|
|
منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
اقتباس:
نعم يا بياض أحسنتِ.. الشهادات و الدرجات العلمية ليست مقياساً،أبداً هي إضافة فحسب، إنما العبرة بسداد الرأي و قدرة المرء على استنباط القرارات من وجهة نظر بعيدة المدى فهناك بعض أصحاب الشهادات العالية لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم.. المسألة تعتمد بالدرجة الأولى على مدى الوعي و القدرة على التفكير و التأمل و قياس الأمور بمثيلاتها و التحلي بسعة الصدر و امتلاك الأسلوب المقنع بل و التفنن في وسائل التأثير و الإقناع و إتقانها و عدم القبول بالتبعية ( إن أحسن الناس أحسنت و إن أساءوا أسأت) لقد كان رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام أمياً و مع ذلك فقد أشع نور الحق في قلبه باختلائه و تفكره و تدبره و تأمله في ملكوت الله و قد أهدى الأمة نور الحكمة الذي لا ينطفيء مدى العصور و على الرغم من أميته فقد كان مسوداً معمما في قومه ذا كلمة نافذة و لنا في (حادثة الحجر الأسود) خير عبرة إذ رضخ صناديد القوم لرأيه صلى الله عليه وسلم.. و كم لنا في التاريخ من قصص رأينا فيها كيف قدر الرجال المحنكين آراء النساء ممن اشتهرن بالحكمة و الصبية النجباء الذين ظهرت عليهم علامات النبوغ و الفطنة.. و قد رأينا عاقبة قوم ( زرقاء اليمامة) عندما استهانوا برأيها في وجوب الاستعداد و إعداد العدة لغزو محتمل، بزحف عدوٍ قادم وخطب داهم.. و هنا يجب أن نفرق بين الجهل و الأمية.. فالجهل عام للمتعلم و غير المتعلم أما الأمية فهي خاصة بغير المتعلمين فقط.. و بسعة معرفتك و سجاياك ورجاحة عقلك ، تفرض ثقة الناس في رأيك ، بل ستجدهم قد جعلوك مستشاراً و مرجعاً.. لقد كان أسلافنا أميين لا يحملون شهادات و لا درجات علمية و مع ذلك ضربوا أروع الأمثلة في حسن التصرف و سرعة البديهة و الرشد و البصيرة و التعامل مع المواقف بروية و تبصر فاستحقوا أن يكونوا مضرب الأمثال في الحكمة و البصائر النافذة و قد خلفوا لنا من الأمثال و الحكم ما زينَ جيد الأدب و أضاء جبين البيان.. للحديث بقية.. |
09/05/2008, 07:11 PM | #2 | ||
كاتبة
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|