عرض مشاركة واحدة
قديم 11/03/2010, 02:56 AM   #10
فتحية الشبلي
فراشة المطر
 
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
افتراضي



العزيزة جوري ...
شكراً أولاً علي هذا الطرح واليك وجهة نظري المتواضعة

هل أحزانهم متساوية ؟
سؤالٌ وإجابته هي لا بالتأكيد ...
أما لما هذا الأختلاف فهذا طبعا ً راجع إلي طبيعة البشر والتي تختلف من إنسان لآخر وخصوصاً في المشاعر والاحاسيس سواء المتعلقة بالفرح أو الحزن وبما أنك حددت ِ مشاعر الناس في حالات الحزن فسيكون حديثي في هذا الجانب حتي لا أخرج عن أطار الموضوع .
بين ثنايا تساؤلك تتربع الإجابة يا جوري ..
فقد وضعت عدة فرضيات لتفسير هذا الأختلاف وفيها تكمن
الإجابة

{ أتراهُ الصَّبرُ وَالإيمانَ والحلم والرويَّة أمْ اللامُبَالاة وَبُرُود الأعْصَابِ وتبلُّد الإحسَاس , والتفكك الاجتماعيّ ؟ }

هذه الفرضية تتضمن العديد من الأسباب التي تبين سبب الأختلاف بين بنو البشر في المشاعر المتعلقة بالحزن
فنجدها تتنوع ما بين أسباب دينية ، وتتمثل في الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره وهذا من الأسباب المهمة والتي تهون المصائب فالانسان بطبيعة الحال يحزن ويتألم لاي فقد ويصبر وهنا تختلف حدة ودرجة الحزن من شخص لآخر تبعاً لقوة ايمانه وشدة صبره
ونجد أيضاً أسباباً أخري سيكولوجية تتعلق بشخصية الأنسان في حد ذاته فنجد ان الشخص الذي يتسم بالحلم والروية أكثر قدرة ً من الشخص المتسرع والإنفعالي والذي يطلق لانفعالاته العنان فلا يقوي علي تحمل المصيبة
ونجد أيضاً الشخصية اللامبالية والتي تتسم ببرود الاعصاب وتبلد المشاعر والأحاسيس فنجد مدي تأثرها بالفقد أقل حدة من الشخص العاطفي الذي يتسم بالحميمية والألتصاق والقرب بمن حوله فعندما يفقد عزيزاً عليه نجده يتأثر كثيراً ويظل الحزن ملازماً له فترة طويلة
فضلاً عن ذلك نجد ان هناك أسباب اجتماعية قد تكون سببا آخر في هذا الأختلاف ، فالحياة الآنية والتي أصبحت تمتاز بسيطرة الجانب المادي علي المعنوي قد أثر تأثيراً ملحوظاً في مشاعر الناس وعلاقاتهم الاجتماعية فأصبحوا بعيدين عن بعض وجدانياً




وسأختم حديثي بالاجابة علي سؤالك هذا
أيُّهما الأفضل , الغارِقُ في ذكرى الفقيد والوَفاء أم المبدِّل لثوب الحزنِ وارتداء ثياب جديدة .. وكيفَ السبيلُ إلى ذلكَ ؟

الأفضل بنظري هو الشخص المتزن المتوزان ...
فالغرق في الأحزان أمر غير مُجدي ، وفيه نوع من الأعتراض علي مشيئة الله عز وجل فكل ما يصيبنا هو من عند الله ، وهذه سنة الحياة فالحزن يجب ان يكون بقدر وكون اننا خرجنا بأنفسنا من دائرة الحزن ليس معناه اننا نسينا او سننسي يوما من فقدناهم من آعزاء ولكن هذا امر واقع وعلينا تقبله والصبر والاحتساب لله فالحياة مستمرة رضينا ام لم نرضي .
وهنا يكون التوزان وبما اننا مسلمين والاسلام دين الوسطية يجب ان نطبق هذه الوسطية في كل حياتنا فكل شئ بقدر محدد .فلا نجعل الحزن هو الطاغي علينا في ساعات الفقد ولا نكون غير مبالين ومهتمين لدرجة تجعلنا بليدي المشاعر والاحاسيس فرقة القلب ورهافة الاحاسيس من سمات الإنسانية ولا يكون الانسان إنساناً ما لم يشعر بمن حوله ويتأثر بهم وبمشاعرهم فالإنسان يرق قلبه ويعبر بالدمع وحتي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما فقد أبنه إبراهيم رق قلبه ودمعت عيناه ولكنه لم يعترض علي مشيئة الله وأستمرت الحياة ..

وهكذا يمكن ان نخلص في نهاية الامر الي ان هناك العديد من الاسباب التي تتعدد وتحتلف تبعاً لاختلاف البشر في السلوك والطباع والأمزجة والشعور ودرجة التأثير والاحاسيس والتفاعل والتعامل مع المواقف العديدة وتتنوع من سيكولوجية ، واجتماعية ، ودينية ولو تساوي الجميع فليس امامنا الا احد الامرين اما ان يموت الناس جميعهم كمداً وحزناً واما ان يصبحوا جميعاً بلا مشاعر واحاسيس .
ربما هذه هي طبيعة الحياة فالاختلاف من سمات الحياة
وهذه حكمة إلهية من رب الخلق ..
نسأل الله ان يرق قلوبنا ويبعد عنا الحزن والهم

طرح مميز لقلم مميز

احترامي

لروحك
توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


فتحية الشبلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس