غلبت الموت يا درويش..

[أشرف المصري]

الشاعر/ محمود درويش في ذمة الله

السبت/
7 شعبان 1429
9 أغسطس 2008

انتقل إلى العلياء الشاعر الكبير محمود درويش. بعد خضوعه لجراحة قلب في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية. وذلك بعد قرار أخذ بالتشاور مع أقربائه بنزع الأجهزة عنه. حيث توقفت جميع وظائفه الحيوية.

غلبت الموت يا درويش..
وصحت فينا على ألا نتركك تحت الإنعاش. تتشبث بهذه الحياة، وها هي الشموع تضاء على فراقك يا من حملت اسم فلسطين مكللا بالندى. يا من زرعت فينا بذور الأمل. ويقظة اليقين. ليس موتك نهاية المطاف. إنه بداية الحرية. إنه بداية الحياة. وستبقى أشعارك وكلماتك رصيف العودة يا كبير.

لم يمت الشاعر محمود درويش.
لم يمت هذا الإنسان الذي رعرع فينا الوطنية وكبر فينا الانتماء. إن هذا القلب الذي يحمل الكثير من الأنغام والتناغم والصور الشتى الجميلة قد أقبل عليه الموت وتوقفه. وغادر درويش زنبق الحياة. غادر درويش وتركنا في هذا الكون البغيض ننتشي أغنياته مصروعين نتجعد الأوجاع. وها هي المآذن تكبر بصوتك الخفاق. وها أنت اليوم يذكر اسمك في المقهى والشوارع. في كل زوايا البيت. ها أنت اليوم تبكيك الثكلى والسبايا والزهرات. وتنعيك الملايين ...

رحمك الله يا شاعرنا
فموتك. كموت فلسطين

 

[عبد العزيز الجرّاح]

برحيل الشاعر الكبير محمود درويش يفقد الشعب الفلسطيني والأمة العربية قامة شعرية وأدبية شاهقة
وواحداً من فحول الشعراء العظماء.

وتتقدم إدارة بخالص العزاء والمواساة إلى الشعب الفلسطيني والساحة الأدبية العربية في
الوطن العربي في وفاة الشاعر الراحل / محمود درويش.


لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رحمه الله رحمة واسعة ..
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

[خالد المعمري]

وداعا محمود درويش ...




" سجل أنا عربي ..
ورقم بطاقتي خمسون ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهم سيأتي بعد صيفْ
فهل تغضب "


وداعا محمود درويش ... بكل لغة أفهمها أو لا أفهمها .. أقولها وأنا أستقبل رسالة نصية على هاتفي من أحد الأصدقاء مفادها " درويش يرحل كما تنبأ دون ضجيج ! " ، علمت لحظتها أن الشعر فقد أحد أعمدته الشعرية المعاصرة ، وحده الموت من يغيّب العظماء !!

درويش يرحل تاركا خلفه أمة تهوى الشعر وتعرف قيمته ، يرحل وقد وضع الحروف على نافذةٍ صغيرة تطلُّ على بحر كبير ، تحلق مع نوارسه ، وتغني أغنيات الحياة ، يرحل درويش وقد أوقد شموع الشعر ، ومنح الحب غيمة ماطرة ...

وقفتُ طويلا على " أثر الفراشة " ديوانه الجديد ، وكأنني أقف في جنة مثمرة ، لا أنتقل إلا بعد أن أطفئ رغبتي القوية حيثما توقفت .. درويش الساحر سحر القلوب والعقول بكلماته الرائعة وهو الذي يقول :

"هزمتك يا موت
الفنون الجميلة جميعها هزمتك
يا موت الأغاني في بلاد الرافدين
مسلة المصري
مقبرة الفراعنة
النقوش على حجارة معبد..
هزمتك..
وأنت انتصرت ".



محمود درويش آخر قصيدة بقيت لنا من زمن الشعر ، شاعر أثّرتْ كلماته السحرية في أقلام الكثيرين ، صنع من الحرف لوحة لا يتقنها إلا هو ، لا أعتقد أن هناك شاعرا لم يمر على تجربة محمود درويش ، ولم تؤثر فيه ، ولم يصنع من حروف درويش جسرا ليعبر أرض الشعر من خلالها ، درويش أصبح يسكن ذات الشعراء ، عن نفسي آخر ما كنت أقرأ لدرويش " أثر الفراشة " ديوانه الأخير الذي أتوقف كل مرة عند محطة من محطاته فلا أنتقل إلا بعد أن أشبع نفسي حيث ما وقفت ، هكذا درويش عندما يحط كحمامة بيضاء على أغضان الشعر ، لا نملك إلا أن نصفق لهديله ..


رحيل محمود درويش عن هذه الحياة يمثل فقدا عظيما للأدب العربي الحديث ، حيث تفقد القصيدة العربية عمودا من أعمدتها الشعرية و خارطة الشعر ستفقد جهة من جهاتها ، محمود درويش طيلة حياته الشعرية أثرى المكتبة العربية شعرا ، وقدم نفسه كشاعر ذي تجربة صافية النبع ، تجربة تتحدث بلغة الكل ، رحيل درويش دمعة جديدة تتحدر على خد الإنسان العربي ، ولحظة يختلط فيها الحزن بالذكرى ، ذكرى القصائد التي كانت تناجي الزمن وتعلنها ثورة في وجه التاريخ ، هنا فقط أتذكر ما قاله في ديوانه الأخير :

على قلبي مشيتُ كأنّ قلبي ..
طريقٌ أو رصيفٌ أو هواءُ

فقال القلبُ أتعبني التماهي ..
مع الأشياء وانكسر الفضاءُ

وداعا يا درويش ،، ستشتاقك السطور طويلا ..


خالد المعمري

[أشرف المصري]

من ديوان
كزهر اللوز أو أبعد
قصيدة/ فكر بغيرك

وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
[لا تَنْسَ قوتَ الحمام]

وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
[لا تنس مَنْ يطلبون السلام]

وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
[مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
[ لا تنس شعب الخيامْ]

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
[ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
[مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
[قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام]

[ليلى العيسى]

في ديوانهِ الأخيرِ تحدّث عن الموتْ
غلبتهُ يا درويشْ حتى و إن انتصرْ ،
مُذ أمسٍ و أنا أُشجّع الخبرَ الّذي يقولُ أن محمود / الشّعر / الأدب لم يمتْ
لا نملكُ إلا أن نُعزينا بالإرثِ الّذي تركهُ لنَا ،

لم يمتُ درويش
من قَال أنّه ماتْ ؟
و في كلِّ قصيدٍ لهُ يُحلِّقُ في القفص الصّدري،

إلى جنّاتِ الخُلد أيّها الشّعر

[أشرف المصري]

ميثاق الاستقلال
الذي صاغ حروفه محمود درويش

1.


2.


3.

[مياسم]

هيَ هذِهِ يا أشرَفْ .. الشُّرفَةُ التي لم أجرُؤْ أن أُطلَّ منها ..
أو أُنَادِيْ إليهَا الأصدِقَاءَ .. لِيَهبِطَ العَزاءُ كثِيفاً على قُلوبِنَاْ .. !
شُكراً لأنكَ أقمتَ سَرادِقَ العَزاءِ .. وَ لم نَفعَل نحنْ ..
في ضَيِّقِ ليلِ البَارِحة : جمَعتُ أرْوَاحَ الشَّاعرِ المُوزَّعَة في كُتبِهِ الكثِيرَة .. كلُّها لم تكُن لِتُقدِّم ليْ إلا ماءَها ..
ماتَ وَ لم يُقاوِم الذي قَال : “ لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم”

رَحمَهُ الله وَ أسبَغَ عليهِ منَ المغفِرَة غِطاءاً ..

[مياسم]

أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي !
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
ضعيني ، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك ! *

مَرحُومٌ يا فَارِسَ الشِّعرِ الذي ارتَأىْ إغفَاءَةً لِحينٍ طَويلٍ !

[مريم العمري]

في رحمة الله يا درويش ..

رحلتْ ولكنَّ شعركَ حيٌّ في القلوب وفي دواوينكَ الباقية ..

لله ما أخذ وله ما أعطى ..

" الموتُ " هذا الذي يتلقفنا واحداً تلو آخر رحمتك يااااارب !!

[نداء العمري]

رحمك الله ...



وهبت الحروف حياة لامثيل لها ....


وهاهي الحياة تهبك الموت ...