[جهاد خالد]

الحبيبتان .. فتحية / سودة

هنيئا لي بحرفكما هنا .. بيني

***

الرحمة والمودة

حضرتني الآية الكريمة .. [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة]

فليس أبلغ وأروع من اتصال هاتين الكلمتين بمعنى هذه الآية

وأنّى تحلو المعاني وتسمو المشاعر كما هي بين زوجين جعل الله بينهما سكناً ومودة ورحمة.

المودة .. حبل موصول بين قلبين ..
ليس من مادة ملموسة .. بل هو مجدول من حس أصيل لا ينقطع ولو انقطعت دونه سيقان الأشجار عن جذورها جميعا
وصاحب الود الأصيل دائما أبدا جذر يمد الساق.. فإن انقطع عنه الساق تاركا إياه بلا غذاء من ضوء أو هواء
بقي على اصله جذرا .. ضاربا في الأرض .. ثابتا بمودته .. مقيما على وده وصدق نبضه
ولربما أنبت سيقانا وسيقانا .. فهو لا يزال يغمر من حوله بالود الصحيح حتى إذا مات وانقطع عن الدنيا ترك فيها نبضه وعبق وده.

وأما الرحمة .. فهي الحياة .. لصاحبها ولمن حوله
فهو أبدا لا يرحم أحدا إلا وكأنما بث فيه معنى من معاني الحياة والسكون والاطمئنان والرضا
وهو لا يرحم أحدا إلا وقد رحم نفسه قبله ..
رحمها من البطش والغضب
رحمها باللين والرفق
رحمها بحسن الخلق ..
ففاز بدنياه وفاز بآخرته.

.. لكما .. مودة رقيقة كالرحمة