عرض مشاركة واحدة
قديم 05/06/2009, 02:58 PM   #6
جهاد خالد
[ . مَلائِكيّـة . ]
 
الصورة الرمزية جهاد خالد
افتراضي

مـشـكلة مستعصية هي تلك التي طرحتِ
ولكن الحلول فيها دائما ليست جذرية
فليس فيها أبيض أو أسود
ودائما ما يمتد خيط بين إرادة الأهل وإرادة الابن وإن كان يصبغ أغلبه بالأسـود (إرادة الأهل)

وهنا يجب أن نتوقف مع اعتبارات عدة لتكون نظرتنا منطقية محايدة بعيدة عن الانحياز والتعاطف

أولا فيما يخص الأهل
فكثيرا يجب علينا مراعاة ظروف النشاة والتربية المختلفة عن ظروفنا والتي تتحكم في سلوكياتهم ووجهات نظرهم للأمور
كما علينا أن نعتبر اختلاف الزمن وتغيره
أمور كهذه وغيرها ربما تكون بمنأى عن تفكير الأهل ساعة تقرير مصير ابنهم فهي كحالة طارئةة تقتضي التفكير بالثابت المُسلّم به - في عقولهم- لانقاذ ابنهم من ضياع وطيش آرائه
>> فهكذا يرون

وعنا نحن الأبناء
فإننا أيضا يجب أن تعبر فينا اختلاف الظروف والتربية والمجتمع المحيط
والمؤثرات الفكرية الجمّة التي تضجّ بها عقولنا
فنحن -ربمـا- نملك اختيارات أكثر وآفاق أوسع لأننا نشأنا في عالم رحب متعدد الاختيارات على خلافهم
كما أننا يجب أن نراعي دافع الأهل للإقدام على مثل تلك الأفعال
نحن نرى ذلك تعسفا وإرغاما وظلما و و و في حين أنهم يرونه خوفا وحرصا واهتماما !!

وهنا لا يُمكن التفاهم بين طرفين يتمركزان في قطبين متنافرين
والحل (الوسط) دائما يكون بالتقريب قدر الإمكان
وهنا -حيث التقريب- نقطة هامة يجب أن تُعتبر
وهي أن التقريب لا يعني تقريب نظرتهم إلى حيث نريد .. فقط !!
ولكن تقريب نظرتنا إلى حيث يريدون كذلك

هذا هو التفكير والحكم العادل إذا ما أردنا الانصاف
فإننا يجب ان نريده لغيرنا كما نريده لنا

وفي النهاية قد لا تكون الصورة وردية كما يظهر من حديثي
ويظل الأهل عند تعسفهم رغم كل المحاولات .. والتنازلات أيضا !

والحل هنا أن نعود إلى الله عز وجل .. لا بالدعاء .. فهذا مصاحب بالضرورة لكل مراحل الاقناع
ولكن العودة الى الله في تعاملاتنا فإنك إن كنت محالة مُذعنا لإرادة الأهل
فليكن إذعانك لله في رضاهم فإن لذلك من الأثر الطيب على النفس وعلى المستقبل المُختار ما لايعرفه إلا من أقدم فيه بنية البر وإرضاء الله والصبر على أذى الأهل

بالنهاية
المسألة ليست حربا وإن بدت كذلك
ولنيسر على الخلق الأمور كما نُحب أن تُيسر لنا
ولنحفظ الله في قلوبنا وتصرفاتنا علّه يحفظ علينا الراحة والطمأنينة


شكرا للطرح المميز يا وحي
اعتذر عن الإطالة
تحاياي

توقيع :  جهاد خالد

 

جهاد خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس