[مشعل الذايدي]

... سقطت مريضا حتى ان امي بكت علي بنظراتها والدمع يتعرج على تجاعيد وجهها الحزين كحزن الاشجار في اروقة الخريف ..
-مابك يابني .. فهد ارحمني وتكلم منذ البارحه وانت لم تكلمنا
انظر الى امي والرحمة تنازعني ان اقول لها شيئا فقط كنت اريد ان اقول لها انني بخير ولم استطع وكانك تركتني شبحا لا يملك من نفسه الا صورةً موحشه لم تترك بداخلي الا بقايا ركام من صرح غابر .. انفاسي كانت تخرج مني وهي تحمل كل ذكرى قضيتها معك ابتسامتنا اماكننا ضحكتانا رائحة عطرنا الرجالي (روز ) والذي كنتي تضعينه حبا لي حتى انني وددت لو ان لي القدرة على احتضان انفاسي حتى لا افتقدك بها وهي تتلاشى مودعة كل ذرة من جسمي النحيل وانا اتابعها بشوق يزئر وبعيون حائره تشربها الحنين في فترة مرضي ايقنت انك لست امراة اعشقها بكل اقداري بل انت ميناء السلام لكل اشرعتي ومغارة الوحي الذي يعلمني ما عجز عنه كل الوعاظ .. فاجاتني امي في تلك الليلة ..
- فهد من مريم هذه التي تتوسل اليها يابني .. وانت تنتفض من الحمى البارحه .
يااااه تكلمت هنا رغما عني يامريم لابرر لهم ماسقط مني اثناء ليلة الحمى تلك
- اقصد مريم اختي .. كنت اتخيل انها بجانبي يا امي
ابتسمت والدتي هنا وهي مستغربة
- مريم يافهد ؟ عمرها فقط ثلاثة اشهر .. ما اسرع ما سكنتك يابني .. لا عجب في ذلك ياولدي فانت من اسميتها رغما عنا .
مريم الصغيره والتي اسميتها بك حتى استحضرك بها كلما خانتني الذاكره .. حاربت من اجلك ودخلت صراعات مع اخوتي وامي كانوا يريدونها ( ساره ) اجلالا لذكرى جدتي والتي توفيت قبل قدومها باشهر.. قلت لهم
- مريم لن تكون الا مريم ارجوك يا امي .. حتى لو اردت ان تناديها بساره افعلي ولكن في شهادة الميلاد اريدها مريم
- الكل استغرب من اصراري على هذا الاسم بالذات .. لم استطع ان ابرر لهم اختياري الا بمريم بنت عمران وطهارتها