عرض مشاركة واحدة
قديم 24/04/2007, 10:16 PM   #10
ج ـنة الروح
أنثى المطر
 
الصورة الرمزية ج ـنة الروح
افتراضي

عبد الرحمنـ .. إن للموتِ وجع يسقط معة لحم وجوهنا بكاءً

هل تسمح لى أن أشارككـ .. بما كتبته عن ربيبى " أبى "
مجرد بوح .. يعانى الفقد مثلك



مساء الولادات المتعثرة ,,
والتشوهات الخلقية
وأشباه البشر
.
.



لاشىء ,, يُعلمنى الإستقامة
سوى الأحلام الملعونة التى تستفز نومِ كل ليلة
أحلام غامضة ومشوهة
تتقاذفنى دون فواصل إعلانية
أو حتى إستراحة قصيرة بين الحلم والآخر
وكأننى أشاهد فيلم رعب
مدة مشاهدته
فى علم الغيب



رغم المهدئات
وأقراص المنوم المترامية بالدرج الموازى لسريرى
ورغم كأس الحليب الدافىء التى نصحتنى به أمى
ورغم الهدوء القااااتل بأرجاء حياةِ
فلا شىء يحرضنى على النوم بهدوء
سوى الضرب المبرح والعنيف
لأبجديات ظنونِ



ورفضى للثرثرة الفارغة
" ليس فى الإمكان أبدع مما كان "
وماذا أفعل إن كان ما كان لا يرضى شفاه أقلامِ




..!
بكل ما تحمل تلك الهلوسة
وبكل ما تحمل أنثى غجرية مريضة
من تقلبات .. وعمليات جراحية لم تنجح قط
بكل ما يرضى شعرك الأبيض



أفتقدك يا أبى ..رغم
التشوهات التى عانقت علاقتنا طويلاً
ورغم أحبك التى لم أسمعها منك كثيراً
رغم حضنك الذى مات وأنا صغيرة



أفتقدك
رغم أننى طويت متصفحك مُبكراً جداً
وكسَّرت إستقامة عبائتك
وكومت ذكرياتك فى درجٍ ليس بالقريب من فم قلمِ



أفتقدك
رغم أننى عانيت من المساحات الشاسعة
بين ذراعيك وجسدِ
والمسافات المٌرهقه
بين جناحيك وسمائى
والتقلبات الموجعة
بين نومك وأحلامِ



أفتقدك
أفتقد جداً .. ما تبقى لى منك
من سجادة صلاة
ورائحة جسدك عليها
أفتقد طرقك لبابِ
رغم أننى حينها لم أكن أتهلل .. وأفرح
((بابا ..وصل ..بابا وصل ))
لا لا لم أكن أفعل
ولكنِ أعدك إن أتيت الآن أفعل



كيف أنت هناك ؟
كيف القبر ؟
والكفن ؟
والوحدة الموحشة ؟
هل عاملوك برفق ؟
كيف كان الدود منك
وكيف أنت منه ؟
ماذا هناك أخبرنى ؟
هل وعد الله حق ؟
أيقن أنه حق .. وإنما أختلق أى حديثٍ معك
لعلك تتذكر وجهى فى رحيلك
لعلك ترانى
وأنا أسقط من بكائى عليك
وأصرخ
هذا أبى .. فى اللحد .. ملفوفٌ بالكفن



أفتقدك
أريد أن أخبرك .. أن أكثر يوماً أحببتك فيه يوم موتك
هكذا نحن البشر .. لا نبكى إلا فى الخمس الدقائق الآخيره قبل الإنفجار
لكنك .. لم تترك لى رصيدً كافياً يرضينى عنك
نمت وحضنك فارغاً منى
رحلت وقلبك تاركاً عينى
إشتريت طعاماً ونسيت ألعابى
نسيتنى يا أبى
وعكفت عنى
ماذا فعلت لك .. لتمنع دخولِ بذراعيك كل ليلة ؟
لم تحكى لى قصصاً عن فروسيتك
وكيف خطفت أمى
لم تخبرنى
كيف سعدت بقدومِ
وسبب تسمية إسمِ ؟
كيف كانت أول ضمة لصدرك ؟
وكيف أذنت بأذنى ؟
وكيف حملتنى وفى عينيك أغانى الفرح
تمر بالأقارب والجيران
تخبرهم عن حسنِ ؟



كيف يا أبى أحببتنى أخبرنى ؟
فأنا أرى أنك لم تحبنى بالقدر الكافِ
وقد رحلت عنى



أفتقدك يا أبى
فهل تفتقدنى ..؟
مع إقتراب ذكرى وفاتك
أتخبط ولا شىء يهدىء من روع
كتاباتِ
وأكتئب
توقيع :  ج ـنة الروح

 



[/url]
.
.أَنَّا أُنْثَىَ طَاغِيَّةْ ألطُفُولَةْ
وطِفْلَةْ طَاغِيَّةْ أَلْأُنُوثَه
فَلا تَجزَعْ مِنْ طُفولَتِى
وَلا تَعْجَز عَنْ أُنُوثَتِى
ج ـنة ...!!
ج ـنة الروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس