الموضوع: العيال كبرت
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/01/2011, 06:28 PM   #18
ابراهيم القهيدان
كـاتـب
 
الصورة الرمزية ابراهيم القهيدان
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داليا أصلان مشاهدة المشاركة
منذ أن منحتني ابتسامة للمرة الأولى في أسبوعها السادس ، حتى أدركتُ أنها سيدة الموقف وليس أنا ..
جعلها قرة عين لك وامتعك الله بنظرها مدى الحياه
فلذات الأكباد هم أسياد المواقف بلا شك
ولكن عندما يكبروا تتغير صور التعامل معهم

بمعنى آخر أنك حينما تربي أحد أبناءك على أي سلوك ينافي رغبته فأنت تحارب نفسك أولا في الانصياع له .. من تحبه وهو قطعة منك
التربية تعتبر من وجهة نظري صعبة المراس سواء بالتصرف أو القول
لأنك لابد ان تنحني وتتنازلي للجهة المقابلة أيا كانت وايا كان سنها
وهنا تكمن الصعوبة في تقبل الآخر

عندي قناعة زائدة في أن كل طفل يولد و لديه رصيد يفوق السبعين بالمئة من تربيته تتمثل في كلمة "فطرة" ، طبيعة ، جبلة .. ومهما حاولنا رصف وتعبيد وتمهيد وتهذيب تلك النتوءات التي لا تعجبنا فيه فإننا مهزومون .. ببساطة لأننا حين نربي لا نكترث برغبات هذا الطفل أو خصاله القهرية فيه ، وإنما نسلك طريقة كن فيكون ، ولأننا بشر بلا قدرات إعجازية ولا سحرية فإننا نفشل في النهاية في هدم وإعادة بناء تلك الأمانة .
الفطرة متأصلة بكل مولود
نحن كأبوين نغيرها كيفما نشاء
وكل حسب سعة اطلاعه وخبرته في هذا المجال
ولا أعتقد إن الأبوين عندما ينصاعوا لبعض تصرفات الأبناء يعتبر إنهزاميين
ولكن هي إستجابة بعض الأحيان لما ذكرتي من وجود خصال قهرية في الأبناء


والحقيقة أنني حينما استسلمتُ لفطرتي كأم .. فقد وجدتُ الأمر أسهل ، ليس بالتغيير الجذري وإنما بالتقويم ، بالمراقبة ، بالحرص على السلامة النفسية والجسدية تسبقهما العقائدية ، دون فرض الكثير من الكلفة والمنغصات .. نزهة مصحوبة بالمتعة ، راحة يومية في التعامل ، بأن أطيعها خمس مرات فيما تريد لتنفذ لي مطلبا واحدا فقط ، لكنه في حسابات التربية بألف سنة مما يعدون ..
ليس دائما هذا الاستسلام
سيأتي يوم وتكبر أبنتك وتتغير نظرتك لطرق وأساليب التربية حسب ما تقتضيه الأمور

يعنيني كثيرا أن تطلعني على ما يقلقها لا أن تعدني بألا تخطيء من جديد .. ببساطة أنا الأخرى خطاءة وبحاجة أكيدة إلى الحب والمغفرة ، وبطبيعتي لا أجيد تنفيذ العقوبات .. فلا أفرضها فأضع نفسي في موقف محرج أو بغيض ..
هي طرق وأساليب كما ذكرت لك وكل حسب مايراه مناسبا
وتنفيذ العقوبات قد لا يجدي بعض الاحيان
إنما هي شعرة معاويه
بين تلك وتلك يا داليا

أعتى عاصفة صادفتني معها وعنفتها فيها كانت من منطلق أنها خانت ثقتي ، خدعتني وأنا التي آمنتُ بها ، فما كان منها إلا أن حاسبت نفسها حسابا أشد مما قد أفكر بمعاقبتها به ..
اتعرفين لماذا ؟
لأنك وضعتي مكانتك العظيمة بداخلها وأنت لا تعلمين
الأبناء بعض الأحيان يأنبون أنفسهم أكثر مما نريده نحن
لأنهم يحسون بالذنب أكثر منا

الحياة سجال أجيال سيدي الفاضل .. عمرها تسعة أعوام (على مشارف مراهقة مبكرة) وتطيعني لأنني أطيعها ، تسر إلى بقلقها لأنني أحفظ سرها ، تحترمني لأنني أقدس آدميتها ، تخشى غضبتي لأنها تعلم أن نصيحتي خرجت لصالحها ، وتناقشني لأنني أضع نفسي مكانها حينما أقنعها بأي الطريقين أفضل ..
جعلها لك ولأبوها قرة عين وحفظها لكما الرب
الشفافية والحوار دائما ما تخلق أجواء حميمية بين كل أجناس البشر
فما بالك بيننا وبين أولادنا
شي جميل للغاية ما ذكرتيه هنا
تبارك الله

في النهاية لكل من أبناءنا مفتاح اذا توصلت إليه ملكته بسهولة ، وحذار أن تحاول جعله نسخة من أي أحد ، وإنما تحسس فطرته ، اتبعها وراقب إلى أين ستصل به وبك ، ومن ثم يأتي دور التعديل للتقويم ، لإعادة التوجيه نحو المسار الذي خلق له ، لا المسار الذي تراه أنت ..
البعض يجد ذلك المفتاح السري (الماستر كي) والبعض حتى لو وجده سيكسره بكثرة إستخدامه
إنما كما تقدم هي بين الشدة واللين
وليس مع الكل لأن الأبناء يختلفون في مداركهم وبالتالى يختلفون بطرق مناقشتهم
فالاختلاف وارد بين الأبناء وطرق التربية تختلف من أبن الى أبن أو من بنت الى بنت
والقدوه الحسنة تساعد كثيرا في عملية الأقناع


أعتذر .. و تقبل حضوري الثرثار
ختاما اصلحها الله لك ونفعك بها
وجعل لكم السعادة ظلا ظليلا
.
.
كما أعتذر عن تأخري بالرد
شكرا لحضورك المفعم بالفائدة والمتعة
تقديري
توقيع :  ابراهيم القهيدان

 

اتشرف بزيارتكم لمدونتي
http://ibrahim6262.com/
ابراهيم القهيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس