الموضوع: ثرثرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2009, 10:49 PM   #8
فتحية الشبلي
فراشة المطر
 
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
افتراضي

أستاذ / سعد الحمري
تحية ملؤها أحترام وتقدير تليق بهذا الطرح المدهش حقا

{ للثرثرة هنا طعم آخرفقد أضحت شئياً مفيداً بلا شك }

كعادتكـ دائما ياسيدي الكريم تفتح أمامنا بوابات للعبور نحو عالم الحوار الهادف والمعمق والذي يتطرق الي مواضيع حساسة ومهمة في حياتنا
وذات صلة بالمشاعر وكيف لا وهذا موضوع عن عاطفة سامية ونبيلة وهي ( الحبُ )
الحبُ الذي لا يمكننا العيش والتعايش من دونه
الحبُ الذي يحوي بين جُنباته العديد من المعاني السامية وتكتنفهُ العديد من الاخلاقيات الفاضلة من مودةٍ ، ورحمة وتسامح ، وتعاطف، وتعاون ، وإيثار ، وتضحية
الخ .. من المشاعر والاخلاقيات والمثل العليا والسامية
الحبُ ياسيدي الكريم فلسفة تجمع بين العمق ، وجمال الروح وهذا الامر يجعلنا نري الحبُ من منظار أوسع واعمق يتعدي حدود ثقافة الجسد ويصل الي مدارج الروح ويرتقي بها ويسمو الي أعلي مراتب الجمال الروحي
بداية أود أن أعرج علي مقولتك في بداية الموضوع
وهي ....


(خرجت في الصباح لم احمل سوي سجائري
دسستها في جيب سترتي الرمادية
فهي الوحيدة التي تمحني الحبُ دون مقابل )




عبارة أعتقد انها توحي بإن الحبُ الآن أضحي بمقابل
فصار يعتمد علي المصلحة والا فلا طائل من ورائه
هذه الفكرة موجودة في وقتنا الراهن ربما لان الحياة صارت مادية أكثر من اللازم وأنعكس ذلك علي قلوب بعض البشر الذين أصبحوا يفتقرون للعواطف والأحاسيس والمشاعر فصارت قلوبهم أكثر قساوة من حجر الصوان
ولو أن هناك بعض الحجارة التي يخرج منها الماء ...!!!
ولكن مع ذلك هناك من هم يحبون من أجل الحب ُ ولعمري أن هذا هو أجمل أنواع الحبُ فمن يحب بهذه الطريقة لا يرتجي من أحد أن يكافأه سوي الله سبحانه وتعالي

مفهوم الحبُ كما أوضحت العزيزة لينا المهتــــدي مقترن بحب الله عز وجل وهذا أمُر
واضح جداً فعندما يحب الإنسان ربه فانه بالتاكيد سيكون حريصا اشد الحرص علي إرضاء الله والإلتزام بكل ماهو طيب وخيٌر ويراقب الله في كل تصرفاته وأخلاقياته مع من يحب من البشر سواء كانت تربطه بهم علاقة شخصية أو صداقة أو قرابة أو علاقة حميمية من نوع آخر وهذا أعمق وأدوم حب بلا ريب
مفهوم الحب عندي ليس ببعيد عن هذا المفهوم الشامل فالحب عاطفة سامية ومفهومها يتجذر بالروح ....
هذا هو الحب عندي بغض النظر عن أي علاقة حسية ملموسة فان الحب النابع من الروح دائم وصادق وعميق ويجمع بين روحين تعانقتا وهامتا في حب بعضهما البعض ليس لغرض متعة جسدية او ماشابه وانما من أجل الحب أي بمعني حب لأجل الحب في حد ذاته وليس الغرض من ورائه أي مصلحة أخري
أما العلاقات التي تكتنفها المصلحة فانها قصيرة الآمد فمثلاً إذا كان الحب رغبة في الجسد فإن مفاتن الجسد سوف تزول يوماً ما وهذا معناه ان الحب زائلُ بزوال هذه المفاتن وكذلك الحال إذا كان الحب يحمل بين طياته مصلحة مادية كطمع ٍ في مالاً أو ماشابه فإن هذه معناه أن الحب سوف يزول بزوال هذا المال أو غيره ....
ويبقي الحب الباقي هو حب الروح المتجٌذر في الأعماق والذي يسمو عن كل هدف ٍ أجوف أو رغبة زائلة
هذا الحب الذي تحلق فيه الأرواح عالياً بغض النظر عن المكان او غيره وحتي في حال الإلتصاق تبقي ثقافة الجسد مكملاً لا أكثر بمعني أن هناك علاقة بين الاثنين الروح والجسد لكن وفق أطر مقننة لا تخرج عن إطار الإحتواء أي إحتواء الروح للجسد فلا جسد بدون روح ولا روح بدون جسد لكن إذا عرفنا كيف نصل إلي مواءمة بين الاثنين فبدون شك سنتذوق طعم الحب الحقيقي
وحب الروح يحمل بين طياته مراعاة لأشياء عديدة تجعل من الحب يدوم الي الأبد وينمو ويزدهر مهما بلغ به العمر عتيا ....
أهمها الأحترام ، والمودة ، والرحمة ، والألفة ، والتعاون والإيثار ، والتضحية ، والصبر والتحمل ، ورحابة الصدر ، بالإضافة الي الكلمة الطيبة التي لها وقع كبير جداً في النفس فكما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
الكلمة الطيبة صدقة ....
فهي دواء ناجع له مفعولُ سحري في إزالة أي خلاف أو كدر أو سوء فهم أو ماشابه
وفي ظل هذه الأخلاقيات والخصال الطيبة تصبح ثقافة الجسد والنظرة الضيقة للحب من هذه الزواية أمر متلاشي لا محال .
ولا ننسي ان اهم شئ في الحبُ هو الصدق فالصدق وحده القادر علي دفع الحب قدماً ويعمل علي توصيد أواصر المحبة وتوطيد المشاعر بعمق
لان الصدق يعكس لنا جانب مشرق من جوانب الحب الروحي السامي الذي تهفو إليه كل نفس تواقة الي الامان والإطمئنان ....
الحديث يطول والحوار ممتع


شكرا لك ياسيدي الكريم علي ما تفضلت به والشكر موصول الي الآخوات اللواتي أثرين الحوار بآرؤهن القيمة جداً
ننتظر المزيد من الآراء
لكم مني كل مودة وحبُ وأحترام
وثقوا وتأكدوا يا رواد المطر الآكارم أن حبي لكم في الله يأخوتي
وهذا أجمل واعمق حب وحسبي بذلك حبُ دائم بإذن الله



تحياتي وتقديري للجميع ................




توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


فتحية الشبلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس