عرض مشاركة واحدة
قديم 29/11/2009, 08:22 AM   #34
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي


.

.
(كُوّةُ ظَلامْ)
..
عُدْتُ إليَّ منْ (مُتَْعَةِ) أوراقِ اللَّعِبْ
فالحمدُ لله على الـ (سآمةْ) !!
.
.

لستُ محظوظةً بما يكفي .. لذلكَ لم تزَلْ الكتابَةُ تستفزُّنِي حينَ أفكّرُ دونَ الاستعانةِ بعقْل!
ولستُ سيئةَ الطالِعْ .. فالرجل الذي سيُجَنُّ بي لم يَزلْ - بأمرٍ منّي - على قيدِ الغِيابْ!
لستُ صَدُوقةً بِما يَكْفِي .. فأنا أتحدَّثُ كالعُشّاقِ فيما لم أعشَقْ يومًا وأعوذُ بالله!
ولستُ دجّالةً بما يكفي .. لأنّي أعترفُ بأنّي لستُ أيةَ نُسخَةٍ من خُزَعْبَلاتِي, وأن شَعوَذَتي تجهَلُ تعويذةَ التأثيرْ!
لستُ خياليةً بما يكفي .. لهذا تُعجزُني محاولةُ رسمِ قدمَيكَ التي ستُهرْوِلُ بهما نحوي, فيما يهزأ بي وبالمحاولاتِ واقِعٌ أكثرُ حَصافَةً يَعرفُ أنّ الرسوماتِ لا تُملكُ قدَمًا لتغادرَ اللّوحاتْ!
ولستُ واقعيةً بما يكفي .. لذلكَ أتحدثُ إليكَ وحدي, وعنْكَ بِحضْرةِ الآخرينْ
لسْتُ بريئةً بما يكفِي .. فأنا أستَمِعُ لصديقَتِي تُهاتِفُ حبيبَها وأتظاهَرُ بأنّ مِشْبَكَ شَعْري تائهٌ في الحَقِيبةْ!
ولستُ داهيةً بما يكفي .. فقد ظننتُ أستاذي الأنيقَ يعشَقُ توزيعَ السيناتِ في صوائِتِ قَصِيدتِي
بينما هو يَعشَقُ جَرْسَها في النَّبْرةِ الغِرّةِ الساذَجَةْ!
لستُ متهوّرةً بما يكفي .. فلن أحطّمَ العالَمَ الذي يخادِعُني مادمتُ أُحفُورةً فوقَ جِدَارٍ عَتِيقٍ فيهْ!
ولستُ حليمةً بما يكفي .. لئلاّ أدعَكَ بالبُوظةِ وجهَ الأبلهِ الذي غازَلَنِي في المَجْمَعِ التِّجاريّ ذلك المَساء!
لسْتُ صَبُورةً بما يَكفي .. فلا تُفكّرْ أنْ تترُكَ رنَّتي في هاتفِكَ رهْنَ الانتظار!
ولستُ عَجُولةً بما يكفي .. لأستحِثَّ تَخَلُّقَكَ كما أشاءْ .. أو أتجشَّمَ صناعتَكَ على طريقَتِي!
لستُ وفيّةً بما يكفي .. فلنْ أتعبَ كثيرًا لأمحوكَ وأنساكَ وأرتاحَ منكْ
ولستُ مُباليةً بما يكفِي .. لهذا لنْ أفكّرَ فيكَ إلا بِقَدْر ما أفكِّرُ بسائقِ الحافلَة, والكاشِير, وموظَّفِ شَركةِ الاتّصالاتِ المُتملِّقْ!
لستُ مِزاجيةً بما يكْفِي .. فالذينَ أكرهُهُم لمرّةْ لن أحبَّهُم أيةَ مرّة, والذين أحبُّهُم مرةّ .. يذهبونَ بعَقْلي أبدًا !
ولستُ جادّةً مَعَكَ بما يكفي .. كي أمنحَكَ كلمةَ سرّي أو جوازَ العُبور إلى حُلْميَ الأجملْ!!
(إنّما كنّا نَخوضُ ونلعَبْ)
لسْتُ فيلسوفةً بما يكفي .. لذلكَ لنْ أُفلِحَ في جعلِ فِكْركَ ينذهِلُ بي ولا روحِكَ تسبَحُ في ملَكوتي!
ولستُ خرقاءَ بما يكفي .. فقد انتبَهْتُ -ذاتَ إغفاءةِ فَلْسفةْ - كيفَ أنّنِي خرقاءْ!
لستُ متواضعةً بما يكفي .. لأقولَ للآخرين إني فتاةٌ عاديّةٌ جدًا !
ولستُ مغرورةً بما يكْفِي .. فـ يَهُزُّني كيدُهُنّ العظيمُ حينَ تَفْضَحُهُنَّ الغَيرةُ وتَخُونُنِي ثِقَتِي!
لستُ سخيةً بما يَكفي .. فالرّجُل الذي سيَهِيمُ بي لن يحظَى بكثيرِ الكلماتِ التي تقُولُها الرَّعْناواتُ حينَ يَهِمْن!
ولستُ مغلولةَ الكفِّ بما يكفي ..لأبخلَ على حماقاتِي بالصَّفْعِ, وعلى أحبّتِي بـ لمْسَةٍ دافئةْ
و كَيْلةِ حنُوٍّ بِصُواعِ المَلِكْ !
لسْتُ شِرّيرةً بما يَكفي .. فحينَ أقولُ للأغبياء الذينَ يحاولونَ اختراقَ حُدودي إنّهم : أغبياءْ؛ أحاول أنْ أتناولَ جُرعةً من مُسَكّنِ الغَضَبْ!
لكنّي أيضًا..
لستُ طيّبَةً بما يكفي .. لأسامِحَ الذين يَتَحذْلَقونْ
أو أسامحَ قلبي - بِشأنِهِمْ -حينَ يَخذِلُني!!

لذَلِكَ..
أعيشُ مؤَخّرًا .. بلا قَلبْ!
.
.
(مِشْكاةْ)
..
.. أعلاهُ ..
لم أكُن مُستيقظةً بما يكفيْ .. فلا تؤاخِذنا أيها الإدراكُ إنْ نسينا أو أخطأنا!
.

.
.
عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس