عرض مشاركة واحدة
قديم 15/04/2008, 05:11 PM   #57
فراس عمران
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فراس عمران
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
على غيمةِ شوقٍ جئتُ إليكم أطير سابحة في الأفق و أسابق الريح لأنيخ في مرابعكم...
أعتذر عن إخلافي موعدَ الأحد.. و لكنها شواغل الدهر..
فلن أقول كما قال عبيد بن الأبرص عندما خذله هبيد و السيف مصلتٌ على عنقه
((حالَ الجريض دون القريض))
و لن أحاكي العرب فيما قالت فأقول ((حال الغصص دون القصص))
و لكن أستعير لسان شيخ المعرَّة فأقول لكم و كلِّي طمعٌ في العذر و السماح :
((صنع الزمن ما هو صانع، و اعترض دون الخير مانع))
و ها أنا قد عدتُ إليكم..فحيهلا نبثُّ نشر الشعر
و ننثر رذاذ العطر...




دع مسحةَ اليأسِ، و اترك واهيَ الأملِ=ذرِ التشكِّي ، و أوقد جذوةَ الجذلِ
فالدهرُ يومانِ: يومُ المرِّ تجرعهُ=و يومُ سعدٍ كشوبِ الدَّرِ و العسلِ
فاصبر فصبرك يشفي كل معضلةٍ=-أعيت أساةً- من الأدواءِ و العللِ
و اسلك بصبركَ منداحاً و منفرجاً=يجلو عن القلبِ رانَ الثُّكلِ و الهبَلِ
أعمارنا مثل خيل السبقِ مسرعةٌ= ترجو المدى....و مداها قبضةُ الأجلِ
زوِّد حياتكَ بالطاعاتِ تعمرها=و حلّها بالتقى تغنى لدى العطَلِ
و ازهد بدنياكَ لا تُخدع بزخرفها=فربما غرّتِ القنعاسَ ذا الحيلِ
يا ليتَ شعريَ، هل نبقى إلى زمنٍ؟؟!!= أم تُقبض الروحُ شرخاً بعد مقتبَلِ؟؟!
/=/
اليرقبُ العيشَ صفواً دونما كدرٍ=كأكمهٍ رام ثقب الدُّرِ في الطَّفَلِ!
الساغبُ اللاغبُ اليرضى بمخمصةٍ=و دونهُ الزادُ، طامٍ غمرةَ الخَبَلِ
أو كالذي يبتغي مِ البحرِ لؤلؤةً=لكنهُ ينثني، خوفاً من البللِ
كم تائهٍ في معاريجِ الحياةِ سدىً!=كم ساربٍ في دروبِ الغيِّ و الخطلِ!
يا متلف العمر ما بينَ اتباعِ هوىً= و بينَ أكلِ ربا، و الدَّنِ و الغزلِ
راجع حسابك إنَّ العمر منصرمٌ=راجع حسابك إنَّ الدهر ذو دوَلِ
لا يتركُ اللهُ ذا السُّوأى و يهملهُ=لكنه يأخذُ الجاني على مهَلِ
واهاً! على من غدا التفريطُ خصلتهُ=فاستأمن الذئبَ في المرعى على الحمَلِ!
يا من أناطَ عليهِ الدينُ نصرتهُ=فاترك خصال بغاثِ الطيرِ و الحجلِ
و انهض فأمتكَ المحزونةُ انتحبت:="ذا الخطبُ يا قوم من خلفي و من قـُـبـُـلي"
يا صاحبَ الحرفِ لم أجزع لنازلةٍ=في اللوحِ مكتوبة ٌ من سالفِ الأزلِ
لكنما أعوزَ الإلهامُ صاحبهُ=و كانَ أبعد عند الكربِ من زُحلِ
يا فارسَ الشعرِ و الأقلام ناكصةٌ=يبقى يراعكَ فوق الطرس كالبطلِ
حرائرٌ من بناتِ الفكر تنشؤها=مجدولة الشَّعرِ ، أو كالموجِ منسدِلِ
مدَّت إليكَ يمين الشعرِ واصلةً=و مصرعُ المرءِ بينَ الخدَّ و العطَلِ
سلِ الأقاحيَّ عن طلٍّ يزاورها=عند الهزيعِ كباكِ الحيِّ و الطللِ
هِيْ سنة الله في الأكوانِ مذ فُطرتْ=ما بينَ جاءٍ إلى الدنيا و مرتحِلِ






* العطل: الخلو من الشيء، و يقال للمرأة عاطل إذا خلت من الحلي..
*القنعاس: الشديد المنيع
*الاعتصار: شرب الماء قليلا قليلا
*الوشل و الثْمد:الماء القليل
*العطل: العنق، و القوام الحسن












الشاعرة الجميلة / سوده الكنوي
أولاً أهنئكِ على هذه الشاعرية ,,
و قد يكون القصد أن أهنئكِ بالشعر .. أو أن أهنئ الشعر بكِ ..
من وجهة نظر أخيكِ يا سوده : أنه من الغبن أن نرى هذه القصيدة و نترك عليها
مروراً عابراً من نوع ^أحسنتِ^ أو ^ قصيدة جميلة ^ ..
ولكن .. مشكلتي مع القراءة أني إذا أردت أن أضع الأبيات و الصور الشعرية قيد التحليل الأدبي فقد يلزمني ذلك عدداً من الصفحات .. فاعذري أخيكِ ..
الشاعرة الكريمة : قصيدكِ فوق المدح و فوق أن أضع به علامة 10 من 10
فحين يستقي الشاعر شعره من سويداء قلبه .. حتماً سيكون محطة وصوله القادمة
القلب الآخر (القارئ).
حسناً يا أخية : مجرد أفكار داهمتني مع قراءة النص للمرة الخامسة
بدايته كانت مثل شعر العصر العباسي الذي يحن إليه كل من يحمل في قلبه
محبة أريج اللغة العربية .. فمن أنتِ يا قريبة البلغاء ..؟
كما كان لي الكثير من الوقوف و التأمل مع الكثير من التشبيهات و الأمثلة
التي جسدت بلاغة الشاعر بشكل واضح ..
و كان من الصعب علي جداً أن أجد الأبيات القريبة مني كي أقتبسها
رغم إيماني أن الاقتباس من الشعر و تفضيل الأبيات على بعضها معنىً و سبكاً
يساعد الشاعر في التمكن وضع يده على المقدرة الإبداعية لديه كما يسهم في رفع الذائقة الأدبية بشكلٍ عام .
لكن مع قصيدتكِ هنا اختلف الوضع فقد رأيت في كل بيت من أبيات القصيدة
حكمة مدروسة . و صورة خدمت هذه الحكمة كي تصل القارئ على طبقٍ من الذهب
و غير ذلك من النصح الإيماني الأدبي الذي نفتقده هذه الأيام حتى عند الكثير من رواد الدعوة . و أدبائها .
كما أمنحكِ براءة الاختراع من النوع الأول على بعض التشبيهات الرائعة حقاً والتي أوضحت لنا شاعرية الشاعر و تمكنه من النسج الجديد دون التقليد .
الشاعرة / سوده
قصيدكِ . معنىً و مبنىً و حبكاً و سبكاً .. من المستوى الرفيع .. أقولها ببساطة..
و هكذا قصيدة تحتاج إلى قراءات واعية للوقوف عند عالمها والتأمل فيما ستهديه لقارئها.
و أظن أن الشاعر البصري قد اختصر كل كلامي عندما حيا موهبتكِ الفذه .
تقبلي مني التحايا التي تليق ..
و الود وصلاً
والسلام خير ختام
توقيع :  فراس عمران

 هذا أنا بينَ السُّطورْ
في كُلِّ حرفٍ بَعضُ بَعضي
فالقصائِدُ ذاتُ روحٍ
تنتشي يوماً.. تَثور

فراس عمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس