عرض مشاركة واحدة
قديم 20/07/2008, 01:16 AM   #48
محمد صلاح الحربي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الحربي
افتراضي

مراحب كما الحب
:
:
" لو تطلقين الخيل" من قصائدي التي أحبها لأن الشعر من خلالها
أشعرني بأنه كان معي في الوقت الذي احتجت له ..
وهي قصيدة عقل وعاطفة معاً ، حاولت من خلالها أن أطبق فكرة
الرسم من خلال الشعر، وأرجو أن أكون قد نجحت بذلك لو إلى حد،

لكن ذلك ليس التدخل العقلي الوحيد فيها،
فهناك حضور ملمح من قضاياي الفكرية، كقضية حرية التعبير،
والإرهاب الفكري ومحاصرة الرقيب..

والجانب الوجداني فيها وجد إثر وجود شيء من صورة المرأة / الحلم،
والتي كانت جزء من الواقع، وذهبت بعيداً ، ثم رأيت هناك بعض
من ملامحها - ليست الشكلية فقط- من خلال امرأة عابرة هي بطلة القصيدة،

وهناك أيضاً ما فعلته عفوية تلك المرأة وأناقتها وجانب من البراءة فيها
وتلك أشياء أعادت شيء من ذكريات الطفولة والتلقائية والنقاء والحب،

وهذا على ذاك أوجد ما يمكن اعتباره خلطة قد تكون عجيبة،
وهو ما جعل للقصيدة أكثر من منحى، عام وخاص، قديم وحديث،
عقلي ووجداني، روحي وجسدي..الخ
:

:
ومن طرائف قراءات القصيدة هو تفسير أحد الأخوة بعد إطلاعه
عليها بأن القصيدة لها علاقة بالجن، وأن ( ماوية ) هي جنية،
ثم راح يبين فهمه لكل بيت تبعاً لهذا التصور ..

لكن ماويا - وهذا هو اسمها بدون تحريف - ليست جنية وإنما آدمية
وهي أبنت صاحب مزرعة في أحدى الدول المجاورة ويمتلك والدها
مجموعة من الخيل في مزرعته، وهي حسب ما عرفت شامية من ناحية
أمها، ونجدية من ناحية جذور والدها وشعرها الأسود الطويل..

وأنا ممن يديرون حوارات طويلة مع طرف أخر مرئي أو متخيل،
دون أن يسمعني أو يعلم بشيء من ذلك الحوار،
وقد كان هناك حوار مع بطلة القصيدة وهي في جهة وأنا في جهة
أخرى، ولم ولن تعلم عنه ومنه شيئاً ، كما هو الأمر مع القصيدة،
وقد كان ذلك الحوار المتخيل مدخلاً للخطاب الموجه لها فيها..

وشرارة القصيدة الأولى وجدت وتلك الفتاة تقف بجانب إسطبل الخيل
وكانت تبدو من خلال حركاتها بأنها قد ضاقت ذرعا من حبسها،
والخيل بالنسبة لي كالشعراء والشعر والأفكار، يعذبها القيد والحبس
ويحد من مميزاتها وفعلها ، وهي كالصقور، خلقت لتكون حرة طليقة،
ومشهد تلك الخيل الحبيسة مابين سياج الإسطبل كان مضاعفاً فيما يعنيه
لي، فهو أولاً ذكرني بأني كنت هارب من تأزماتي الفكرية بسبب القيود،
ثم أن تلك الخيول لم يكن بجانبها رجل لأحتمل فكرة التقييد والحبس،
لكنها امرأة جميلة يفترض بأن تكون رقيقة وحنونة
على تلك المخلوقات والتي يتجسد بانطلاقها وحريتها حلمي بنفس
الانطلاق والحرية ..

إذن المشهد الباعث للقصيدة في البدء هو امرأة تبدو رقيقة وشفافة
كالرحمة مثلا، وبإمكانها أن تحقق شيئاً من الحرية لتلك الأفكار الجميلة/الخيول
لكنها فقط تقف بجانبها وتتأملها وهي تدور وتحاول أن تجد مخرجاً لها
من بين السياج، ولا تفعل شيئاً غير ذلك ..

وفي القصيدة في رأيي ما لا يحتمل شرحه، لأنه واضح ومحدد ومباشر المعنى،
وفيها ما لا أود شرحه إن بقيت الأمور على ما أود، وذلك لإمكانية أن يكون له
أبعاده ورحابته التي قد يفسدها الشرح ويضيقها وضع القصد المباشر،

وهذا لا يعني أني من الذين يرفضون إيضاح ما تعنيه أبياتهم أو قصائدهم
الغير مباشرة تماما، مع إيماني أنه ليست من مهام الشاعر أن يشرح قصيدته،

لكن ليست لدي مشكلة في توضيح ما يلزم توضيحه لمن أراد، إذا كان ذلك
في خدمة المعنى ولقارئ يشعرني بأن ذلك سيجعله مخلصاً أكثر في قراءته،

ولهذا فإني على استعداد لأن أوضح ما لا يفهم معناه من القصيدة إن وجد
من يريد فهم شيء معين ومحدد منها .
:
:
شكراً من القلب لقلوبكم جميعا



التعديل الأخير تم بواسطة محمد صلاح الحربي ; 20/07/2008 الساعة 01:27 AM.
محمد صلاح الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس