الموضوع: إلى أمِّي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 20/03/2010, 10:28 PM   #16
فتحية الشبلي
فراشة المطر
 
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعة الفاخري مشاهدة المشاركة
وَكَبِرْتُ .. لكنِّي أَحِنُّ إِلِيْكِ=مثلَ الْعَنَادِلِ لَهْفَةً لِلأيْكِ
لا العمرُ أَحْجَمَنِي فَفَارَقْتُ المنى=لا الدَّهْرُ كَبَّلَني فَغِبْتُ عَلِيْكِ
مَازلتُ رغمَ الشَّيْبِ طِفْلاً رَاضِعًا=يأبى الفِطَامَ عَنِ الحنَانِ إِلِيْكِ..؟
طِفْلاً بُرغمِ العمرِ ظلَّ مولَّهًا =يَشْتَاقُ لِلإِغْفَاءِ بَيْنَ يَدِيْكِ
يحتاجُ لَمْسَةَ رَاحَةٍ سِحْرِيَّةٍ =وَرَحِيْقَ أغنيَةٍ هَمَتْ من فِيْكِ
وأناملاً تحنو على نَزْوَاتِهِ=فَتَضَمُّ قلبي كالأَسِيْرِ لَدِيْكِ
وَتَجُوْلُ في شَعْرِي ، وَتُدْفِي وَحْدَتِي=وَتُجِيْبُ أَسْئِلَتي ، لكم أُشْقِيْكِ..!
أو سَاورَتْ نفسي ظِلالُ كَآبَةٍ=أَجْرَتْ بِحَارَ الْحُزْنِ في خَدِّيكِ
فَضَمَمْتِني كَالحقلِ يَحْضِنُ وَرْدَهُ=وَأَنَمْتِنِي كَالْحُلْمِ في عَيْنِيْكِ
أو لامَسَتْنِي نِسْمَةٌ صِحْتِ بها :=لا تلمسي قلبي ، كفى ، أَرْجُوْكِ
فَإِذَا بَكِيْتُ بَكَى فُؤَادُكِ واكتوى=وَتَآمَرَ الحزنُ الزَّنيْمُ عَلِيْكِ
كَمْ دَمْعَةٍ حَرَّى جَرَت من أَجْلِنَا =وَحَضَنْتِ شوقًا بالحنَانِ بنيكِ
كم نمْتُ في حُضْنِ المودَّةِ هَانِئًا=لكأَنَّنِي قد نمْتُ في جَفْنِيْكِ
فَالحبُّ أنتِ مَعِيْنُهُ وقصيدُهُ =فتخيَّري اللَّحْنَ الذي يرضيكِ
كم ذَقْتُ من حلوٍ فلم أقنعْ بهِ=أحلى اللَّذَائِذِ من صَنِيْعِ يَدِيكِ
أمَّاهُ ، يا نغمًا نَمَا في خاطري=وَانسَابَ من شفتي إلى شَفَتِيْكِ
خمسونَ يا أمِّي تُنَابِزُ خَافِقي=أتظنُّ قلبي ناشزًا يعصيكِ..!؟
فَتُحِيْطُ أيَّامِي بسورِ كآبَةٍ=بتباعدٍ فَظِّ الغيَابِ سَمِيْكِ
لا زِلْتُ سيِّدتي.. أجرِّبُ خطوتِي=فتقودُني كُلُّ الدُّروبِ إِليْكِ
لكأنَّ قلبَكَ كانَ بوصلَةَ الْخُطَا=وَكأَنَّي خطوي من هُدَى رِجْلِيْكِ
فَأَعُوْدُ مُشْتاقًا لحضْنِكِ وَالِهًا=طفلاً يَجُرُّ سنينَهُ يَبْغِيْكِ
مُتَعَلِّقًا بمحاسنٍ لا تُنْتَسَى=بحنَانِ روحِكِ واحتضَانِ يديكِ
تغتالُ فرحتَهُ الدُّرُوْبُ تشعُّبًا=وَصَدَى ارْتِحَالِِ شَبَابِهِ المنهوكِ
لازالَ في عينيهِ حلمُ طفولةٍ=نشوى ، بِصِدْقِ الْوَعْدِ في عَينيكِ
مُتَبَرِّئًا من حِكْمَتِي وَرُجُوْلَتي=وَمَدَامِعِي تَتْرَى عَلَى كَتْفِيْكِ
أَبْكِي الرُّجُوْلةَ حينَ تقمعُ خافقي =وَأَكُبُّ أَسْئِلَتِي عَلَى قَدَمِيْكِ
طَوَّفْتُ آفَاقَ الدُّنى مُتَنقِّلاً=لكنَّ دَرْبَ الْعُمْرِ سَارَ إِلِيْكِ
فَالعمرُ لا يَكْفِيْكِ بَعْضَ هَدِيَّةٍ=واخجلتي ..! فَالعمرُ لا يكفيكِ
هل أرسِلُ الشِّعْرَ الشَّفِيْفَ سَحَائِبًا =من هَطْلِ رِيْقِ قَصَائِدِي أَسْقِيْكِ
أَمْ أنظمُ النَّجمَ الضَّحُوْكَ قِلادَةً=أو أَنْثُرَ الوردَ العبيقَ عليكِ
أَمْ أقطفُ القمرَ الخجولَ سِوَارَةً =وعقودَ نجمَاتٍ على زنديكِ
أُهْدِي الحيَاةَ إلى الحيَاةِ فَأَنتِ لي= صِنْوُ الحيَاةِ ، فَمَا الَّذِي أُهْدِيْكِ ..؟





شاعرنا الجميل ... شكراً ان اهديتنا هذا النص
أعرفُ جيداً بإن مشاغلك هي سبب غيابك عن مساحات العطر والمطر هنا
نتمني تواصلك القريب بإذن الله


لروحك العطر
توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


فتحية الشبلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس