عرض مشاركة واحدة
قديم 16/07/2009, 12:29 PM   #62
جهاد خالد
[ . مَلائِكيّـة . ]
 
الصورة الرمزية جهاد خالد
افتراضي

أما قبلـ ..


فالعذر موصول لصاحبة الضوء الآن (ذكرى) .. لتقدمي لتناول نصوصها المباركة
وموصول أيضا لسيد النقد المطري ( سعد الحمري ) لتطاولي في حضرته الكريمة ومحاولتي خوض بحر النقد

وهو عذر مقبول ولا شك فما علمت أستاذتي إلا كراما


***

أما بعد ..

فإن لـ ذكرى حرفا خلابا
يسلب عين القلب و لحظ الفكر
وهو على هذا سلسٌ غير مُتكلّف
يلج النفس ببساطة متناهية ، ليحفر فيها بلاغة هي الأعمق مقارنة بنصوص أخرى تزيده تعقيدا في المبنى
وهنا تكمن روعة أن يكون القلم بين أنامل صادقة ، يُغذى بحبر قلب نقي
فتخرج الكلمات كالوحي من روح طاهرة ، إلى قومها/ قرائها كالدعوة النيرة إلى جنان الحكمة وطريق الحق ومسالك الرضوان.


ودعوني أبدأ بنصها ذي الـ خمس وثمانين نجمة -حتى الآن-
(بين نبضتين وتنهيدة)

وابتداءً من العنوان
تفرض الكاتبة على القارئ أن يستحضر قلبه ، قلبه وفقط
فهذا نص لقراءة قلبها وأفكارها والتمعن فيها .. فقط
وكأن الكاتبة بوضعها هذا المستقر بين الحرائر تقول
اترك قلمك وحبرك خارجا ، أنت هنا ليسمع قلبك ما يُمليه قلبي من فيض الحكمة
مهيأً لك أحاسيسا ونبضاتٍ و تنهدات.


في نصها :

أغمض عيني ، وأقبض عليها بين يدي
أخلل يدي بين ريشها الأبيض ،
أتمنى لو أن تعزف معي مقطوعة فجرٍ باسم
لكنني فور أن أنتهي من أمنياتي ،
وأفتح عيني
أجدها قد
" طا ا ا ا ا رت "
كما قد طارت من فوقها أحلامي !


تصف الكاتبة هنا حالة نبض شديدة الشفافية
حالمة إلى أبعد الحدود ثم وبكلمة واحدة
تُفلت هذه الأحلام والأمنيات إلى المجهول
مستخدمة في ذلك الحمامة كمثل رائع للجمال المهاجر أبداً
فتضع صورة واضحة جدا لأحلامها وأمانيها التي هي بمثابة جمال مهاجر أيضا
لا يلبث أن يمكث في القلب حتى تفزعه الظروف فيطير بعيدا على أمل من القلب أن يعود يوما!


ثم تتبع هذا النص بـ

وأنتفض في غيابك | شوقاً إليك ؛
لكني عندما أراك " كـ حمامتك " | أطيرُ بعيداً عنك !



حالة شوق عاصفة تودي بالروح إلى الانتفاض كحمامة ضعيفة
ثم حالة لقاء لا تكتمل بسبب الانتفاض أيضا ولكن خوفـا
وكأن نفس الكاتبة مقيدة الأطراف بين حبلين حبل الشوق الجارف
وحبل الحذر الخائف
فهي تؤكد بذلك أنها كالحمامة ملؤها الرقة والصفاء والاحلام
لكنها أيضا ضعيفة لا تملك من الأمر شيئا إلا أن تحمل أمنياتها وتطير إلى البعيد


في النصين ارتباط وثيق يؤكد المعنى ويوضحه في ذهن القارئ
كما يُلقي في قلبه مزيجا من المشاعر التي تصب إلى العنوان من جديد


هذا ما أتاحه لي الوقت حتى الآن
آمل أن أكون موفقة

كونوا بخير حتى أعود
توقيع :  جهاد خالد

 

جهاد خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس