[ج ـنة الروح]

(( لو أننا لم نفترق لبقيت بين يديك طفلاً عابثاً
وتركت عُمرى فى لهيبك يحترق ))
.

.



منذ بدأ التاريخ
وأنا أعانق ضحكة فرحتى
وأرقص على أطراف آدميتى
صخباً
من جنون
ح ـبه

منذ إبتدأنا سوياً
وأنا أرتب لمهرجان البعث
لسعادتى المُغتاله
وأفرش الحلم بألوان قوس قزحُه
المصنوع من لؤلؤ عينيه

منذ أح ـبك الأولى
وأنا جنين سعاده من رحم رئتيه
وأنا النشيد الوطنى لبلاد روعته الشاسعه


ومنذ أح ـبك الثانيه
وأنا أحسد كل جوارحى حين يضمنى صوته الدافىء
ويمطرنى
ويغسلنى
ويجففنى
عشقاً

كُنت أضحك وأركض بقلبه
دون حدود
وإشارات مرور
تستوقف طفولية بسمتى

وأعزف على أهداب روحه
ويتمايل طرباً
على أطراف أنوثتى

كان حبنا
جاهلياً
وهمجياً
واسطورياً
ورومانسياً
وشتى شتى أنواع الح ـب


كان تميمة السحر التى لا أمل وضعها برقبتى
وكُنت أسنان المشط التى لا تفارق جيب معطفه
كُل أحلامها أن تسبح بخصلات شَعره
وترتب هندام مظهره
لأعشقه أكثر وأكثر

كُنت إذا مرضت هزلت بسمته
وسقطت زينة فرحته تحت قدمى
وسجد توسلاً لله أن يشفينى
ويُقبل أطراف حنينى
ويبكى ويمسح دمعه بأطراف ردائى
كطفلاً يشعر بفقد أمه

وكان إذا مرض
أتشحت السواد وقتلت الضحكة بقلبى
وأنحنى تذللاً وبكاء
رجاءاً أن أقايض راحتى بألمه
أتسلل لجسده لأنشر عبير سخطى
على مكامن الألم فيهرب مذعوراً لغيره
أحتضنه وأعتصره داخلى
أغنى له أغنيته المفضله
فيُقبل عشقنا وينام بحجرى

وإذا غاب أحدنا
مات الآخر شوقاً وقلقاً
نمزق أرض اللهفه ذهاباً وإياباً
حتى نلتقى لنحضن شغفنا
نأكل الطريق ركضاً
حتى ترتمى خصلات شعرى على صدره
ويتغمدنى أمان أنفاسه

لم نكنـ نعلم
أن القدر يحمل فى أحشائه
مراسم تشيع لقلبينا




تُتبع

8/12/2006