإني


(حزينةٌ جدًا يا ألله)

.
.
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس