عرض مشاركة واحدة
قديم 01/06/2008, 04:12 AM   #3
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
Exclamation هلوسةُ مشاعر !!


ولا أدري أين تأخذني رغباتي أو نزواتي التي لم أعد أفكر في السيطرة عليها بل إني وجدت لها الكثير من المبررات لصناعة الكثير من العلاقات الملغومة.
وأخذت أزيدُ في جُرأة نَظراتي بِتلكَ المائِلة المميلةَ المغرورة بشكلها حتّى أنها تشوقت للاقتِراب مِن نَظراتي هذه فقد رأت هنا شاباً بدأ يلمع في أعين الكثيرين.
و عدت لأرى أن مرورنا مع الشيء يختلف كثيراً عن حياتنا معه, فأن تمر على بعض الكلمات أو الأبيات التي كتبها شعراء وأدباء يختلف كثيراً في أن تمر بحالة مشابهة للحالة التي تقرأها فقد أحسست بقول أحد الشعراء
عندما قال )): المرأة بطبيعتها تحب الرجل الذي يكذب دون توقف و يتكلم دون توقف لذلك يخسر كل الرجال الذين لا يجيدون فن الدراما والإلقاء المسرحي))..و فعلاً والدليل أني عندما كنت وحدي أمر وأتحدث ببساطة و أسلم وأتجول ببساطة لم يقترب مني أحد ولا حتى بكلمة.
ولكن بعد أن احترفت تبديل الأقنعة, تهافتت علي الدعوات و العلاقات و أصبح عندي فائض من الناس الذين إذا قسمت وقتي كي أراهم لا أقدر أن أعطي أكثر من كل شخص عشر دقائق على مدى أربع وعشرين ساعة.
***
كيف يحدث هذا ؟؟ لماذا عندما أصبحت مزيفاً في شعوري وفي كلامي أصبحت نجماً للكثيرين الذين كنت لطالما أردت صداقتهم.
هناك الكثير من الناس الذين تمنيت الاختلاط بهم لشعوري أنهم مجموعات راقية ورائعة.لكني بعد دخول عالمهم وجدت أنهم تائهون أكثر مني ويتعلقون بالقشة التي تخرجهم من علاقاتهم المزيفة كما حياتهم المزيفة
هل هذا هو زمننا؟؟؟؟
كنت منذ زمن أقرأ في أدب الكثيرين
أن في آخر الزمان سيصبح اللص يرتدي ثوب الفاضل والبطل الحقيقي يصبح كالمقاول
اليوم أصبحت الأخلاق عيباً..و الوقاحة جرأةً.. و الأدب تحجراً
كنت أحس أن هذا الكلام يريد الكثير من الوقت أو أنه مبالغٌ به قليلاً
ولكن!! أن أعيش أنا هذا الزمن بل وأكون بطلاً فيه للنفاق و الكذب على النفس قبل الناس وأن أكون ممن ذمهم الشعراء والأدباء والأنبياء, وأن أرى أن كلام هؤلاء قليل وأن اللغة لا تقدر على وصف ما وصلنا إليه..
لم أكن أتوقع ولا 1% أن أعيش لأرى هذا الزمان و أن أكون أحد من جرفهم إلى فوضاه الخطيرة.
تلك الفتاة التي كنت أراها رائعة و راقية وأتمنى أن اكلمها لتصبح بيني وبينها تعارف, أتتني بنفسها و ها هي تدعوني لِنزهةٍ في سيارتِها البورش الجَديدة, ولكن هنا يوجد في عقلي محور جديد..
وهو أني لا أتعامل مع البضائع الأمريكية و رغم َتسلطي و رغمَ ابليسيتي إلا أن أفكاري الوَطنية لم تتحرك
قيد أُنمُلة.
فرددتُ عليها بثقة: أنا لا أركبُ السّيارات الأمريكية
لم تُصدقني..كما أن الكثير من الناس عندما أتعرض لضيافة ما, أو إلى موقف ما فيه مادة أمريكية الصنع عندها أتوقف وأقول أنا لا أتعامل مع أمريكا بكل صناعتها
كانوا يهزؤون ويتعجبون!! ويسألون ؟؟ كيف ؟؟ هناك الكثير من الحاجات المهمة التي لا توجد منها إلا صناعة أمريكية فماذا تفعل
فأجيبهم: إذا احتجت إلى مادة أو إلى سلعة ولا توجد هذه السلعة إلا بصناعة أمريكية
كنت استغني عن المادة كلها مهما كنت محتاجاً لها, و هذه طريقتي أيضاً في محاربة الغلاء فقد كنت أحارب الغلاء بالاستغناء.
ومن سوء حظي أني كنت أعيش في مجتمع لم يفكر يوماً بحرب المقاطعة ولا يعرف كيف لو أننا قاطعنا مواد بعض الدول لأتتنا راكعة, وكنت أطبق المقاطعة وحدي ولم أرى يوماً إنساناً آخر أتى و وقف معي إلا في دولٍ أخرى
ورغم ذلك كنت مصمماً على مقاطعتي.علي أحدث فجوة نور في يوم من الأيام
وبعد أن شرحتُ لتلك الفتاة أني لا أتعاملُ مع المواد الأمريكية بكل أنواعها و مهما كنتُ أحتاجُها و لن أكسر قراري من أجل أي مخلوق
حاولت معي بعض الشيء لِكنَ قراري كانَ أكبر منها, حتى شيطاني لم يَجرأ يوماً على الاقتراب من حدود انتمائي و وطنيتي.
وأعود لأفكر في هذا الوقت الذي صار فرضاً عليك أن تساهم في بناء اقتصاد أعدائك وفرضاً عليك أن تشتري كل بضاعتهم وأن تستهلكها و أن تمدحها وأن تعتاد على عاداتها, وأن تقلدها فيما تفعل وفيما لا تفعل.. متناسياً أنهم أعدائك وأنهم قتلوا أهلك و إخوانك وأنهم يتلذذون بشرب دمك و بهتك سترك و يخططون لأبادتك.
أصبح فرضاً عليك أن تعبد أمريكا دون الله وأن نؤمن بها وبأنها هي العلي المسيطر.
الله يا زمان..إلى أين يا زمان. ...إلى أين وصلنا وإلى أين نمضي ....أسئلة كثيرة تعودت الهرب منها بالعديد من الوسائل حتى لا أصاب بنوبة صرع وطنية وحتى لا تدري بي أمريكا و إسرائيل و يتهمونني بالإرهاب وبالتنسيق مع حركات حماس في فلسطين و مع بن لادن في أفغانستان و مع المجاهدين في العراق.
***
و ها هي تجري نحوي في اليومِ الثّاني مسرعة, تكرر نفس الدعوة, فأهم لأكرر نفس الجواب
لكن...! قبلَ أن أنطق ببنت شَفة, أخرجت من حقيبَتها مفتاح سيّارة من الصناعة الألمانية
قالت: لقد غيرت سَيارتي من أجلك و خَسرت بها مبلغاً كبيراً وكل هذا من أجلك فانظر متى يناسبك أن نخرج في نزهة وردية.
فإذا................بالدهشة تشحنُ اللون الأصفر في وجهي لم أعد أستطيع الرفض أبداً
و كيف أرفض بعد أن غيرت تلك الفتاة سيارتها من أجلي.
أيعقل أنها قررت أن تنضم معي في مقاطعتي.أيعقل أني أثّرت بها فهمّت وغيرت سيارتها
لكن..أظنني عرفت السبب تلك الفتاة لم تغير مركبتها من أجلي ولا من أجل وطنيتي بل لأنها تعودت بحكم عائلتها و تربيتها المدللة أن تصل إلى ما تريد مهما كان السبب, وأنا أغضبتها عندما لعبت معها دور صعب المنال.
أكيد ليس لتصرفها تفسير منطقي أكثر من هذا. فمثلها لا يهتم لا بالعرب ولا بأحوال العرب ولا بما علينا أن نفعل كجماهير عربية.
ورجعت للهروب كعادتي من هذه الأفكار التي شعرت إني إن تعمقت فيها أيضاً
فسأدخل حرباً أخرى في الحقد الطبقي وأنا لم أحسد بوماً الغني بالمال على ماله أبداً ولم أطمع يوماً في ما ليس لي.
وما إن ذهبت تلك المدللة حتى أتتني تلك البريئة التي ظنت أني أفتحُ باباً لإقامة علاقة معها..!!
أ أصبحت زير نساء دون أن أعرف ؟؟
وأصبحت أنتهي من واحدة لأكلم أخرى.
تلك البريئة صارت تَزورُني في مكتبي كل صباح و تحدثني عن نفسها و كأني سألتها ذلك.
أنا الآن أشعر بجريمة جديدة, جريمة من نوع مختلف. لقد شاركت دون أن أحس في اغتيال الطهر والعفاف
قد نزعت بيدي حياء تلك الفتاة وبيدي شجعتها على تر ك حيائها المتخلّف, وأصبحت أساهم برفع مستوى الإباحيات التعاملية بحجة الصداقة الراقية..
يا إلهي.....أينَ أنا..؟ كيفَ أصبحتُ هكذا..؟
ألم يأني لي أن أقِفَ قليلاً مع نفسي التي أصبَحت غَريبةً عني, كيفَ تطوَرت علاقاتي بتلكَ السّرعة الصّاروخية
كيفَ حلَّقت مشاعِري عالياً حتى اختَرقت الفَضاء و كيفَ وَقعت أمام عيني دونَ أن أستطيع أن أنهض لأراها
وكيف أصبحت مثالاً للخداع الذي كنت أقرأ عنه وأحترس منه
كيف أصبحت شاباً راقياً ورائعاً عندما بدأت بالمجاملة والثرثرة والكذب الرفيع
كيف لأني رفضت أن أدفع لأعدائي ثمن السلاح الذين يريدون قتلي به أصبحت مشبوهاً أو كما سمعت ما يقال عني أني سياسي و أتعاطى السياسة والكوكئين ولدي ميول ثورية لقلب نظام الحكم وفكري الحزبي يميل للشيوعية
كيف عندما أصبحت مخادعاً محترفاً يرونني الناس مثالاً للإخلاص والمحبة
كيف أبدأ أيَ حديث مع فَتاة عرفتها منذ يومين بكلمات لم أقلها لفتاتي الأولى إلا بعد معرفة خمسة أشهر
كيف...و كيف... وكيف............................. آهٍ.......آهْ
أنا مُتعبٌ جِداً.
***
و جاءني الآن سّيدي الضمير حاملاً كرباجَه جاهزاً ليبدأ مشوار جلد الذّات
عن كل حماقة ارتكبتها وأنا أحُاول تنفيذ أوامر الرغبات
أهرب إلى مكتبي..اخُفت الأنوار واجلس على مقعدي واستعد بكامل الإغماءات لأجل مشوار جلد الذّات
متناسياً كل من حولي رافضاً التحدث إلى أحد أو الإصغاء إلى أحد
لكن جاءت سببُ احتضاراتي
سحبت كرسياً و جلست أمامي, تأملتها...... ولم أعترض على جلوسها معي
بدأت بالكلام .. ورغم الوجع الرهيب الذي أمر به إلا أني استمعت لها أيضاً
تقولُ لي: أنها استقالت مِن العمل و هيَ راحِلةَ تَطُلب مني أن نبقى صَديقينَ ككل الأصدقاء
بكل جفاء أجبتها: حسناً.....مع السلامة
وقَفتْ.
ولكن............
وقَفَ معها جَريانُ دَمي..!
أدارت ظهرها متجهة نَحو الباب
وقفت.. لم أُحرك شفتاي بحرفٍ واحد لكن قالَ شُعوري: بل أكثر من ذلك, سنبقى أكثر من أصدقاء..
فالتَفتت إلي و كأنها سمعت كُلُّ حرفٍ قلته
رَكضت نَحوي "ضمتني" قالت أحقاً تعني ما قُلت.!؟
لم أكد أُصدق ! أنا لم أنطق ببنتِ شَفة كيفَ سَمعتني؟ كيف.؟؟؟؟؟؟؟
حَجرُ عيني كانَ قد تَجعد من قلة البكاء فلم أقدر أن أجد بعضَ الدُّموع ولم أعد أدري أينَ أنا
آه كم اشتهيت البكاء وكم كنت أتمنى أن أكون وحدي كي أبكي دون توقف لكن صدمة الموقف كانت كبيرة ولذلك دَخلت في الكوما مع نفسي و اكتفيت بالغرق في بحرِ الذُهول.
كُلُّ من حولَنا ينظُرونَ إلينا بِنظرات تمتلئ بإشاراتِ التعجُب وإشارات الاستفهام.....!؟!؟!؟!؟!؟
***
وفي صخب يومٍ جَديد لا أعرف كيف أستطاع أن يَصل إليَّ حياً.
مرّت مِن جانِبي فأحسست بالأمَان ولا أعرف لماذا..
كنت أحاول أن أعطي مشاعري إجازةً مع راتب لمدة طَويلة علّى أمل أن أستريح قليلاً
وأتتني صاحبةُ دعوة النزهة تحدد موعداً, قلت لها بكُل ثقة: سننظر في الأمر.
أمّا عن تلكَ البريئة التي ذهبت و ألقيت عليها السلام و وضعت يدي على كتفها عمداً.........
إلا أني لم أشعر بأي شيء !!
اختفى ذلِك الشعور مطلقاً وكَأنه لم يأتي.....
أتأمل حَواسي ""
لماذا بعد أن عادت لي عاد لي التوازن الذي غابَ عني مُدةَ غيابها
لماذا عاد لي الهدوء الّذي افتقدته....................... وأنا بعيدٌ عنها
أهذا الجذل هو الحب.!!
هل يعقل أن تكون هي..؟؟ لست أُصدق.......................
إذا كانت هي لما كنت أود الابتعاد عنها لم كنت اشعر أنها ليست من ثوبي و تفكيري و بيئتي
وإذا كانت ليست هي ماذا اسمي ما حدث لي وأنا أُحاول الابتعاد عنها
مئات الأسئلة تقتتل في رأسي.....لكن..... أتدري يا أنا..!!
قررت أن أبقى معها لا أُظن أني قادرٌ على النَجاة مرةً ثانية إذا ابتعدت عنها
لذلك لن أُجازف بتركها بعد اليوم فقد عشتُ وقتاً طَويلاً لنفسي فلم أصل للسعادة الحقيقية
فلا بد من أنَّ السّعادةَ في أن أعيش لغيري و لحواس من هم حولي " وعَليَّ أن أخرج من ذاتي قبل كل شيء
و إن لم أخرج من ذاتي ولو قليلاً لن أعرف حقيقةَ مشاعري
مُتأخرٌ كانَ هذا الاكتشاف لحقيقة أحاسيسي
لكن قد عشتُ تجربتي..من يعرف ما تُخفي لنا الأيامُ بعد..
المُهم أني عثرت على بعض حواسي بعدَ الغُربة المُضيعة
و من يدري.
***
بقلم : فراس .
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس