عرض مشاركة واحدة
قديم 12/12/2010, 06:42 PM   #17
أريج عبدالله
كاتبـة
 
الصورة الرمزية أريج عبدالله
افتراضي


5/1/1432هـ:

ينتهي عامٌ، و ينقشع الستار عن عامٍ آخر،
و أنا عالقة في المنتصف.
و ذكرياتي الفائتة بكل ما تحويه تتشبثٌ بذاكرتي أكثر،
و تشكي لي خوفها من أن تُنسى.
و أطمئنها أنا جيداً أن لن أنسى.
"1431"، هذا العام الذي احتضن خطيئتي العُظمى، واصطبر.
هذا العام الذي آوى جيداً سويعات حيرتي، و حزني المرير.
هذا العام الذي غذّى جذُور حناني على إخوتي،
هذا العام الذي قطعَ حواجز الصد بيني و بين شقيقتي.
هذا العام الذي أهداني أبي مرةً أُخرى،
هذا العام الذي اعترف لي بحقيقة الجانب المُر لرحيل أمي.
هذا العام الذي كشف لي قيمة ذاتي، و الذي رسمَ لقلبي صورةً جميلة للمرة الأولى.
هذا العام الذي اختار أن يصنعَ في مسيرة دراستي نقطةَ تحول لم أحسب لها يوماً أي حُسبان.
هذا العام الذي حكى لي عن حُزن المسنين، و كسرِ الطاهرين، و الظُلمِ المُنزّل على أفئدة الأمينين.
هذا العام الذي شهدَ معي كيف تتدثر الشياطين بأوشحة الملائكة،
و كيف تذّمُ الملائكة فطرتها البيضاء قهراً.
هذا العام الذي أكدّ لي بأنَّ الله اصطفاني يومَ جمعني بصديقةٍ تحمل بصدرها صدقاً عظيمًا.
هذا العام الذي أذاقني للمرة الأولى حلاوة السهر بين يدي الرحمن، و وفرة الطمأنينة المنبعثة من كلماته.
هذا العام الذي عرفتُ فيه عظمة رسولنا، و أجهشتُ فيه بالبكاء كثيراً توقاً لرؤيته.
هذا العام الذي بكى معي ضعفَ أبي، و البراءة المظلومة لأخويّ، و ضياعَ أُختي، وغياب أخي، و حُزنَ جدتي، و خذلان حبيب قلبي، و قهرَ صديقتي، و فجيعتي من نفوس بني البشر.
كيف لي أن أنسى كُل هذا؟
لقد غرس هذا العام مخالبه جيداً في ذاكرتي لكي لا أنسى.



(فاجعةٌ تتوارى خلفَ مرور الأعوام)
الأيام تتسارع، و العمر يتناقص
و إلى الله آخراً نمضي.
توقيع :  أريج عبدالله

 

و إن طال بي الغياب،
فلتُبقيني "الذكرى الطيّبة" حاضرة بينكم.
آل المطر: أحببتكم، وسأظل.


أريج عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس