مقدراً لك أختي فتحية هذا الطرح المخلص حول ما يتعرض له
الدين الإسلامي العظيم من هجمات حاقدة من بعض أعدائه
- وأعداء الإسلام كثيرون لكن قليل منهم من يجاهر بالقول
وأشد منهم من يجاهر بالعداء عبر الفعل كما يفعل مجرم العصر بوش -
فإني في البدء أفكر بأنه لا يتم التعرض للإسلام بالإساءة عبر وسائل
التعبير سواء المكتوبة أو المرسومة إلا من قبل سفهاء بلا وعي ولا عقلية مستنيرة
وهم في الأغلب مفلسين فكرياً يحاولون الوصول للشهرة السريعة ،
وقد عرفوا - عبر عدة أحداث - أن التعرض للدين الإسلامي هو أسهل
وأفضل الطرق لشهرة تعم العالم بأسره ..
:
من يريد في العالم الغربي أن يشتهر سريعاً ويعرفه كل العالم
وهو في نفس الوقت لا يمتلك ما يقدمه للعالم من عطاءات جيدة
ما عليه إلا أن يتعرض للدين الإسلامي بإساءة أو بذاءة أو بهتان
وعندها يتكفل أبناء الإسلام بردة فعل هي في الأغلب غوغائية
في أن يحققوا له - من غير قصد طبعاً - ما يريده .
:
لقد كانت تلك الصحيفة الدانمركية الهزيلة التي عرضت بها رسوم
مسيئة لصفوة الخلق -عليه أفضل الصلاة والسلام - لا تكاد تعرف
حتى في الدانمرك نفسها ، وما حدث بعد تلك الرسوم أنها صارت توزع
في كل الدول الأوربية ، وهذا ما شجع بعد ذلك مجموعة من الصحف في
أن تنشر نفس الرسوم سعياً لأن تحصل على ما حصلت عليه تلك الصحيفة من شهرة.
وهو الشيء نفسه الذي جعل ذلك النائب التافه - نسيت اسمه الآن - يتولى
عمل ذلك الفيلم الأتفه ، فهو في الأساس كان مغموراً ووصل للبرمان عن طريقة
خالف تعرف لأنه قبيح الأخلاق والتصرفات وأوصله للبرلمان أناس على شاكلته،
وربما أنه يريد أن يصل للبرلمان الأوربي فعمل قبحاً تتجاوز شهرته حدود بلده
ليشتهر من خلاله ويلاقي مؤيدين من الشعب الأوربي كافة ممن تعجبهم تصرفاته..
:
:
لا أعني مما سبق أن ندع السفهاء يسيئون لديننا ونجلس نتفرج ،
فالسفيه لا يجب أن يترك يعيث في الأرض فساداً وإفساداً
لكني لا أتفق مع ردود الفعل التي تأخذ صفة الضوضاء الوقتية
ثم ما تلبث وتتلاشى بلا أدنى نتيجة إلا منح الشهرة الكبيرة للمسيء..
:
أفكر بأن الدين الإسلامي لا يحتاج لمدافعين كل وسائلهم في الدفاع
هو التجمهر في الشوارع والصراخ وحرق الأعلام ورفع اللافتات ..
الدين الإسلامي يريد مدافعين يبدأون بأنفسهم ليكونوا أولاً مسلمين حقاً
ثم بعد ذلك يكون لهم فعل لا صراخهم ..
ولقد سبق وكتبت حين المطالبات بمقاطعة صادرات الدانمرك بأنه
من الأولى إذا كنا فعلاً سنقاطع أن نقاطع صادرات أمريكا التي وصلت
الإساءة للإسلام من جنودها إلى حد وضع المصاحف في دورات المياه،
لكننا لا نستطيع مقاطعة أمريكا لأننا لا نستطيع أن نستغني عن السيارات
والطائرات والكمبيوتر وكثير من وسائل حياتنا الضرورية ،
لكننا نستطيع مقاطعة الدانمرك طالما أن الأمر متعلق بزبدة وجبن
وأشياء نجد له بدائل كثيرة في السوق ..
:
ومع إحترامي لكل القائلين بالمقطاعة فإني أعتقد بأن فعل المقاطعة
سيظل شبه فردي ولن يجدي نفعاً وكما نريد ..
والمطلوب في رأيي وقبل أن نضج تجاه السفهاء وبلدانهم أن نبدأ
بحكوماتنا ، أن نطالبها هي بمقاطعة تلك الدول التي تصدر منها تلك الإساءات..
الحكومات العربية والإسلامية يجب أن تعي أن أعظم شيء في حياتنا هو ديننا
يجب أن تعي أنه بالنسبة لنا أهم لدينا منها ومن عروشها التي ستزول ..
وأنا واثق جداً بأنه عند حدوث أول مقاطعة رسمية تتبعها مقاطعة تجارية
لأي دولة تسيء للإسلام ستكون عبرة لكل الدول ولكل شعوب تلك الدول..
وعندها ستتكفل تلك الدول بمنع كل سفيه فيها عن أن يتعرض للإسلام .
كل تقديري وأطيب تحياتي