إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات العامـة > إملاءات شاسعة > ذاكرة الهَتَن
التعليمـــات التقويم

ذاكرة الهَتَن نَلتَقِي فِكركَ وَ عِطرَ سِيرَتِكَ .. في الذّاكرَة


تتويج العصماء في مـــرسى الإخاء(3) مع الشاعر و الأديب جمعة الفاخري

نَلتَقِي فِكركَ وَ عِطرَ سِيرَتِكَ .. في الذّاكرَة


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08/08/2009, 02:17 AM
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
جمعة الفاخري جمعة الفاخري غير متواجد حالياً
شاعـر و قاص و صحفي
 


جمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond reputeجمعة الفاخري has a reputation beyond repute
افتراضي

# أنا ابنُ المطرِ .. هذا البراحُ وطني الروحيُّ .. أقصدُهُ كلَّما انتابتني الحاجة للحلمِ .. أغشاهُ كلما احتجتُ لشيءٍ من الفرح والدَّهشةِ ..
هنا أحببتُ أصدقاء المطر.. عشَّاق الكلماتِ المبصرة .. مدمني الجمال .. كلماتهم العذارى الحسناوات شموسٌ وأقمارٌ .. لاحظتُ أنَّ الودَّ رغيفٌ يتقاسمُه الجميع..
والحبُّ يسبلُ أجنحتَهُ حبًّا وألقًا في هذا الأرخبيل المعرفيِّ الرائع .. لذا اجتمع هذا العقد الماسيِّ من المطريِّين والمطريِّات ، الرائعين والرائعات ..
ولقد ظللتُ مشدودًا لهذا الفضاء الأثير بالرغم من المشاغل والسفر المستمر .. منذ أن دعتني الرائعة الصديقة ( يمنى سالم ) ملكة جمال الكلمة ..

# أحبُّ الشعرَ .. أتعاطاهُ .. أتنفَّسُهُ .. أرتكبهُ .. أقترفُهُ .. ويرتكبني .. فهو يحتلًُّني فيحيلُني إلى كائنٍ يتنفُّسُ برئتين من قصيدةٍ .. كأنني ولدتُ وفي فمي قصيدة وبين يدي ديوانٌ..
# يستفزُّني الحسنُ .. يطلقني في أمداء الدهشةِ حلمًا .. ريحًا .. موجةً .. غيمةً ، يمامةً أوعصفوراً.. أتبنى الجمالَ في كلِّ شيءٍ .. وأتمنى الحسنَ في كلِّ شيءٍ .. أهيمُ بالحياةِ عشقًا ..
# الطفولةُ قصيدتي الضوئيَّة الحسناءِ الأحلى والأطلى والأجلى .. أمرِّغ قلبي الذي لا يكبرُ في براءتِها .. أغتسلُ بأحلامها .. أحلِّق بقلبي .. وبفكري في سبحاتِها العفويَّة الساذجَةِ .. لا تزالُ الطفولة تأسرني .. طهرًا وصفاءً وعذوبةً .. عالمًا من لطفٍ وبراءةٍ وإلهامٍ .. وملائكيَّة حقيقيَّة .. إني لأنسى في هذا النقاءِ نفسي .. فأرى وجهي في تأتآت الصِّغار وثأثآتهم .. في براءتهم وشقاوتهم .. في لعبهم وصخبهم .. ولا مبالاتهم .. في عفويَّة أفعالهم وتصرُّفاتهم .. تسحَرُني ضحكاتهم وابتساماتهم .. يطيبُ لي مراقبةُ هذا العالم الساحرِ .. والتسلُّلُ إلى دواخِلِهِ الفاتنةِ ..لأوقظَ الأحلامَ في النُّعَاسِ العسليِّ المتسرِّبِ إلى عيونِها البريئةِ .. وأطردَ الدموعَ المناكفةَ للفرحِ العذبِ فيها .. وأقمعَ الغشامةَ المناوئةَ لمنامِهِا الورديِّ الأثيرِ .. وأسيِّجَ أحلامَها العذراءَ بمليونِ تعويذةِ حبٍّ .. وأوكلَ حفظَهَا إلى الله .. وقلبي معها ..
أصعدُ للسَّماءِ مع أحلامِهِم .. وأترقى في طموحاتِهِم السَّاذِجَةِ .. الممكنَةِ المستحيلةٍ .. أهيمُ في كلامِهم المتكَابِرِ .. وتقتلُني دموعُهم وبكاؤُهم .. في كلِّ طفولةٍ وجهي.. في كلِّ نبضةٍ قلبي .. في كلِّ حلمٍ .. في كلِّ شقاوةٍ أنا ..

# الربيعُ أحدُ كبارِ آسري قلبي .. ألقي بتعبي في أحضانِهِ .. وأسلمُهُ أحلامي العاجزةَ الكسيحَةَ .. وطموحَاتي المنتهيَةَ التحقُّقِ.. أتخيَّلُهُ أنثى جميلةً عطوفًا .. أنامُ في حضنِهِ الدفيءِ حالمًا .. فلا أصحو إلا على قرعِ الصِّيفِ الثقيلِ على بابِ قلبي .. ووقعِ خطا الخريفِ الخشنَةِ تتربَّصُ بي .. الربيعُ مدرسة قلبي .. وطنُ روحي.. وأرخبيل أعماقي.. منه أستمدُّ المددَ الروحيَّ للأسفارِ الشعريَّةِ القادمَةِ المأمولةَ .. وأعوِّضُ بمرآهُ ما ينقصُ الحياةَ من جمالٍ وحسنٍ وبهاءٍ.. أملأُ أعماقي بريَّاهُ .. وأذيبُ روحي في براحهِ وانفساحِهِ..
# اللِّيلُ مُلْهِمٌ كبيرٌ ..وصديقٌ أمينٌ لعاشقٍ مؤبَّدٍ مثلي .. ومستودعُ أسرارٍ آمنٌ لقلبي الكثيرِ الأسرارِ .. اللِّيلُ موئلٌ للحلمِ .. مناخُ للقصيدةٍ .. ومهدٌ دفيءٍ يحضنُها .. يتلقَّف ميلادَها .. ويحتوي صرختها البكرَ .. ويربِّت على ارتعاشِها الخجولِ وهي تستقبلُ الحياةَ.. وهي تتحسَّسُ طريقَها نحو مساقطِ النورِ.. ومساكبِ العطرِ.. الليلُ أغنيةٌ صادقة أثيرة .. ولحنٌ عفويٌّ لا يتكرَّر ولا يبيدُ بالرغمِ من تشابِهِ العزفِ والنغماتِ والعازفين ..

# الفجرُ بوَّابتي على الإبداعِ .. نافذتي على القصيدةِ الضوئيَّة .. معينٌ حقيقيٌّ على ارتكابِ الشعر.. ومراودةِ القصيدةِ عن عطرِها وضوئِها .. يطيبُ لي طلب أيدي الحسانِ القصائدِ عندَ تنفُّسِهِ.. الفجرُ تفجيرٌ للأعماقِ شعرًا وسحرًا ..


# المرأةُ يوانٌ .. وقصيدةٌ .. شمسٌ وقمرٌ ونجومٌ .. المرأةٌ نهارٌ مكتملٌ.. المرأة إلهامُ وأحلامٌ ، فلا تسألوني عن أشياءَ إن تتبرَّجَ لي تُعْجِزُني.. تهزِمُ حرفي.. وتحرِجُ شِعْرِي .. وتجرحُ قصائدي .. المرأةُ حياةٌ .. المرأةُ أمٌّ .. المرأة وطنٌ .. ومن من يستغني عنِ الحياةِ .. وأمِّهِ .. ووطنِهِ..!؟
# الحياةُ حبٌّ .. ولا تستقيمُ إلاَّ الحياةُ إلاَّ بالحبِّ.. وحينَ تفتقدُ الحياة وُالحبَّ .. حين يفتقرُ بشرٌ ما للحبِّ في بقعةٍ ما من العالمِ سيظلمُ الكونُ .. يُمْسِكُ الرَّبيعُ عن إنتاجِ الجمالِ وتصديرِ العطرِ.. وتحجِمُ العصافيرُ عنِ الغناءِ .. وتتوقفُ الأرضُ عنِ الدورانِ.. وتستقيلُ الشمسُ من عرشِ السماءِ وتتقاعدِ عن الضوءِ ..
وتضربُ الأقمارُ والنجومُ عن الضحكِ الضوئيِّ المشوقِ .. حين يتناقصُ الحبُّ تندلعُ الحروبُ .. وتشبُّ العداواتُ وتشتعلُ الأرض غيظًا وبغضًا وأحقادًا ..
الحبُّ يجمِّلُ وجَه الكونِ .. يزيِّنُ أشياءِهُ .. يرتقُ ثقوبَ الحياةِ.. يُعالجُ أعطابَ النفوسِ .. يرمِّمُ شروخَها .. الحياةُ بلا حبٌّ مقبرةٌ كبيرةٌ .. خرابٌ بشعٌ مهولٌ..

# أشعرُ دائمًا أنَّ ثمَّةَ خيطًا رفيعًا بينَ هاتِهِ الأشياءِ جميعِها .. وأن نقصَ إحداها نقصٌ في عضوٍ مهمٍّ من أعضاءِ الحياةِ..
 
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

قديم 08/08/2009, 10:30 AM   #2
ذكرى بنت أحمد
فوقِ الأمَل / تحتِ السمَاا بشويْ !
 
الصورة الرمزية ذكرى بنت أحمد
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعة الفاخري مشاهدة المشاركة
# أنا ابنُ المطرِ .. هذا البراحُ وطني الروحيُّ .. أقصدُهُ كلَّما انتابتني الحاجة للحلمِ .. أغشاهُ كلما احتجتُ لشيءٍ من الفرح والدَّهشةِ ..
هنا أحببتُ أصدقاء المطر.. عشَّاق الكلماتِ المبصرة .. مدمني الجمال .. كلماتهم العذارى الحسناوات شموسٌ وأقمارٌ .. لاحظتُ أنَّ الودَّ رغيفٌ يتقاسمُه الجميع..
والحبُّ يسبلُ أجنحتَهُ حبًّا وألقًا في هذا الأرخبيل المعرفيِّ الرائع .. لذا اجتمع هذا العقد الماسيِّ من المطريِّين والمطريِّات ، الرائعين والرائعات ..
ولقد ظللتُ مشدودًا لهذا الفضاء الأثير بالرغم من المشاغل والسفر المستمر .. منذ أن دعتني الرائعة الصديقة ( يمنى سالم ) ملكة جمال الكلمة ..

# أحبُّ الشعرَ .. أتعاطاهُ .. أتنفَّسُهُ .. أرتكبهُ .. أقترفُهُ .. ويرتكبني .. فهو يحتلًُّني فيحيلُني إلى كائنٍ يتنفُّسُ برئتين من قصيدةٍ .. كأنني ولدتُ وفي فمي قصيدة وبين يدي ديوانٌ..
# يستفزُّني الحسنُ .. يطلقني في أمداء الدهشةِ حلمًا .. ريحًا .. موجةً .. غيمةً ، يمامةً أوعصفوراً.. أتبنى الجمالَ في كلِّ شيءٍ .. وأتمنى الحسنَ في كلِّ شيءٍ .. أهيمُ بالحياةِ عشقًا ..
# الطفولةُ قصيدتي الضوئيَّة الحسناءِ الأحلى والأطلى والأجلى .. أمرِّغ قلبي الذي لا يكبرُ في براءتِها .. أغتسلُ بأحلامها .. أحلِّق بقلبي .. وبفكري في سبحاتِها العفويَّة الساذجَةِ .. لا تزالُ الطفولة تأسرني .. طهرًا وصفاءً وعذوبةً .. عالمًا من لطفٍ وبراءةٍ وإلهامٍ .. وملائكيَّة حقيقيَّة .. إني لأنسى في هذا النقاءِ نفسي .. فأرى وجهي في تأتآت الصِّغار وثأثآتهم .. في براءتهم وشقاوتهم .. في لعبهم وصخبهم .. ولا مبالاتهم .. في عفويَّة أفعالهم وتصرُّفاتهم .. تسحَرُني ضحكاتهم وابتساماتهم .. يطيبُ لي مراقبةُ هذا العالم الساحرِ .. والتسلُّلُ إلى دواخِلِهِ الفاتنةِ ..لأوقظَ الأحلامَ في النُّعَاسِ العسليِّ المتسرِّبِ إلى عيونِها البريئةِ .. وأطردَ الدموعَ المناكفةَ للفرحِ العذبِ فيها .. وأقمعَ الغشامةَ المناوئةَ لمنامِهِا الورديِّ الأثيرِ .. وأسيِّجَ أحلامَها العذراءَ بمليونِ تعويذةِ حبٍّ .. وأوكلَ حفظَهَا إلى الله .. وقلبي معها ..
أصعدُ للسَّماءِ مع أحلامِهِم .. وأترقى في طموحاتِهِم السَّاذِجَةِ .. الممكنَةِ المستحيلةٍ .. أهيمُ في كلامِهم المتكَابِرِ .. وتقتلُني دموعُهم وبكاؤُهم .. في كلِّ طفولةٍ وجهي.. في كلِّ نبضةٍ قلبي .. في كلِّ حلمٍ .. في كلِّ شقاوةٍ أنا ..

# الربيعُ أحدُ كبارِ آسري قلبي .. ألقي بتعبي في أحضانِهِ .. وأسلمُهُ أحلامي العاجزةَ الكسيحَةَ .. وطموحَاتي المنتهيَةَ التحقُّقِ.. أتخيَّلُهُ أنثى جميلةً عطوفًا .. أنامُ في حضنِهِ الدفيءِ حالمًا .. فلا أصحو إلا على قرعِ الصِّيفِ الثقيلِ على بابِ قلبي .. ووقعِ خطا الخريفِ الخشنَةِ تتربَّصُ بي .. الربيعُ مدرسة قلبي .. وطنُ روحي.. وأرخبيل أعماقي.. منه أستمدُّ المددَ الروحيَّ للأسفارِ الشعريَّةِ القادمَةِ المأمولةَ .. وأعوِّضُ بمرآهُ ما ينقصُ الحياةَ من جمالٍ وحسنٍ وبهاءٍ.. أملأُ أعماقي بريَّاهُ .. وأذيبُ روحي في براحهِ وانفساحِهِ..
# اللِّيلُ مُلْهِمٌ كبيرٌ ..وصديقٌ أمينٌ لعاشقٍ مؤبَّدٍ مثلي .. ومستودعُ أسرارٍ آمنٌ لقلبي الكثيرِ الأسرارِ .. اللِّيلُ موئلٌ للحلمِ .. مناخُ للقصيدةٍ .. ومهدٌ دفيءٍ يحضنُها .. يتلقَّف ميلادَها .. ويحتوي صرختها البكرَ .. ويربِّت على ارتعاشِها الخجولِ وهي تستقبلُ الحياةَ.. وهي تتحسَّسُ طريقَها نحو مساقطِ النورِ.. ومساكبِ العطرِ.. الليلُ أغنيةٌ صادقة أثيرة .. ولحنٌ عفويٌّ لا يتكرَّر ولا يبيدُ بالرغمِ من تشابِهِ العزفِ والنغماتِ والعازفين ..

# الفجرُ بوَّابتي على الإبداعِ .. نافذتي على القصيدةِ الضوئيَّة .. معينٌ حقيقيٌّ على ارتكابِ الشعر.. ومراودةِ القصيدةِ عن عطرِها وضوئِها .. يطيبُ لي طلب أيدي الحسانِ القصائدِ عندَ تنفُّسِهِ.. الفجرُ تفجيرٌ للأعماقِ شعرًا وسحرًا ..


# المرأةُ يوانٌ .. وقصيدةٌ .. شمسٌ وقمرٌ ونجومٌ .. المرأةٌ نهارٌ مكتملٌ.. المرأة إلهامُ وأحلامٌ ، فلا تسألوني عن أشياءَ إن تتبرَّجَ لي تُعْجِزُني.. تهزِمُ حرفي.. وتحرِجُ شِعْرِي .. وتجرحُ قصائدي .. المرأةُ حياةٌ .. المرأةُ أمٌّ .. المرأة وطنٌ .. ومن من يستغني عنِ الحياةِ .. وأمِّهِ .. ووطنِهِ..!؟
# الحياةُ حبٌّ .. ولا تستقيمُ إلاَّ الحياةُ إلاَّ بالحبِّ.. وحينَ تفتقدُ الحياة وُالحبَّ .. حين يفتقرُ بشرٌ ما للحبِّ في بقعةٍ ما من العالمِ سيظلمُ الكونُ .. يُمْسِكُ الرَّبيعُ عن إنتاجِ الجمالِ وتصديرِ العطرِ.. وتحجِمُ العصافيرُ عنِ الغناءِ .. وتتوقفُ الأرضُ عنِ الدورانِ.. وتستقيلُ الشمسُ من عرشِ السماءِ وتتقاعدِ عن الضوءِ ..
وتضربُ الأقمارُ والنجومُ عن الضحكِ الضوئيِّ المشوقِ .. حين يتناقصُ الحبُّ تندلعُ الحروبُ .. وتشبُّ العداواتُ وتشتعلُ الأرض غيظًا وبغضًا وأحقادًا ..
الحبُّ يجمِّلُ وجَه الكونِ .. يزيِّنُ أشياءِهُ .. يرتقُ ثقوبَ الحياةِ.. يُعالجُ أعطابَ النفوسِ .. يرمِّمُ شروخَها .. الحياةُ بلا حبٌّ مقبرةٌ كبيرةٌ .. خرابٌ بشعٌ مهولٌ..

# أشعرُ دائمًا أنَّ ثمَّةَ خيطًا رفيعًا بينَ هاتِهِ الأشياءِ جميعِها .. وأن نقصَ إحداها نقصٌ في عضوٍ مهمٍّ من أعضاءِ الحياةِ..

راقية كثيراً هذه السيرة

وَ سااحره !

توقيع :  ذكرى بنت أحمد

 

ذكرى ولكن : إيه ماني بذكرى = ما والله اكون بيوم ذكرى قديمه
والله لخلّد بالافعال ذكرى= أموت .. واحيا بالعقول السليمه
أقولها واجزم إلى فات بكرى=قالوا : نعم هالبنت تبقى عظيمه
ذكرى بنت أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08/08/2009, 10:24 AM   #3
ذكرى بنت أحمد
فوقِ الأمَل / تحتِ السمَاا بشويْ !
 
الصورة الرمزية ذكرى بنت أحمد
افتراضي

آل المطر السلام عليكم ’


أهلاً بشاعرنا ..


الذي يملك غواية / روح أمارة بالشعرة ،، ونازفة بالوجع !


جمعة الفاخري .. أهلاً بك هنا ،


ومبارك لك هذا التتويج الذي تستحقه بالتأكيد : )


،


- هل تتذكر أول قصيدة كتبتها في حياتك / أي في سنة ؟!

- هل تلاحظ أن هناك تغييرا في أسلوب الشعر وطرحه عن السابق ؟!

- عندما تريد تلخيص مشوار جمعة في الساحة فماذا تقول ؟!

- يقال " تكلم حتى أعرف من أنت " .. كم شخص يطبق هذه القاعدة في الساحة ؟
وهل ترى أن الجميع يتكلم من أجل أن يعرّف عن شخصه بـ " الأنا " ؟!



مودتي’

فريق المرسى
توقيع :  ذكرى بنت أحمد

 

ذكرى ولكن : إيه ماني بذكرى = ما والله اكون بيوم ذكرى قديمه
والله لخلّد بالافعال ذكرى= أموت .. واحيا بالعقول السليمه
أقولها واجزم إلى فات بكرى=قالوا : نعم هالبنت تبقى عظيمه
ذكرى بنت أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 08/08/2009, 03:07 PM   #4
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

- هل تتذكر أول قصيدة كتبتها في حياتك / أي في سنة ؟!

ـ أول محاولاتي لاقتراف الشعر كانت في المرحلة الإعداديَّة وكانت محاولات خجولة وساذجة تفتقر للنضج ، وأذكر أوَّل بيت كتبته في بداياتي:
شكوتُ لليلِ الطويلِ متاعبي
.......... فبكى طويلاً ثمَّ رثى لحالي.
لكني لا أذكر قصائد تلك المرحلة ..وأغلبها تبرَّأتُ منها .. فهي بدايات لا ترضي ذائقتي ، ولا تقدِّم شيئًا ، علمًا بأنني لا أحفظ أشعاري قديمها وحديثها .. وتلك مشكلتي الكبرى ، مع أني أحفظ أشعارً لا حصرَ لها ..

ـ هل تلاحظ أن هناك تغيير في أسلوب الشعر وطرحه عن السابق ؟!

ـ لكل مرحلة أساليبها ومقترحاتها في كل جوانب الحياة ، والشعر كائنٌ حيٌّ متجدِّدٌ دائمًا فهو يبتكرُ أدواتِهِ وطرائقَهُ .. ويجدِّدُ مفرداتِهِ ، ويطوِّر قواميسَهُ وصورَهُ وأخيلتَهُ .. ومن ثمَّ يبتكرُ أنواعًا جديدةً للقصيدةِ وتحت مسمَّيات مختلفة .. شيءٌ واحدٌ لم يتغيِّر في الشعرِ الحقيقيِّ هو درجةُ تأثيرِهِ الفاعلَةِ في النفوسِ .. ومقدرتُهُ الكبيرةُ على ارتكاب الدهشة ، وإحداث الإثارةِ في الأعماقِ الإنسانية باستفزازها بعنفٍ رقيقٍ .. وبرقًّة عنيفةٍ.. فالشعر يشبه الصدمة الكهربائيَّة العلاجيَّّة التي تعطى للمُعَالَجِ بقدرٍ محدَّد لا يضرَّهُ.. الشعرُ كائنٌ مختلفٌ مدهشٌ على الدوامِ متى كان حقيقيَّا وصادقًا غيرَ مفتعلٍ ولا مصطنعٍ..

ـ عندما تريد تلخيص مشوار جمعة في الساحة فماذا تقول ؟!

ـ جمعة الفاخري .. يحاولُ أن يكون .. لمَّا يبدأ بعد .. فكل خطوة أخطوها أنكرها .. قد يراها الآخرون نجاحًا ولكني أراها مجرَّد خطوة على درب طويلٍ.. ودائمًا أساءل نفسي: وسط هذا العالم المزروع بالشعراء والمبدعين ومروِّجي الجمال ماذا يمكن لمثلي أن يقدِّم ..!؟
وصدَّقوا إني أنكرُ كل قصيدةٍ أنجزها بمجرَّد أن يتلقَّفها الآخرون .. وهذا ليس شعورًا بالنقص بقدرِ ما هو جذوةُ طموحٍ لا تنطفئ..

ـ يُقالُ " تكلم حتى أعرف من أنت " .. كم شخص يطبق هذه القاعدة في الساحة ؟

ـ يُقالُ إِنَّ الثقافةَ هي الشيء الوحيدُ الذي ينقصُ الجزَّارَ ليصبحَ جرَّاحًا .. ولنلحظ الفرق بين الجزارة والجراحةِ..!! وكما يقول الشاعر العربي :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ فلم يبقَ إلاَّ صورةُ اللَّحمِ والدمِ
فكلامُ المرءِ ينبئ عن أعماقِهِ ، ويخبرُ عن ثقافته ، ويبيَّن درجةَ وعيه .. ولكنه ليس مقياسًا دقيقًا للحكم على الناسِ ، فقد يخطئ المرء مرَّة ويصيبُ مرَّاتٍ .. وهو ما يعدُ كبوةَ جواد ..
وإِنْ كانَ سقراط الحكيمُ قد اختبر أحدهم بدعوتِهِ للكلامِ " تكلَّمْ حتى أراك " كان يريد أن يرى أعمَاقَهُ .. ويطَّلع على أفكارِهِ .. ولربما قدَّرَهُ وأكبرَهُ بعدَ ذلكَ أو مدَّ في وجهِهِ رِجْلَ أبي حنيفة.. أتمنى أن تروني كما أراكم .. بلا مدِّ أرجل.. لا سمحَ اللهُ..!!

وهل ترى أن الجميع يتكلم من أجل أن يعرّف عن شخصه بـ " الأنا " ؟!

ـ هذا ما يحدثُ ضبطًا .. فالإنسان ـ غالبًا ـ يتكلَّم أصالةً عن نفسهِ .. فهو مفوَّضٌ رسميٌّ باسم وجدانِهِ للتصريح .. ناطقُ رسميٌّ باسمِ الأعماق .. لذلك قالوا :" الألفاظ مرآة العاطفة " أي يُظهرُ عبرَها ما في أعماقِ الإنسانِ من أشياءَ..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً  
قديم 08/08/2009, 04:13 PM   #5
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

الأستاذ / جمعة الفاخري
بالعودة إلى السيرة الأدبية الثرية الخاصة بكم، نجد أن لك من المؤلفات والمخطوطات الأدبية الكثير .. سواء على مستوى المجموعات القصصية أو الدواوين الشعرية وقد ترجم البعض منها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والسويدية أيضًا.

- أيهما أقرب إلى ذائقة الأديب جمعة الفاخري المجموعات القصصية أم الدواوين الشعرية، ولماذا؟
- أيًا من تلك المؤلفات من وجهة نظرك استطاع أن يصل بـ جمعة الفاخري إلى القارىء العربي؟
- هل استطاع الأديب العربي أن يجد له مكانًا خارج الوطن العربي وأنت أحد من ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأخرى؟

شكرًا لك مرة أخرى، وأهلا بك في هذا اللقاء.

تحاياي
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً  
قديم 09/08/2009, 11:51 AM   #6
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

الأستاذ / جمعة الفاخري
بالعودة إلى السيرة الأدبية الثرية الخاصة بكم، نجد أن لك من المؤلفات والمخطوطات الأدبية الكثير .. سواء على مستوى المجموعات القصصية أو الدواوين الشعرية وقد ترجم البعض منها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والسويدية أيضًا.

- أيهما أقرب إلى ذائقة الأديب جمعة الفاخري المجموعات القصصية أم الدواوين الشعرية، ولماذا؟
- أيًا من تلك المؤلفات من وجهة نظرك استطاع أن يصل بـ جمعة الفاخري إلى القارىء العربي؟
- هل استطاع الأديب العربي أن يجد له مكانًا خارج الوطن العربي وأنت أحد من ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأخرى؟

شكرًا لك مرة أخرى، وأهلا بك في هذا اللقاء.


العزيز الشاعر عبد العزيز الجرَّاح.. شكرًا لكلِّ هذا الودِّ الغامر كالمطرِِ .. وإليك بوحي :
ـ الشعرُ أقرب إلى نفسي .. ذلك أني مسكونٌ بالشعر .. ربما لأنني عربي .. !
لكنّي لا أتبرَّأ من القصص .. التي أغشها بأسلوب شعري.. ولغة شعريَّة لتفتن القارئ المتعوِّد على النثر الفجِ. ..

أوَّلاً ـ دعني أوشوشك بسرِّ ؛ فأنا اشتهرت خارج ليبيا قبل أن أنتشر داخل الوطن .. ربما هو تقصير الإعلام أو ظلم المكان لصاحبه لابتعاد مدينتي بؤرة الضوء والوهج الإعلامي الكبير في المدينتين الكبيرتين طرابلس وبنغازي ، وأذكر أنَّ أحد الأدباء الكبار عن التقاني بطرابلس وعرف أنني صاحب قصة ( أربع عيون ) التي تحدَّث النقاد عن فنيَّتها العالية ، أخبرته إنني من اجدابيا ( هزَّ رأسه وقال : ( المكان أحيانًا يظلم صاحبه ..!!).

للقارئ المحلِّي في ليبيا قدَّمتني جيَّدًا مجموعتي القصصيَّة الأولى ( صفر على شمال الحبِّ ) الصادرة عن دار البيان ببنغازي سنة 2003 ، وهي أوَّل كتابٌ يطبعُ لي ..
أمَّا خارج الوطن قدَّمني كتابان ؛ الأوَّل مجموعة ( عناق ظلال مراوغة ) في القصة القصيرة جدًّا ، الصادرة عن دار قناديل ببيروت 2006 وهي أوَّل مجموعة قصصية صرفة لكاتب ليبي في هذا النوع من الإبداع ، وقد ضمَّت 100 ق ق ج ، وكتاب ( ربيعٌ على جناحي فراشة ) وهو خطراتٌ في مغاني الحب والربيع والطفولة والشعر والحياة ، وقد تلقفه الجمهور بكثير حب لأنه يحمل خطرات وجدانية بأسلوبٍ شعريٍّ.. ومن المفارقات أن إصداره تأخَّر قرابة العام بسبب أن الناشر قد كتب على الغلاف ( شعر ) وحين اكتشفت ذلك رفضت الغلاف وطلبت أن يكتب عليه خطرات .. وقد أخبرني الناشر أنه كان يقرأ شعرًا لا خطراتٍ مما دفعه لكتابة ذلك .. وقد كنت أنشر بعض ما فيه ببعض المواقع ومنها موقعنا ( ) وكنت أكتب أسفل كل مجموعة خواطر : ( عن كتاب : ربيع على جناحي فراشة ـ للمؤلف ) خوفًا من السرقة.. فانتشر العنوان ، وأصبحت الطلبات عليه تصلني بالبريد وعبر الإيميل والهواتف وأنا أذوب حرجًا من تسويفي لطالبيه .. بعض صديقاتي الأديبات المغربيات كن يبحثن عنه في أجنحة المعارض الدوليَّة فيخبروهن أنه نفد ...! وهناك من وعد بإحضار نسخ منه في الغد ...لأجل أن يحضرن إليه !؟
والكتاب ـ بفضل الله ـ لم يمضِ على طباعته عام وقد قارب على النفاد أيضًا ..

للأسف إنَّ الترجمات لم تطبع في كتب ، وهي اجتهادات من قبل أصدقاء أعزَّاء .. وثمة أديب ومترجم مغربي يدعى حسن الغافل وعد بترجمة كل كتبي ، ولا أدري ماذا فعل بعد عام ونصف من استلامها ..

ترجمة الإبداع العربيِّ جدُّ مهمَّة .. لكي يقرأنا الآخر.. لكن حركة الترجمة العربية من وإلى العربيَّة جدّ مخجلة ، فهي محتشمة ، وفي أغلبها مبادرات غير مدعومة ، ونحتاج لنصل إلى القارئ الأجنبي كما يصلن كتَّابهم ـ أن نعني بالترجمة عناية فائقة ، وفق خطط مدروسة ، تتكفل بها المؤسسات الثقافيَّة الرسميَّة لبلداننا ، وأن لا تتخلَّى المؤسَّسات الأكاديميَّة عن دورها في هذا الصدد ..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً  
قديم 09/08/2009, 01:26 PM   #7
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

سلاماو حي هلا بك شاعرنا الفذ و شكرا تبلغك لهذي الإجابات المفعمة ثقافة وفكرا وسحر بيان يطغى ...
شاعرنا يقولون : من لم يحرك المشاعر فليس بشاعر
حين نقرأ بعض القصائد نجدها تقترب من ذواتنا كثيرا و كأن الشاعر مترجم لما ينتابنا من وجدان , في حين نقرأ
قصائد أخرى بيد أنَّا لا نشعر تجاهها بشيء و لا حتى بتفاعلنا معها , فما السر وما هو مقياس الشعر المتميز
هل هو في بلاغة المعاني و التراكيب الخلاقة و الصور البديعية أم ماذا ؟



فريق المرسى
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً  
قديم 09/08/2009, 02:07 PM   #8
لينا المهتدي
كــاتـبـــة
 
الصورة الرمزية لينا المهتدي
Red face

ما شاء الله ..

سيرة مشرفة حقاً

أديبنا الكبير :

لدي مداخلة بسيطة أرجو عدم إثقالك بها ..

1- ما دور الطبيعة في الإيحاء لك بقصائدك ؟؟

2- ما هو مقياس المقارنة عندك بين شاعر وغيره ؟؟

3- هل يمكن أن يكون الشعر خطراً على البشرية .. كيف ولمَ ؟


تحية من الأعماق لروعة تواجدك هنـا ~

شكري الجزيل للرائعتين وحي / ذكرى على اختيار مميز كهـذا ..!

أثابك ربي وزادك من فضلــه

^__^
توقيع :  لينا المهتدي

 سبحان الله العظيــم ,,

لينا المهتدي غير متواجد حالياً  
قديم 11/08/2009, 03:00 AM   #9
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينا المهتدي مشاهدة المشاركة
ما شاء الله ..

سيرة مشرفة حقاً

أديبنا الكبير :

لدي مداخلة بسيطة أرجو عدم إثقالك بها ..

1- ما دور الطبيعة في الإيحاء لك بقصائدك ؟؟

2- ما هو مقياس المقارنة عندك بين شاعر وغيره ؟؟

3- هل يمكن أن يكون الشعر خطراً على البشرية .. كيف ولمَ ؟


تحية من الأعماق لروعة تواجدك هنـا ~

شكري الجزيل للرائعتين وحي / ذكرى على اختيار مميز كهـذا ..!

أثابك ربي وزادك من فضلــه

^__^

المبدعة / لينا المهتدي .. شكرًا لحضورك الجميل .. وآسف للتأخير بسبب خطأ في الإرسال آخَّر مشاركتك إلى هذا الوقت .. وهذه إجابات أسئلتك الذكيَّة:
# الطبيعةُ مُعلِّمٌ كبيرٌ .. فهي تعلِّمنا فنونًا كثيرةً ؛ فنَّ التأمُّل ؛ فنَّ الإضغاء ؛ فنَّ التفكيرِ ؛ فنَّ التذوِّق ؛ فنَّ الإنشاد ؛ فنَّ الإحساسِ ؛ فنَّ الصبر والطموح والانطلاقِ.. والعناد الإيجابي ..
الطبيعةُ أمٌّ .. مدرسةٌ .. ومن لم يتعلَّم منها فقد فوَّت على قلبِهِ فرصةَ الجهرِ بالحبِّ في سموِّه .. وأضاعَ ذهبيَّة التعلَّم الحقيقيِّ المثاليِّ .. وأهدرَ جائزة عناقَ الجمالِ في أبهى صورِهِ..!!

# الشعراءُ كثيرونَ .. والمجيدونَ منهم قليلون .. لكنَّ السِّيِّئين المصدِّرين للوجع والقرف والضجر والبؤس أكثر من الهمِّ على قلبِ الشقيِّ.. لكنَّ الشَّاعرَ الصادق ، صاحب التجربة الحقيقية هو من يجعل شعرَهُ جوازَ مرورٍ لأعماق الناسِ ، وأنا لا أحتفي بالشاعر عادةً بقدر ما احتفي بالقصيدة .. وانحاز للنصِّ لا للقائلِ..
والشاعر بشرٌ يخطئ ويصيبُ .. أحيانًا يأتي شعره على درجة عالية من الجودة ، وفي أحيانٍ أخرى تنحسر موجات الجودة لدى الشاعر .. حتى يمكنك الحكم على أنَّ نصَّهُ نصٌّ لمبتدئ ..
# متى كان الشعرُ مخدِّرًا للشعوبِ .. ومحفِّزًا لها على الخنوعِ والركوعِ والنكوص .. ومحرِّضًا على تمجيد الطغاة .. داعيًا لتكريس استعباد الحكَّام للمحكومين .. مصفَّقًا للقتلة وجلاَّدي الشعوب .. وسالبي حياتهم ومقدَّراتِهم.. في هذه الحالة يصبح الشاعرُ خطرًا حقيقيًّا على الحياةِ وعلى الأحياء.. خطرًا لا يقلُّ عن الأسلحة الفتَّاكة .. ويصبحُ الشاعرُ إرهابيًا كبيرًا .. وما أكثر الإرهابيِّينَ في وطننا الكبيرَ..!
وهنا يمكنني أن أطلعك على كلمة موجزة كنتُ قد قدَّمت بها محفلاً إبداعيًّا هو الأسبوع الثقافي العماني في طرابلس العام الماضي :
" أيُّها الشِّعْرُ ، يا صلاةَ النَّارِ في معابِدِ الحريَّةِ .. وجلجلةَ الدُّعَاءِ في مآذنِ الفجرِ .. يا ناسفَ عروشِ الجبابرَةِ .. وكَاشِفَ سَوْءَاتِ أعداءِ الحيَاةِ .. الممنوعينَ منَ الحبِّ .. المطعَّمينَ ضدَّ المحبَّةِ ..
يا خبزَ البسطاءِ وحليبَ اليتامى .. ويا حلوى الجياعِ .. ورخَّاتِ الارتواءِ في حلمِ العطاشى .. يا دِثارَ الأروَاحِ في غربَاتِ الأوطانِ النَّاكرةِ .. النَّافرةِ من قبلاتِ الْعِنَاقِ البريءِ .. المصعَّرةِ خدَّها لريحِ الغرباءِ تصفعُهَا من كلِّ اتِّجاهٍ..
يا أحجارَ الصبرِ في قِدْرِ الْجِيَاعِ .. وَمْلَهَاةَ البطونِ في انتظارِ رغيفٍ عنيدٍ يتمنَّعُ .. يا لهفَةِ الأعماقِ في انتظارِ قطرةِ رِيٍّ تتأبَّى .. يا حلمًا تفسدُه المراودةُ .. ويبقرُ حقيقتَهُ الصَّحْوُ اللَّعينُ .. يا حلمًا يرفضُهُ الواقِعُ المنكرُ .. وواقعًا يلعنُهُ الخيالُ الصَّدوقُ .. يا عَسَلَ التَّنَاسي المرِّ في جِفَانِ المغبونينَ .. يا مرايا اللَّهفِ في تطلُّعَاتِ العذارى .. ويا أراجيحَ القلوبِ السَّكْرَى بالهوى .. يا نزيفَ الأعمَاقِ المسكونِ بالأسى .. ورفيفَ المهجِ المكبَّلةِ بالعشقِ ، المحكومةِ بالجوى .. يا دُعَاءَ الآبَاءِ غُبَّ الفجيعَةِ .. ويا عَبْقرَ الإلهامِ إثرَ أوديَةِ الصَّمْتِ .. ويا شَفقةَ الأمَّهاتِ تتسامى أدعيةً مزروعةً خوفَ الغيابِ الفظيعِ ....!
يا مَرَاتِعَ الوجَعِ في القلوب الحيارى.. ويا فُسْحَةَ الأَحْلامِ في مُرُوْجِ الرُّوْحِ .....
إلى آخر الوجع .. وهذه صارت مقالة طويلة لم تنشر بعد ربَّما سأهديها لكِ بنشرها في براحنا الأثيرِ هذا .. إن أعجبتك طبعًا..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً  
قديم 10/08/2009, 12:11 AM   #10
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحي مشاهدة المشاركة
سلاماو حي هلا بك شاعرنا الفذ و شكرا تبلغك لهذي الإجابات المفعمة ثقافة وفكرا وسحر بيان يطغى ...
شاعرنا يقولون : من لم يحرك المشاعر فليس بشاعر
حين نقرأ بعض القصائد نجدها تقترب من ذواتنا كثيرا و كأن الشاعر مترجم لما ينتابنا من وجدان , في حين نقرأ
قصائد أخرى بيد أنَّا لا نشعر تجاهها بشيء و لا حتى بتفاعلنا معها , فما السر وما هو مقياس الشعر المتميز
هل هو في بلاغة المعاني و التراكيب الخلاقة و الصور البديعية أم ماذا ؟


فريق المرسى

أهلاً مبدعتنا وحي : وإجابةً على تساؤلاتك أقول:

# الصدقُ هو ما يقرِّبُ القصائدَ منَّا ، أو يبعِّدها في حال انعدامِ فيها .. فالشاعرُ صاحبُ التجربة الصادقة تدخله قصيدتُهُ إلى أعماقِنا .. أمَّا القصائد المفتعلة . المنتحلة للمشاعر والأحاسيس .. المفترقة للتجربة الشعوريِّة الصادقة والحقيقيَّة فهي تولد ميِّتةً ، أو فلنقل أنها لم تولدْ أصلاً .. ولا تبقى بعد ذلكَ.. لذا فإننا حين نستمع لبعض القصائد نشعرُ بدفئها .. بحميميَّتِها .. بروحها الوثَّابة .. لكأنها تولدُ الآن .. فتحيا .. تبقى .. لا ينطفئ وهجها ، ولا يبهتُ وجهها .. ولا تنتهي بالتقادم بلغة القانونيِّين..
فالصدقُ هو المثيرُ الحقيقيُّ للدهشة ، والبلاغة والتراكيب والصور البديعية تعاضد الصدق الشعوري .. القصيدة كيانٌ واحدٌ تشتركُ في بنائه أشياء كثيرة متجانسة ، وضعف أحدها كمثل الضعف في عضوٍ في جسدٍ..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها