إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


دراسة نقدية لديوان صباحات متأخرة

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/10/2009, 08:56 PM
علي الصيرفي علي الصيرفي غير متواجد حالياً
ناقد سوري
 


علي الصيرفي is on a distinguished road
افتراضي دراسة نقدية لديوان صباحات متأخرة

"صباحات متأخرة"
حداثة ودخول في عمق الرؤية
الشاعر المبدع نضال بشارة
بقلم الناقد :علي الصيرفي
تبقى الحركة التجريببة تتراكم عبر شاعرية الفن وعمق الرؤية ، وتظهر المقدمات اللافتة للنظر في عمل يشق طريقه عبر بيارات الشعر، فالكتابة وسيلة لتوصيل ما يدور وما يمكن أن يحصل، فالشعر لغة الأحاسيس وتحريك المسارات الفكرية والنفسية ، وحيث يتواجد الشعر نرى المتغيرات تأخذ طريقها في عملية الوجود وارتسام انعكاساته على هذه المسطحات المزروعة بالألغام ، وينفرد الشاعر نضال بشارة في ديوانه (صباحات متأخرة ) في عرض رؤية تجعل من الواقع منطلقاً لحلم يجمع بين الفكر والرفض، وتغيب الموجود وانتقاده ، فالمنطق يخلق فكراً يقدحه الشاعر بانتظام، لينهل منه كل كلمة تحملها قصائده، وفي غمرة البوح والتقاء السكون مع الحركة، تظهر المعرفة فوق سطح الشاعرية وتخرج جمرات الهم المتوهجة في صحراء الأديب، حيث يعرض ما يجمعه الحلم والتواصل فالترميز المغموس في بئر الخوف، يخفي مكامن تعقيد الحل، وتصبح أسرار الشيفرة أكثر غموضاً ، علماً أن النقد يفهم القصد من هذا التكثيف المائل إلى الاضطراب، فالعمل في أسفار التكوين ، وبوح السر المادي في خروج من يمتلك الشعلة التي تحرق ما يود الشعر حرقه، والتخلص منه ،يفترض عليه أن ينتقل إلى الدخول في بحر من الضباب والغوص في مستنقع التجميع، حيث يُرى هذا النمط من التباين ، يخلق انغلاقات كثيرة تشكل في ذات الشاعر احراجات يرفضها ويحاول أن يصرح بأنها ليست كما يريد، وإنما هي مفروضة تخلقها البنية التي تعيش في الهرم القممي، حيث الإضاءة والأداء الذي يجعله يكره حتى النظر إلى هذا النمط من العيش :
الشارع
الذي فيه أكثر
من امرأة
شارع ضاج بالثورة لطفاً
قلبي ليس كذلك ( ص-7)
إنها حكاية صغيرة تدل على عمق التأثر والاهتمام والدعوة إلى العمق حيث البعد يحمل وجهين مختلفين ، فالديمومة والثورة ، والمرأة تدل على الخصوبة والعطاء، واحتضان الهم والعشق حيث ينمو في بيوت من يملأ الشارع رفضه، وتبرز الموضوعات متزاحمة أمام الشاعر فهو يعرف مصادر الهم ومن أين يأتي القلق ولماذا هذا التزاحم من التشويه المفتعل ، وبما أن الشعرية تنبع من صمت الموجودات التي تنظر عبر ضبابية الكلام المسموح- الممنوع ، يترنح الشاعر في خلق تلك الفضاءات التي يحلم أن تكون غطاء لما يريد ، وهو ينتقل في نغمات، تكاد تكون أغنيات لرموز تحملها رقم الحفريات، فهو متناسخ عبر كل الأزمنة التي تخلق صورة التوثيق وقدرة النغم إلى فك طلسم الوقت والعزف على وتر أحادي اللحن، يفك الحصار المرسوم فوق أزمنة عبرت صحراء شاعريته فتحولت بعض الأركان فيها إلى واحات، يرى فيها النّفَسَ الذي يحاول شهيقَه فتندفع من رؤيته تطلعات تحمل في ملفاتها قضايا كثيرة تحصي الهموم المتراكمة في أروقة عالمه حيث الأشياء مختلفة القيمة، وتبعثر الذوق يغتال الرفقة ويتهاون في معرفة المنظور المتداول في مسارات المتراجحات المقدمة للتعامل ، إنه يحسن التناظر مع المتغيرات ويؤمن بقضية اللاعودة والانتقال إلى الطرف الآخر فهو يحلم، ويسيطر المد القادم على الأمكنة، فتنطلق الذات المعبرة عن لهفة تحملها قدرة المعرفة على التواصل ، وتعطيل الغلط المتربص بكل ما يقدمه التخييل عند الأديب فمرجعيته المبعوث منها لها دلالاتها ، وهو لا يخفي تلك الدلالات بل يؤكد على التعامل من خلالها ويتصور هذه الإشارات عبر أبعادها ، فالتيارات المتصارعة تخلق مداً وجذراً، وهو يعرف طلع الصبح ولحظة شروق الشمس على إخفاء الأشباح وإلحاق الهزيمة بهم .
2 –
وفي الحلم الثاني تظهر إبداعات الشاعر مغموسة بحنين يحمل روائح المعرفة الإيديولوجية وتنهمر من حبابات واسعة الانتشار، فترتمي على سطوح ترسف في مقولات، يريد إزالتها فلا يجد إلا البوح للآخر بما يخفيه الذوق الشعري عنده، فيبتدع التخييل عنده طريقة السر المفتوح على الآخر، فينفخ أقواله ريحاً تعصف بالموجود المرفوض ويهتز الغصن الندي عنده ليعلن التألم والقهر وكيف يحضر الحزن في زجاجات الأدوية المصنعة للإرهاق وتفتيت الذاكرة ، فالشاعر صاحب ذاكرة مسلحة بالكثير من المقولات، وهو يقوي رؤيته بالمخزون المعبأ عنده حيث لا مجال للتغابي، فأنت أمام خيار واحد عليك أن تخترق الخطأ، وتسير بثبات نحو المستقبل :
كالجبنة
أستيقظ دائماً
وما أن تبتسم عيناي للصبح
ما إن أصابعي
شعري تسرح
إليّ
جرذان الكآبة
تُهرع ،
تقرضني
فأقوم إلى زاوية في غرفتي
يجللني النشيج
يموج الوجد
أحاول
صنع فنجان
من نباح الفرح
لأطرد مواء الحزن ( ص21 -22 )
3-
ويتطلع الشاعر في ترنيماته إلى حلول عليه أن يتحد فيها ، كي يصهر تلك المنغصات التي تعترض طريق تحولاته، فالتعايش تضيق مساحاته، وتصبح دوائره خوانق، تصب في حلقه محاولة خنق صوته الذي ينشج قهراً وتطلعاً نحو طريق يمكن أن يصير منطلقاً للتخلص من هذه المفرزات .
في المعمل
صرخ السيد بالرجل
أيها الأحمق انتبه لآلتك
في البيت
ضرب الرجل زوجته
طبيخك لا ملح فيه كفي ثرثرة
في غرفة ، ضربت الزوجة
طفلها
مريلتك متّسخة ، لا تلعب
كالشيطان ( ص44)
وتظهر لغة التراشق والموبقات ، ويمتلئ الشاعر قهراً ، وتصبح الأشياء متناثرة حيث الفساد والتناحر من أجل الثروة، وهي موجودات يعرفها الشاعر، وتتغلغل لغة الشاعر في زحمة هذه المحبطات محاولاً ترجمة الواقع المزحوم بالمغالطات، فيستعمل لغته المرموزة في نغمة خفية تضيق مساحة الرتم عن معانيها، فهي كثيرة الحمولة، بل ترزح بالأثقال التي زجها الشاعر في مضمون كلماته، فأتى الترنيم المتهادي مخففاً لهذا النزق المتراكم محاولاً إشعال فتيل قنديل الزيت القديم، كي يضيء به نقطة البداية والتماسك كي لا تهرب الأمور من مواضعها . وفي عملية التجاذب نرى كيف يتعامل الشاعر مع البؤس والحرمان، ويتلمس تلك الآلام حيث ينتشر الجوع والحزن ، والطفل المحروم ، والقمح المسروق، وكمّ الأفواه ، إنها حالات كثيرة، امتدت لها يد الشاعر وفي السياق، تخرج التجربة من لجامها، لتعبر عما يتحشرج في صدر الشاعر نفسه فهو أحد المسحوقين في هذا الجرن الكبير، فالطحن القائم يسحق كل من تدور فوقه الرحى لذلك نراه ينعي حالته المادية وما آلت إليها تلك الحالة وليس الشاعر إلا نموذجاً من تلك الموجودات فالغصة تملأ كل القلوب، وهو يتفطر ألماً،فينطلق إلى التعويض من خلال الفكر، وتجسيد هذه الأفكار على مساحات اللغة التي استعملها ،فهو يغرق في بحر من الإيديولوجية، ويرى فيها الخلاص:
مفتاح
حلم تيبس
لا بأس
فالصبر شهقة القلب
ومفتاح المطر
احتمال
الأصابع تزحف
صوب الذكريات وتداعب
بزنبقة النهد
داعبني ذكريات النخيل
علني انشغل
باشتعال أسمال القلب
وباحتمال قداس السوسنة (ص103-104)
لقد حدد الشاعر الطريق وعرف أن التغيير قادم ولا مجال للثبات، فالكليات أمامه تسير، وهذا الكم من البؤس لا بد أن يتمخض عنه الخلاص حيث تعود البسمة وتشرق أحلام البشر معطرة بلون الحرية والإنسانية، فالرؤية تنهض من خلال حرية الإنسان .
 

التعديل الأخير تم بواسطة ابتسام آل سليمان ; 28/01/2010 الساعة 07:20 PM. سبب آخر: إضافة حرف (الدال) لكلمة (راسة) حتى يكتمل العنوان
رد مع اقتباس
قديم 07/10/2009, 07:58 AM   #2
ندى عبدالعزيز
كـاتبـة
 
الصورة الرمزية ندى عبدالعزيز
افتراضي



ولن يشبعني حضور يتيم
الا جوعاً للمزيد .. وعمق يغري بالغرق أكثر وأكثر بـ نضال بشارة

الصيرفي علي
طاب لي النَّهم من تلك القراءة ..
توقيع :  ندى عبدالعزيز

 

:
تَنتَحِرُ أُمنِيَاتِي عَلَى حَوافِ الشُّوقْ .. ومَامِنْ مُغِيثْ !!
ندى عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07/10/2009, 10:15 AM   #3
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

سلاما
وها نحن نستقبل صباحا جديدا من قراءاتك النقدية أستاذي علي و صباحات متأخرة ...
شكرا لك أن عرفتنا بشاعر كنضال بشارة .
تحية تشبهك
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07/10/2009, 10:15 AM   #4
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

سلاما
وها نحن نستقبل صباحا جديدا من قراءاتك النقدية أستاذي علي و صباحات متأخرة ...
شكرا لك أن عرفتنا بشاعر كنضال بشارة .
تحية تشبهك
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08/10/2009, 12:24 PM   #5
فتحية الشبلي
فراشة المطر
 
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
افتراضي

أستاذ علي الصيرفى
/

صدقاً عندما أمر من واحتك أستفيد وأغرق فى هذه القراءات النقدية المدهشة
شكراً أن عرفتنا بالشاعر السورى نضال بشارة وديوانه {{ صباحات متأخرة }}
وشكراً لك على مجهودكـ الطيب
بارك الله فيك سيدي الكريم
ودمت قلماً مميزاً وناقداً رائعاً

أحترامى
توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


فتحية الشبلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها