الموضوع: من أجل الفضيلة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 26/07/2010, 03:30 AM   #15
عبير محمد الحمد
شـاعـرة و كــاتـبــة
افتراضي

أهلاً ثانيةً أخي مختار
.
.
من أجمل الإضافات المحتسبة لهذا النقاش .. فلك الشكر جزْلاً جزيلا .
وأحب أن أضيف إلى جميل قولك قولاً من العدالة بمكانٍ أن يُقال؛ ذلك أنه مثلما يكون الجور في حكم الأفرادِ على بعضهم وفق مقاييس خاصة ومعايير (متشددة) أو لنقُل: (متشدقة) أحيانًا, يكونُ الجور في بعض الأحكام المجتمعية المتشددة المتشدقة جور أعظم .. وهو أمر معروف ومسلّم به كنظرية اجتماعية قديمة, أعني : الجبر الاجتماعي الذي يسود فيه رأي الأغلبية ولو لم يكن صوابًا ويضعف فيه رأي الفرد ولو كان صوابًا ..
وهذا اللون من الإلزام الاجتماعي يتغير مع الوقت ولكن تحركه ضئييييل ويأخذ وقته بالحقَب والعقود الطوال
والشاهد في الكلام أن هذه الظروف مجتمعة جعلت من ضبط الفضيلة أمرًا صعبًا ..صعبًا علينا في تقييمنا للآخرين وفي تقبل تقييم الآخرين لنا ومؤثرًا في مدى ثبات مسلماتنا حول حدود الفضيلة وضوابطها, مسلماتنا التي يصعب فيما بعد إبرازها لأبنائنا مستقبلاً وهي لم تأخذ حقها من الاتزان في أذهاننا أوّلاً !
مالذي يليق ؟ وما الذي لا يليق؟ ماهي دواعم المروءة والشهامة ومكارم الأخلاق؟ وماهي خوارمها؟؟
هو يقول إن السلوك الفلانيّ : رذيلة .. والآخر يراه فعلاً عاديًا لا غبار عليه ..
هو يُلزم نفسه بالفعل الفلاني لأنه لا يليق به تركه كرجل فاضل .. بينما الآخر لا يرى في تركه بأسًا ولا منقصة !
كيف ينضبط هذا ؟؟ وهل في عدم الانضباط أصلاً ضرر؟ أم هو اختلاف طبيعي بشري غير مؤثر؟
وحين يصل بنا إلى رمي بعضنا بالرذيلة وتجريد بعضنا من الفضيلة فكيف نحل الخلاف؟
أم أنه لا يُحل ولنضرب عنه صفحًا ونمضِ؟؟
.
.
ربما كلنا مررنا بمواقف مشابهة تمس معاييرنا .. واعتدادَنا بمعاييرنا ..
وتمنينا أن نجد وسيلة لانصافها والدفاع عنها في وجه إعصار اجتماعي أو تحذلق فردي ذي صراخٍ مرتفع!
فمن سيجتث الفضيلة من كل هذا, ويتركها واضحة المعالم قريبة الاقتباس ؟؟!!!!
.
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس