عرض مشاركة واحدة
قديم 22/12/2008, 09:32 PM   #12
حسين مرزوق
كـاتـب
 
الصورة الرمزية حسين مرزوق
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف المصري مشاهدة المشاركة
وقد قُدَّ من (الماسنجر) هذا الغناء يا صديقي، عندما دخلنا بين التلاشي والصقيع الخفيف في ترادفات القصيدة، إنه الشعور العجوز الذي يتوكأ بحنطة زيت وزيتون ليشعل في المحادثة نار القصيدة والاحتمال. إنه نحن إن تألمنا في ضيق الوقت والكلمات يا حسين.

الألم هو الصديق المرعب، الإنسان الذي يقهقه داخل جوارح وحنايا الأشعار الكثيفة، الروح التي تغفى وتنام كلما مر الأحبة الغارقين في تكاثف الشعور، إنه العناء الذي يخرج مع كل آهة من فم اليمام، إنه الألم الذي يصدع جدار الذاكرة ويملؤها بالبوح والتفرد، إنه قطعة الحشيشة، الجليد، البرتقال، البيلسان، الليمون، الحمل الوديع، القصة التي لا تموت.

الألم يا صديقي.. المخيف في يقظات المطر، المشع المشيع في قوافي الروح بالحنين، المتشعب في لون الليل الحزين، إنه الولد الكسير الذي صار فجأة قصيدة، نما وكبر وتجرد من الذات المقيتة. الألم وحده الذي يسقط عن النفس كاهلها والذي يملأ المحبرة بوخز الماضي اللعين وبالكلمات، وبعفوية التضرع إلى الحرف، هو ما يجز التعب على بياض الورق. هو ما يصرخ في ضواحي المدينة. الألم كبير يا صديقي بحجم تورطنا مع الكلمات، إنه سوق للغناء.



الألم ..
هو الختم الموشوم على عنق القصيدة
هو كعبة .. كلما شطرت الأحرف وجهها بإتجاهِ قدسيةٍ ما
هو الكلمات النازفة من افواه العابرين للأقدار .. للأحلام .. للذكريات
هو هراء الأمساخ المتناثرة في هذه الدنيا كـ الأموات .. و كل حماقات الشعوب ..
هو .. الذاكرة .. الحنين .. الشوق .. الحرية .. صوت العصافير .. وكبرياء الياسمين

الألم .. صار الأغنية التي تعربد كقسمٍ غريب
وجه حبيبتي حين أكتب لأجلها رسالة وله
رحلتي مع الدخان .. كل فجر وليلة
أكواب قهوتي ..
ونهر من الأوراق يمتد بعيداً
وأقلامٌ شبه متكسرة
وأحلام شريدة
وذاكرة أيضاً
وبيت قصيد
وَ وطن ؛




هذا الألم يا أشرف ..
نتاج لإلتقاء الضياع فينا .. هو الصقيع حين يمتد من بين أفواه محابرنا
هو الأغنية التي نتقاسم مقاماتها
هو نحن .. عندما نفرط في ثمالتنا

؛
حسين مرزوق غير متواجد حالياً