عرض مشاركة واحدة
قديم 08/01/2010, 01:30 AM   #5
سماح عادل
كاتبة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسام آل سليمان مشاهدة المشاركة
تحية و سلاما
لا حاجة لنا أن نعرج على تاريخ العرب قبل الإسلام , وكيف كانت الفوضى التي يعيشونها ,
لا كرامة و لا مجد و لا عزة , حيث كانوا فريسة من قبل الأمم المجاورة من الفرس و الروم,
حتى أنهم ساموهم ذلا و هوانا , ما سامه أحد قط ..
ولا حاجة كذلك أن نعرج على النقلة النوعية التي أحدثها الإسلام , حين حفظ كرامة المسلم و كرامة غيره من أهل الملل الأخرى ,
أؤمن كثيرا بما أُثر عن عمر بن الخطابـ رضي الله عنه : لا عزة لنا إلا بالإسلام , و إن أبتغينا العزة بغير ما أعزنا الله أذلنا الله !
وفي هذا العصر و سواه من عصور الضعف غيّرنا و بدلنا , ولا بد أن تحل سنة الله :
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ولو أمعنا النظر في واقعنا المعاصر لن نجد أذل و لا أرخص من دم المسلم ...! و لا عجب..!
فقد ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله فأذلنا الله ...وغوانتناموا شاهدة وحادثة أسارى فلسطين شاهدة,

قد استردَ السبايا كلُُ منهزمٍ =لم يبقي في أسرهم إلا سبايانا
وما رأيت سياطَ الذل داميةً = إلا رأيت عليها لحم أسرانا
وما نموت علي حد الظُبا أُنفاً = حتي لقد خجلت منا منايانا

ولنقارن بينها و بين هذي الحادثة* :

" وذكر ابن النحاس في مشارعه أن الروم أسرت مسلماً قرشياً في عهد معاوية رضي الله عنه وأُدخل الأسير علي ملكهم فتكلم بين يديه بعزِّ الإسلام فلطمه أحد البطارقة
ولا عجباً للأسد إن ظفرت بها ** كلابُ الأعادي من فصيحٍ وأعجم
فقال الأسير الله بيننا وبينك يا معاوية وليت أمورنا فضيعتنا, بلغت المقالةُ معاوية فأرسل في فدائه فافتُدي وسأل عن إسم اللاطم فأُخبر ثم أرسل معاوية إلي قائدٍ له فطنٍ ذي معرفةٍ وخبرة وقال له إني أريد أن تتحيل في إحضار ذلك الرجل من القسطنطينية فقال القائد إني أريد أن أُنشئ مركباً بمجاديف خفية يلحق ولا يُلحق قال افعل ما بدي لك ولك ما تحتاجه صنع المركب وملئه من كل طرفة وتحفة وأعطاه معاويةُ أموالاً جزيلة وقال اذهب كأنك تاجر وبع واشتري واهدي لوزير الملك وبطارقته وخواصه إلا ذلك الرجل فلا تقربه ولا تُهاده فإذا عتب عليك فقل ما عرفتك وسأضاعف لك الهدية متي عدتُ لك وفعل القائد ورجع إلي معاوية فأخبره فجهَّزه ثانيتاً وأضعف له وقال هذه للملك ولخواصه ولذلك اللاطم فإذا عزمت علي العودة فقل له إني أحب أن أصاحبك فسلني حاجة أُحضرها لك جزاءُ ما قصرتُ في حقك ففعل القائد فقال أريد بساطاً من حرير يحوزُ جميع الألوان وصورَ الأطيار والأزهار والأشجار والوحوش طوله كذا وعرضه كذا والموعد كذا
كالحوتِ لا يكفيه ما يرويه ** يظمي إلي الماء وفوهُ فيه
رجع القائد إلي معاوية فأخبره فأمر الصناع أن يصنعوا ذاك البساط في صورة تدهش الناظرين بلا محاذير, وكان ثم قال له إذهب فإذا وصلت إلي فم البحر فانشر البِساط فإن الشَّره والطَّمع سيحملهُ علي النزول إليك فإذا أتاك فاشغله بالحديث واعرض عليه البساط وقدِّم له التحف ثم ابسط الشراع وقيد الكراع والذراع والإسراعَ الإسراع, العلج في ستارة علي فم البحر فأقبل المركب فأشرف ورأي البِساط فكاد عقله يذهب ونزل إلي المَرْكبْ فتلقاه القائد يعرضُ عليه البساط ويلعب به لعب الأفعال بالأسماء وأشار لأصحابه بالتجديف فما شعر إلا والشراعُ يُرفع فقال ما هذا؟ فقيدوا الكراع والذراع وحالهم وقعت أي لكاع
كابن آوي وهو صعبٌ صيده ** فإذا صيد يساوي خردله
جائوا به إلي معاوية موثقاً فقال معاوية الحمد لله عليَّ بالأسير جائوا به فقال له أهذا خصمك قال: نعم قال قم فالطمه كما لطمك ولا تزد ( بمثلِ ما عُوقبتُم به ) فتقدم المسلم فلطمه وحَمِدَ الله وشكر لأمير المؤمنين وحاله:
أعليتَ دينَ الله جلَّ جلالهُ ** فرسي لهُ أصلٌ وطال جِدارُه
ثم التفت معاوية للبطرق فقال له قل لملكك لقد تركت ملك المسلمين يقتص ممن هم علي بساطك من وزرائك وخواصك فاعرف قدرك وإيَّاك وغدرك
انا ابن الليل والخيل المذاكي ** وبيض الهند والسمر اللداني
ثم قال لقائده خذه إلي فم البحر ثم ارمه هناك وارمي معه بساطه, فذهب به القائد حتي وصل به إلي الشاطئ الآخر ورمي به علي فم البحر
كالخنزير في الطرائدِ ** ليس لمن يقتلهُ من حامدِ
ذهب إلي ملكه وبلَّغ البَطريقُ رسالة معاوية رضي الله عنه فهاب ذلك الملك معاويةَ وعظمه وقال لله أبوه أمكر الملوك وأدهي العرب قدموه فساسَ أمرهم والله لو همَّ بأخذي من علي بساطي لتمت له الجيلة في ذلك .. انتهت * (نفح الطيب)
وانظروا كيف كانت الكرامة تسترد من أجل لطمة! ومن أجل أسير واحد!
سماح :
أي رائعة , الحديث ذو شجون و شجون , وهذا غيض من فيض , وعلّي أعود ذات حوار!
جموع شكر لهذا الحضور...



اهلابك أخية , شاكرة لك هذه الإضافة الجميلة
واحسنت فيما تفضلت , فالإسلام حفظ للإنسان عزه وكرامته بماأمره به ونهى
ومااردت بيانه هنا , إن الكرامة الإنسانية حق بغض النظر عن دين او جنس وخلق
فلو تفكر كل امرء بكينتونته مجرده , لتعالى ان يسحق بها الأوحال او يدنسها بالموبقات
ولكن حين غاب العقل أضحت الإنسانيه شأنها شأن البهائم تصنع صنيعها دون رادع أو حصن
فإي كرامة تلك ..

حفظنا الله وإياكم , وثبتنا على الهدى والصراط المستقيم
سماح عادل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس