عرض مشاركة واحدة
قديم 20/04/2010, 01:43 AM   #12
جهاد خالد
[ . مَلائِكيّـة . ]
 
الصورة الرمزية جهاد خالد
افتراضي

كـم أحبّ الحافلة!
تُريني كل شيء ، وتُعرّفني بكل شيء، فالحافلة صورة مصغرة للحياة هنا .. في وطني.
تبسط لي الحافلة كل يوم صورة جديدة من صور الحياة، وفي كل صورة تُفسَّر وتُكشّف لي معانٍ عديدة
فلا يمر الوقت إلا كما يمر (فيلم تسجيلي) ماتع ، غني بالمعرفة والشعور.
***
وتقدمني في الحافلة يومـاً فتى،
شاب تبدو عليه البساطة ، بساطة المظهر ، وبساطة الفكر أيضاً! ، ولا عجب فإن بعض العقول تُفصح عن نفسها بكلمة! ، ونظرة عين تكفي في أحيانٍ كثيرة!
وما كاد يجلس في المقعد أمامي حتى استخدم جهازه المخصص للإزعاج ، ذلك الجهاز الذي يطلقون عليه (جوال)
وما أراه يجول هذه الأيام إلا بمُضيعات الوقت ، ومضيعات الهدوء كذلك!
دقيقة واحدة ، وسمعت صوتا نسائياً ليس بغريب على أذني فهو يفرض نفسه على المسامع كل يوم وليلة في كل مكان ، وبدأت تلك تغني إحساسها ، وبدأت أنا أغني وجع رأسي.
حاولت أن أذهب بعيداً (في رأسي) ، لكنني لم أكد أبتعد من أمامي حتى بادرني خلفي!!
وبدا لي أن الرحلة ستكون ساعة في حانة ، تتداخل فيها أصوات الطبول والجواري وصيحات الرواد!
فأغضمت عيني محاولة بيأسٍ أن أشرد بعيدا من جديد، وياليت أن هذه الخاطرة لم تزرني ، فهاهو قائد الحافلة يمارس (حقه) هو الآخر في سماع ما يُريد!
وبدا لي أن الجميع متفقون عليّ مع (خاطري) لئلا أنعم بلحظة (بعيداً)!
***
هذه هي حياتهم ، حقي ، ثم حقي ، ثم حقي ، ........ ثم حقي!
لم يحاول أحدهم أن يستعمل حقه فقط فيما يدعونه (سماعاتِ الأذن)
لكنه كان يحاول أكثر أن يفرض حقه على الآخرين!
وما جعلني أبسم في النهاية ابتسامة المنتصر ، أن أحداً منهم لم يأخذ (حقه) فقد ضاع (صوت حقه) بين كل تلك الأصوات!
توقيع :  جهاد خالد

 

جهاد خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس