[رانية أحمد]

صندوق بريدي هذا الصباح كان يحوي 54 رسالة
من مصادر مجهولة

كلها أستحقت الـ Delete

إلا هذه كانت مني قريبة ..

لقد حاولت أن احب الصيف . ولكنني وجدت الصيف فصلا تكتسي فيه الاشجار ويتعرى فيه البشر أو يختخففون من ملابسهم
ووجدت الشتاء فصلا يكتسي فيه البشر وتتعرى الاشجار . .. وليس على الاشجار حرج من العري ،أنها تبدو اكثر جمالا ، أما البشر فيبدو عريهم إبتذالا. ومن هنا يبدو الشتاء أكثر إحتراما وكبرياء . ولقد أحببت الشتاء مرتين ... مرة بسبب رقته وقرب دموعه من قلبه .... ومرة أخرى بسبب المطر

والمطرعندي كائن ينطوي على معجزة أفقدنا التكرار إحساسنا بها.أن المطرهو رمز الحياة وبذرتها ، وابتعاد المطر عن مكان يعني الهلاك لهذا المكان


يمر الشتاء في موكب السحاب ويمسك دموعه ويخبئها وراء جفونه
ومثلما يقع لوجه الانسان حين يعبس ، وتنعقد الجبهة وتطرف العين وتمتلىء بالدموع ثم تنزلق قطرات المياه الدافئه تغتسل الخدين وتزيد الوجة جمالا وعذوبه .مثلما يقع للانسان يقع كذلك للشتاء .في البداية تتلبد السماء بالسحب ، ويبدو الجو متجها حين تختفي الشمس ثم يبرق البرق ويرعد الرعد وتبدأ السماء في البكاء


هل تغسل خطايا البشر في الارض.؟


هل تقدم اليهم معجزة من معجزات القدرة الخالقة؟


هل تنبعث الحياة في الارض التي ماتت؟


لهذا أحببت الشتاء لانه كائن يعرف كيف يبكي.