تحية مسائية مكللة بزهور الياسمين لقلوبكم المزهرة بالود آل المطر الكرام
سهرات الجمال ، والأخوة ، والمحبة ، لزالت متواصلة ففي كل ليلة نستضيف نجم أ و نجمة من النجوم اللامعة فى سماء المطر الرحيبة
هذه السماء الرحبة التي جمعت من كل بستان زهرة ومن كل غيث قطرة
لتشكل مزيجاً متناغماً ، ومتآلف روحاً ، وقلباً ...يبحثُ عن الدفئ والمحبة هنا في
سنكون الليلة صحبة ضيف مميز صاحب فكر وقلم منيرين وعميقين
ستحط بنا الرحال الليلة في بلاد المغرب العربي ، حيث الآصالة ، والكرم
تحديداً في بلد المٌختار الشهيد العربي المجاهد الذي سطر أروع ملاحم الجهاد العربي والدفاع عن الوطن فقد كان رمزاً للبطولة والفداء والتضحية من أجل الدين والوطن
ستكون سهرتنا الليلة في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الأشتراكية العُظمي ( الأسم الرسمي لـ ليبيا ) والتي نحتفل فيها الليلة بالعيد الأربعون لثورة الفاتح المجيدة فغداً يصادف العيد الوطني لـ ليبيا
يسعدنا أن نكون في صحبة الكاتب المميز والذي طالما أتحفنا بمواضيع ضاربة في العمق ، ولعل نصه العميق ورائيات خير دليل علي ذلك
رحبوا معي بالنجم السهرة الليلة الكاتب /
[glint] علــى عُمر الفسِي [/glint]
الأسئلة :
السؤال الاول :
للشهر الكريم معانٍ جليلة في نفس المؤمن، ماذا يعنى لك الشهر الكريم وما الذي يمثله لك من معانٍ نبيلة؟
رمضان شهر التجارة مع الله والتقرب للمولى عز وجل هو شهر العبادات ..هو شهر الصيام والقيام .. هو شهر رفع قطيعة الأرحام .. هو شهر المحبة والألفة .. هو شهر الدقيقة فيه تعادل عمل يوم كامل في بقية الشهور.
رمضان ..له لون ومذاق ومعنى ً خاص متفرد في التميز ، أول معانيه وآخر معانيه هو الصوم .. والصوم نكبح به جماح النفس ونكسر أنانيتها ، الصوم يعني القدرة على تجاوز عبودية النفس لكي تتحرر من سجن الأنانية وحب الذات وترى في الحياة عمقاً أبعد يرقى بنا إلى مشارف الإيثار.
السؤال الثاني :
يعد شهر رمضان فرصة للتصالح والتواد والتراحم بين الأهل والأقارب والأصدقاء.
- هل تستغل هذا الشهر في توثيق أواصر المودة وزيادة التواصل وصلة الرحم؟
بالتأكيد.. فإن هذا الشهر الفضيل يحطم حالة الجمود ويجدد المشاعر والأحاسيس ويكسر الروتين اليومي الاعتيادي ، ويغير الحياة ونمط السلوك .
ويحس الإنسان خلاله بتفاهة الصراعات الدنوية والخلافات المادية .
السؤال الثالث :
ـ دائما تحلق بنا ذكريات لا تنتهي مع رمضان، الطفولة و رمضان، أشياء عبرت و لم نعبرها حتى الآن .. هل من حديث حول هذا ؟
أذكر حين كنا صغاراً ..زمان زماااان كانت تملأنا الدهشة.. بعواطف جامحة ، أذكر حين كنا صغاراً.. يوم اشترى لي أبي فانوساً ملوناً وشمعة .. وكان الشارع تضيئه البهجة وكأن الكون بأسره يلعب معنا .. عتمة الغروب والدرب الخالي من البشر عند الإفطار أذكر حين كنا صغاراً كيف كنا نستلقي على الطريق الخالي من المارة والسيارات.. ونسائم الخريف الباردة والصمت السائد إلا من حلاوة أذان المغرب ..
ثم تمر الساعات سريعة سريعة كأنها الأمس الذي تسكنه (( خراريف )) ألف ليلة وليلة.. و"شهرزاد" تستهل حكايات(( البسباسي)) من المذياع العتيق.. ويبحر السندباد.. ويخرج الجن من القمقم المختوم بعد آلاف السنين على يد صياد مسكون بالحلم ويطير(( دوق فليد )).. ، موعود بالحب و النهايات السعيدة .
تُعِدُّ أمي طعام السحور و يأخذ النعاس بيدي .. أنامُ أينما أكون .. وكيفما أكون ..
في الصباح التالي .. وجدتني قد بلغت الأربعين .
السؤال الرابع :
ما هي عاداتك الخاصة الدينية والاجتماعية أو برنامجك خلال الشهر المبارك؟
هو برنامج اعتيادي يكاد يجمع عليه المسلمين جميعاً فبعد الانتهاء من الإفطار وهو عنصر أساسي في جدول الأعمال .. نستعد لصلاة القيام بعد ذلك القيام ببعض الزيارات الاجتماعية .. ومواصلة الأصدقاء ثم لا بأس تلاوة شيء من القرآن
... لا شيء غير ذلك .
السؤال الخامس :
- قراءة القرآن الكريم و القيام هذا ما يتبادر إلى الذهن عند استقبال شهر تضاعف فيه الحسنات وتنتشر فيه أنوار الروحانيات التي تغسل القلوب من أدرانها ، ما مدى حرصك على ذلك ؟
هذا أمر طبيعي .. للأسف أننا لا نحرص على قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته إلا في شهر رمضان ونتركه باقي أشهر السنة ، في حين أن الحفاظ على قراءة القرآن الكريم يجب أن تكون في كل وقت من أوقات السنة .
السؤال السادس :
ـ ما هو الموقف الذي حصل لك ِ في شهر رمضان المبارك، ولا يمكن أن تنساه ؟
لا أذكر أمراً .. ذو أهمية قصوى أو غير في حياتي حدث في رمضان .. كان شهر رمضان دائماً شهر الرحمة والبركة والسكينة .
السؤال السابع :
يزخر التلفزيون بالعديد من البرامج المتنوعة، دينية، وإجتماعية، وتوعوية، وثقافية، وترفيهية، ومسلسلات متعددة.
ما رأيك في جودة ومستوى المادة المطروحة والمعدة لهذه البرامج؟ وهل محتوي ومضمون هذه البرامج يتوافق مع كميتها؟
وما هي نوعية البرامج التي تحرص علي متا بعتها ؟
للأسف لا أتابع أيّـاً منها .. وقتي في الغالب لا يسمح وأهم ما أحرص علي مشاهدة البرامج السياسية ونشرات الاخبار ، والبرامج الرياضية
وأفضل كذلك مشاهدة المسرحيات بين الفينة والاخري وخصوصا ً تلك التي يقوم ببطولتها الفنان المصري محمد صبحي فهي تناقش قضايا حيوية سياسية ، وإجتماعية في قالب مميز
السؤال الثامن :
لكل قطر عربي سفرته الرمضانية المميزة والتي تعد معلماً من معالم رمضان وطبعا الميزة الأولى والأهم تكمن في إجتماع أفراد العائلة حول مائدة إفطار واحدة.
- ما هي مكونات المائدة المميزة لبلدك أثناء شهر رمضان الكريم وأهم الأكلات التي تحرص شخصيا علي تواجدها في المائدة سواء من طبق رئيسي أو حلو؟ وهل تفضل الإفطار في جو عائلي حميم خلال ليالي الشهر الكريمة؟ أم أن هناك بعض الظروف التي تحول دون ذلك؟
هذا السؤال ترك لي السيد علي الفسي الإجابة عليه 
فهو أخبرني بأهم الاكلات التي يحرص علي تواجدها وساقوم انا فتحية بحكم خبرتي و بإعتباري حاصلة علي شهادة الإيزو العالمية للطبخ 
بتوضيح هذه الأكلات التي يفضلها السيد علي الفسِي
طبعا المائدة الليبية متنوعة ومتعددة الأشكال ، ومختلفة بإختلاف المناطق ولكن أهم الأطباق المميزة هي طبق الشوربة الليبية وهي طبق أساسي في رمضان وكذلك صنف البطاطا المبطنة اللذيذة والتي احبها شخصياً
وطبق أخر يعد من أنواع المحشيات معروف باسم ( إبراك ) وهو من الأكلات التي يحرص علي تواجدها السيد علي في مائدة رمضان الكريم نظراً لشغفه بهذه الاكلة وهو شبيه بورق العنب ولكن يعمل من ورق السلق الاخضر وهو طبق مميز ومتدوال في المائدة الليبية والحشو عبارة عن خليط من الأرز و البقدنوس والكسبرة والطماطم والفلفل واللحم المفروم ويخلط ويحُشي به أوراق السلق
كذلك من الأكلات التي يفضلها السيد علي في المائدة الرمضانية طبق الشوربة طبعا ، والعُصَبان
وهو نوع من المحاشي وهوعبارة عن نقانق محشية بنفس حشو ورق السلق سابقاً ( إبراك )
وأهم المشروبات التي يحرص علي تناولها هي مشروب اسمه ( الروينٌة )
وهذا المشروب نفضله عادة في السحور وهو مشروب منعش ومفيد لجسم الصائم وكل مكوناته طبيعية مئة بالمئة ويعد من المقويات الصحية ويتكون هذا المشروب من عدة انواع من الحبوب الغذائية والمفيدة وهي القمح ، والحمص ، والكزبرة ، والقصب ، والكمون الحلو ،
تحمس في الفرن كل علي حدة ثم تُطحن لتصبح دقيق ناعم ويضاف إليها مقدار قليل من الحلبة المسحونة حسب الرغبة وتخزن طبعا وعند الأستعمال يؤخذ مقدار من هذا الخليط المقوي في كوب ويخلط بماء مثلج وقليل من السكر ويشرب بالهناء وإن شاء الله إجابتي تكون عجباتك 
السؤال التاسع :
- ما هي أهم مظاهر الشهر في بلدك وبما يمتاز رمضان لديكم وخصوصا ً لياليه الجميلة؟ وما هي أهم العادات الطيبة التي تحرصون علي القيام بها في هذا الشهر المعظم؟
نريد منك نقلنا إلي أجواء رمضان لديكم.
أهم مظاهر الشهر الكريم تتمثل في الترابط والتماسك وكذلك في إقامة الخيم الرمضانية لعابرى السبيل ومدينتى بنغازى في ليل رمضان تعد من أروع ما يكون حركة مستمرة ، والجوامع عامرة بالناس الذين يحرصون علي آداء صلاة التراويح وقراءة القران وحضور الدروس والخطب الدينية وإحياء المناسبات الدينية التي تتوافق والشهر الكريم
فشهر رمضان يعد شهر الرحمة والتواصل والتواد والتراحم بين الأهل والأحباب والأصدقاء وفرصة للتصالح والتراحم
السؤال العاشر :
ما هي علاقاتك بالقراءة والكتابة خلال هذا الشهر؟ وهل تكون كتاباتك ككاتب محصورة علي الجانب الديني فقط أي بمعني هل هي متأثرة بالجوانب الروحانية للشهر الكريم؟
ليس هناك تغيير كبير .. فاغتنام ساعة أو ساعتين للاطلاع على شيء من الكتب هو أمر روتيني
السؤال الحادي عشر :
كانَ في شهرِ رمضانَ عبرَ التَّاريخِ العربِيِّ الإسلامِيِّ أيَّامٌ غُرٌّ وَ ميمونَة ، حملت الانتصار المُبينَ وَ رفعت رايةَ الدِّينِ عاليةً خفَّاقَـة .
- أيُّ حادثةٍ رمضانيَّـة أثَّرت فيكَ عندما قرأتَ عنها ؟ وَ بأيِّ درسٍ عظيمٍ خرجتَ منها ؟
هو حدث معاصر .. رهيب خارج عن حدود الخيارات التي وضعتها لكنه الحدث الأكثر التصاقاً وتأثيراً ليس لأن الأحداث الرمضانية الأخرى أقل تأثيراً بل ربما لأني عاصرته وتابعت أحداثه أولاً بأول .. إنه حدث مجزرة الحرم الإبراهيمي .. التي لا ولن تُنسى من ذاكرتي .
هذه المذبحة التي نفذها المجرم باروخ جولد شتاين وكان ذلك في 25/2/1994م الموافق الخامس عشر من رمضان , والتي استشهد فيها 29 شهيداً وجرح فيها 200 . والجدير بالذكر هنا أن الاعلام الغربي لم يجرؤ على وصف غولدشتاين بالإرهابي لأنه يهودى طبعاً
السؤال الثاني عشر :
لو طلب منك توجيه دعوة إفطار لثلاث أشخاص أعزاء على مائدتك .. لمن توجه هذه الدعوة؟
سأكون سخياً .. أو أدعي الكرم وأدعو جميع أعضاء .
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الخروج منه مرحومين مغفور لنا مكتوب لنا عتقاً من نارك تجنبنا به عذابك يا رب العالمين . 
31/08/2009, 09:14 AM
العرض العادي
