...تعبرني بعينينِ سوداوينِ والهتينِ .. تجتازنيي بليلتينِ ساحرتينِ تبرَّأتا من قمريهما الفاضحينِ فأسكنتاهُ ركناً وثيراً في طرفينِ كحيلينِ .. تغمرُنِي في محيطٍ من لهفٍّ مصفَّى .. أتبعُهَا مبتلاًّ بشوقٍ عميمٍ .. أتقفَّى حبَّها بقلبٍ تُزغرِدُ فيهِ أعاصيرُ حنينٍ مهووسةٌ .. تمضي مسرعةً بسيَّارِتِهَا الفَارِهَةِ .. بوجهِهَا الربيعِ .. قاماتِهِا الفارهِة .. نظراتها الآسرةِ .. بسحرِها تستفزُّ استفاقةَ جموحي الغريرِ .. يتوكَّأُ القلبُ خلفَهَا نبضاتٍ لثغَاءَ .. يركضُ لاهثاً إثرَهَا .. تمرِّرُهَا الإشارةُ الحمراءُ اللعينَةُ وتحبسُني .. تستدرُّ لهاثَ قلبي .. يُفْلِتُ وراءَهَا .. أتبعُهُ جَارًّا خُطَايَ الكسيْحَةَ .. يتبعُني رِجَالُ المرورُ .. الإشارةُ حمراءُ .. والشَّوقُ أخضرُ .. أصفرُ .. بنفسجيٌّ .. الشوقُ الفنَّانُ يلوِّنُ أعماقي بألفِ ربيعٍ .. يرسمُ لقلبي درباً أخضرَ لا إشاراتٍ حمراءَ فيهِ .. فيعبرُ المراهِقُ المفتونُ إلى لليتينِ سوداوينِ قمراوينِ.. إلى ربيعٍ وجدٍ ذهبيٍّ ..
ـ يُسَائِلُوْنَهُ بألسنةٍ حِدَادٍ شِدَادٍ ، بقلوبٍ لم تسقطْ عليها قطرَةُ عِشْقِ .. لم يمسسْهَا لهفٌ قطُّ .. لم تنعمْ برعشاتِ الهوى القدسيِّ الرسولِ.. !!
ـ لماذا عبرْتَ الإشارةَ الحمراءَ ..!؟
ـ لكنَّ عينيها سودوانِ ، وأنا ....!!؟
ـ الإشارةُ حمراءُ ...؟؟!
ـ .... وقلبي .....!؟
ـ حمراءُ .. عبور .. شوق .. قلب .. .. ممنووووع ...
تستعصي عليهم لغةُ القلبِ المفلوتِ شوقاً عارماً .. يقبضونَ عليهِ .. يصرخُ الشوقُ فيهِ .. يفزعونَ لصراخِ القلبِ المعتقلِ .. ينفلتُ في وجوهِهِم ولهاً دافقاً دفيئاً .. يهربُ منهم .. يطلقونَ الرَّصَاصَ عليهِ ..يطلقُ صوبَهم وابلَ أشواقٍ كثيفةٍ .. يسقطونَ .. ينهضُ .. يتبعُهَا .. يتبعونَهُ .. يحجزونَ جثَّتي .. يركضُ بقدمي شوقٍ مزمنٍ .. لا تتوقَّفُ .. لا يتوقَّفُ .. ويتوقَّفونَ .. يعبرُ خلفَهَا ألفَ إشارَةٍ .. يدخلانِ مفترقَ طرقٍ لاهثينِ .. تحوطُهُمَا الفراشاتُ والنحلُ والعصَافيرُ ..
فيما يُخرِجُ الحبُّ المنتصِرُ لسانَهُ لإشارةٍ بلهاءَ ظلَّت تناكِدُه بلسانٍ من سَفَهٍ جَهُوْرٍ ..!!
alfakhrey@yahoo.com