الموضوع: قـبـة المـجد
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2009, 01:33 AM   #16
خلود العطاوي
شاعرة
 
الصورة الرمزية خلود العطاوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعة الفاخري مشاهدة المشاركة



الشاعرة المبدعة / خلود العطاوي ..
خلَّد الله ذكرَكِ .. وأعطاكِ من فضله ما تشتهين ..
وأهدي إليكِ عربةً ذهبيَّةً معبَّأةً بالأمنيات الطيِّبة والتبريكات الصادقة أختي خلود ، على نجاحك وتخرُّجك ..
ونزولاً عندَ رغبةِ صديقنا الشاعر الجميل عبد العزيز الجرَّاح ، بالمشاركة والإدلاء بدلوي بين دلاء الأصوات المتذوِقة لنصِّك الجميل ..
وصعودًا إلى رغبتي الملحَّة في مصافحتك وتهنئتك ، كانت هذه المقاربة النقديَّة ..
ويعلم الله ما كنت أفضِّل أن تكون مصافحتي نقديَّةً أبدًا ، لعلمي بتحسُّس أغلب المبدعين من النقد .. وهو مهمٌّ وضروريٌّ في أي عمليَّة إبداعيَّةٍ ، إذ هو مطيَّة للتطوير كمطايانا الشعريَّة ـ نحن الشعراءَ ـ ( الضرورات ) التي نعبرُ بها بحورَ اللغةِ العصيَّة الطامية ، ونجتازُ سدودَ القواعدِ المنيعَةِ ..
ولي حول قصيدتك هاته الملاحظات:
أولاً ـ هذا النوع من القصائد غالبًا يمتاز بشيئين :
أ ـ القصديَّة والمباشرة : وهي ـ لعمري ـ تُفقدُ القصيدةَ كثيرًا من رونقها وإدهاشِها لافتقارِها للعفويَّةِ ، إذ تبدو المعاني كأنها مغتصبةٌ من فمِ البوح قسرًا ، ومنتزعَةٌ من شفةِ الأحاسيسِ انتزاعًا..
ب ـ اضطرار الشاعر إلى التأليف ، لا التداعي الحرِّ للأفكار ، فيها تغلبُ الفكرةُ على الخيالِ ، في حين أنَّ من نجاحات القصيدة أن يكون ثمَّة توازنٌ بينَ الاثنين ، أو تقاربٌ على أقلِّ تقديرٍ .. فالخيال هو أجنحة القصيدة التي تطير بها إلى عالم الدهشة والإثارة ، وهو علامة فارقة بين النثر والشعر.. في حين أنَّا الفكرة هي جسد القصيدة ، وكلاهما مهمٌّ للآخر وللقصيدةِ بالطبع ..
لكن في نصِّك أستاذة خلود طربنا لجزالة الألفاظ ، ولقيمة الوفاء الدافق في ثنايا القصيدة ، واعتزازك بالقرآن والحديث والسنَّة وغيرها من المفرداتِ الإسلاميَّة القيميِّة ذاتِ المكانة الرفيعةِ في نفسِ كل مسلم. ويتضح الجهد المبذول في النص ، والعناية به .. لكن بعض المؤثرات تكون أكبر من الكلام .. وأقوى من التعبير فيستعصي على الشَّاعر تصويرها .. ومجرِّد الخوض فيه يفضح أدواته ، ويكسف مقدرته..
وهذه بعض الملاحظات اللغويَّة والعروضيَّة:
لا أريد أن أعيد ملاحظات الزملاء الذين سبقوني فقد أتوا على أغلب الهنات الواردة في النصِ ، وأضيف إليها ما يلي:
في قولك : ( كنا سنقبلُ غير المجد يكسينا ) والصواب يكسونا .. من الفعل كسا ، يكسو ، كسوةً وكساءً..
وفي قولك ( أمسي حزينًا ) فإن كانت من الأمس فـ ( حزينٌ ) حقَّ الرفع لا النصب على الخبريَّة ، إلا إذا كانت ( أمسى ) فعل ماضٍ ناقص من الإمساء ، فالمعنى صحيح وقد خانك حرف الياء الذي أخذ عن طريق الخطأ مكان الألف المقصورة.
لم تعجبني عبارتك ( والسيف ديني ) فكان بإمكانك تجدي بديلاً لها .. فليس للمسلم دين إلا الإسلام .. وفي قاموسنا العربي ما ينوب عن هذا التعبير لو تمعَّنت قليلاً قبل النشر.
ولم أفهم معنى كلمة ( مآخينا ) هل هي من الإخاءِ.؟؟
أما حول الفعل ( يؤوينا ) فهو صحيح لفظًا ومعنًى وكتابةً ، غير أنه جانبك الصواب في ردك على الأستاذ أسامة وهذا نصُّه ( بل الصواب ( يؤوينا ) لأن الفعل مبني للمجهول وأوله مضموم ربما قرتها بفتح الياء من ( يَأوينا ) ) .. وتعليقي الفعل هنا ليس مبنيًّا للمجهول بل للمعلوم.
جاء في لسان العرب: تقول العرب : ما لفلان امرأة تؤويه.
جاء في لسان العرب : "... وروى الرواةُ عن النبي، صلى الله عليه وسلم،
أَنه قال: لا يَأْوِي الضالةَ إِلا ضالٌّ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه فصحاء المحدِّثين بالياء.
وقد ورد كثيرًا في أشعار العرب منها ذكرًا لا حصراً ، يقولُ شاعرُ الرسول حسان بن ثابت:
وَيَعرِضُ في أَهلِ المَواسِمِ نَفسَهُ فَلَم يَرَ مَن يُؤوِي وَلَم يَرَ داعِيا
ويقول الشاعر علي محمود طه:
يحثَّان في البيداء راحلتَيْهما إلى جبلٍ يُؤوي الحقيقةَ جانبُهْ
وعن ردِّكِ هذا :
( أسمح لي يا أستاذي فهذا غير صحيح أبداً ويصح ( حين الحظ يغوينا) ولا أجد ما يمانع ذلك أبداً
وما أقترحته ميم زائدة لا عمل لها فيجوز أن لا تكتب )
وأوافقك في ردك التالي على الأستاذ أسامة حين قال ما يلي :
قولكِ " أو أندب الحظ حيـن الحـظ يغوينـا " وَالصواب " أو أندب الحظ حيـنما ، أو عندما الحـظ يغوينـا " وَهنا يختلُّ التوازن العروضي ، فأتمنَّى أن تصلحي الخلل ،
فالصوابُ ما أوردتِهِ ولا خلل عروضي في البيت كما ورد في القصيدةِ.

فأنا أوافقك أنه يجوز إطلاق القافية بالألف عشرينا وعدم إجرائها مجرى جمع المذكر السالم وهو لغة صحيحة..كما أن إجراءها مجرى جمع المذكر السالم لغة صحيحة أيضًا ، وأستشهدُ هنا بقول الشاعر أبي دلامة:
ما لَيلَةَ القَدرِ مِن هَمِّي فَأطلُبُها إنِّي أخَافُ المَنَايا قَبلَ عِشرينا
وقول السريِّ الرَّفَّاء :
ما العيشُ إلاَّ للمُنى هُدينا مَؤونةً فُضَّتْ على عِشرينا
وفي قولِ علي بن الجهمِ:
حَتَّى إِذا أَوفاهُمُ عِشرينا ماتَ مِنَ التَّاريخِ في سِتِّينا

أمَّا كلمة ( تنِّين ) فمحلُّها الرفع فهي مبتدأ مؤخر لشبه الجملة ( بها ).
وهي ليست مثنى ولا جمعَ مذكرٍ سالمًا ، وإنما هي كلمة مفردة جمعها ( تنانين ) على وزن ( فعاليل). فهذه تحتاج منك لتصويبٍ.

وأمَّا حولَ ردِّكِ هذا :

( وقد قرأت الكلمة (يكفينا) هكذا ولم أعلم أن الشدة ستؤدي إلى هذا الفهم والصحيح ( يكفّينا ) بتشديد الفاء ..وعليه فالوزن صحيح سليم لا خلل فيه.
نعم الوزن صحيح لا خلل فيها ، لكن لم نعتد على كلمة ( يكفي ) مشدَّدة الكاف ، فهذا ممَّا تعوَّد عليه العامَّة ، وليس من كلام العرب ( يكفِّينا ) قال تعالى:
" فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللِّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة : 137 )
ويقول أبو الفضل الوليد:
فابكي عليَّ إذا رحلتُ ولم أعُدْ فالذكرُ من ماضي الهوى يَكفينا
ويقول البحتري:
إِن لَم يَكُن في جَداهُم نَزرُ عارِفَةٍ تَكُفُّنا كانَ غُزرٌ مِنهُ يَكفينا

أَما الأستاذ الشاعر أسامة السطائفي:
فهو يكرِّر عبارة ( يختل التوازن العروضي ) وهو يعني الوزن العروضي ، ولديه خلط بين العروض والقافية ، فأغلب مقاصده كانت حول القافية لا العروض ، وهما علمان مترابطان لأنهما يدرسان معًا القصيدة الشعريَّة ، لكن لكل منهما ، وقواعده وضوابطه واختصاصاته ومفرداته أيَضًا.
ولم ألحظ انفلاتًا عروضيًا في النص ، ولا قلقًا في تفعيلات النص..
زمن الملاحظات الفنيَّة التي تحسب للقصيدة أنها دائريَّة يعود منتهاها على مبتداها .. في ربطٍ جميلٍ ..
ولو أعادت شاعرتنا خلود النظرَ في القصيدةِ مجدَّدًا آخذةً بالاعتبار أن جودة القصيدة ليست في طولها ، وإنما في تركيزها واغتنائها بالمعاني والدلالات والانزياحات المغنية عن الإسهاب والإطناب ، لربحنا قصيدة فارهة كثيرة الضوء والعطر. أتمنى ذلك..

أرجو لكليكما التوفيق .. وشكرًا للجميع .. وما توفيقي إلاَّ باللهِ .

لأن هذه القصيدة تعني لي الكثير وتعبر عن الكثير
ولأنني لا أريد أن أخجل بالنقد وأختبئ خلف أخطائي وكسوري
ولأنني أقبل النقد بكل رحابة صدر ما دام يصب في مصلحتي ويبني من شاعريتي البسيطة
ولأنني أحترم الجميع وأحترم جميع الرغبات والأختلافات
ولأنني أحب بإدارتها وإشرافها وأعضائها

إليكم ما أعدت صياغته وترتيبه

يا قبة المجد حيي المجد حيينا = حيي بنا العلم حباً في معالينا
طفنا على الصرح والعشرون قد بلغت = فقه الحديث وديناً دام يـؤوينا
عمراً قضيناه حصداً للعلوم وما = كنا سنقبل غير المجد يكسينا
عشنا له العمر لا نرجوه مرحمةً = عشناه حزماً وليس الذل يعلينا
إنا إليكِ إذا الأجيال ترقبنا = لا نلقف المر من كأس المرابينا
تلاوة من كتاب الله شافية = أو سيرة عن نبي الله تروينا
أو علم شيخين حللنا مرادهما = وآية فسرت للصدق تهدينا
غير العلوم كقالوا أو خلاف لهم = والفقه في الحكم يا من تجهل الدينا
غير المواريث والتخريج في علل = أو ملة حرفت بالعمد تدنينا
ألا يحق بكائي من يدٍ عبثت = أو أندب الحظ حين الحظ يغوينا
يا أم خالد كاد النهج يسلبنا = كاد التبرم يطويهم ويطوينا
هذا جواب لمن بالقلب قد قصفت = تبت يدا جائرٍ رخصٍ ليردينا
تقتات من دمعنا دماً وتسبغنا = وتستقي دمنا جرماً وتظمينا
لم أحسب العام تلو العام يفزعنا = في كل يوم بميدان ويرمينا
حتى نزلنا بساحاتٍ مطالعها = معارك من صدور الغيظ تضنينا
أمسكت بالسيف والأمجاد موعدنا = والسيف ديني وإن شلت أمانينا
يا أم خالد ما أمسي بمقتذرٍ = ولا السويعات تنسى عمر عشرينا
أمسي حزيناً وإن السهد يألفنا = يا سوسن الخلد لا تنسي ليالينا
تجري الدموع من العينين أذرفها = من قبل عشرين ما طابت مآخينا
من بعد سوسن هل للحلم حاشية = حتى نخوض به غراً مرامينا
ولا نعاني شريدات مروعة = ولا صدوراً حوت للشر تنينا
آه على قلعة ضمت مواقفنا = يرفرف القلب لهواً من أغانينا
آه على عمرنا ضاعت معالمه = عاش التجارب من سم الثعابينا
وصحبة تبهج الأرواح ألفتها = آه على صحبة كانت تماشينا
ومجلسٍ كم علت بالحب سمرته = نرعى المقاييس لا نبكي مآسينا
ياأم خالد ما قلنا هنا كذباً = فيما نرد ولا كنا مرابينا
ولا نـتاجر رخصاً في عواطفنا = لا بائعين صداقات وشارينا
وأعرف الود فيما أنه دنفٌ = وأعرف الصدق من قلب المحبينا
من خلق آدم والأفلاك دائرة = غدارة للضحايا والقرابينا
أكلما قلت هانت تستجد بنا = صوارفٌ من صروف الدهر تلوينا
سئمت من عيشنا والبؤس يملؤه = من ضنكة الحزن فينا ما يكفينا
والآن فلتقبلي قد حان موعدنا = حتى أصافح كفاً تجمع اللينا
وأنتِ للطهر لو ضاقت خواطرنا = وسوسن الأرض في وردٍ ونسرينا
عشرون مرت مليئات جوانحها = من المآسي مليئات خوافينا
يا قبة المجد جودي من تحيتنا = وصافحيها فقد أعيت قوافينا


وأسمح لي أخي القدير جمعة أن أوضح لك نقطة

تقول
اقتباس:
لم تعجبني عبارتك ( والسيف ديني ) فكان بإمكانك تجدي بديلاً لها .. فليس للمسلم دين إلا الإسلام .. وفي قاموسنا العربي ما ينوب عن هذا التعبير لو تمعَّنت قليلاً قبل النشر.
لم أقصد ذلك أبداً ولن أسمح لنفسي أن تتخذ بدل ديني دين
لكنلو نظرت إلى البيت فأنا أقول
أمسكت بالسيف والأمجاد موعدنا = والسيف ديني وإن شلت أمانينا
أي أن السيف هو الدين أنا لم أقول وديني السيف وإنما قلت السيف هو تشبيه عن الدين لعدله وإنصافه
وجه الشبه يا أستاذي /حيث أن السيف هو الذي يحمي الإنسان به نفسه عن المنكر والشبهات

أشكرك على ما تفضلت به وسأعود مجدداً
خالص التحية
توقيع :  خلود العطاوي

 

أتشرف بزيارتكم لمدونتي.. ..
http://www.shahedblogs.com/khlaud123/
خلود العطاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس