عرض مشاركة واحدة
قديم 14/08/2010, 02:24 AM   #65
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي



.

.
حينَ استقْررتُ في مقعد القطار المتجه بنا نحو سان سبيستيان الجميلة في الشمال البعيد البعيد؛ كانتِ الساعةُ تُشيرُ إلى الثامنة إلا ربُعًا بتوقيتِ مدريد!
.
.

لم أشعر بطولِ الرحلة التي امتدت لخمسِ ساعاتْ
فقد كان كلُّ شئ حولي يُحرِّضُ جنونَ الساعة في مِعْصمي:
* الطريقُ الخضراء التي لم تزل تزداد خُضرةً خلف التخوم التي يشقُّها القطارْ
* طُرُزُ المعمارِ القديمة العابقة بنفحاتِ الأصالةِ والنابضة بِقَلبِ التاريخْ!
* زُرقَةُ السماء!
* أكواب قهوتنا العربية الساخنة وبُخارُها المُصَّاعدُ يغزو أنفَ المقْطُورةِ و مَساماتِ الأشياءْ!
* دفتري وقلمي وأنا أبدو كأديبةٍ مغمورةٍ من القرن التاسع عشر!
* أمرٌ ما .. لم أفقهْهُ حتى الآنْ !
* ولحظاتُ الأحلامِ والتأملِ والكتابةْ !
.

.

(سان سبيستيان)
حيثُ النهرُ يمينًا .. والمُحيطُ شِمالاً
وبينهُما مدينةٌ ساحرةْ
لا هيَ المُختنقَةُ بارتفاعِ جبالِها
ولا هي الغارقةُ في الوادي
ولا هي بالمُسترخيةِ على ساحل شطِّها الرمليِّ الباردْ
فيما تُلقي بتحايا الصباحِ والمساءِ على جزيرةِ (سانتا كْلارا) الناعسة في منتصفِ انحناءاتِ الشاطئِ الملتَفِّ عليها كأمٍّ رَؤوم!
حسنًا .. هل أكُفّْ ؟!
فأنا أجدُ تعبًا أن أحتالَ لمنحِ السياقاتِ رونقًا يليقُ بتلكَ السيدة الأرُسْتقراطيّةْ
المتمدِّدةِ – بلا احتشامْ - على الحدودِ الفرنسيّةِ الفاتنةْ!
.
.
الجمعة / 25/ يونيه/ 2010
من دفتري الصغير في جَيب الحقيبةْ
.
.

توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس