عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2010, 07:12 PM   #22
جهاد خالد
[ . مَلائِكيّـة . ]
 
الصورة الرمزية جهاد خالد
افتراضي

ذات يوم في الطريق رأيت رجالاً ونساءً أهملوا الحياة حتى لم تعد تعنيهم!
أو أنهم أبغضوها فأصبح انتهاؤها جُلّ ما يعنيهم!
رأيتهم يرمون بأنفسهم على قارعة الطريق فيما يدعى تجميلاً (عبور الطريق)
وعلى الحذر الذي تظهره المشيات ، لم تستطع نظراتم أن تتخلى عن رجاءها للسيارات بأن تنهي المهمة التي تبدأ كل يوم ولا تنتهي !
وعجبت..كيف لأم أن ترمي بنفسها في أحضان واجهة سيارة!
وكيف لها أن تاخذ أبناءها معها!
وعجبت..كيف لشاب آتته الحياة ما لم تؤتِ أحداً من قوة وعقل أن يلقي بهبته إلى العجلات تنهشها!
وعجبت .. لطفل لم يرَ بعد من الأحداث شيئا كيف يرمي بفرص بهجته إلى قسوة الأرض!
وعجبت وعجبت وعجبت...
وبعد أن فرغت من العجب سألت الطريق عن حكاية هؤلاء فقال:
"ماذا تبقى من الأمومة لأم لا تستطيع ممارسة الحنان مع أطفالها فهي إما جائعة لا تستطيع إطعامهم خبزا،
أو مأخوذة في زخم أعمالها لا تستطيع إروائهم وقتاً ولعبا ، أو أنها مُجرّدة من فطرتها إلى الشارع وتحقيق (ذاتها) الكاذبة فلا تستطيع أن تكسوهم بوجودها أمنا!.
وماذا تبقى لشاب من قوته بعد أن أفناها العمل، وماذا تبقى له من جهده بعد أفناه اليأس ، وماذا تبقى له من عقله بعد أن عاثت به الظنون ، وماذا تبقى له من نفسه بعد ان ذهبت منها معانيها المؤججة لحرارة الشباب فيها!.
وماذا تبقى لطفل من براءة أفناها الإعلام بما لم يكن يُرى ولا يُسمع! ، وماذا تبقى له من فرص الفرح في حياته بعد ان سرقها طمع الكبار في مزيد من اللهو والفرح! ، وماذا تبقى له من ألعاب يعطيها نشاط الدم في عروقه بعد أن قيدتها أفكار الكبار الأغبياء في إطار صغير يبث في عينيه ألوانا وصوراً كثيرة حتى تسلب انتباه الحياة في دمه!.
وماذا تبقى لهذه الأرض من أطعم الحياة والناس تركوها للخراب وانصرفوا عنها يبنون الأبراج ظناً أنهم سيبعثون بخرابهم الحياة فوق القمر!!"
توقيع :  جهاد خالد

 

جهاد خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس