عرض مشاركة واحدة
قديم 20/11/2010, 09:20 PM   #6
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي

13 -12- 1431 هـ :

الأمس كانَ كابوساً دائم التكرار .
يؤلمني أن أرى أختي تتوشح بالسواد ،
تجعل من كحل عينيها رمزاً للحداد !
جاءت محنة الغياب على هيئة فاجعة ضللنا معها الطريق ،
آثرنا كُلّنا العودة إلا أختي .
اختارت الانسياق لطريق مغمورٍ بالظلال !
أراها اليوم تجهل ملامح ذاتها ، وكُلي أسى .
أنجد الملاذ حين نفر من ذواتنا المشروخة بسوطِ الوجع ؟
ليس ذلك إلا شائعة سادت غياهب المصاب .
كُل من رأى الوجهَ الظاهر من خيبتنا ،
يلقُي بحملِ الخراب على كاهل أُمي ،
وإليها يشيرُون بأصابع الاتهام !
أما أنا فما عدتُ أستطيعُ ذلك .
من الجُبن أن نحمّل الآخرين أوزار آثامنا و أحزاننا .
سبعة عشر عامًا من التضحية ، أضف إليها عامين مسروقين
تنازلت عنها أمي لأجلنا نحن .. فلذات كبدها !
أيحقُ لنا بعدها أن نطالب بالمزيد ؟
تحملّت أمي من الوجع ، والظلم ، والقسوة ، والألم .. ما يشفعُ لها عمراً بأكمله اختيارها للرحيل .
لا يحقّ لأي كان أن ينظُر إليها كـ مُجرمةٍ اختارت ( أن تعيش حياتها ) بدلاً من أن تضم أطفالها تحت جناحيها !
و أي حياة يتحدثون عنها ؟
و هي التي دفعت ثمن انسلاخها منّ قيود الألم بالكثير من التضحيات .
كان عليها أن تضحي بنا ، و بعافيتها ، و أن تتهيأ للمزيد من الخسائر القادمة مع مرور أعمارنا .
أ يحل لنا أن نصف عمر أمٌّ يتجرد من أبنائها بـ"الحياة" ؟!
إذن ، فكرّوا جيدّاً أيها الناس قبل أن ترموا الآخرين باتهامات فارغة .



( بُشرى آتية ) :
عوضك عند الله كبيرٌ يا أماّه ، عوضك عنده كبيرٌ فلا تحزني .
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس