الموضوع: جارة الوادي
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/03/2011, 04:17 PM   #10
مريم جمعة عبد الله
كــاتــبــة
افتراضي

( الألم وتجليات الماء )
تهدينا الحياة حينا ألما، يبعثر دواخلنا، يصهر تجاربنا، ويهبنا – دون أن يدري – جمالا آخاذا، ينعكس على حكمتنا، ورؤانا، وتقديرنا المحتفى به لمواسم السعادة .
أما المحظوظون من البشر ( الشعراء )، فيهبهم الحزن ما لا يهبه للناس العاديين ( نحن )، يهبهم حياة متوهجة، ورؤيا شفيفة، وعمقا يتجذر، وكلمات هادية .
بين الماء والماء كانت التياعات محمد السالم تكثف صورة الحزن، وتكثف فينا شعورا شفيفا ( يالنبل الحزن ) !!
فلم أكد أفيق من أسر صورة الحزن في قصيدة ( حطب ملاح ) :
تلك الصورة الدالة على تشابك أطياف الحزن تجلى فيها ( الماء / البحر ) مشخصا الغرق في خضم الألم :

حبيبي ؛ والحزن هير عميـق يربـك السّبـاح
وإنا أنفاسي تسابق ؛ في طلب محّار حصباتـي
تحاصرني صواري ليلتي ؛ وأنا حطـب مـلاح
لفض زبد البحر حلمـه وراه بموجـه العاتـي

حتى تأتي هذه الصورة الملقية في ( جارة الوادي ) بفاجعتها وانتكاسات أملها على : ( الماء / البحر )
كان الأمل زاملٍ ؛ فـي صـوت بحـارة
ساقتهم الريح ؛ لين افضوا على : صخرة

أما (الماء / النهر ) فيتجلى عطاء لا يحد، وإن عجز عن ذلك فهو أجاج يشعل ظمأ الأيام، كما تذوقناه في ( مغزل رفعة ) :
النهر لو ما سقى زرعه ولا ترابه
يبقى قراحه أُجاج وشربته مقتل

أما في ( جارة الوادي ) فالمصاب يكبر والحلم لا يتحقق، والعطش يتسامق و ( الماء / النهر ) يتجنى ويجور ضانا ( بقطرة ) :الله ما أكبر مصابه ؛ فيك يـا ( جـارة )
حبستي النهر ؛ ماللّي مطلبـه : قطـرة



وماذا أهدانا ( ألم ) محمد السالم غير تجليات الماء المبدعة ؟؟؟
أهدانا عنوانا حميما اتكأ على إرث حبيب، غذّانا بالحنين، نتحراه من أول القصيدة، حتى انبثق لنا شعاعا في منتصف القصيدة تقريبا، في بيت بارع يخبر عن فجيعة الغياب وينبئ بالشجن الذي سنلمسه بعد الغياب :
الوادي اقفـر؛ ولا زرتيـه يـا : جـارة
تصفر به الريح ؛ ليـن احتـدّ للصفـرة

.
أخي الفاضل : محمد السالم
شكرا لجمال يحتفي بالحرف
شكرا لقلبك
.
أختك مريم
توقيع :  مريم جمعة عبد الله

 آدمي و الخطـايـا بعـض ذاتي
ذنب أدري به و ذنبٍ ما دريتـه

( النبيل خالد العتيبي )

مريم جمعة عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس