عرض مشاركة واحدة
قديم 27/11/2010, 02:53 PM   #60
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي

( ألـْـزْهايْمِر )
.

.
"تصبحين على النسيان"
.
.
تقولُها وهْيَ تتمطَّى
وتغطُّ في النومِ ذاكرَتِي!
.
.
أنا التي كنتُ أطفئ كل الأنوارِ
عسى أن تنامَ تلكَ السفّاحَةُ باكرًا دونَ قِتالْ !
وأغلِقُ ستائِرَ الأصواتِ
وأطمُرُ جميعَ كُوَى القَبَساتِ
كيلا تنقدِحَ ( يا أنتَ ) حين أزاولُ طقوسَ نسيانِكَ
فتُفسِدَ عليَّ حياتي!
واليومَ أمسكُ بقدّاحَةِ الشِّعر لأوقِدَ مشعلاً
فتخذلُني!
وأفتح ستائرَ الأصواتِ فأجِدُ جدارًا من الصمتِ مكانَ النافذة!
وأصرُخُ في الفراااااغْ
.
.
أهزُّها وهي لم تزل تغطُّ
تنهمِكُ في الموتْ
أرشُّ في وجهها عِطرًا ومطرًا وضحكاتٍ قديمةً
ومواعيدَ مجنونةً
وصخبًا كثيرًا
فتفتحُ عينيها بتثاقلٍ غَرييييب
وتنظر إليّ بوجهٍ لا حياةَ فيه
ثم تعود لتغُطَّ من جديد!
.
.
تحلُمُ .. تُتمتِمُ .. تتقلّبْ
كالقلبِ تمامًا
فألتصِقُ بها
أتجسّسُ على أحلامِها باضطرابْ
أحاولُ التقاطَ اسمِكَ
أو صوتِكَ أو شيءٍ من ملامحكَ وبقاياكْ
لكنَّها تصمتُ قبل أن تبوحَ بالحرفِ الأخير!
هي هكذا دائمًا .. تأتيني باسمكَ من حرفِهِ الأخيرْ
فكانتْ وكأنها تمرِّرُ ليَ السرَّ الذي سـ يَسْحَلُ روحي
في يومٍ قادمٍ فوقَ النهاياتِ البائسة!
لكنّي ما كنتُ لأفهمَها
ولا لأفهَمَ الأسْرارْ!
.
.
تائهةٌ جدًا
ولا أعرفُ ما الابتداءُ من المنتهى
ولا ما الانتهاءُ إلى البداية!
.
.
(ذاكرتي) التي تتمادى دون مبالاةٍ في غيبوبتِها
لا يهمُّها أن تكونَ بخيرٍ أو لا تكونْ!
أنْ تأكلَ وجَباتِكَ الثلاث
تنامَ قبل العاشرة
تبكيَ عليَّ قبل الإغماضةِ الأولى
ثم
تتذكرَنِي كلما جلستَ خلفَ مِقْودِ السيّارة
قبل الثامنةِ بقليلْ
من صباحِ الغدِ الذي لا يمْتَـثِلُ لنا
ولا يأتي!
.
.
تعبتُ كثيرًا كثيرًا أستجديها اذِّكارَكَ
بعدما كنتُ أعسِفُها بالنسيانْ
فلا تنكر عليّ إنْ نحرتُها هذا المساء
بكل ما فيها من زوايا تغسلُها الشمس
وزوايا يكتنفُها الضباب
لا تنكرْ إنْ نحرتُها وهي ترقُدُ في سلامٍ وَغْدٍ
لا يتركني أنعمُ بالسلامْ!
لا تنكر إنْ سِلْتَ من عروقِها نحو الغيبِ والمجهول والبعيد الباردِ
في جزئيَ (المنْفَى)
لا تنكر أن لا أبكي بعد اليومِ
وأنْ لا أرتعِدَ خوفًا من الغيابْ!
..
لا تنكرْ إنْ نمتَ غدًا متأخرًا
واستيقظتَ متأخرًا
وسمعتَ غناء الطيورِ التي ماتت منذُ آخرِ ربيعْ
وإنْ أمطرتِ السماءُ دونَ إذنٍ منّي
وتغيّرَتْ عليكَ الحياةُ!
ثمَّ استرقتَ نظرًا لأخرى
ولم تكتبْ شعرًا لـِ عامْ!
لا تُنكِرْ!
فأحدُهُم قطْعًا يكْسِرُ ضِلعَكَ الأعْوَجَ
قبل أن يقتُلَكَ مُرغَمًا ولا ينظرَ للـ وراء!
.
.

وليكن ألاّ يعني ذلك لكْ أكثرَ من الـخلاصْ
.
.
أو البشارةِ بالخلاص!
.
.
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس