عرض مشاركة واحدة
قديم 28/06/2009, 12:52 AM   #33
جهاد خالد
[ . مَلائِكيّـة . ]
 
الصورة الرمزية جهاد خالد
افتراضي


في عـالم منقوش بالدمع
مرسوم بالحِسّ
مخطوط على جدار النبض
مصنوع من الخيالات
رافض للواقع المُملّ
سابح في فضاءات المشاعر
مُرتكز على ألحان الحرف
راقص على أنغام البلاغة
مُبصر من نافذة الألوان...

هذا العالم هو ما أعتبرته الكاتبة عالما مملؤ بالهذيان الذي يحاول التماثل مع الكاتبة التى تقترح على نفسها تجزء الكتابة بما تحمله من أحاسيس كدفتر مذكرات يعنى لها كل حرف فيه شىء ما.
ربما قرأتها هكذا سيدي
لكنك لو أكملت الاقتباس ليتضح حديثي عن (الآخرين)
لقرأتها بشكل مختلف
فهنا بعض من عجب وكثير من استنكار
فهذا هوعالم الكتابة الزاخر بالمعاني والأحاسيس
وهذا هو عالم النبض والسمو
ورغم ذلك تجد من يهون من شأنه ويرفض دخوله
بل ويعجب من سكانه !!

ورغم هذا فإنه يظل عالمي الأفضل




طفلة!!
طفلة!!
طفلة!!
انظروا .. إنها طفلة !!
انظروا ..

إنها كـ الطفلة !!


مهلاً ... هل هذه سُبّة؟؟!!!

فى هذا النص بالذات تكشف الكاتبه النقاب عن حالة الرفض المتمثلة فى داخلها كون الاخر يرى فيها طفله وهى فى داخلها تصرخ فى هذيانها على انها طفولية نعم ولكن لاتقرن بها كسبة حالة التعبير والحركة كفراشة تنتفض بأجنحتها وفق ذائقة النور طفلة بأفكارها الغضة والطرية والباذخة فى التفاصيل ..لكنها ترى أنها ميزة وليست سبة تنتقص من وجودها..صحيح مئة بالمئة


خارج نطـاق الهذيـان

( لا تدْري لعلّ الله يُحدثُ بعد ذلكَ أمْرا)

خارج نطاق الهذيان الذي تأبى الكاتبة الخروج منه تؤطر عبارتها الامنية
لا تدْري لعلّ الله يُحدثُ بعد ذلكَ أمْرا
لتبرر حالة الانتظار لهذه الامنية وتعلقها بأمل واهى (( لعل)) وهى تربط الامنية بلجؤء الى الله وبينها وبين نفسها القناعة أن الامور تأزمت .وكأن لسان حالها يردد مع الشاعر القديم

ضاقت حتى تماسكت حلقاتها .........وفرجت وكنت أضنها لاتفرج

بداية
فقد كانت (خارج نطاق الهذيان)
احتراما لما تلاها فهو من كتاب الله العزيز المنزه عن كل نقص وصفة بشرية

أما العبارة
فقد تكون - كما أشرت- انتظار أمنية وفرج
وقد تكون ترقبا لتغير الحال وحلول الهم
فهي تسليم الأحداث - أيا كانت - لله جل وعلا .. وبعض من ترقب



متى يستفيقون!!

نحن لسنا حيواناتٍ نُباع ونُشترى
نحن لسنا حيواناتٍ لا تجري سوى وراء لقمة العيْش
نحـن بشر لنا كرامـة
لنا كـرامـة

هنا تكون العقدة الاولى ..عقدة المنشار التى أرتأت الكاتبة إخراجها لتكون إحدى مسببات هذا الهذيان
فهى كأنثى تخاطب وجدان ما للبحث عن هذا الخلاص المنتظر فهى كأنثى ترفض المعاملة الحيوانات التى تباع وتشترى وهى بشر لها كرامة كما للاخرين
فمتى يستفيق الكل حسب نصها ويعاملونها بشكل أفضل للخروج من هذياناتها.؟
هذه قراءة قد تصح
لكن ما هذا قصدت
فلو أنك دققت النظر لن تجدني أشرت للإناث وحدهن دون الرجال
ولم أخصص فئة دون أخرى
فقد كان حديثي عن عموم البشر لعموم البشر
وإنما قصدت هنا ندائين
نداءا لأولئك الذين يظنون أن بيدهم مقاليد الأمور فيحركون الشعوب كما أرادو سعيا وراء لقمة العيش
ونداء إلى هذه الشعوب نفسها التي تتحرك (فقط) من أجل لقمة العيش
وتنبيه لهم ألا ينسوا تلك الكرامة التي فرق الله بها بينهم وبين الحيوانات
تلك الكرامة القادرة وحدها على تغيير واقعهم تغييرا حقيقيا

أما عن المعاملة بشكل أفضل للخروج من الهذيان
فأنا شخصيا لا أريد الخروج من الهذيان




سأصرخْ
نعم
سأضرب بكل إراداتهم عرض الحائط
نعم
سأركض إلى البعيد .. سأتركهم
نعم
سأخربش بالطبشور على جدران منازلهم
نعم
سأعبث بمزروعات حدائقهم
نعم
سأشاكس حتى صورهم في المرايا
نعم
سأتمـرّد
سـ ـأ تـ ـمـ ـرّ د

هذه الحالة المتمردة التى افترضتها الكاتبة هى التى تمثلت باللجؤء الى الخيال وملؤه بالهذيان المتمرد

صحيحٌ كذلك


لمْ يبقَ شيءٌ
سوى فتاتْ
العمر فاتْ
والذلّ دون الخبزْ
ما يُقتاتْ
النّاسُ تسري
بين أرجاءِ المدينةِ
كالرّفاتْ
الكلّ ماتْ
الكلّ ماتْ

هذه اللحظة التى تسكبها جهاد خالد هى لحظة التأزم فى النص وهى هنا تطرح تشاؤم من الواقع الذى تحياه لتبعثره الى حالة حزن سوداوية تنعى من خلاله الكل

هذه لحظة من ألم
هذه لحظة من جرح
هذه لحظة من يأس
هذه لحظة تحمل كل معاني الهم




لماذا لا أتعلم من أخطائي !!
لماذا دائماً أرفل في الغباءِ كالنّعيم !!
لماذا لا أُفيق دائماَ إلا بعد حلول الكارثة !!

ترى هل هذه علاماتُ تأخرّ عقلي؟

تشهر جهاد خالد أسئلتها فى وجهها هى نفسها وكأن النص كله حالة جوانية داخلية لاتحتمل الخروج لكنها انفلتت منها على الورق بدون أرادتها نص.
فى حوارها هذا تشهر اللماذا كسؤال ازلى
لتقفله وهى لازالات فى حالة هذيانها.

هذه تساؤلات كلمت بها نفسي وكأني أحاكمها محاكمة قاسية
فالنفس يا سيدي لا تنصاع للحق إلا إذا ألجمتها

وبعد ....
أرجو أن اكون موفقا فى هذا الطرح وهى دعوة منى للحوار معكم ومع الكاتبه للوصول الى قاعة منتدى نخلق من خلالها حوار وديا صحيا وصولا الى غايتنا المرجوة الا وهى الارتقاء بهذا الموقع
ودمتم بود ل


وبعد

فقد سعدت إلى أبعد حد للسعادة بهذا العرض وهذه الفرصة الرائعة
وإن كنت قد تمنيت بعضا من النقد اللاذع الموضح لمواطن الضعف أكثر من مواطن الجمال
إلا أن أملي لا يزال معلقا ألا تبخلو علي بأمنيتي في أي نص
وذهني وقلبي حاضران و.. سعيدان

شكـرا مرات أخرى سيدي
توقيع :  جهاد خالد

 

جهاد خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس