إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات العامـة > إملاءات شاسعة
التعليمـــات التقويم

إملاءات شاسعة مساحاتٌ شاسعة .. لـِ كُلِ ما هو خارجٌ عنْ الأُطرْ.


" تحدّثوا ... فنحنُ لسناَ بغُرباء! "

مساحاتٌ شاسعة .. لـِ كُلِ ما هو خارجٌ عنْ الأُطرْ.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14/05/2010, 02:31 PM
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً
Cold Memories
 



زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond reputeزَيْنَــبْ المَرْزُوقِي has a reputation beyond repute
Exclamation " تحدّثوا ... فنحنُ لسناَ بغُرباء! "

لمَ لا يضعُ كل واحد منكم الثلج على رأسه ، كي تبرد تلك الأفكار التي تغلي به وينسىَ قليلاً أنهُ عربي وأنّ دماءه في الأصل حارة !
دعوناَ نتحدث عن أشياء أخرى غير مشاكلناَ القومية ، والكروية، والصحية، والسياسية، والأموية، والمعويّة، والكتابية، واللغوية، والحماتية (خاص فقط بالمتزوجين المغضوب عليهم )، والعزوبية (خاص فقطْ بالمنكوبين الذين يدّعون تقديس الحرية وفي أنفسهم بكاءٌ ينتظرُ النصف الآخر كي يمسحهُ بمنديل) !

حدّثوني عنْ أطرف أحزانكم،
وأحزن طرائفكم،
وعن رغبتكم بأنْ تكونوا مثل أمراء وأميرات الأساطير،

حدثوني عن طفولتكم، تفاصيلكم الصغيرة، ألوانكم المفضّلة، ألوان أعينكم، حجم الأمل في تلك الأعين،
حدثوني عن فيروز، وجريدة الصباح، والأبراج، وعن آخر كذبة كذبتموها، وآخر كذبة كُذبَت عليكم وصدّقتموها،

وعن شبح الموت الذي يرافقكم إلى الوسائد دون أن تعلموا متى سيقبض على أرواحكم ويزجّ بهاَ في تلك الدنى التي لا تنتهي،

حدّثوني عن بيوتكم حين تكون خالية، وعن صدى الأبواب حين تغلقونها بعنف ساعة غضب ،
حدثوني عن عُقد الطفولة، وأحلامها، وعن ألاعيب الصبا البسيطة، ولعبة الـ hide and seek !

فقطْ تحدّثوا،
وليكن هذا المكان غرفةً بلا جدران تقيّدها...
 
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:31 PM   #2
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

كنّا في حيّنا القديم نسكنُ في بيت أغلبُ مساحته خُصّصت للحديقة ، وكان أبي بحكم خبرته الزراعية يعتني بتلك الحديقة كثيرًا حتى أصبحت شبيهة بحقل به من أصناف الغلال والورود ما يسرّ الناظرين،
وكنتُ حينهاَ طفلةً تدرسُ في الصف الإبتدائي الأول ، وربّما أكثر ما كنتُ محبوبةً لأجله هو ورود الحديقة، فلا بدّ لأي صديقة لي أنْ تطلب مني بأسلوب طفولي مُهذّب أن أجلب لهاَ وردة من الحديقة،
وأنا كنتُ مطيعة لجميعهن، وآتيهنّ بالورد والسعادةُ تملأُ قلبي ...
فمن الجميل أنْ تنعم بشيء رغمَ بساطته يكونُ متفرّدًا في أعين الآخرين !

وكثيرًا ما كنتُ أكتشفُ صبيان وبنات الحيّ وهم يتسلّلون خفيةً إلى الحديقة من بابهاَ الرئيسي كي يسرقوا الورد،
وأنا لم أكُن لأحتمل فكرة خلوّ شجراتناَ الثلاثة من الورود ، وكنتُ أخشى أن تكرهنني صديقاتي حين لا أحضر لهنّ الورد ككل يوم !

إنتقلناَ من البيت وضاعت الصداقة، وذهب الورد أدراج الرياح،
وكبرت دون أن أنسى تلك الزاوية الضيقة في قلبي والتي خصّصتُهاَ لحيّ الطفولة،
لذا طلبتُ من والدي العام الفارط أن يأخذني إلى ذلك الحيّ، وحين عبرناَ الزقاق ال يُفضي إليه كان كلّ شيء مختلفًا ،
البيوت جديدة ، والوجوه جديدة، والسماء مختلفة، ورائحة السواقي لم تعُد موجودة، وعبق الزيتون تلاشى،
وذلك العجوز الأعرج لم أرَه يمرّ كما كان يفعل كلّ يوم ، وذلك الدكّان البسيط أصبحَ محلاًّ لبيع الإلكترونيات،
تجاوزناَ كل هذه التفاصيل، وأنا أسألُ أبي : "أينَ بيتُناَ القديم يا أبي ؟"

ليجيبني ... "لقد تركناهُ خلفنا ... ألم تنتبهي له !"

وحين عاد بالسيارة إلى الخلف .. وبالتحديد إلى أمام البيت الذي أكّدَ لي أنهُ هو ذاتهُ بيتُ الطفولة، لم أعرفه ،
ولم ألمح أشجار الورد التي كانت تتسللُ عبر قضبان السور ، ولا عراجين العنب التي كانت تتدلّى من السقف ....
لمْ أرَ سوىَ سورًا أبيضَ اللون، وبابًا مرتفع الطول خلفه ظلّ إمرأة أنيقة !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:32 PM   #3
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

حين كنتُ في الصف الثاني الإبتدائي ، درسَ معناَ فتىً إسمهُ زياد، كانَ أبيض البشرة ممتلىء الخدّين وعلى وجنتيه حُمرةٌ توحي لأي شخص بأنّ هذا الطفل خجول، عدا عن شعره الأسود الناعم ...

وفي ذلك العُمر الضئيل عرفتُ معنى الإعجاب ، وكنتُ أراقبهُ عن بُعد حين يلعبُ في ساحة المدرسة دون أن يكتشف وجودي ، ذلك الوجود الذي كنتُ على يقين بأنهُ لم يكتشفه أبدًا!

وكانت تدرسُ معناَ فتاةٌ طويلةُ القامة إسمها فاطمة، كانت تكبرناَ جميعًا، وهي الفتاةُ الوحيدة التي يرضى زياد أن يلعبَ معها،
وأنا تنهشني الغيرة في ذلك المكان البعيد عنهما،

مرةً إستوقفني زياد وأنا في طور الخروج من باب المدرسة، وقال لي بصوته الذي لم يسبق أن خاطبني به سابقًا :

"سمعتُ أنّ حديقتك بهاَ ورودٌ جميلة، فهل لي بإحداها؟"

يا الله !
أذكرُ أنّ قلبي إرتفعَ ليجاورَ عقلي ويبثّ به تلك الحمرة / الإرتجاف / الخوف / الفرح الذي شعرتُ به !

وفي اليوم التالي، إستيقظتُ على غير عادتي في وقت مبكّر، وذهبتُ إلى الحديقة لأختار أجمل وردة "صفراء" .. وخبّأتُها بعناية في حقيبتي المدرسية،

ولأوّل مرة تلهّفتُ للذهاب إلى الحصة الصباحية، وأمي لا تعلمُ ما حلّ بي ..
وحين ذهبت ورأيته ، أهديتهُ الوردة بصمت لأنّ الخجل إبتلعَ كل الكلام حينها،

وأثناء الحصة ، كنتُ ألمحه وأقول في نفسي بسعادة غامرة : " أخيرًا أحسَّ بي!" ،
درسناَ حصصًا أخرى والحصة الأخيرة لم يشاركني بها زياد،

وحين غادرتُ المدرسة لمحتُ وردتي الصفراء مُلقاةً على الرصيف المقابل للباب الرئيسي،
وأوراقهاَ مثل جثث الموتى لا تتنفس !

.....

لا أذكر بالتفصيل ما شعرتُ به حينها،
ولكنّ الشيء الوحيد الذي أستطيعُ تشبيه نفسي به هوَ مرآةٌ رغم عظمتهاَ تشظّت حال سقوطها من الأعلى !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:32 PM   #4
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

صديقتي جميلة، من التفاصيل التي لا يمكنُ أن أنساها، والتي إنجرفتُ في بعض اللحظات للكتابة عنهاَ وأنا أعلم علم اليقين أنّ ما تعنيه لي ليس سوىَ سماء تدثّرُ ذرّةً صغيرة تُمثّلُ ما أعنيه أنا لها،
عرفتهاَ بالسنة الأولى لي بكلية الآداب، وكانت تدرسُ معي بنفس الفصل،
عرفتُهاَ من خلال صديقة أخرى وكنّا نجلسُ ثلاثتناَ على ثلاث مقاعد جنبًا إلى جنب في كل الحصص ،
لم تكُن جميلة مُقرّبةً إليّ بالبداية، بل كنتُ لا أطمئنّ لها، وأتحاشاهاَ في كثير من الأحيان،

وحدثَ أن هاتفتني تلك الصديقة لتخبرني بأنهاَ لن تكمل في تخصص الأدب الإنجليزي معنا، لأنّها إختارت التخصّص الأمنيّ بمدينتهاَ الأمّ بناءًا على رغبة والدها،
وظلّ مقعدهاَ بينناَ فارغًا ، ولا أدري كيفَ تغلغلتْ جميلة بي وكسبت ودّي إلى أن أصبحتْ هي الصديقة الوحيدة في السكن الجامعي والجامعة على حد سواء،

نجحتُ في تلك السنة بينماَ هي رسبت ، وفي العام الموالي كنتُ أدرس بالسنة الثانية بينماَ هي اضطرّت لإعادة السنة الأولى، ولكنناَ ظللناَ صديقتين، وهي رغم كثرة الصديقات حولهاَ لم أكُن أرى سواها حولي رغم كثرة الصديقات "العاديّات" ..
ومررتُ إلى السنة الثالثة بنجاح، لتجتاز هي السنة الأولى أيضًا بنجاح،
وإستمرّت صداقتناَ في ذلك العام أيضًا ،
لأمرّ إلى السنة الرابعة بنجاح ... بينماَ جميلة رسبت في سنتهاَ الثانية ،

وربما ما حدث كان هو نقطة التحوّل العظيمة في علاقتنا، فجميلة خاضتْ ضدّي مرحلة مقاطعة غريبة، وأوقفت إتصالاتهاَ بي في الإجازة الصيفية، وكلما حاولتُ الإتصال بها كانت تأبى الردّ علي !

ظننتُ أنّ رسوبهاَ هو السبب وقد عذرتهاَ وقلتُ في نفسي : "لابدّ أنها مُحبطة الآن!"

وظلّ السببُ الحقيقي رهين ظنوني التي كنتُ دائما أطردهاَ من رأسي حتى أحافظَ على صورة جميلة في ذهني بذات درجة البياض التي أحببتها بها،

كثيرات قُلن لي أن جميلة لا تشبهني في شيء ، وهي فعلاً لا تشبهني في أي شيء ،
فأناَ أميلُ إلى البساطة والإحتشام في مظهري بينماَ هي تهتمّ بإبراز جمالهاَ،
وهي تحبّ الإستمتاع بوقتهاَ خارج أسوار السكن الجامعي، بينماَ أنا لم أكُن أخوضُ سوى خطّ واحد بين الجامعة والسكن ، وإذا اقتضى الأمر أشتري ما يلزمني من الأغراض وأعود رأسًا إلى السكن ...

إختلافهاَ عنّي لم يكُن يشكّل أي عقبة، بل ربما نحن طبّقنا النظرية المغناطيسية والتي تقول بأنّ قُطبين متضادّين هما اللذان ينجذبان إلى بعضهما، والتشابه سببٌ رئيسي للنفور واللاإنجذاب ...

الآن، مضى على تخرّجي سنتان تقريبًا، وفي فراغي اليوميّ لا أحنُّ سوى إلى تلك الأوقات الجميلة ... وإلى جميلة !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:33 PM   #5
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

أذكرُ ألاعيب الصغَر جيّدًا، وأذكر تفاصيل كثيرة في الحي القديم، أهمّهاَ الساقية التي تبعدُ 40 مترًا عن بيتنا،
تلك الساقية التي كانت تمدُّ حقل الزيتون خلفهاَ بالماء ،
كنتُ دائمًا أذهبُ بإتجاههاَ أنا وأترابي، وكانوا جميعهم يحبّون وضع أقدامهم في الماء الذي يركضُ إلى التراب،
وحدي كنتُ أخشىَ هذا الامر ودائمًا أقولُ لهم بأنّ الماء سريعٌ جدًّا في جريانه وقد يحملني بعيدًا إلى حيثُ لا أعلم،

وكان في الحيّ محلٌّ صغير يبيعُ به رجل مسنّ إسمه "الأزهر" الخضر والغلال ، وكنتُ أحب المكوثَ في المحلّ لأراقبه وهو يبيعُ ما تيسّرهُ لهُ حظوظهُ اليومية ،
وأكثرُ ما كان يلفتُ إنتباهي هو الميزان الحديديّ التقليدي الذي كانوا يستخدمونه لوزن الخضر ،
كنتُ أحب اللعب به كثيرًا، فأضعُ قطعة الحديد التي كانوا يقيسون بها الوزن في إحدى الكفّتين ، وفي الكفة الأخرى أضعُ تفاحة أو إجاصة أو أي شيء يمكنُ أن أزنه من ذلك المحلّ ،
وأتخيّلُ بنفسي شخصًا يأتي ليشتري بعض الغلال، وأنا أكلّمُ هذا الشخص الوهميّ بلهجة جادة كتلك التي يتحدث بها عمي الأزهر، وأقول له : " بدينارين لو سمحت!'
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:33 PM   #6
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

أنا وأختي فاطمة - التي تصغرني بسنة - درسناَ مع بعض في الروضة !
وكنا دائما نتشاجر لسبب أو بدونه !
وأذكر أنهاَ في إحدى الحصص إلتهمت لُمجتي وتركتني أتضوّرُ جوعًا، فادّعيتُ إصابتي بالدوار كي أخلد إلى النوم في غرفة صغيرة بالروضة ..
وفي ذلك اليوم رأيتُ حلماً جميلاً إلى الآن لم أنسَه ،
وهو عبارة عن طائرة هليكوبتر تمرّ من فوق الروضة وتُلقي علينا بوابل من الشوكولاطة !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:34 PM   #7
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

أذكر أنّي في الصف الإبتدائي الثاني ، وفي ليلة شتوية باردة، صحوتُ من النوم دونَ أن أعي ما حولي ،
وكيفَ سأعيه وأنا أمارسُ "المشي أثناء النوم!"

لبستُ الميدعة المدرسية وتأبطتُ حقيبتي ، وخرجت ...
سرتُ أمتارًا قليلة لأُفاجأ بيد أمي وهي تجذبني ببطء وهدوء اتُعيدني إلى سريري !
وأُكملَ ما تبقّى في الليل من ساعات قبل أن يحين الصباح وأذهب "رسميًّا" إلى المدرسة !

كانت هي المرة الوحيدة التي قمتُ بها بهذا الشيء، فأنا لم أعرف أن البشر يسيرون أثناء نومهم إلا من خلال تلك الحادثة !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:35 PM   #8
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

كنتُ أحب الذهاب إلى بيت عمّي في المدينة الثانية رفقة أهلي حين نقوم بزيارتهم بين فترة وأخرى،
وأكثر ما كنتُ أحبه هو جدتي وكل ما يتعلقُ بها من تفاصيل،
فغرفتهاَ متفرّدة في كل شيء ، ورائحتهاَ الطيبة تُشعرني بأمان عجيب ،
رغم أن بنات عمّي وإبنهم جلال كانوا لا يكبرونني كثيرًا، وكنتُ أستطيعُ التخلّي عن كل شيء للعب معهم، ولكني لم أكُن أبرحُ جدتي وغرفتهاَ التقيّة بالمرة ،
حتى في النوم، كنتُ أنامُ على سرير جدّي رحمهُ الله بينماَ هي تفضّل النوم على وثير يفترشُ الأرض مباشرة،

وقبل أن تحين صلاةُ الفجر، كنتُ أصحُو معهاَ على صوت عبد الباسط عبد الصمد وسورة التكوير التي كانت تتغلغلُ بشرياني مثل الهواء !
وأراقبُ جدتي وهي تتوضّأ في الباحة ... وكنتُ أتمنّى أن تظلّ تلك النعمةُ حولي إلى الأبد !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:36 PM   #9
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

كثيرًا ما سُئلت عن السبب وراء كُرهي للغة الفرنسية، فأنا لا أكرههاَ لأنها لغةُ بلد حدثَ وأن إستعمرناَ في السابق ،
ولستُ مُجبرةً على أن أحبّهاَ مع أنهاَ لغتُنا الثانية بعد العربية،
ولكني أُصبتُ بعقدة منهاَ حينَ كنتُ أدرس في الصف الإبتدائي الثالث،
وقد طلبت مني المُدرّسة في إحدى الحصص أن أقرأ أحد النصوص في الفصل ،
وحين بدأتُ بالقراءة همدَ الفصل وكل تلك الآذان توجّهت لي حتى تسمعني، وهذا ما زاد في إرتباكي وخجلي، وحين بلغتُ كلمة "femme" نطقتهاَ بالخطأ وانفجر الفصلُ بالضحك !

شعرتُ أنّ السماء قد سكبتْ على رأسي وعاءًا من الماء المغليّ ولم أدرِ كيفَ أمسحُ تلك الحمرة القانية التي علتْ ملامحي من الخجل ..
منذُ ذلك اليوم كرهتُ اللغة الفرنسية والمعلّمات والمرأة ، لأن كلمة femme التي لم أنجح في نطقها تعني بالعربية "المرأة" !
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14/05/2010, 02:36 PM   #10
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
Cold Memories
افتراضي

في حيّنا القديم (ليس الأول .. بل الثاني) ، سمعتُ ذات مرة من والدي أنّهم سيشيّدون مدينة ألعاب صغيرة خلف أسوار الحيّ ، وكان خلف تلك الأسوار مكتبة عمومية ومركزًا ثقافيًّا ، ومساحةً أخرى فارغة ... وقلتُ في نفسي أنهم ربّما سيقيمون مدينة الألعاب على ذلك الهامش الفارغ،

وبعد بضعة أيام سمعتُ ضجةً كبيرة خلف الأسوار، فذهبتُ راكضة لأرى ما الأمر، وإذ بالعمّال يجلبون قطعًا بلاستيكية ضخمة وملوّنة بشتّى الألوان، وقاموا بتثبيتهاَ في التراب ، وما إن إكتمل اليوم حتى أنهوا تشييد مدينة الألعاب الصغيرة ،
كانت مُبهرة، مُذهلة، وبها أراجيح كثيرة وألعاب أخرى مختلفة ،
وقد أحاطوا تلك المدينة الجميلة بسياج من الشباك الحديدية ، وكان الدخول إليها والتمتع بألعابهاَ بمائة ملّيم،
وكنتُ في اليوم الواحد أطلبُ من أبي ثمن التذكرة أكثر من مرة فالإقامة في تلك الألعاب قد أصبح عادة يومية لا محيص عنها،

بعد مرور سنة واحدة إختلفت مدينةُ الألعاب كثيرًا، فالألعاب لم تعد جديدة، والبعضُ منها تعطّل ، وذلك السياج ال يُحيطُ بهاَ قد قام الأشقياء بإحداث فجوة به حتى يتمكنوا من التسلل إليه دون أن يضطروا لدفع ثمن للدخول ..

وبعد إنتقالناَ من ذلك الحيّ ومرور أعوام كثيرة ، قررتُ أن أعود وألقي نظرةً عليه ، فوجدتُ أغلب الألعاب مكسورة ، وحدهاَ الريحُ تلعبُ بها .. وكان المكانُ خاليًا ، ميتًا، كئيبًا ... وسألتُ نفسي : "أين ذهب كل أولئك الأطفال ؟ "
توقيع :  زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 

لازلتُ مرشومةً على صدر الماء !
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها