[فتحية الشبلي]

ما هي المهمة التي يجب أن نقوم بها لتوعية الجيل و إيقاف هذا المد الكاسح و الزحف
الشرس الذي يهدد عروبتنا و قيمنا و خلفيتنا الفكرية و الثقافية بمحاولة وأد القيم و المباديء و العادات
و التقاليد و توليد أمور مستهجنة ما أنزل الله بها من سلطان؟؟[/quote]
تحية مسائية طيبة ياسيدتي العزيزة
سودة / شاكرة لك هذا التواصل والتفاعل من خلال أطلالتك وإثرائك لهذا الموضوع
وردا علي سؤالك المطروح آعلاه
فإني أري كتربوية أن مهمة التوعية وحماية هذا الجيل من خطر الغزو الثقافي الموجه نحو مجتمعاتنا الأسلامية والعربية تقع علي عاتق المجتمع بأسره بداية من الأسرة والتي تمثل النواة الأولي التي يتكون الفرد
مرورا بالمدرسة وهي تعد المحطة التربوية الثانية التي تكمل دور الأسرة في عملية التنشئة الإجتماعية والتعليم
وصولا الي المؤسسات الإجتماعية الأخري من مراكز توعوية وتثقيفية وإصلاحية بالإضافة الي دور العبادة وأهميتها ودورها المهم في تربية الشباب التربية الأخلاقية والروحية التي تعطيهم الحصانة اللازمة لمواجهة كل ماهو دخيل علينا وعلي ثقافتنا الأسلامية والعربية الأصيلة
وكذلك لا ننسي دور الأعلام سواء كان مرئيا أم مسموعا أم مقروءا
فهو يلعب دورا حيويا وقناة من أقنية الوعظ والإرشاد والتنبيه الي مخاطر الغزو الثقافي

كل هذه القنوات تأخذ علي عاتقها مهمة التوعية وغرس ثقافتنا العربية وقيمنا الأسلامية السمحة في نفوس هؤلاء الشباب
والأبناء
فمثلا نأتي الي دور الأسرة ودور الأمهات والآباء في هذا الشأن فأننا نجد ان مهمتهم تكمن في خلق شخصية أسلامية صحيحة من خلال غرس القيم الروحية في الأبناء منذ الصغر وتعميق ثقافة المجتمع السائدة في نفوسهم بما تتضمنه من عادات وتقاليد أسلامية وعربية نعتز بها وكذلك قيمنا ومبادئنا كعرب
ومن جانب آخر نوضح لهم مخاطر الغزو الثقافي ومايهدف إليه من ترسيخ ثقافة غربية دخيلة علينا وأن نعلمهم كيف نختار مايصلح ومايناسب مجتمعاتنا وكل ذلك يكون من خلال تواصلنا الدائم ومتابعتنا المستمرة لأبنائنا وخلق نوع من الحوار والنقاش الهادف فبحكم التغير الإجتماعي الحاصل فمن الطبيعي حصول تغيرات علي البناء الإجتماعي للمجتمع والذي يشمل تغيرا في نسق القيم وكل ما له علاقة بثقافة هذا المجتمع
والمهم هنا أن لا يؤثر ذلك في عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وقيمنا وحتي لا نفقد هويتنا الأسلامية والعربية
كذلك الحال بالنسبة لدور أو مهمة المدرسة التي تأتي متممة ومكملة للدور الأسرة في التوعية والتنشئة والنصح والأرشاد والتنبيه والإعداد والإصلاح
وكذلك دور المجتمع بآسره من خلال أقنيته الثقافية المتعددة