إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > حرائـر غيمتي
التعليمـــات التقويم

حرائـر غيمتي هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


ذَاكِرة تَختَزِلُ الحَيَاةْ .

هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22/11/2010, 06:39 PM
الصورة الرمزية أريج عبدالله
أريج عبدالله أريج عبدالله غير متواجد حالياً
كاتبـة
 



أريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond reputeأريج عبدالله has a reputation beyond repute
افتراضي



كَانت مُتابعتكِ محرضي الأول على المُتابعة،
ذكرى
حرفُكِ ينشقُ عن نور ، فلا تحرميني ضوءك.
 
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


رد مع اقتباس
قديم 24/11/2010, 05:56 PM   #2
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي



17-12-1431 هـ:

أن تُغافِلَ القدرَ لتزورني في منامي،
مرةً على شاكِلةِ رجلٍ غريب،
ومرة خلال جسد ذكرى غائرة،
وتارةً على هيئة حُلمٍ جميل،
يعني بأنّ ما ربط بيننا تعدى كونه صدفةً تنتظر تأشيرة سفرٍ،
و جواز تصريح!
ذاكَ الذي ربَطَ بيننا كان صادقاً .. حدَّ الضِيَاءْ.
إلا أنّهُ سقط بسذاجة في المكان الخاطئ،
وفي الزمن الخاطئ،
وبين القلبين الخاطئين.





(شذرة من زجاج) :
كانَ نِسيانُكَ العثرة الأكثَرَ بساطة! .
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24/11/2010, 06:43 PM   #3
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي


17-12-1431 هـ:


( أُمنية طائشة )
أتمنى لو أكون شجاعة حد التهوُّر؛
لأنسحب من واقعي لعينيكَ بسلاسة.


( أُمنية مجنونة )
أتمنى لو نولُدَ -أنا وأنتَ- مرة أُخرى في دنُيا جديدة؛
لنهزمَ فيها كُلَ القُيود، و نبيحَ لأنفسنا ارتكاب المُحرّمات!


( أُمنية صفراء )
أتمنى أن أعيشَ يومي الحالي كمُراهقة مجنونة،
تستقبلُ الصبَاح بأحمرِ شِفَاهٍ صَارِخ،
ترتدي نظّارة شمسية داخل أروقة المباني الغارقة في الظلال بحمقٍ ظاهِر،
تبيحُ لنفسها ارتداء تنورة قصيرة جدَّاً كتحدٍّ ضد الحياء الوقُور،
تمشي بدلال أميرة،
وتدمن جمع الروايات العاطفية الممنوعة،
وتهوى أن تترُكَ شعرها يهيمُ بين أصابع الهواء كيفما شاء.
تضحكُ بصوتٍ عالٍ كسعيٍ وراء التمرُّد،
تسردُ الأحاديث كآلة دون ملل،
و تعلق نفسها على الأمورُ التافهة بسذاجة! .


( أمنية دافئة )
أتمنى أن أكونَ خيطاً من الشمس،
أو نسمة تتدلّى من رياح،
حفنةٌ من تراب، أو أقصوصة من فجر
لا يهم،
المهم أن أرتمي كُل يوم خلفَ نافذَتِك من خلال شيءٍ ما.


( أمنية باهتة )
أتمنى أن أطيلَ البُكاء على كتفيكَ بافتراء واضح،
وتكتفي بأن تزرع في أذني طمأنينة ولو كاذبة،
دون أن تُقابل بكائي بتجهم يعريني باتهام!


( أمنية مشرّدة )
أتمنى أن تُشرِقَ الأشياء الكبيرة من تفاصيلنا اليوميّة السخيفة،
كأن أجد حُريتي الضائعة في كوبِ قهوة، أو على وجهِ مرآة!


( أمنية بيضَاء )
أتمنى لو يغسلنا المطر،
برقصة خفيفة تحتَ قطراته.
ويُخلّد مشهد رقصِناَ على أرضٍ مُبتلّة.


.. و تموتُ الأمنيات قريرةَ العينِ خلفَ جفنِ المُستحيل .
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26/11/2010, 06:15 PM   #4
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي


19 / 12 /1431 هـ :

( فلسفة قاصرة ):


لابُدَّ أنني خُلقتُ يحذوني خللٌ ما،
أو أنَّ كُل ما في الأمر هو هالة من عدم المُبالاة!
لطالما كُنتُ أقيسُ الأمورَ والمُجريات باستيعابٍ بسيط،
ولا أدري إن كانَ هذا قصرٌ عقلي أصابني،
أم أنَّ الأشياء التي حولي لا تستحقُّ فعلاً أن ترصدَ باهتمام كبير.
ما المانع في أن أُنبّه فتاة سيئة ثرثرت في شرفي إلى أن هناك من يسرقها كبلهاء؟
ما فائدة أن أقضي أيامي أصهرُ نفسي في جوفِ كتاب ويأتي الحظُ بلا حياء ليساويني بأخرى تجهل الفرق بين تَ و ةَ ؟
ما هو الإختلاف بين أن أنام مُتخمة بطنين وجع، وبين أن ينام مُشرّد ممزق بسكاكين الجوع؟
ما الفرقُ إن مارستُ الحُبَّ بجميع هفواته حتى أغدو كيساً من ذنوب ينبذُ وسطَ شارعٍ فاسد،
أو أن تحيطني الملائكة بوشاحٍ من عفاف، وأمسي أنتظر الخلاص أن يأتيني في هيئة مُقدسة كزواج مثلاً؟
أليسَ القدرُ هو ذاتهُ في النهاية؟
ألا يتساوى كلا الخيارين في ثمن التضحيات؟

جُبِلت الحياة على أن تكونَ عادلة، وأن تهدي كُلَّ شيءٍ كياناً بحصصٍ متساوية.
أما الموت فيفضل أن يكون جائراً، يجعلُ من كُلِّ المقاماتِ تحتَ جبروته سواء.

إذنْ، كلتا الدفتين تُفضي إلى وجهٍ واحد!
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21/12/2010, 08:31 PM   #5
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي

15/1/1432هـ:


أنا لا أرضى بأن تسرقك الدنيا هكذا مني دونَ أن تُقدم لي اعتذاراً يليقُ بصبري.
ليسَ لأنهُ لا عيشَ لي بدُونِك، بل لأني لا أريد يوماً آخرَ لا يكتبك،
ولا أريدُ صباحاً آخرَ لا يغنيك على أوتار حسي، و لا مساءً لا ينتشي بصوتك.
لن أتنازلَ عن حقي فيك، ليسَ و نهاية جائرة قد أعلنت أنَّ اضطهداها لما بيننا قادمٌ لا محالة.
و هذهِ أنا أجهز زادي منكَ قبلَ حلول الفجيعة، وطَرْقنا لشرفات السفر،
و أكدسك داخل تفاصيل كل اللحظات الآتية، و ألقي بأوقاتي الخالية منكَ التي لا حاجة لي بها خارج حسابات عمري.
كُلُّ هذا لأنني أعلم أنهُ ذات يومٍ لا أريد له أن يأتي، سأحتاجُ إلى ذاكرة مُتخمة بأنفاسك؛ تخفف عن قلبي هولَ الفراق!
أنا حزينة، وقلبي يدوي بنبضٍ أستطيع أن أجزم أنه غاضب،
وأنتَ لا تسمعُ، ولا ترى، أو أنكَ تفعلُ، و تُؤثر ألاّ تواجه كل هذا الحنق الفائض مني.
لحظتي هذهِ بحاجةٍ ماسة لأن تكتمل بك،
فلا تلمني وقلبي على كُل هذا الاندفاع والصخب وأنتَ أولُ من نبهني لحقيقة أن الفراق آت.
فلتكُن رجلاً عادلاً، وحبيباً ينتهج العطاءَ دون حدود
ولتسمح لي بالدفاع عن حقي فيكَ دون أن تثور وتتهم رغبتي بكَ بالأنانية.
إن ما بيننا يتسعُ لتسطير عمر بأكمله، فكيفَ تريدُ مني أن أرضى بالقليل منه وأسكت؟!
يجبُ علي أن أسارعَ بجمع حصيلتي منكَ،
و أن أحكي لكَ كل ليلة تلك القصص المنسوجة في داخلي عنا،
و عليكَ أنتَ أن تمثل معي دورَ الأب الروحي، و الزوج المثالي، والابن البار؛
لتقدم لي تعويضاً عن حياتنا الآتية المبتورة ظُلماً، و تعلمُ يا حبيبي أنهُ لن يكفي. : )
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10/01/2011, 09:52 AM   #6
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي



7/2/1432هـ : طيفٌ تلوّن بالعشق معَك.

(قوسٌ أحمر):
كُنتُ في حكايتي معكَ شمعةً،
تُشعِلُ رأسها، لأجلك.
كانت تذوي وتحترق،
و الدمعُ يلملم أطرافها،
و ما كانتَ ترتجي غيرَ ضوءٍ تخلقُ لكَ فيه فسحةً من رضا.

(قوسٌ برتقالي):
صباحي نورٌ كالذي أشرقَ من بؤرة انبعاثك.
كنتَ ولازلت رجلاً ينمو في داخلي و يُزهر،
لستَ مُجرد حب كالذي تصنعه اليوم كل التفاصيل،
أنتَ بالنسبة لي شيءٌ مُبهم،
عصيٌّ على إحساسي أن يدركه!
أنتَ مُعجزة، حالة لم تُخلق بعد،
أقتاتُ على وجودكَ بي،
و أشعرُ بك تتوسعُ في داخلي لتغطي أراضيك كل مساحاتي.

(قوسٌ أصفر):
لا تُلقِ بعينيكَ يمنةً ويُسرة،
ولا تشغل قلبك بأصواتِ العابرين.
أنا وأنتَ هَاهُنا نخلقَ من جديد،
فوقَ خيوط الشمس الأولى.
أقطفُ السعادة من عيني الشمس لأدللك،
و تتوسدُ معي ظهرَ الغيمِ لنحلم،
و من تحتنا أراضٍ تحتَ وطأة الجنونِ اللذيذ تفنى.

(قوسٌ أخضر):
إن سألوني "كيف أحيا؟"
سأسألهم "كيفَ يغصُّ لي عيشٌ و أنتَ تبثُُّ في أوصالي أوكسجين الحياة؟!" : )
أي صُدفةٍ جميلة هذه التي سقطت على عمري لتجمعني بك،
و أي أرضٍ ستكفي لاحتضان الفرح الذي أحاطنا دفعة واحدة حينَ التقى قلبينا على ضفةَّ الحُبِّ الأول.
يا رجلاً أشعلَ على أنامله كُلَّ أحلامي،
يا رجلاً أتاني يجرُّ خلفه مفاتيح جنةٍّ لا تَبلى،
يا رجلاً تركتُ قلبي ينامُ قريراً بين كفيه،
"أُحبُكَ جداً"
و "جِداً" لا حصرَ لها.

(قوسٌ أزرق):
الحُزنُ يلتهمُ شغاف قلبي بشراسة،
و الروحُ لا تقوى مراسيمَ الفراق الفاجعة،
و فرشاةُ الأيامِ ترسم الآتي بألوانٍ من رماد،
و أنا في زحامِ كل ذلك أضيعُ وأنطفئ.

(قوسٌ بنفسجي):
نسجتُ أماني العمر كُلها على أكتافك،
و اخترتُ لكَ من كل الأماني الجميلة نصيبا.
لا أكترثُ لواقعٍ يرمي بأشيائنا الثمينة عُرضَ الحائط،
مادامت أمنياتي معكَ محفوظةً تحتَ عرشِ من لا ينام.



لقلبينا حكاية عشقٍ منشقة من لُبِّ البيَاض،
والحكايا البيضاء أبداً لا تموت؛
ما دام في الكون مُتسع لأنفاسٍ تلتحفُ النقاء.
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12/01/2011, 10:01 AM   #7
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي


8/2/1432هـ:

يجمعني بكَ إحساسٌ يتهاوى بين سماء و أرضٍ دونَ قَرَار،
إحساسٌ يتخبط على سُفُوحِ الحيرة،
وما من شيءٍ يقوده إلى حقيقةٍ بينة.
ليسَ بيننا ماضٍ أستندُ عليه في أوقاتٍ حالكة كهذه،
وهذا الحاضرُ أرهقه الترنحُ بين العودة و الرحيل حتى سَقِم!
و صورة المُستقبل القادم مُوِّهت بفعلِ نبوءات الفقدِ حتى غشاها الضباب.
و العالمُ كله أصمهُ بكاء قلبي،
وأنتَ يا حبيبي لا تنصتُ لهذا البُكاء.
أدمنَ القلبُ طقوسَ النواح، و أعد عدته لاستقبال مراسيم الحداد.
ففي كل الأحوال لا مفر من حرائق الحرمان.
غيابُك شتاء قارس يصلبُ الأطراف،
و حضورك تمهيد مُوجعٍ لغيابٍ يشارفُ على الأبواب.
ومنذُ ولادة هذا الحب بيننا،
وهو يجاهد الحروب القائمة.
فمتى أيا حبيب القلب ستُرفعُ الرايات البيضاء، وينتهي كلُ شيءٍ بسلام؟
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12/01/2011, 10:39 AM   #8
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي


8/2/1432هـ: روحٌ ترجو الانتماء.


اكتشفتُ ذلكَ مُؤخراً.
أن الغربة اختارت رفقتي منذُ أمدٍ من فرطِ طوله ما عدتُ أحصيه.
منذُ أن كنتُ طفلةً تجمعُ شعرها في جديلتين وأنا لا أعرفُ كنه الانتماء.
لم أكن أنسجم مع فتياتٍ يشاركنني سنوات العمر، وما كنتُ أستطيع الانخراط في عوالم ضخمةٍ يعلو صوتها من حولي.
كانَ إحساسُ الغربة يشدني إلى زاوية العزلة،
وكلما كبرت، كبرت معي عُزلتي.
حتى مرَّ بي زمنٌ ظننتني أفلتُّ فيه مفاتيح الاتصال مع البشر!
التحفتُ الصمت،
وغافلتني الأيام وهي تجري على عشرٍ.
وها أنا اليوم أصارعُ للخروج من هوةٍ مُتخمة برائحة الاغتراب.
لم أشعر يوماً بالانتماء. : )
لم أنتمِ إلى تلك الحارة التي دفنت تحت أرضها طفولتي، ولم تكفل لي أزقتها يوماً بعضَ الأمان.
و ما حصدتُ انتمائي بينَ شوارع جدة الواسعة، ولا داخل منازلها التي ترتدي حلة الازدهار.
لم أنتمِ إلى أهالي الحارات الطائشة، ولم تتصالح معي ضوضاؤهم المُفعمة بالسهرِ والغناء.
و ما وجدتُ نفسي في حاضرٍ أصاب الناسَ فيه وباءَ التكبر و الخواء.
لم يخلق الله ضلعي في صدر عائلة تثبتها جذورٌ فارعة،
وما أسرَّ إلي القدر بحقيقة أرضي الأولى.
لا عائلة، ولا موطن، ولا أصلٌ ثابتٌ
أبني عليه هويتي.
و الناسُ من حولي أفواجٌ تتكاثرُ ، وفي كثرتهم أتيه.
الكل في فلك، وأنا وحدي أسبحُ في فلك.
أكان ذلك وزرَ مجتمعٍ لم يقبل باحتضان فجر طفولتي،
أم كانّ خطئًا ارتكبه والداي حينَ تشاغلا عن ترسيخ ثوابت الانتماء في صدري؟
لطالما أسررتُ بحديثي هذا إلى الله،
و لطالما بعثتُ بتساؤلاتٍ يتيمة إلى صدرِ السماء.
لو أنَّ الله خلقني في عهدٍ آخر، في زمنٍ ماضٍ، أو غدٍ آت،
أ سأجدُ في أركانهم بذور الانتماء؟
ماذا لو أنني أضعفُ من أنتسب لبني البشر،
ماذا لو أنَّ الله وهبني طاقة فكرية ستكونُ أقوى لو أنها تلبَّست آثاراً كونيةً أُخرى؟
ماذا لو خلقني الله في هيئة طيرٍ لا يشغلهُ سوى الغداة والرواح،
أو قطرة في غيمٍ يكونُ في سقوطها حياة؟
ماذا لو كنتُ شيئاً غير محسوس،
فجرٌ يلملم الجراح، أو شمسٌ توزعُ زمر الضوء كلَّ صباح؟
لو كنتُ ليلاً توقظُ فيه المشاعر وُتسدل على إثره الأجفان،
أو مجرد ربيعٍ يقطف الأحزان، أو ربما خريف يحضنُ العشاق؟
أكان الانتماء سيتسلل إلى روحي من خلالهم؟
أم أنَّ الأوانَ قد فات، و لم يلحظ الكون أن خُطى الغُربة كانت تقترب،
حتى بلغت مني حد الالتحام! .
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/01/2011, 04:39 PM   #9
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي

9/2/1432هـ:


العينُ تدمعُ حينَ تُباغتُ ذكراك لحظاتَ وحدتي،
و كلماتُكَ، و صُورُكَ توقظُ في قلبي الشجن.
أظننتَ أنك أجدتَ إخفاءَ انجذابك إلي عن مرأى إحساسي؟
رأيتُ كم أرهقك أن تمضي كل أوقاتك معي تُكابر،
وكلما تذكرتُ محاولاتك التي لم تنجح يوماً أمامي، تغلف شفتي ابتسامةٌ شقية.
كنتَ تعلمُ أنَّ تلك المشاعر التي دغدغت قلبينا المنفطرين ما هي إلا ضمادات نُخفي خلفها حاجتنا و آثار انكسارنا،
و أن هذا الانجراف الذي وقع بيننا يسلك منعطفاً خاطئاً دون اكتراث بالحقائق الأخرى.
لذلك اخترتَ أن تحمل أمتعتك وقلبك بعيداً عنّي؛
حتى لا يتلوث كلينا برجس الخيانة.
و بقدرِ الشرخ الذي أحدثه صدك حينها في صدري،
أحملُ لكَ اليوم باقات امتناني .
لم نقترف ذنباً،
و ما كان ذاكَ الذي اشتعلَ خَجِلاً بيننا نزوة زائفة.
كلُّ ما في الحكاية،
أنَّ الله أرادَ لنا أن نلتقي على قارعة طريقٍ لنتشاغل عن جراح خيباتنا الأولى بأشياء صغيرة تُشبه الحب،
ثم بعدها نكملُ طريقاً بدأناه أغراباً ، و ننسى!
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26/01/2011, 10:07 PM   #10
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي

منذُ تاريخٍ شهدَ على عودتِكَ إليَّ، و هذا هوَ كلُّ الحديث:



أنا مُتعبة حقاً!
ولن أقدر على احتمال ثقل الفراق هذهِ المرة.
أسيرُ خلفك واضعةً عُصابةً على عيني؛ تقيني رؤية الأشواك على جانبي الطريق،
وأنتَ تسيرُ بي فوق حبلٍ رفيعٍ آيلٍ لأن يُقطع ويهوي بنا إلى فراغٍ سحيق في أي لحظة!
و الخوفُ و القلق يهاجمنني في مسيري معك لأتوقف،
وفي كل مرة أقاوم؛
لئلا تحلَّ بقلبكَ الذي أحب خيبةً تُرديكَ طريحاً للحُزن!
وأنتَ يا رجلٌ عقدَ الجنون بمكامن حبي لا تملُّ المسيرَ في الظلام،
ومُستعدٌ لأن نكمل عمراً و زوايا العُتمة هي ما يجمعنا فقط!
أ ستكون دعواتي وحدها كفيلةً بحماية ما بيننا من الموت القادم؟
و أنتَ يا رَجُلي تعلمُ أن الموتَ مُصِيبنا لا محالة،
و رغم ذلك تصر على أن نذبل بطيئاً في الظلام!
رأسي يكادُ ينفصل عني من فرطِ تكدس الحيرة،
وقلبي ينبضُ أنيناً بكَ و لأجلك!
أنا أشعُر بحقيقة الأمورِ المُقبلة وهي تدق نواقيسَ الخطر،
وأنتَ لا تشعر، ولا تتحدث، وتمضي مصراً!
فهل أصابتني علةُ الوساوس يا حبيبي؟ أم أنَّ التفاصيل الجميلة هي ما تعمي ناظريك عن مُرِّ الحقيقة؟!
لن أقدرَ على التخلي عنك،
و أنا التي رسمتُ الأماني على كفيك بكل ما أحمله لكَ من حبٍ، و جنون، و وجل،
حتى غدتَ كفاكَ مدىً أخضر يمتد إلى اللا منتهى!
و لو أنَّ القدر سيمحو تلك الأماني بعذر الاستحالة،
فجهز كفناً أبيضاً يليقُ ببداية حُبنا، لتجمعني فيهِ بعد حين
لأنني سأحول مع وفاة الأماني إلى رُفاتٍ قانط!
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها