إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


{ هلوسةُ مشاعر !!}

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01/06/2008, 04:08 AM
الصورة الرمزية فراس عمران
فراس عمران فراس عمران غير متواجد حالياً
شـاعـر
 



فراس عمران is on a distinguished road
Exclamation { هلوسةُ مشاعر !!}

هذه ليست قصة ..!!
أو أنها قد لا تنطوي تحت إطار السرد القصصي المعهود ..
هنا يحاول بطل القصة أن يضمن الأوراق بعضاً من الهلوسة التي تعبث بالمشاعر عند الاختلاط بحوادث الحياة ..
و يحاول ببوح نفسه المتعبة التي أنهكها البحث عن حُبٍّ يكون بقدومه أكبر من كل المساحات
و الفراغات التي تسكن هذه الروح , أن يحدد من هو .؟!!!
يسلط بعض الضوء على عوامق ذاته , بضعفها , و حوارها , نرجسيتها
هنا بعض الاعترافات مع ضوء الأنا التي قد لا تأبه كثيراً لمشاعر الغير ..
ببساطة .. هنا (حوار تلقائي مع الذات) ضمن هلوسات المشاعر

***
"إنّ أجمل الأشياء, هي التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل".
أندريه جيد .


هلوسةُ مشاعر !!

هي مرحلة من العمر..نمر بها جميعاً..ولا ندري أنها سترسم لنا حياتنا القادمة
نمشي فيها برعونة تارةً و ببراءةَ تارةً أخرى.
جلست اليوم استذكر الماضي..حتى حملتني إليها الذكريات.و راحت ترش الجرح بالملح وأنا أقف متأملاً عبراتي.
عندما كنت أظن أني أعرف دوماً ما أريد و أعرف هدفي من كل شيء فما أن أتى القلب بأي سؤال إلا و وجد جواباً جاهزاً في رأسي . ومن هذه الحالة الهادئة بمقاييس علم النفس كنت أتخذ قراراتي دوماً دون ريب أو دون جدال مع نفسي و على هذا قررت أن أخبرها أن أصارحها بأنها ليست الرقم 1 في حياتي
أشعر أني أخدع نفسي و أخدعها معي ولذلك سأقول لها اليوم هذه الحقيقة مهما كانت النتائج فأنا من أنصار كلمة : (الحقيقة المُرة أفضل ألف مَرة مِن الوهم المريح).
وعلى هذا النحو وصلتها كلماتي في رسالة لتقول لها :
أنتِ لستِ هيَ .لستِ الأولى .فأنا مازِلتُ أبحثُ عن من تُشبهُني بكُل واقعها
عن من تكون في حجم أحلامي و حجم خيالاتي .
وبكل بساطة أرسلت لها رسالتي هذه مع تلك النقطة الحقيرة في آخر السطر التي تشير دوماً إلى إنهاء نص ما أو إنهاء قلب ما.
راسلتني دُموعها : أعرف ..أعرف أني لَستُ الأولى وأعرفُ أني لَستُ فتاة أحلامِك
و رُغم ما قلت ستبقى بِالنسبة لي الحُلمُ والواقع يكفيني أن أبقى طفلةً تَمسحُ على رأسِها كُل صَباح
و أنتَ مُبحرٌ في أرجاء الحَياة.و بهذا الرد الحارق أجابتني
كان هذا الجواب مثلاً للتضحية و يمر في الكثير من أبطال القصص والروايات الغرامية التي نقرأها و نحبها رغم أننا نعلم أنها ليست أكثر من حبر جامد على ورق و أننا لن نكون أبطال هكذا قصص في حياتنا الرمادية
ردها كان أكبر مني أكبر من موقفي و لعل هذا هو السبب الذي جعلني لم أقتنع كثيراً بهذا الجواب
هكذا هي علاقاتي,, بِها الكَثير مِن الرَوابط المُتناقضة
مع أني لستُ أذكُرُ إلا صَوتها في الهاتف و تِلك الليالي العامِرة بالأنين و العَبَرات ... أدمَنتُها أشهراً عددا
حيثُ كُنا نلتَقي كل ليلةٍ على شَواطئِ الأشواق
كانت في مُخيلتي زوجَتي .و حَبيبتي. و قيثارتي وكانت تمنحني كل ما تمنح الحبيبة حبيبها في لحظة بوح
وتضعني في حالة طفولة لم أعرفها إلا في قصيدة نزار قباني (أشهد أن لا امرأة إلا أنتِ)
لكني وبعَد أن أستنشقُ كُل ما حَملته مِن حبٍ لي في ِتلك الليلة
كنتُ أبتعدُ عنها مُسرِعاً ..................... كَقطار نصف الليل
مُتناسياً السّاعات بحلوِها و حلوِها الآخر وليس بحلوها و مرها و هذا لأني عرفت لاحقاً أن كل حياتنا
هي بعض لحظات السعادة و بعض لحظات الألم ولأني عرفت روعة الوجع و قداسة الألم و موسيقى الحُمّى.
و إذا أردت أن أعد من حياتي لحظاتي التي عشتها حقاً لن تتجاوز الستين دقيقة.
أليست عجيبة هذه الحياة !
قد نعيش أعواماً وأعواماً ولا نجد أنفسنا عشنا من حياتنا إلا بضعة لحظات في جوار مشاعرنا
حباً و فراقاً .... ألماً و قُرباً... بوحاً وصمتاً.
***
كُنت أشعر أنّ أراملَ أيامي تطول و تطول وأن أيتام ساعاتي تمر في حلم أعيش به وحدي
أريد من يشاركني حلمي و من يكون لي و أكون له
كنت أشعر بتلك الجملة التي لم تفارق رأسي منذ قرأتها التي تقول:
أن الإنسان يحب كي يجد شاهداً على حياته ليشهد كل لحظات عمره وكي يشهد هو أيضاً على حياة من يحب
مللت حقاً.... مللت الانتظار ...... أسأل نفسي؟ يا تُرى.....هل سَأجِدُها
فتاتي...........قَرينةَ روحي
هل هي في جواري ؟؟أم هي بعيدة ؟؟ هل أعرفها ؟؟ هل تعرفني ؟؟ وأسئلة كثيرة حول تلك الفتاة المجهولة
لكن كيف ؟ كيف سأجدها و أنا منشغل في الكثير من العلاقات الهوائية المزاج
وكيف سيأتي الحب إلي إذا كنت لا أقف عند نقطة واضحة مع حواسي و تجاربي النسائية......
.لا بُد مِن إنهاء عَلاقتي إِذا كُنت أود أن أجد قَرينتي.
وعلى ضوء هذه الدليل في محكمة ذاتي صدر الحكم
قررت و صممت و أخبرتُها بِقراري و تصميمي
وكنت قاسياً معها جداً و كنت قد أعددت لهذه القسوة سبباً مقنعاً. حتى لا أعود وألوم نفسي لاحقاً.
وكان عذري أني إن كنت لطيفاً و ليناً لن تفهمني و لن تأخذ قراري على محمل الجد الذي أخذته أنا ولذلك استخدمت أقسى العبارات و التي أكرهها و أكره أن تقال لي و هي: (هذي هي الحياة وعلينا أن نتقبل الواقع) و ما كانَ مِنها إلا أن َقبلت كلامي بصمت قاتل و بهدوء مصطنع لأني سمعت الكثير من الدموع آتية لغزو المُقل
قبولها لكلامي كان كما يقبلُ العُصفور رصاصةَ القنّاص دون سلطة و دون رأي و دون احتمالات
وأجبرت نفسها على الوقوف معي حيث أريد لم تفعل أي شيء ولم تحاول أن تبكي أمامي أو أن تغضب
فقط أدارت ظهرها و ابتعدت ببطء أحسست أنه مزيف,
عرفت أنها الكرامة..الشيء الوحيد الذي يحاول المحب المحافظة عليه بعد هجرٍ أو فراق أو أنها كل ما يبقى للعاشق
عندما يصحو فلا يريد أن يخسرها كما خسر الحب
قد تكون تحمل لي بعض الحب لكن أنا لا أريد أن أكون مخادعاً أنا فقط أردتُ أن أقِف بمشاعِري معها كي لا تزيد في محبتي وأزداد اعتياداً عليها و عيوني في الطريق تنتظر مليكة القلب وقد خفت أن أمشي أكثر في مشوار الخداع هذا فأخسر قلبي وعندها لن أجد حبيباً لأني سأكون قد ضيعت نفسي.
و خَشيت أن تَكبر اللحظات بيننا أكثرَ مما أتوقع.. و أن تشتبِك القلوبُ بأسلحة الغدر وأن أقتلها بعد أن أكون قد سرقت سنين كثيرة من عمرها لن تعوض أبداً.
ولِذلك اتفقنا و جهزنا طُرقنا الجَديدة البَعيدة التي سَتُنهي هذهِ العلاقة المُتمَردة والتي ستفتح لي طريق وجود الحب الذي أنتظر.
***
أولُ ساعةَ
.
.
.
أولُ يوم
.
.
.
أولُ فَشل.!!
نَعم فَشل..................
كما فشلتُ أنا في كبتِ حاجتي للأنُثى و في أن اجلس على رصيف الصبر ابتلع الهدوء
فَشِلت هي أيضاً في أن ُتحقق الكَرامةَ التي أرادت استرجاعها مني
فلما كان الليل هرعتُ إلى هاتفي واتصلت بها ولم يكمل الهاتف رنته الأولى.إلا وكان صوتها يخترق وجداني
ربما كانت تعرف أني سأفشل و أني سأتصل بها أو ربما كانت هي أيضاً تريد أن تتصل بي
و ذاب صوتي بدمعها في تلك الليلة الساهرة و عُدنا كَطفلينِ عادوا لبيتهم بعد اليوم الأول في الَمدرسة.
و كما أعرف أن كلام الليل يمحوه النهار وأيضا إحساس الليل يطويه النهار.
وبعد أن صحوت من ليلة ملتهبة بدأت تأنيب نفسي بشدة و ندمت على هدم قراري وعلى تراجعي أمام ضعف الشعور فليس من عادتي أن أكسر القوانين التي أسنها لحواسي وليس من عادتي الوقوع في خصام بين الرغبة والإرادة
فكرتُ بحذرٍ هذهِ المرةَ بطريقةٍ أقوى و أعند وأصلب و هذه المرة لم أهتم بها أو بشعورها على الإطلاق
أعدتُ بِناء جيشي بِأسلوبٍ حربيٍ جَديد و بِأفضلِ الطائراتِ المُضادةِ للمشاعر الأخاذة
رفعتُ الأسوار******* والأسلاك الشاِئكة ونَشرتُ الألغام على الحدودِ معها و كأن قرار البعد الآن أصبح
ملكي أنا وليس لأحد علاقة به و كأنه ليس يوجد معي هنا طرف آخر يحق له أن يقرر ويرفض.. فقط أنا من يُقرر إما البعد أو القرب.
و في الحقيقة قليل على هذه الحالة كلمة (دكتاتور) ولكني لم أهتم وقد بررت عندي الغاية الوسيلة لا أعرف كيف !!
و أعلنتُ بيني و بينَها حالةَ الُمقاطعة الحَقيقية, كانت مُقاطَعتي صارِمة جداً ليست كمثلِ المَقاطعة العَربية للدنمارك.
***
و تتوالى عقارب الساعة لتشكل أياماً من البعد الذي كان في ظاهره أنه ناجح لكن خلف السور و مع المكان الذي لا يوجد فيه أقنعة............. كان الوضع غير ذلك بل عكس ذلك تماماً
كنت أصرخ هل سأنتظر كثيراً. هل سأبقى هكذا؟؟
وكأن أحداً أقنعني بأني بعد أن أعيش في حرماني يومين ستأتي تلك الفتاة
كما في الأحلام و قصص الهوى و من قال لي أن الحب يقف خلف الباب لكنه يخجل بالدخول إلى بيتي وعندي أحد ما..لذلك قمت بإخلاء البيت بل قد بعت البيت وجلست أبحث في الشارع عن الحب
متناسياً أن الأيام علمت العشاق أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يجب أن نبحث عنه بل أن ننساه وهو السيد المتحكم يأتي كما يريد إما بغتة و إما أن يعلن عن قدومه و إما أن يتسلل رويداً رويدا......كََمدتُ ألَمي و ابتلعت صبري حتى أقصى الحدود, إلا أني كِدتُ أُصابُ بِسرطانِ الهَوى فقد هَجمت كرياتُ العشق على بقية كريات دمي و أخذت تدمرها تارةً و تأكلها تارةً أخُرى.
بَحثتُ في صيدليةِ ذاكِرتي عن بعض المُسكنات كما يبحث المدمن عن المخدر عندما يحين وقت الجرعة
يرن هاتفي مستعملاً................عنصر المفاجأة
لم أكن أنوي الرد إلا أني قلت:لعلي أشغل نفسي قليلاً ريثما يمر بعض الوقت وأستعيد بعض الهدوء.
و لم أفكر في مقولة الشاعر عندما قال:إن الإقلاع عن تعاطى النساء أصعب بكثير من ترك جميع أنواع المخدرات والسجائر.
بالفعل........... شعرت بتلك المقولة التي لا طالما مررت عليها مرور الكرام
وأرفع السماعة و بصوتِ لاهث أرد: ألو....ألو
كان صوت امرأة: عفواً هل أزعجتك............................................ ..................
***
 
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

رد مع اقتباس
قديم 01/06/2008, 04:11 AM   #2
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
Exclamation هلوسةُ مشاعر !!

لم أعرف هذا الصوت لم أحدثه على الهاتف ولا حتى على الطبيعة
وبعملية بحث سريعة في خزانة الذاكرة حيث كنت أخبئ الأصوات لكي لا تُنسى فأنا من النوع الذي يهوى السباحة في صوت المرأة ويعشق السفر مع النبرات الخافتة والغاضبة
يأتي صوتها ليشق صمت أفكاري: آسفة إذا اتصلت في وقت غير مناسب...
أقول لها : لا عليكِ ليست مشكلة ,,و قبل أن ألفظ لحروف الأولى من سؤالي من المتحدث
يأتي الجواب / أنت لا تعرفني, أنا أعمل معك في الشركة لكني في قسم مختلف
الآن تذكرتها هذه الفتاة تربِطني مَعها كَلمة صباح الخير لا أكثر ولا أقل, فهي في أحد أقسام الشركة التي أعمل بها
ولكن لما تتصل بي ؟ و من أين أتت برقمي
تتابع كلامها قائلة : قد أحضرت رقمك من سجلات الشركة
و كنت أود أن أكلمك بشأن مشكلة في بعض الأمور في العمل
لم تقنعني هذه الحجة الركيكة... لأنه لم يسبق لي أن أتصل أحد بي إلى البيت بعد الساعة التاسعة مساءً
ليسألني عن العمل و عن خلل أو مشكلة في عملي
ولم أرد أن أحرج هذه الفتاة بأن أقول لها مثلاً: عفواً أنا الآن في استراحتي ويمكننا تأجيل الكلام في موضوع العمل للعمل...
لأنه كان من الواضح أن هذا العذر مختلق ببساطة و دون حبكة خبث ثم إن هذه الفتاة أتت في الوقت الأكثر من مناسب وكأنها تعرف ما أعانيه في وحدتي, هل هي هدية القدر ؟ هل هي المصادفة؟ لا يهم كل ما يهمني الآن
أنها أتت بنفسها لتخرجني من صراعي مع مشاعري.
فكرت للحظة كيف يمكن أن يعتمد كل شيء في علاقاتنا عن استعدادنا لتلقي الأمور و جاهزية مشاعرنا,
فهذه الفتاة التي مررت من جانبها كثيراً و ألقيت عليها الصباح لم أفكر يوماً أن أزيد معها بكلمة عن (صباح الخير)
ولكنها في مرحلة من الزمن أتت وأحدثت ضجة وجلبة لم تحدث لمن هي أكثر منها جمالاً و فتنة.
نعم من الممكن أحياناً أن نستمع إلى بيانو موزارت أو إلى سيمفونيات بيتهوفن دون أن تتحرك فينا العروق وتنسجم المشاعر.
ومن الممكن أن ندخل في حالة إعجاب بسيطة الحدوث فإذا استمعنا إلى طقطوقة من أغاني فيروز مثل (كان عنا طاحون على نبع المي وقدامو الساحات مزروعة في)فنشعر أننا نسافر مع كل حرف فيها و نطرب لكل كلمة و لكل قفزة موسيقى.
و من هنا لم أفكر بشرعية التحدث مع هذه الفتاة و لم أعبأ بما قد يحدث فقد كنت أريد أن الخوض في حديث مع هذه الفتاة يخدر مشاعري, فما كانَ إلا أن أخذتُ هذِا الاتصال وبدأتُ أنسُجُ مِنه قِصةً معَ هذه الفتاة ولم أتوانى لَحظة واحدةً ولم أُفكر إلا بنجاحي في حربي مع مشاعِري.
فَرُحتُ أنسُج و أنسُج كما العنكبوت السّاعي نحوَ الفريسة عندما يلفها ليقتُلها
ولكن من المعروف أن المسكن يفقد تأثيره بعد أن يعتاد الجسم عليه, و هذه القاعدة الطبية تنطبق أيضاً على الحواس إذا تعاملنا مع بعض الأمور أو بعض الأشخاص على أنهم مراحل من الحياة وستنتهي في وقت محدد
وأنا في رغبتي للحديث مع تلك الفتاة طبقت هذه القاعدة الطبية بحذافيرها
و من مشكلاتي مع نفسي أنَّ جَسدي كانَ أذكى مني فقد كان يعلمُ أنهُ سيعتاد على الُمسكن بِشكلٍ كبير ثُمّ لا يعود لهُ أيُّ تأثير على آلامي وذلك فقط بعد بضعة أيام.
***
حتى أن تلك الفتاة لم تسد جوعي للحب لمدة شهر واحد على الأقل.لماذا ؟
كيف يمكن أن يتحول كلامنا مع أحد ما لفترة زمنية ننتظرها بفارغ الصبر و نعد لها العدة..إلى جزاء و سكوت وحوارٍ بارد قاتل لا نصدق كيف نتخلص منه, و عادَ جسدي و وجداني ليطلُبَا دواءَهماُ القديم
وقفتُ مع الأنا بعض الوقت تبادلنا نظرات الاحتِقار أيهُا الفتى الأرعن قد كُنت في واحدة تحاولُ الابتعادَ عنها لكنكَ الآن في اثنتين, واحدة قررت أن تبتعد عنها بملء أرادتك و بجوامع تصميمك
و واحدة معك... فَتَحت لكَ أبواب علاقةٍ معها إلا إنك محتار في طريقة هجرها......كان إحساسي في أحطِ دَركات السّاديةَ, فكيفَ أعودُ للأولى مهزوماً بعد انكساري.
أعذريني.ولُ لِلثانية: أنا آسف.. أعذريني .. كنتِ مُجرد مُسّكن أو أني قد استهلكتكِ
يا إلهي كم هي صَعبة.......أيعقلُ أينَ أخذتني نرجسيتي..........!!!!!
فوضى عارمة في حواسي..تكادُ تحمِلُني فوقَ نعشي.
اتخذتُ خُطواتي بِاتجاه الرحيل الغَبي فقد كُنتُ أتراجعُ كما المُدمن المصر على ترك المخدِرات
ولكن بِطريقة أن يُدخِن خمسة آلاف سيجارة في اليوم الواحد.
ولست أذكر كيف وضعت البرود التعاملي حاجزاً بيني وبين تلك الفتاة التي عرفت من طريقتي الجديدة أني أنهي التواصل القريب رويداً رويدا ولست أذكر كيفَ هَربت وأنا امُسكُ بعضَ ما بقي من ماء وجهي
ولكن.. بعدَ إصراري على ترك الإدمان ظَهر لي ضابطٌ جديد من حدسٍ لم يَكن لهُ أيُ وجود ناطق بينَ حواسي
أزاحَ قيادة ذاتي القَديمة واستَلمَ القيادة بِنفسه وبِسرعةٍ خَطيرة سيطرَ على المشاعِر بغُلوُّها و قضى على الثورة فيها بِمُنتهى البَساطة و كأنهُ النازيُ الثاني.
استَعمرني هذا الإحساس فإذا بي أُقيل جيشيَ التقليدي و أُلغي حُدودي و أُطلق كُلَّ أشكالِ الإحباطِ في عيني
و أصنعُ قلباً جَديداً مِن الرّصاص المُصفح
و أرتدي وجهاً ينضحُ بالجماد, وجهاً يمتازُ بالموتِ لا بِالحياة.
وأمرُ مِن جانبِ تِلك المرأة التي لا طالما فَشلتُ في البُعدِ عنها
أمرُ من جانبها وحدي
تستغرب !!
تراني دونَ حُراسي, و دونَ أسلحتي, ودونَ خُطواتي المُستعجلة ونظراتي التي لا تُفارق الأرض
أمرُ وحدي مُختالاً فَخورا...
فإذا بِها تجري نَحوي, قد ظنت أني أتيتُها معَ عَلمي الأبيض مُستسلِماً عائِداً كَطفل أنهَكَهُ البردُ والتَعب
فما كانَ أن: أوقَفتُها كما يوقفُ السّدُ العالي السّيلَ الجارف وبِكُل أدب و جُمود أقول: لو سَمحت....
و أبعدها عن طريقي بأفضلِ أنواع اللامُبالاة و دون أن أقف برهةً واحدة عند شُعورها أو ما سَيحدثُ لها
فقد كانت نرجِسيتي في أقصى قُواها و ذاتي في حالةِ صُلحٍ لم أشهدها مِن قبل.
وكأن تلك التجربة القصيرة مع تلك الفتاة قد صنعت مني رجلاً خبيراً في التعامل مع اضطرا بات الحواس.
***
و بمرورِ الأيام, لا بل الأسابيع...كانت تصلني بعض الهدايا منها
وأنا جالسٌ خلفَ جداري القوي دونَ أن آبه لأحد و دون أن أعطي قاعدة الاهتمام بشعور الآخرين لحظة واحدة من تفكيري.
و كُنت اسمعُ بعضَ أخبارِها معَ المُهدئات العصبية التي قيل أنها بِسببي و كل هذا لم يزن عندي مِثقال ذرة
قوة وغرور تملكني بحيث أني كنت أتقصد أن أمر من جانبها دون أن أنظر إليها فأسمع صوت خطوات الدمع تجري كعادتها ولكن الآن أشعر بلذة القوة فالقوة لذيذة وتمنح صاحبها جرعة هائلة من النشوة التي قد تعمي عن كل شيء وقد يصحو القوي بعد فوات الأوان وذلك لأن الانتصار على المشاعر ليس له مقياس
وقد أكون مهزوم أكثر مما أنا مهزوم وأظن أني منتصر
أو لأن من يحاول أن يبقي شعوره تجاه أمر معين شعوراً واحداً دون تغيير كمثل من يحاول الإمساك بالهواء
التحكم بالمشاعر كلام سخيف وحدها مشاعرنا هي التي تقودنا وتلهو بنا
وكأنها اتفقت علينا مع القدر.أو كأنها خططت لكل عثراتنا قبل أن نقع بها.
***
شهران قد مَضيا
و تسربٌ خَفيفٌ خَفيف من شق صَغير جداً في جدار طمس الشّعور هذا الجدار الذي كان حاجزي الوحيد الذي اعتمدت عليه في التصدي لصواعق الهوى
طفيف كانَ التَسرب من هذا الجدار لكنِّ المُتسرب كانَ خَطيراً.............كان الفراغ...........
و يمتازُ هذا النوع من الأسلحة الفتاكة للقدر بأنهُ يحملك على الاستسلام دونَ أن يتيح لك فرصة المواجهة
فهو ذكي و سريع الانتشار و يَحمل صاحبه على الاستسلام لأي شيء بسرعة مُذهلة بغي التخلص منه و من دَرناته الفََظيعة.
فأنت عندما تحاول أن تواجه الفراغ تكون قد قررت أن تحارب اللاشيء...باللاشيء
وأن تدق الماء لتصنع منه ماء.
وعندها قد تجد نفسك صرت دونكيشوت و لكن بطريقة مختلفة قليلاً
غافلني الفَراغ وسريعاً ما ملأ رأسي بِالدّوار فبدأتُ أتقيأُ كُلَّ صبري وكل كلماتي وأفكاري النرجسية
وهكذا هُو برج السَرطان عندما يَملُ يبدأُ بالنيل من نفسه أولاً.
ومع ضياع وتلاشي بعض أحاسيسي وظهور أحاسيس أخرى بدلاً منها اختلفت نظرتي للأمور واختلف إحساسي بها, وهذا لأن لعبة المشاعر كما عرفت من التجربة أنه ليس لها قواعد ثابتة ولا يحكمها روتين زمني
فلم يأخُذني قلبي إلى تِلك الفتاة هذهِ المرة ولم يسحبني فؤادي نحوها كما كان يفعل عند كل محاولة للبعد
هذه المرة سمعت صوتاً خَفيفاً هَمسَ في أُذنِ إحساسي:ألا ترى كُلّ هؤلاء الناس!!.. ألا تُريد تجديد علاقاتك!؟
ألا ترى أن العالم كبير فلماذا تضع نفسك في قائمة احتمالات قليلة ولماذا تطبق قول ألبرتو مورافيا:أنا سمكة وحشية داخل زجاجة حبر.
بَدأت حَدقة عيني تتوَسع وتتوَسع لِأرى الكثير من الفتيات حولي فتلك التي تُسلم علي بحرارةٍ مُلفتةَ
و تِلكَ التي تراسلني على بريدي الخاص شَعرت بِنشوة غُرور تحقن في وريدي
أيُعقل..!!أنا مليكٌ على شُعور الكَثيرينَ حولي
ويمكنني أن أتمشى على مبدأ خطوات النحل (من كل زهرة سأستنشق بعض الرحيق)
ولِم لا أفتحُ عقلي و قلبي....................... ألسنا في عَصرِ الانفتاح.!!!
فقد أصبحتُ أُسلمُ على هذه بوردة حمراءَ في الصباح, و أركض عند تلك بقصيدةِ غزل من العيار الَثقيل لجميل بُثينة
و ألاغي تلك المغرورةُ التي لا يُسعدها إلا سماع كلمات الإعجاب بها وبثوبها الجَديد و لون شعرها الفريد
أعجَبتني خبرتي في التعامل مَع النساء وكنت أتجول في رياض الحسناوات وأشعر بنشوة في أحاسيسي
فَأخذت أزيد وأزيد في تنميق كلماتي حتى أني لم أعد أكتفي بمجرد أن أختلط وأكون اجتماعياً من الدرجة ما قبل الأولى, بل إني أصبحت أشعر بحلاوة عندما أتعمد بعض الكلمات ذات المستوى العالي من التأثير والتي لا تقال إلا لمن هي على درجة من القرب, فتلك التي رأيتها أولَ مرة البارحة أُناديها اليومَ عَزيزتي, و تلك التي سّلمت عليها مصادفةً أُسميها غاليتي.
حتى تلك الفتاة البريئةَ التي تعمل في نفس القسم والتي لم أراها تكلم شاباً قط والتي مَددت لها يدي بالسلام عدة مرات في العمل (((طبعاً كنت وقتها لا أقصد شيئاً))) ولكن كانت تعَتذر بقولها إنها لا تصافح الرجال, فحتى هذه البسيطة لم تسلم مني, فقد مَررت من جانبها ألقيت عليها السّلام و وَضعت يدي على كتفها
فذابت خَجلاً و تغير لونها و اختفى صوتها,,,,,,,,,,,,,,,لا أستطيعُ وصفَ الشّعور في تلكَ اللحظة
كنت أُحس أني انتصرتُ ولا أعرف على ماذا انتصرت....و كأني أتمطى ظهر الشيطان
.................................................. .........................................
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01/06/2008, 04:12 AM   #3
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
Exclamation هلوسةُ مشاعر !!


ولا أدري أين تأخذني رغباتي أو نزواتي التي لم أعد أفكر في السيطرة عليها بل إني وجدت لها الكثير من المبررات لصناعة الكثير من العلاقات الملغومة.
وأخذت أزيدُ في جُرأة نَظراتي بِتلكَ المائِلة المميلةَ المغرورة بشكلها حتّى أنها تشوقت للاقتِراب مِن نَظراتي هذه فقد رأت هنا شاباً بدأ يلمع في أعين الكثيرين.
و عدت لأرى أن مرورنا مع الشيء يختلف كثيراً عن حياتنا معه, فأن تمر على بعض الكلمات أو الأبيات التي كتبها شعراء وأدباء يختلف كثيراً في أن تمر بحالة مشابهة للحالة التي تقرأها فقد أحسست بقول أحد الشعراء
عندما قال )): المرأة بطبيعتها تحب الرجل الذي يكذب دون توقف و يتكلم دون توقف لذلك يخسر كل الرجال الذين لا يجيدون فن الدراما والإلقاء المسرحي))..و فعلاً والدليل أني عندما كنت وحدي أمر وأتحدث ببساطة و أسلم وأتجول ببساطة لم يقترب مني أحد ولا حتى بكلمة.
ولكن بعد أن احترفت تبديل الأقنعة, تهافتت علي الدعوات و العلاقات و أصبح عندي فائض من الناس الذين إذا قسمت وقتي كي أراهم لا أقدر أن أعطي أكثر من كل شخص عشر دقائق على مدى أربع وعشرين ساعة.
***
كيف يحدث هذا ؟؟ لماذا عندما أصبحت مزيفاً في شعوري وفي كلامي أصبحت نجماً للكثيرين الذين كنت لطالما أردت صداقتهم.
هناك الكثير من الناس الذين تمنيت الاختلاط بهم لشعوري أنهم مجموعات راقية ورائعة.لكني بعد دخول عالمهم وجدت أنهم تائهون أكثر مني ويتعلقون بالقشة التي تخرجهم من علاقاتهم المزيفة كما حياتهم المزيفة
هل هذا هو زمننا؟؟؟؟
كنت منذ زمن أقرأ في أدب الكثيرين
أن في آخر الزمان سيصبح اللص يرتدي ثوب الفاضل والبطل الحقيقي يصبح كالمقاول
اليوم أصبحت الأخلاق عيباً..و الوقاحة جرأةً.. و الأدب تحجراً
كنت أحس أن هذا الكلام يريد الكثير من الوقت أو أنه مبالغٌ به قليلاً
ولكن!! أن أعيش أنا هذا الزمن بل وأكون بطلاً فيه للنفاق و الكذب على النفس قبل الناس وأن أكون ممن ذمهم الشعراء والأدباء والأنبياء, وأن أرى أن كلام هؤلاء قليل وأن اللغة لا تقدر على وصف ما وصلنا إليه..
لم أكن أتوقع ولا 1% أن أعيش لأرى هذا الزمان و أن أكون أحد من جرفهم إلى فوضاه الخطيرة.
تلك الفتاة التي كنت أراها رائعة و راقية وأتمنى أن اكلمها لتصبح بيني وبينها تعارف, أتتني بنفسها و ها هي تدعوني لِنزهةٍ في سيارتِها البورش الجَديدة, ولكن هنا يوجد في عقلي محور جديد..
وهو أني لا أتعامل مع البضائع الأمريكية و رغم َتسلطي و رغمَ ابليسيتي إلا أن أفكاري الوَطنية لم تتحرك
قيد أُنمُلة.
فرددتُ عليها بثقة: أنا لا أركبُ السّيارات الأمريكية
لم تُصدقني..كما أن الكثير من الناس عندما أتعرض لضيافة ما, أو إلى موقف ما فيه مادة أمريكية الصنع عندها أتوقف وأقول أنا لا أتعامل مع أمريكا بكل صناعتها
كانوا يهزؤون ويتعجبون!! ويسألون ؟؟ كيف ؟؟ هناك الكثير من الحاجات المهمة التي لا توجد منها إلا صناعة أمريكية فماذا تفعل
فأجيبهم: إذا احتجت إلى مادة أو إلى سلعة ولا توجد هذه السلعة إلا بصناعة أمريكية
كنت استغني عن المادة كلها مهما كنت محتاجاً لها, و هذه طريقتي أيضاً في محاربة الغلاء فقد كنت أحارب الغلاء بالاستغناء.
ومن سوء حظي أني كنت أعيش في مجتمع لم يفكر يوماً بحرب المقاطعة ولا يعرف كيف لو أننا قاطعنا مواد بعض الدول لأتتنا راكعة, وكنت أطبق المقاطعة وحدي ولم أرى يوماً إنساناً آخر أتى و وقف معي إلا في دولٍ أخرى
ورغم ذلك كنت مصمماً على مقاطعتي.علي أحدث فجوة نور في يوم من الأيام
وبعد أن شرحتُ لتلك الفتاة أني لا أتعاملُ مع المواد الأمريكية بكل أنواعها و مهما كنتُ أحتاجُها و لن أكسر قراري من أجل أي مخلوق
حاولت معي بعض الشيء لِكنَ قراري كانَ أكبر منها, حتى شيطاني لم يَجرأ يوماً على الاقتراب من حدود انتمائي و وطنيتي.
وأعود لأفكر في هذا الوقت الذي صار فرضاً عليك أن تساهم في بناء اقتصاد أعدائك وفرضاً عليك أن تشتري كل بضاعتهم وأن تستهلكها و أن تمدحها وأن تعتاد على عاداتها, وأن تقلدها فيما تفعل وفيما لا تفعل.. متناسياً أنهم أعدائك وأنهم قتلوا أهلك و إخوانك وأنهم يتلذذون بشرب دمك و بهتك سترك و يخططون لأبادتك.
أصبح فرضاً عليك أن تعبد أمريكا دون الله وأن نؤمن بها وبأنها هي العلي المسيطر.
الله يا زمان..إلى أين يا زمان. ...إلى أين وصلنا وإلى أين نمضي ....أسئلة كثيرة تعودت الهرب منها بالعديد من الوسائل حتى لا أصاب بنوبة صرع وطنية وحتى لا تدري بي أمريكا و إسرائيل و يتهمونني بالإرهاب وبالتنسيق مع حركات حماس في فلسطين و مع بن لادن في أفغانستان و مع المجاهدين في العراق.
***
و ها هي تجري نحوي في اليومِ الثّاني مسرعة, تكرر نفس الدعوة, فأهم لأكرر نفس الجواب
لكن...! قبلَ أن أنطق ببنت شَفة, أخرجت من حقيبَتها مفتاح سيّارة من الصناعة الألمانية
قالت: لقد غيرت سَيارتي من أجلك و خَسرت بها مبلغاً كبيراً وكل هذا من أجلك فانظر متى يناسبك أن نخرج في نزهة وردية.
فإذا................بالدهشة تشحنُ اللون الأصفر في وجهي لم أعد أستطيع الرفض أبداً
و كيف أرفض بعد أن غيرت تلك الفتاة سيارتها من أجلي.
أيعقل أنها قررت أن تنضم معي في مقاطعتي.أيعقل أني أثّرت بها فهمّت وغيرت سيارتها
لكن..أظنني عرفت السبب تلك الفتاة لم تغير مركبتها من أجلي ولا من أجل وطنيتي بل لأنها تعودت بحكم عائلتها و تربيتها المدللة أن تصل إلى ما تريد مهما كان السبب, وأنا أغضبتها عندما لعبت معها دور صعب المنال.
أكيد ليس لتصرفها تفسير منطقي أكثر من هذا. فمثلها لا يهتم لا بالعرب ولا بأحوال العرب ولا بما علينا أن نفعل كجماهير عربية.
ورجعت للهروب كعادتي من هذه الأفكار التي شعرت إني إن تعمقت فيها أيضاً
فسأدخل حرباً أخرى في الحقد الطبقي وأنا لم أحسد بوماً الغني بالمال على ماله أبداً ولم أطمع يوماً في ما ليس لي.
وما إن ذهبت تلك المدللة حتى أتتني تلك البريئة التي ظنت أني أفتحُ باباً لإقامة علاقة معها..!!
أ أصبحت زير نساء دون أن أعرف ؟؟
وأصبحت أنتهي من واحدة لأكلم أخرى.
تلك البريئة صارت تَزورُني في مكتبي كل صباح و تحدثني عن نفسها و كأني سألتها ذلك.
أنا الآن أشعر بجريمة جديدة, جريمة من نوع مختلف. لقد شاركت دون أن أحس في اغتيال الطهر والعفاف
قد نزعت بيدي حياء تلك الفتاة وبيدي شجعتها على تر ك حيائها المتخلّف, وأصبحت أساهم برفع مستوى الإباحيات التعاملية بحجة الصداقة الراقية..
يا إلهي.....أينَ أنا..؟ كيفَ أصبحتُ هكذا..؟
ألم يأني لي أن أقِفَ قليلاً مع نفسي التي أصبَحت غَريبةً عني, كيفَ تطوَرت علاقاتي بتلكَ السّرعة الصّاروخية
كيفَ حلَّقت مشاعِري عالياً حتى اختَرقت الفَضاء و كيفَ وَقعت أمام عيني دونَ أن أستطيع أن أنهض لأراها
وكيف أصبحت مثالاً للخداع الذي كنت أقرأ عنه وأحترس منه
كيف أصبحت شاباً راقياً ورائعاً عندما بدأت بالمجاملة والثرثرة والكذب الرفيع
كيف لأني رفضت أن أدفع لأعدائي ثمن السلاح الذين يريدون قتلي به أصبحت مشبوهاً أو كما سمعت ما يقال عني أني سياسي و أتعاطى السياسة والكوكئين ولدي ميول ثورية لقلب نظام الحكم وفكري الحزبي يميل للشيوعية
كيف عندما أصبحت مخادعاً محترفاً يرونني الناس مثالاً للإخلاص والمحبة
كيف أبدأ أيَ حديث مع فَتاة عرفتها منذ يومين بكلمات لم أقلها لفتاتي الأولى إلا بعد معرفة خمسة أشهر
كيف...و كيف... وكيف............................. آهٍ.......آهْ
أنا مُتعبٌ جِداً.
***
و جاءني الآن سّيدي الضمير حاملاً كرباجَه جاهزاً ليبدأ مشوار جلد الذّات
عن كل حماقة ارتكبتها وأنا أحُاول تنفيذ أوامر الرغبات
أهرب إلى مكتبي..اخُفت الأنوار واجلس على مقعدي واستعد بكامل الإغماءات لأجل مشوار جلد الذّات
متناسياً كل من حولي رافضاً التحدث إلى أحد أو الإصغاء إلى أحد
لكن جاءت سببُ احتضاراتي
سحبت كرسياً و جلست أمامي, تأملتها...... ولم أعترض على جلوسها معي
بدأت بالكلام .. ورغم الوجع الرهيب الذي أمر به إلا أني استمعت لها أيضاً
تقولُ لي: أنها استقالت مِن العمل و هيَ راحِلةَ تَطُلب مني أن نبقى صَديقينَ ككل الأصدقاء
بكل جفاء أجبتها: حسناً.....مع السلامة
وقَفتْ.
ولكن............
وقَفَ معها جَريانُ دَمي..!
أدارت ظهرها متجهة نَحو الباب
وقفت.. لم أُحرك شفتاي بحرفٍ واحد لكن قالَ شُعوري: بل أكثر من ذلك, سنبقى أكثر من أصدقاء..
فالتَفتت إلي و كأنها سمعت كُلُّ حرفٍ قلته
رَكضت نَحوي "ضمتني" قالت أحقاً تعني ما قُلت.!؟
لم أكد أُصدق ! أنا لم أنطق ببنتِ شَفة كيفَ سَمعتني؟ كيف.؟؟؟؟؟؟؟
حَجرُ عيني كانَ قد تَجعد من قلة البكاء فلم أقدر أن أجد بعضَ الدُّموع ولم أعد أدري أينَ أنا
آه كم اشتهيت البكاء وكم كنت أتمنى أن أكون وحدي كي أبكي دون توقف لكن صدمة الموقف كانت كبيرة ولذلك دَخلت في الكوما مع نفسي و اكتفيت بالغرق في بحرِ الذُهول.
كُلُّ من حولَنا ينظُرونَ إلينا بِنظرات تمتلئ بإشاراتِ التعجُب وإشارات الاستفهام.....!؟!؟!؟!؟!؟
***
وفي صخب يومٍ جَديد لا أعرف كيف أستطاع أن يَصل إليَّ حياً.
مرّت مِن جانِبي فأحسست بالأمَان ولا أعرف لماذا..
كنت أحاول أن أعطي مشاعري إجازةً مع راتب لمدة طَويلة علّى أمل أن أستريح قليلاً
وأتتني صاحبةُ دعوة النزهة تحدد موعداً, قلت لها بكُل ثقة: سننظر في الأمر.
أمّا عن تلكَ البريئة التي ذهبت و ألقيت عليها السلام و وضعت يدي على كتفها عمداً.........
إلا أني لم أشعر بأي شيء !!
اختفى ذلِك الشعور مطلقاً وكَأنه لم يأتي.....
أتأمل حَواسي ""
لماذا بعد أن عادت لي عاد لي التوازن الذي غابَ عني مُدةَ غيابها
لماذا عاد لي الهدوء الّذي افتقدته....................... وأنا بعيدٌ عنها
أهذا الجذل هو الحب.!!
هل يعقل أن تكون هي..؟؟ لست أُصدق.......................
إذا كانت هي لما كنت أود الابتعاد عنها لم كنت اشعر أنها ليست من ثوبي و تفكيري و بيئتي
وإذا كانت ليست هي ماذا اسمي ما حدث لي وأنا أُحاول الابتعاد عنها
مئات الأسئلة تقتتل في رأسي.....لكن..... أتدري يا أنا..!!
قررت أن أبقى معها لا أُظن أني قادرٌ على النَجاة مرةً ثانية إذا ابتعدت عنها
لذلك لن أُجازف بتركها بعد اليوم فقد عشتُ وقتاً طَويلاً لنفسي فلم أصل للسعادة الحقيقية
فلا بد من أنَّ السّعادةَ في أن أعيش لغيري و لحواس من هم حولي " وعَليَّ أن أخرج من ذاتي قبل كل شيء
و إن لم أخرج من ذاتي ولو قليلاً لن أعرف حقيقةَ مشاعري
مُتأخرٌ كانَ هذا الاكتشاف لحقيقة أحاسيسي
لكن قد عشتُ تجربتي..من يعرف ما تُخفي لنا الأيامُ بعد..
المُهم أني عثرت على بعض حواسي بعدَ الغُربة المُضيعة
و من يدري.
***
بقلم : فراس .
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01/06/2008, 09:23 PM   #4
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

فراس عمران..
سأعود لقراءة النص
على جمامٍ من النفس
و سعة من الوقت و تخفف من المشاغل
فحقه قراءة أكثر تركيزاً..
فلا تنفع قراءته في عجالة..

سلمتَ...
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01/06/2008, 11:16 PM   #5
هند بنت محمد
شذرات لؤلؤ
افتراضي


مررت من هنا
فتعلقت الروح ببوابة النبض
فقد وجدت حرفٌ فاره
يمتطي صهوته حسٌ شفافٌ آبِه
لك الله يافراس على هكذا جلب
وطهرٌ يتحدى السلب
توقيع :  هند بنت محمد

 


لَيتَهُم يَعلمُون
اَنّ ذَا الحَرف مَاهو
اِلا مُضغة مِن سَيل عَرمْرمٍ مجنُون
يَنبَع مِن ذَا القَلب وَيَصبّ فيه
ويَنكَأ هَاهُنا نَبضٌ كَم تَدثّر بحيَاء المَرمر
عَن كُل عَينٍ مَكنُون
وَ .. سَيعلمُون .. !



شـَـذَى اَلْتـُـفَاحْ
هند بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02/06/2008, 12:01 PM   #6
ليلى العيسى
"[البَنَفْسَجْ]"
 
الصورة الرمزية ليلى العيسى
افتراضي

فِراسْ
صِراعٌ مع الذّاتْ .. كانَ هنا،!
أكثرُ ما راقني .. أن بطلك التائِهْ
حينما غيّر جلْدَ مشاعرهْ .. بقيّ له بعضٌ منه للوطنيّة و الانتماءْ
في كثيرٍ من الأحيانْ .. يكون خلاصنا بين أعيننا
لكننا نتمادى في القول (أنّه علينا البحثُ عنهْ لأنه بعيدٌ جدّاً)
ثمّ في آخِرِ المطافْ .. نلقاهُ مستلقٍ على عتبةَ حياتنا !
الأهمّ .. أننا وجدناه .. و لو بعد عناءْ،!
ليلى العيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04/06/2008, 11:14 PM   #7
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
فراس عمران..
سأعود لقراءة النص
على جمامٍ من النفس
و سعة من الوقت و تخفف من المشاغل
فحقه قراءة أكثر تركيزاً..
فلا تنفع قراءته في عجالة..

سلمتَ...
أهلاً بروح الحرف / سودة الكنوي
دوماً تمنحين حروفنا من وقتك الكثير ..
فأي شكرٍ قد يفيكِ بعض حقكِ على النصوص ..؟؟؟؟؟
أي شكرٍ يا ترى .؟
سلمتِ و دمتِ
والسلام خير ختام
.
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04/06/2008, 11:20 PM   #8
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند بنت محمد مشاهدة المشاركة

مررت من هنا
فتعلقت الروح ببوابة النبض
فقد وجدت حرفٌ فاره
يمتطي صهوته حسٌ شفافٌ آبِه
لك الله يافراس على هكذا جلب
وطهرٌ يتحدى السلب
أهلاً بمن يستمد الصفاء والنقاء وجوده منها / هند بنت محمد
حضوركِ النقي يضفي على الحرف روح الجمال و البهاء ..
و ما قرأتُ لكِ حرفاً يوماً إلا و شعرت بعذوبة تلك الروح التي يسبق حرفها عبقها ..
هند بنت محمد ..
شكراً لأنكِ بهذه العذوبة ..
دمت بود
والسلام خير ختام
.
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04/06/2008, 11:25 PM   #9
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى العيسى مشاهدة المشاركة
فِراسْ
صِراعٌ مع الذّاتْ .. كانَ هنا،!
أكثرُ ما راقني .. أن بطلك التائِهْ
حينما غيّر جلْدَ مشاعرهْ .. بقيّ له بعضٌ منه للوطنيّة و الانتماءْ
في كثيرٍ من الأحيانْ .. يكون خلاصنا بين أعيننا
لكننا نتمادى في القول (أنّه علينا البحثُ عنهْ لأنه بعيدٌ جدّاً)
ثمّ في آخِرِ المطافْ .. نلقاهُ مستلقٍ على عتبةَ حياتنا !
الأهمّ .. أننا وجدناه .. و لو بعد عناءْ،!
ليلى العيسى
أيتها القيثارة ..
أعشبتِ بك الحروف و بحضوركِ الزاهي العطر ..
شركاً بحجم قرأتكِ التي فاقت جمال النص ..
لك التحيات وصلاً
والسلام خير ختام
.
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008, 12:49 AM   #10
أحمد العراقي
كاتـب
 





من مواضيعي

أحمد العراقي will become famous soon enoughأحمد العراقي will become famous soon enough
افتراضي

وجدتك هنا كالملحن الذي يلحن قصيدة لكنه يستخدم عدة مقامات.. فيبدأ بالبيات الحسيني الحزين وينتقل الى النهاوند والسيكا والحجاز لكنه يبقي على الكوبليه الاول ويعود ادراجه في نهاية كل مقطع
جميل يافراس...
ودي
توقيع :  أحمد العراقي

 عراقيٌ هوانا وطبعُ الهوى فينا خبلُ

أحمد العراقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها