~ حَشَاشَةُ الرَّمَقِ المُتَبَقِّي ~

[أسامة بن محمد السَّطائفي]

*

~ سَـلامٌ عَـليكُم وَ رَحمَـةُ اللهِ وَ بَـركاتُهُ ~

/

~ حَشاشَةُ الرمَّـقِ المتبَقِّـي }

سَامِحِينِي يَا بِلاَدَ الرِّبَاطِ=وَ اقْبَلِي عُذْراً هَمَى مِنْ نِيَاطِي 1
سَامِحِي شِعْراً شَجِيَّ المَعَانِي=حَرْفُهُ المَحْزُونُ بَاكِي النِّقَاطِ
ضَرَّجَتْ أَبْيَاتَهُ نَائِبَاتٌ=بِالدَّمِ القَانِي وَ كَيِّ القِرَاطِ 2
نَالَ مِنْهُ البُؤْسُ وَ اليَأْسُ رُغْماً=فَاسْتَبَاحُوا جَلْدَهُ بِالسِّيَاطِ
دَكَّ حِصْنَ الأمْنِ فِيهِ ظَلاَمٌ=قَاتِمُ الطَّغْوَى 3 سَلِيطُ الوِرَاطِ 4
مَا الَّذِي خَلَّى قَصِيدِي عَمِيداً5 =خَالِياً مِنْ لَذَّةِ الإغْتِبَاطِ ؟
إنَّهَا الحَالُ الَّتِي أَفْزَعَتْهُ=فِي قِطَاعِ العِزَّةِ المُسْتَشَاطِ 6
غَزَّةُ الإقْدامِ مَاذَا دَهَاهَا=فَاحْتَوَاهَا بِالأَسَى وَ العِيَاطِ 7 ؟
حَالُهَا المُزْرِي تَرَائَى عَيَاناً=كُلَّ يَوْمٍ سُوءُهُ فِي انْبِسَاطِ
هَاهُنَا قَصْفٌ تَوَالَى بِعُنْفٍ=عَمَّ بِالنَّارِ اللَّظَى وَ الشِّيَاطِ 8
بَعْثَرَ الأَشْلاَءَ شَرْقاً وَ غَرْباً=فَاسْتَحَالَتْ لِلْعُلَى كَالسِّمَاطِ 9
لَوْ نَظَرْتُمْ لِلْمَبَانِي ، لَقَالَتْ :=إِنَّكُمْ فِي حَضْرَةِ الإِنْحِطَاطِ !
أَبْرِيَاءٌ شُرِّدُوا كَالحَيَارَى=وَ اليَتَامَى شَمْلُهُمْ فِي انْفِرَاطِ 10
إِقْتِحَامٌ بِانْتِقَامٍ تَفَشَّى=وَ اغْتِيَالٌ بَرْبَرِيُّ النَّشَاطِ
هَكَذَا صُهْيُونُ تُفْنِي بِحِقْدٍ=شَعْبَنَا الغَالِي بِكَسْرِ السِّقَاطِ 11
كُلُّ هَذَا ، وَ الوَرَى لاَ يُبَالِي=نَائِمٌ فِي صَمْتِهِ بِانْغِطَاطِ 12
يَرْقُبُ الإِرْهَابَ وَ البَغْيَ جَهْراً=دُونَمَا رَدْعٍ لَهُ أَوْ مِيَاطِ 13
غَزَّةُ البُشْرَى أَتَيْنَا نُلَبِّي=صَوْتَكِ المَبْحُوحَ بِالإِفْتِرَاطِ 14
فَاسْمَعِي مِنَّا صُرَاخَ القَوَافِي=قَدْ أَتَى مُسْتَعْصِيَ الإِنْضِبَاطِ
وَ اعْذُرِينَا إِنْ خَذَلْنَاكِ فِعْلاً !!!=إِنَّنَا جِنْسٌ نَمَى مِنْ مِلاَطِ
أَرْضُكِ العَذْرَاءُ تَحْكِي بِفَخْرٍ=قِصَّةَ الأَبْطَالِ شُمِّ المَنَاطِ 15
مَنْ رَضُوا بِالحَقِّ دَرْباً وَ قَصْداً=أُرْجُوَانِيَّ المَدَى وَ البِسَاطِ
هُمْ بَهَالِيلُ 16 الحِمَى وَ التَّفَانِي=لَمْ يَمِيلُوا لِلْغِنَى وَ الرِّيَاطِ 17

/

سَطيف ، الأحـد / 18 / 01 / 2009

شَـرح الكلمَـات /

1 النِّيَاطُ / ج : نَـوط ، وهو عِرقٌ غليظٌ عُلِّقَ فيهِ القلب .
2 القِراطُ / النَّـارُ .
3 الطغْوى / مجاوزة الحد في الظلم .
4 الوراط / الغش و الخديعة .
5 العميد / المريض .
6 المستشاط / من أُثيرَ غضبهُ .
7 العياط / الجلبة و الصياح .
8 الشياط / رائحة ما يحترق من قطن أو صوف .
9 السماط / صف الجنود الذين يتقدمون بين يدي الملك .
10 الإنفراط / إنحلال الشيء .
11 السقاط / جناح الطائر .
12 الإنغطاط / الإنغماس و الغَوص .
13 المياط / الدفع و الزجر .
14 الإفتراط / التقدم و السبق إلى الأمر .
15 المَناط / موضع التعليق ، وهنا كِنايةً عن علوِّ مقامهم .
16 البَهالِيلُ / ج : بُهلول ، و هو السيد الجامعُ لكلِّ خيرٍ .
17 الرِّياطُ / ج : ريْطَة ، و هي كلُّ ثوبٍ ليِّنٍ .

 

[عارف بن حامد العضيب]

أسامة بن محمد السطائفي
نصك باذخ بالحزن لدرجة أن
من يقرأه لا يمكن له أن يتجاوزه
دون أن يكون قد أصاب منه مقتلاً
إن كان لديه بقية باقية من العروبة
التي تؤلف بيننا0
شكر الله سعيك لتأبين الجراح وتعزية
الأمة في مصابها الجلل ( غزة ) 0

[فتحية الشبلي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أسامة ، نصك هنا كان معبرا الي أبعد حد ، رغم الألم القاطن بين حروفه .
فكل حرف هنا يشكل وخزة في قلب كل عربي .
شكرا بحجم الجراح
وشكرا علي توضيحك
‏
لك مني كل الأحترام والتقدير أخي الفاضل أسامة وبورك في قلمك الثائر الطاهر .
دمت بسلام وأمان