الموضوع: من أجل الفضيلة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/07/2010, 10:15 AM   #14
مختار بن ليث
إملائـي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد الحمد مشاهدة المشاركة
مرحبًا بك أخي مختار


.
.
جميل جدًا
الفضيلة تخضع معيارًا لما تتفق عليه الجماعة في المنظومة الاجتماعية الواحدة
ولكنَّ هذا يبعث سؤالاً آخر وقد سبقت لي الإشارة إليه:
ألسنا داخل المجتمع الواحد نختلف في الحكم على الفضائل؟ أعني أن المعيارية الاجتماعية ليست وحدها المتسلطة بل هناك معيارية فردية تصنع فجوة بين أبناء المجتمع الواحد؟
أوَليس من غير الصحيٌّ أن يقيم الناس سلوك بعضهم بناء على مقاييس خاصة؟
.
.
وتجنبًا لسوء الظن:
أنوه لكون الأسئلة أعلاه مستوحاة من كلام الأخ مختار بن ليث وهي ليست موجهة له خاصةً بل لكل قارئ ليتأملها فربما توحي له بشئ جديد يضيف للحوار
ودمتم
.
.

مرحبا بك أختي عبير
جميل جدا فمن غير المقبول أن يكون هنالك معايير فردية خاصة يقيم بها أفراد سلوك بعضهم بعضا, فكما هو متعارف عليه الإنسان فرد في جماعة وأي تواجد اجتماعي لم ينشأ بين يوم وليلة بل عبر عقود وقرون من الزمن تكون من خلالها ثقافات مختلفة ومتعددة ومتنوعة متقابلة ومتناظرة فكانت النتيجة أنه هنالك حضارة إنسانية لشعب وأمة ما ترسم ملامحها وتظهر للوجود ولها دور تمارسه من خلال كيانها الاجتماعي المترابط والمتكامل من خلال مقومات ومكونات ثقافية مشتركة أهم مكوناتها هي اللغة والدين والعادات والتقاليد والأعراف والموروث الأدبي والأخلاقي والعلمي وبطبيعة الحال تختلف محصلات الأفراد وفقا لاجتهاد وتوجه الفرد بنفسه وشخصه ولذلك تكونت ثقافات فردية من خلال اللغة يتم التواصل والحوار بين أفراد المجتمع الواحد الذي يكون فيه عوامل تربط الأفراد ليكونوا أكثر قربا وأكثر تفاعلا, من خلال وسائل التواصل اللغوي والحواري ومن خلال الكتب والمؤلفات الأدبية والعلمية يكون هنالك تبادل ثقافي ينتج عنه ثقافة اجتماعية يتفق عليها الجميع ومن خلال ذلك لايكون للفرد الاستفراد بأن يحكم على الآخرين وفقا لمرئياته الشخصية فقط بل من خلال ثقافة اجتماعية متعددة ومتنوعة وجدت نتيجة لتأثر الفرد بالثقافات الأخرى, ولكن من الممكن أن ننظ رللموضوع من زاوية أخرى وهي أن الأفراد ربما يملكون ثقافة ومعيار مختلف عن ماهو متعارف عليه اجتماعيا داخل المجموعة والجماعة ورأيهم ونظرتهم هو الصواب ولكن نتيجة لايستطيع ذلك الفرد أو أولئك الأفراد أن يفرضوا ثقافتهم وقناعاتهم على أرض الواقع نتيجة لهيمنة وسيطرة الثقافة الاجتماعية السائدة لدى سائر أفراد المجتمع وهو مايسمى بالأعراف و التقاليد الاجتماعية السائدة.

ومن خلال كل ذلك نجد أن المعيار المتفق عليه هو الدين والعادات والتقاليد الاجتماعية السائدة, وقلما نجد أن الفرد الواحد يستطيع أن يفرض قناعاته الشخصية بل إننا نجدها تتوارى أمام العرف الاجتماعي السائد.
في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة والتي تسود حضارتها العالم نجد أنه هنالك حوار مستمر ودائم بين أبناء المجتمع الواحد وأن ذلك الحوار هادف ومثمر وتتعدد وسائل الحوار من خلال تعدد المنتجات الثقافية والحضارية من كتب ومجلات وأبحاث ونشرات علمية ومراكز علم وأدوات ثقافية متعددة ومتنوعة تصب في مكان واحد مع تعدد المنابع وتنوعها, وبمقارنة بسيطة نجد أننا أقل الشعوب في هذا المجال من ناحية عدد المؤلفات والكتب وربما انعدم وجود مراكز البحث العلم والاجتماعي ونعتبر من أقل الشعوب والامم انتاجا في مجال الكتب تأليفا وقراءة من اجل ذلك نجد انطواء اجتماعي فعلي وواقعي أو انغلاق فكري وانعزال لاينتج عنه مايفيد في مجال الثقافة والحضارة.
مختار بن ليث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس