عرض مشاركة واحدة
قديم 08/02/2011, 04:56 PM   #28
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي

5/3/1432هـ :

أمي ...
إني مُتعبة جداً،
ولا أدري من أي طرفٍ سأجرُّ ثوبَ الحديث؟ وعن أي حملٍ سأفصح لكِ أولا!ً
لقد استعمرني الخواء، و أشعرُ أنَّ قلبي الصغير يذبل بين يدي،
وما لي من حيلة!
أثقلني الهم يا أمي، و المشاعر في داخلي تعرجُ في خطوط متقاطعة، و تحدثُ بتصادمها صخباً يخل بتوازني!
و أنا عاجزة عن فتحِ سبيلٍ أُخرج منه تلك المشاعر المتراكمة في صدري.
إنََّ قلبي لا يجيدُ لغة تقديم الحنان يا أُمي،
وأنتِ تركتي بين يديّ ملاكين صغيرين، و زهرةً تفتحت لتوها،
و هذان يتوقان إلى حصةٍ تكفيهما من العاطفة، و تلكَ تُريدُ سقيا احتواء تروي احتياجها،
و أنا يا أمي أحملُ في داخلي أفواجاً من العاطفة، إلا أنني عاجزة عن سكبها إلا على ظهرِ ورق!
منذُ أن أزهرت في قلبي حقولُ العاطفة يا أمي،
وأنا لا أعلم كيف أحصد ثمارها، و لا كيف أخرج شوكها،
وتظل في قلبي حقولٌ تُزهِرُ، و تجف، و أخرى تحيلُ إلى قاحلة!
علميني تحتَ أي أرضٍ أدفن خوفي، و بأي وجهٍ سأُواجه تقصيري،
والكل من حولي يشير إلي بأصابع الاتهام يا أمي،
و أنا التي رُبطت في عنقي أقداراً أربعةً أُخرى، في الوقتُ الذي ما زلتُ فيه تائهة في طرقاتِ قدري!
علمي قلبي كيفَ يُمطرُ حباً، و عطاءً، و تسامحاً، وتجاوزاً، وصبراً على أفئدة عطشى،
علميني بأي أدواتِ العاطفة سألملم شتاتَ أُختي، التي صارت كثيراً ما ترضخُ ليأسها، فتفرُ إلى مقص الانتحار!

آمني بي يا أمي، و صبي إيمانك في أذني،
علني أستجمعُ قوى خائرة تعينني على إقرار أرضٍ تُزلزل من تحتي : ) !
و ظلليني بدعائك، و ابتهالاتك، وابتسامةً من لبّ قلبكِ تزرعُ في قلبي الأمان.
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس