عرض مشاركة واحدة
قديم 03/03/2009, 08:22 PM   #59
فتحية الشبلي
فراشة المطر
 
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن محمد السَّطائفي مشاهدة المشاركة
*

يُواجِهُ قطاعُ التربيةِ وَ التَّعليمِ في مختلف البلدانِ العربيةِ وَ الإسلامية ، تحدِّياتٍ وَ عوائقَ متعدِّدة .

تحدِّياتٍ فيما يخصُّ كيفيةَ معالجتهِ للمؤثِّراتِ التي تأتِي من الغربِ سلباً أو إيجاباً ، وَ عوائِقاً تتمثَّلُ في تثبيطِ عزيمةِ من يُحاوِلونَ جاهِدينَ من أجلِ إخراجِ جيلٍ متعلِّمٍ وَ متخلِّقٍ بآدابِ الإسلامِ يَستطيعُ أن يكونَ ذُخراً لأمَّتهِ بأن ينهضَ بها فيلحَقَ بركبِ التَّقدُّمِ وَ الإنماءِ .


في نظركِ سيِّدَتِي ، ما هي مختلف الطَّرائق وَ الوَسائل الَّتِي يُمكنُ بها أن يُواجهَ القطاعُ المَذكورُ تلكَ التَّحدِّياتِ وَ المعوِّقاتِ ؟


تحية مسائية طيبة أسامة

أشكرك أولا وقبل كل شئ علي هذا العمق في الأسئلة والتي تعكس شخصيتك المميزة والمثقفة ونظرتك المعمقة للأمور وهذا أمر ليس من الغرابة في شئ وأني أقف أمامك وقفة إجلال وإكبار وأحترام أتحية لهذا الأفق الواسع والنظر الثاقب والخلق العظيم الذي تتسم به
عزيزي مما لاشك فيه أن قطاع التربية والتعليم من القطاعات الحيوية في المجتمع والتي تأخذ علي عاتقها مهمة تربية وتعليم النشئ وإعداده للحياة والتعايش معها وتقع عليه مسئولية مواجهة التحديات القادمة من الغرب فحن الآن نقف أمام موجات لا حصر لها من الغزو الثقافي 
وهذه الموجات تعد نوعا من الهجمات الصليبية الحديثه والتي تختفي وراء ستار العولمة وهذه الموجات تتمثل في تفشي ظواهر سلبية لم تكن منتشرة لدينا وكذلك ظهور أنماط وعادات سلوكية مغايرة تماما لعاداتنا وتقالدينا كمجتمعات أسلامية وعربية فضلا عن ذلك ما نلاحظه من تفسخ أخلاقي خطير من تعاطي المخدرات وتناول مسكرات وأصبح الشباب في خطر محدق من كل جانب ولعل هذا من أهم سلبيات التأثر بالثقافة الغربية التي تستخدم كنوع من السلاح الخفي لأختراق المجتمع الأسلامي والعربي وتشويهه ومسخه بحجة التقدم ومواكبة العصر وذلك من خلال توجيه هذا الغزو لشريحة الشباب تحديدا وبما أن هذه الشريحة أهم مكونات هذا القطاع فإنه بالتالي يجب أن يسعي جاهدا من أجل الوقوف في وجه هذه التحديات مواجهة فعلية وهذا الأمر يستلزم تضافر الجهود المجتمعية ككل وفي مقدمتها الأسرة بإعتبارها المؤسسة التربوية الأولي التي يتلقي فيها الفرد أولي اساليب التربية والتوجيه
ومن وجهة نظري حول أساليب مواجهة هذه التحديات تكمن في ثلاث طرائق أساسية
أولا / طرق إرشادية وهي تهتم بإرشاد الطلاب وتبصيرهم بما يحيط بهم من مخاطر نتيجة إحتكاكهم وتأثرهم بالثقافة الغربية والتي تختلف عن ثقافتنا الأسلامية والعربية شكلا ومضمونا_أيضا تبصيرهم بالظواهر الهدامة والتي تهدف الي تدميرنا داخليا وسحق هويتنا الأسلامية والعربية وتوعيتهم الي مخاطر الأستلاب الفكري والذي يمثل جانبا من الحرب التي تشن علي الأسلام تحديدا

ثانيا / طرق إنمائية وهي تهدف الي تنمية شخصيات الشباب والطلاب تنمية شاملة من كافة النواحي الإجتماعية والنفسية والثقافية والفكرية والسياسية لخلق شخصية متوازنة قادرة علي إدراك مايدور حولها ومحصنة ضد كل موجات معادية

ثالثا / طرق وقائية
وتتمثل في إنشاء برامج لشغل أوقات فراغ الشباب أنطلاقا من حقيقة مفادها أن الفراغ هو الثغرة التي تنفذ منها كل الأشياء السلبية
لذا فإعداد برامج لسد هذا الفراغ يعد من الأمور الأساسية في المواجهة والتصدي لكل ماهو سلبي
بالإضافة الي إستثمار طاقات الشباب إستثمارا جيدا
أيضا من الطرق الوقائية المهمة جدا في هذا الصدد حسب وجهة نظري هو تدعيم التربية الروحية التي تكون قائمة علي أساس الدين والأخلاق وتهتم ببناء عقيدة الشباب وتوثيق صلتهم بالله وبالدين الأسلامي وإلتزام تعاليمه السمحة
وتنمي فيهم الخوف من الله وتبعث فيهم المشاعر والعواطف الإنسانية وتهذب سلوكياتهم وتسمو بغرائزهم وتقوي وتعزز ثقتهم بتراثهم وثقافتهم الأسلامية والعربية وبهذا نكون قد حصنا شبابنا وطلابنا من مخاطر التأثر بالثقافة الغربية
وطبعا كما قلت آنفا أن هذا العبء لا يقع علي عاتق قطاع التربية والتعليم وحده بل علي المجتمع بأسره وبمختلف مؤسساته
وآمل أن أكون قد قدمت إجابة وافية لسؤالك الحيوي والمهم
وشكرا لك يافتي المطر علي هذا التفاعل
ودي وإحترامي
توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


فتحية الشبلي غير متواجد حالياً