عرض مشاركة واحدة
قديم 04/05/2008, 10:26 PM   #8
محمد صلاح الحربي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الحربي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شامخة مشاهدة المشاركة
لكن الموضوع لمن يعلق نفسه بقول الشعر ليقال شاعر ونسي أن ربما يخدم أمته بغير الشعر

كالتصميم مثلا أو الرسم أو الكتابة الهادفة

أليست هي الأخرى راقية وجميلة ولها تأثير عجيب وإلا لماذا عدت الصحافة واحدة من أدوات الحرب الباردة ؟؟!!!

حين يكلف صغير نفسه السباق في مضمار الشعر وهو لا يجيده يعني يركب ويصف أحرفا وكلمات بشكل موزون في الورق لا في القافية

ثم يأتي أمام الناس بأنه يستطيع قول الشعر وهو مجرد كلمات مبثوثة من قصائد بعض الشعراء

لماذا كلف نفسه العناء ؟؟؟؟ هل اقتصرت الألقاب الرائعة على كلمة شاعر ؟؟

أليس الكاتب لقب جميل ؟؟؟!!

أليس المصمم خاصة في صفحات الإنترنت لقب جميل ؟؟!!وحاجة ملحة أيضا ؟؟؟

أليس الرسام لقب جميل ؟؟!!!

هل حصرت كل الفنون على الشعر ؟؟؟


في البدء أحييك أختي شامخة على هذه الكتابة ذات المنطقيات الكثيرة
والتساؤلات العميقة ، والتي أتفق معك في كثير مما طرحتيه فيها ..
وعبارة ( رب قصيد يقوله لصاحبه دعني ) عبارة كثيراً ما رددتها
أمام كل هراء ينسب للشعر وهو منه بريء ..
وإذ تدركين أن هناك فارق كبير بين النظم الأجوف والشعر الإبداعي
فإن مما يعانيه الشعر أكثر من سواه من سائر فنون الأدب هو أنه
ينشأ ناشيء الفتيان منا وفي رأسه خرافة كبيرة تقول بأن الشاعر إنسان خرافي
فهو ذو الحساسية العالية التي لا يوجد لها نظير في أقرانه في الأنسانية
وهو ذو الخيال الواسع الشاسع وصاحب الرومانسية والفروسية معاً
إلى آخر تلك الأوصاف البراقة العتيقة التي هي في حقيقتها ماهي إلا أوهام ..
فالشاعر - إن كان شاعراً بالفعل - هو إنسان أولاً وأخيراً ..
تماماً كغيره من البشر، له إيجابياته كما له عيوبه أو سلبياته ..
وثقافته الفكرية والوجدانية ، إن وجدتا معاً ، هما ما قد يجعلانه
ذا تميز في تعاملاته كما في نتاجه .

وعلى الرغم من أنه يفترض بالشاعرالذي يتحدث في شعره عن
مكارم الأخلاق او جماليات الإنسانية عموماً أن يعي مسؤوليته وأمانته مع الكلمة
إلا أن الأمر المؤسف كثيراً أن أكثر من يسيء لجماليات الإنسانية هم الشعراء
وخصوصاً من لا يعون ماهية الشعر حقاً منهم، فهو لديهم لا يعدو كونه منظومات
تدبج عبرها إدعاءات ومدائح للذات هي في حقيقتها قبض الزيف..

إن الشعر في المقام الأول هو الحب بأسمى وأشمل معانيه ومن يتعامل مع الشعر
بهكذا مفهوم هو وحده من يكون الأقل تناقضاً ما بين قوله وفعله
والأكثر إقتراباً لماهية الشعر في شعره..

وأنا ممن يشاركونك الإستغراب من إتجاه الأغلبية إلى الشعر حتى وإن لم
يمتلكوا الموهبة الشعرية التي تمكنهم من كتابة شعر جيد
وخصوصاً وأن البعض منهم قد يمتلك موهبة في أحدى الفنون الأخرى أكثر من
إمتلاكه لموهبة الشعر، لكنه يهملها ويظل يعبث في الشعر ويزيد بلاءه بلاء
لأن تلك الخرافة التي ذكرت تظل تغري الكثيرين في الإتجاه للشعر
توهماً بأن الشاعر لوحده جنس مميز ومختلف عن سائر الكائنات ..

وليت قومي يعلمون كم في النثر من فتن فكرية وفؤائد ثقافية
وكم فيه من سبل تؤدي إلى ما لا يؤدي إليه الشعر ،
وخصوصاً ونحن في عصر العلم لا عصر الحلم والأوهام والخيالات..
والعلم لا يمكن أن يتجسد من خلال الشعر الذي يقوم غالباً على الخيال والمبالغات..

إنه على الرغم من اني ( كما يزعمون ) شاعر
إلا أنني بت ممن يضيقون بكوني شاعراً
وقد قلت ذات قصيدة :
يا سكة الحيرة
من وين لي ديرة
ما يذمني فيها
من قال يا شاعر

ذلك أني أحياناً أشعر في هذا الخضم من إختلاط الحابل في النابل في سوق الشعر
أشعر بأن وصف ( شاعر ) هو بمثابة الذم بعد أن أساء الكثيرين ويظلون يسيئون
للشعر وقيم الشعر وسمعة الشاعر ..

إننا في عصر يفترض أن يكون التقييم الحق فيه قائم على الإبداع إينما وكيفما وجد
ورب مبدع في النثر أو في التصميم أو في الفن التشكيلي أو في أي فن من فنون
العطاء الثقافي عموماً هو أكثر فائدة وجدوى وتأثيراً في نتاجه من نتاج آلاف الشعراء ..

في زمن صفوة الخلق كان للشعر دوره الكبير كما قال صلى الله عليه وسلم عن
شعر حسان ، لكن في زمن الخوار والدوار في حلقة مفرغة مظلمة لم يعد للشاعر
إي دور ، مهما إدعاء مدعي او زعم زاعم ، إلا دور جمالي وذوقي محدود ،
يتحدد في متعة القراءة، وإثراء القاموس اللغوي والذائقة لدى القارئ ،
وذلك فقط إن وجد الشعر الحقيقي وليس النظم السفسطائي
والفلسفات الجوفاء والـ(مهايط ) الفارغ ..

كل تقديري وأطيب تحياتي



توقيع :  محمد صلاح الحربي

 


التعديل الأخير تم بواسطة محمد صلاح الحربي ; 04/05/2008 الساعة 10:33 PM.
محمد صلاح الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس