عرض مشاركة واحدة
قديم 27/05/2008, 10:57 PM   #63
محمد صلاح الحربي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الحربي
افتراضي



أزمنة لا تمر
قراءات مرهفة لأرواح آدمية مرهقة
:
:
مجموعة ( أزمنة لا تمر)
قصص قصيرة
للقاصة والشاعرة المبدعة :
زهرة محمد
من إصدارات : وهج الحياة للإعلام
الطبعة الأولى 1428-2007
:
:
مدخل:
جاءت زهرة محمد لعالم القصة القصيرة من عالم الشعر ورحاباته
إذ أنها بدأت شاعرة ذات تميز لافت منذ قصائدها الأولى ..
وهي بالإضافة إلى قاموسها الشعري المتوهج ،جاءت أيضاً إلى
القصة القصيرة بقاموس الطبيعة الجميلة، وذلك إثر تعايشها منذ
الطفولة وأرض الجنوب ذات الطبيعة التي يظل يعتني بها المطر ..
كما أنها لم تكتب القصة القصيرة إلا بعد رحلة استقرائية تأملية حسية
واعية بدأت منذ مراحل الدراسة الأولى مروراً بدخولها عالم النت الرحب
ورصد ما يظل يكتظ به هذا العالم من آلام وآمال مكتوبة ومنقولة،
واستمرارا مع متابعتها النابهة لأحوال العالم ومكابداته في مختلف
الشؤون والأحوال من سياسية واجتماعية ..
:
:
لهذا كله كان لابد أن تجيء مجموعة ( أزمنة لا تمر ) وهي تنويعات
في سبر الألم والحلم الإنساني ، تلتقي أحياناً مع أشياء الذات دون أن
يطغى ذلك في حضوره ليتحول إلى نقل صور خاصة للمعاناة والأحلام
الشخصية، ولكنها في ذلك الالتقاء تبقى متماهية مع الآخر بغير انفصال.

وكل تلك التنويعات ظلت تقدم في المجموعة بلغة أنيقة وعميقة في آن
وهي لغة أيضاً جاءت متنوعة في معالجاتها حسب طبيعة وحالة كل قصة،
فهي أحياناً تجيء غير مباشرة وذات إيحاءات علية تترك للقارئ أن يكون
له فهمه الخاص لبعض الأنساق والتعابير كما جاء ذلك في أول قصة
من المجموعة ( شاعر المقبرة ) ذات الرمزية العالية والواعية .
:
وأحياناً أخرى نجد أنها لغة ذات شاعرية عالية وإن ببساطة واضحة
وبذهاب إلى المعنى من أوضح الطرق كما في عدد من القصص مثل
القصة الثانية ( بعد الموت ) والتي كتبت ( على هامش كارثة تسونامي)
لكن حتى في المعالجات التي تجنح للمباشرة بقيت كل قصة تختم بطريقة
تؤكد مقدرة القاصة، وتمكنها من إشاعة ما لم يكتب، حيث لم تكن هناك
خاتمة أو نهاية لأي قصة ذات نهاية تقليدية من تلك التي تجعل كل من القصة
وذهن القارئ يقفان عندها ..


توقيع :  محمد صلاح الحربي

 

محمد صلاح الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس