المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذَاكِرة تَختَزِلُ الحَيَاةْ .


أريج عبدالله
06/11/2010, 08:25 PM
بسم الرحمن أبدأ خربشاتي ؛ لتُبَارَك :flower2:


( وَرَقَة أُولَى )

* "نحنُ لا نُشفى من ذاكرتنا ولهذا نحنُ نكتُب" ،
حينَ يمتلئُ القَلبُ وتفيض الروح ،
نهرعُ بمكنوناتنا إلى رُكنٍ قصيّ ،
حيثُ يَكُونُ الملجأ والمُعْتَكَف ،
نُزاوِلُ الهُروب على ظهرِ الورق ؛
علَّ جُروح الأيام الغائرة أن تمَلَّ الترنح على ترنيمة الوجع ! .

* أحلام مستغانمي.

أريج عبدالله
08/11/2010, 09:52 PM
1-12-1431هـ :

أُريدُكَ بشِدَّة .
و لا أُجيدُ حيلةً أُخرى على قَلبِي غيرَ البُكَاءْ ،
عَلَّ الدمعَ يُطفِئ ناراً تخمَدُ بِيّ مرَّة ، وتَعصِفُ بي مَرَّات !
منذُ سُرِقَتْ بَصْمَتُكَ من صّفَحَاتِ أَيَّامِي ، و الخواءُ معلّنٌ حربَهُ على أوقاتي .
يمرُّ اليوم طويلاً ، وكأنًّهُ لن ينتهي .
و الليالي لا تهوى غَيرَ السهرِ المُنخنِقِ على أصابع الشَوق !
باتَ الأرقُ رفيقَ فراشي ،
و النومُ مجافيًا لعيني .
و هاتفي غاَبَ عنهُ كُلُّ اتصَّال ، و كأنَّ العالم بكبره أصيبَ بلعنةَ الرحيل .
لا طمأنينة ، لا لذّة ، لا فَرح
ولا وصالٌ يحملُ على ظهرهِ بُشرى فَرَجْ !
هكذَا يسيرُ كلُّ شيءٍ سَلبَاً حينَ تغيب ،
هكذَا تفقِدُ الأشياء مَذَاقّها الحُلْوُ حينَ لا تَكُونُ أنتَ قريباً .


(من بين خيوط الصخب) :
متى سيحّل صوتُكَ لينقِذَ كُلَّ شيء ؟

أريج عبدالله
08/11/2010, 10:08 PM
2-12-1431 هـ :

كان كلانا يعلمُ بأنَّ ما بَينَنَا سَينتَهِي إلى بابٍ مُقفَل ،
كانَ على أحدِنَا أن يتَراجَعَ قبل فواتِ الأوَان !
لذّةُ الجُنون و طيشُ العِشق أَعمَيَا نَاظريكَ عن الخطايا السوداء التي كاَنت تُكَبُّ بينَنَا .
أنتَ قرَّرتَ الاستسلام للغَرَقْ ،
لذلك كان عليَّ أن أحمِلَ طوقَ النَجاة .
كانَ لزاماً عليَّ أن أكون أكثر صبراً ، وأكثر قُوَّة
و أن أكون الأَقْدَرَ على إجابة نداء الرَحِيل ؛ لأظهَر في النهاية بالصورةِ الأقْسَى !
لمْ أحتَمِل كوني طرفاً يُسَاهِمُ في نموِّ حكاية وجعٍ مَحتُوم .
كَانَ الهربُ سبيلي الوحيد لأُنقذ ما بيننا من الموتِ المُطرّز !
أحببتُك ..
بطريقةٍ مُختَلِفة .
حتَّى تعدّت حدود حُبي لكَ أسوارَ الدُنيا ،
وتجاوَزَتْها إلى الآخِرة .
كُنتُ أخشى أن أكون ذنبَكَ الأعظم !
كُنتُ أخافُ عليكَ مِنْ قدرِ الألم ، من فجوةِ الحُزنِ ،
ومِنَ الخَسَائِر الكُبرى !
خسارتي فيكَ أهونُ علّي من أن تعيشَ تبعاتِ حُبٍّ محفوف بالمخاطر ،
كَانَ عليَّ أنْ أتنازل عن الكثير .. ، لأجلِنا .
كَانَ علّي أن أصُونَكَ قبلً كٌلِ شيء .

( اعتِرافٌ كَسِير ) :
لم يكُنِ الفِراقُ اختياري !

أريج عبدالله
11/11/2010, 10:14 PM
5-12-1431 هـ / رسائلُ مُختلسة من صندوق فتاةٍ هاربة :

(1)
ما زلتُ أحتفظُ بتفاصيل لقائنا الأخير في الجزء العتيق من ذاكرتي ،
أذكرُ جيداً كيف ابتسمتَ حين رأيتني ،
و عيناكَ تُشعَّان بفرحٍ صادق .
أذكرُ جيداً قميصكَ الأصفر ، وبنطالكَ الجينز
و طريقة مشيِكَ التي تستهويني .
أذكرُ جيداً قطعتيِ الكعك التي توجتا عيد ميلادي التاسع عشر
و الشمعةَ الخضراء الصغيرة ،
و البالونات البيضاء وتلكَ الحمراء ..
و الخاتمَ الأسود الذي ألبستني إيّاه ،
ما زلتُ أحتفظُ بطعم قطعة الشوكولا السويسرية التي تختصرُ دفأكَ على شفاهي.
كانَ ذلِكَ يوماً مُلوّناً ، أشبه بقصة أميرة في حكايات الصِغَار!

(2)
وحدَكَ من يعلم كمَّ الخجلِ الذي يتملّكُني حين أكونُ بحضرِتك ،
كفتَاة ريفيّة رقيقة في مجلس سيّد القرية .
أشتاقُ كثيراً لعينيكَ ،
اللتين أسترقُ النظرَ إليهما كُلّما انشغلتَ أنتَ بتفاصيلك المُحيطة .

(3)
كُلما أويتُ إلى فراشي ،
أستنهضُ كل الذكريات التي تحملُكَ .
كانت تلكَ عادتي المُلازِمة ؛
لأغذّي أمنيتي في أن أراكَ ، ولو في جوفِ حُلم!

(4)
صارت كل الأعوام الفائتة أشبه بوهم ،
كيف لكُل ذاك الحُب أن ينتهي بهذهِ النهاية المبتُورة ؟

(5)
جاءت خيبتي فيكَ أكبر من كٌل ما حصل.

أريج عبدالله
15/11/2010, 11:22 PM
8 - 12- 1431 هـ :

كم يلزمنا من اليقين و التبصّر لنعي أننا لسنَا وحدَنا من يُعانِي ؟
لم أعد أذكر منذُ متى وأنا خاضعة للحُزن بتذلل ،
أرفضُ الخروج منه حتى و لو أتاني الفَرحُ باسطاً كفيّه على مصراعيهما !
فرطُ انغماسُنا في الحزن يجعلُ منّا غير قادرين على أن نعيش لحظةً دون أن نطمئّن إلى وجوده في صدورنا ،
لا نكادُ ننشغل عنه ، حتى نعود إليه مندفعين بوجلٍ أكبر !
كانَ عليّ أن انتبه إلى أنّ الحُزن يسرقُ منّي الكثير .
ليسَ فقط بهجتي ، و فرحي ، و رؤيتي ، ونومي ، وأحلامي ، و إحساسي .. بل سنوات من عمري سُرِقَت دون أن أعي لذّة العيش في تفاصيلها بكل ما تحمله من ثِقّل .
أرواحُنا أشبه بميزان ! ، إذ اعتلى الحُزنُ أحد كفّتيه رجح ، ولن يعود مهما كان حجم لحظات السعادة التي نضعها في الكفّة الأخرى ، لأننا مهما وضعنا لن يرجحَ الميزان إلا لصالح الحُزن .
الحُزنُ شعورٌ أناني ، يرفضُ المشاركة ، يرفضُ القليل و يطمعُ بالكثير.
إذا أردناه ، علينا أن ندرِكَ حجمَ التنازُلات الأخرى مُقابله .
ها أنا اليومَ ألعنُه ، أقطفه من قلبي ورقةً ورقة
و غشاوةٌ تزولُ عن عينيّ بورقةٍ تلوَ الأُخرى .
و كَمُّ الأشياء الجميلة التي حظيتُ بها يبهُرني ، يُزِيغُ ناظريّ .. وكأنني كُنتُ عمياء !

( لُّبُّ الحقيقة ) :
الحُزنُ فتنة ، فاستعيذوا منها : ) .

أريج عبدالله
20/11/2010, 09:20 PM
13 -12- 1431 هـ :

الأمس كانَ كابوساً دائم التكرار .
يؤلمني أن أرى أختي تتوشح بالسواد ،
تجعل من كحل عينيها رمزاً للحداد !
جاءت محنة الغياب على هيئة فاجعة ضللنا معها الطريق ،
آثرنا كُلّنا العودة إلا أختي .
اختارت الانسياق لطريق مغمورٍ بالظلال !
أراها اليوم تجهل ملامح ذاتها ، وكُلي أسى .
أنجد الملاذ حين نفر من ذواتنا المشروخة بسوطِ الوجع ؟
ليس ذلك إلا شائعة سادت غياهب المصاب .
كُل من رأى الوجهَ الظاهر من خيبتنا ،
يلقُي بحملِ الخراب على كاهل أُمي ،
وإليها يشيرُون بأصابع الاتهام !
أما أنا فما عدتُ أستطيعُ ذلك .
من الجُبن أن نحمّل الآخرين أوزار آثامنا و أحزاننا .
سبعة عشر عامًا من التضحية ، أضف إليها عامين مسروقين
تنازلت عنها أمي لأجلنا نحن .. فلذات كبدها !
أيحقُ لنا بعدها أن نطالب بالمزيد ؟
تحملّت أمي من الوجع ، والظلم ، والقسوة ، والألم .. ما يشفعُ لها عمراً بأكمله اختيارها للرحيل .
لا يحقّ لأي كان أن ينظُر إليها كـ مُجرمةٍ اختارت ( أن تعيش حياتها ) بدلاً من أن تضم أطفالها تحت جناحيها !
و أي حياة يتحدثون عنها ؟
و هي التي دفعت ثمن انسلاخها منّ قيود الألم بالكثير من التضحيات .
كان عليها أن تضحي بنا ، و بعافيتها ، و أن تتهيأ للمزيد من الخسائر القادمة مع مرور أعمارنا .
أ يحل لنا أن نصف عمر أمٌّ يتجرد من أبنائها بـ"الحياة" ؟!
إذن ، فكرّوا جيدّاً أيها الناس قبل أن ترموا الآخرين باتهامات فارغة .


( بُشرى آتية ) :
عوضك عند الله كبيرٌ يا أماّه ، عوضك عنده كبيرٌ فلا تحزني .

أريج عبدالله
22/11/2010, 06:23 PM
( أحداث مُتعاقبة ) : 15/12/1431هـ

(1)
كيف تكتب لنا فرحة تامة ،
و المرضُ يسرقُ منّا رَجُلَنا العظيم ؟!
يا ملكاً اختصر الإنسانية ، يا قائداً أظلّنا بالأمان
يا شمساً صنعت التحوّل في أراضينا .
كٌنتَ دائماً رجلاً استثنائياً ، و مثلاً أعلىً توسمه صدُورنا
أرض الوطن تبكيك، وشعبُك معوّج الظهر بدونك .
ليحفظ الله رُوحكَ ، وليلبس جسدَكَ حرير العافية ،
و ليحف الله دربَكَ بالسلام .


(2)
تعبتُ من الصراع القائم في داخلي،
شيء يشدني للعودة، وآخر يحرضني على المضي.
أريدُ لكل شيء أن ينتهي ،
أريدُ الانتفاء! .


(3)
غشاوةٌ تضعف ناظريّ،
و الليلُ يدنُو حينه .
الكُل يهذي حولي،
و العجائز يخطن كنزة صوفية في عزّ الصيف
والصغار لا يملون قصّة "حفرةُ الشياطين".
الأمور تسير بالعكس، والمباني منكسّة على أعقابها
الطرقُ غير سالكة ، و السقف يشكُو الانقلاب.
يا الله دُلّني أي منعطفٍ أسلك،
يا الله دُلني أي السُبل يحوي طريقاً معبّدة،
كُن عوني و بصيرتي يا الله !


(4)
علمتني كيف أتقنُ البكاء،
و أنسيتني كيف أشكُوك لربِ السماء.


(5)
ما عُدتُ أبكي ،
فبكائي ما عاد يعنيك .
إذاً ما جدوى البُكاء ؟


(6)
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
لا تسألني عن فجيعة الفقر،
ولا تشكُ لي ضيقَ الدُنيا في صدرك .
لا تنبهني إلى الدُيون التي قصمت ظهرك،
فقط انظر
بأي حالٍ أدميتَ والديكَ ؟

أريج عبدالله
22/11/2010, 06:33 PM
15-12-1431هـ:


كُلُّ شيءٍ يصّر على أن يذكرني بك،
و أنتَ الغائبُ عنّي منذُ وفاة الحنين.
ذكراكَ أشبهُ بوخزٍ،
أشبهُ بحرقة، تحيلُ بقايا إحساسي الجميل إلى رماد !
لفرطِ الجرح، أشعُر بأنّ قلبي سيلقي بكَ عند أول نزيف.
و أهرعُ أنبشُ تحت أنقاض الذاكرة،
عن ذكرى تشفعُ لكَ ما فعلت.

تُرى ..
أتظنُ أنّ ما بيننا قد اندثر؟
أم أنّهُ فرّ ينشدُ عن الفجر القادم؟
أم تراهُ اختار الاختباء خلف جدار جارنا ؟
حُبنا الذي تمرّد على ضائقة القدر، وتنافر الجذُور،
ورفضُ الوطن .. يبدُو الآن هزيلاً يحتضر!

فلا تأتي بعد ذلك لتُلقي بلائمة الفقد على بابي.

أريج عبدالله
22/11/2010, 06:39 PM
http://www6.0zz0.com/2010/11/22/14/673536614.jpg

كَانت مُتابعتكِ محرضي الأول على المُتابعة،
ذكرى
حرفُكِ ينشقُ عن نور ، فلا تحرميني ضوءك.

أريج عبدالله
24/11/2010, 05:56 PM
17-12-1431 هـ:

أن تُغافِلَ القدرَ لتزورني في منامي،
مرةً على شاكِلةِ رجلٍ غريب،
ومرة خلال جسد ذكرى غائرة،
وتارةً على هيئة حُلمٍ جميل،
يعني بأنّ ما ربط بيننا تعدى كونه صدفةً تنتظر تأشيرة سفرٍ،
و جواز تصريح!
ذاكَ الذي ربَطَ بيننا كان صادقاً .. حدَّ الضِيَاءْ.
إلا أنّهُ سقط بسذاجة في المكان الخاطئ،
وفي الزمن الخاطئ،
وبين القلبين الخاطئين.




(شذرة من زجاج) :
كانَ نِسيانُكَ العثرة الأكثَرَ بساطة! .

أريج عبدالله
24/11/2010, 06:43 PM
17-12-1431 هـ:


( أُمنية طائشة )
أتمنى لو أكون شجاعة حد التهوُّر؛
لأنسحب من واقعي لعينيكَ بسلاسة.


( أُمنية مجنونة )
أتمنى لو نولُدَ -أنا وأنتَ- مرة أُخرى في دنُيا جديدة؛
لنهزمَ فيها كُلَ القُيود، و نبيحَ لأنفسنا ارتكاب المُحرّمات!


( أُمنية صفراء )
أتمنى أن أعيشَ يومي الحالي كمُراهقة مجنونة،
تستقبلُ الصبَاح بأحمرِ شِفَاهٍ صَارِخ،
ترتدي نظّارة شمسية داخل أروقة المباني الغارقة في الظلال بحمقٍ ظاهِر،
تبيحُ لنفسها ارتداء تنورة قصيرة جدَّاً كتحدٍّ ضد الحياء الوقُور،
تمشي بدلال أميرة،
وتدمن جمع الروايات العاطفية الممنوعة،
وتهوى أن تترُكَ شعرها يهيمُ بين أصابع الهواء كيفما شاء.
تضحكُ بصوتٍ عالٍ كسعيٍ وراء التمرُّد،
تسردُ الأحاديث كآلة دون ملل،
و تعلق نفسها على الأمورُ التافهة بسذاجة! .


( أمنية دافئة )
أتمنى أن أكونَ خيطاً من الشمس،
أو نسمة تتدلّى من رياح،
حفنةٌ من تراب، أو أقصوصة من فجر
لا يهم،
المهم أن أرتمي كُل يوم خلفَ نافذَتِك من خلال شيءٍ ما.


( أمنية باهتة )
أتمنى أن أطيلَ البُكاء على كتفيكَ بافتراء واضح،
وتكتفي بأن تزرع في أذني طمأنينة ولو كاذبة،
دون أن تُقابل بكائي بتجهم يعريني باتهام!


( أمنية مشرّدة )
أتمنى أن تُشرِقَ الأشياء الكبيرة من تفاصيلنا اليوميّة السخيفة،
كأن أجد حُريتي الضائعة في كوبِ قهوة، أو على وجهِ مرآة!


( أمنية بيضَاء )
أتمنى لو يغسلنا المطر،
برقصة خفيفة تحتَ قطراته.
ويُخلّد مشهد رقصِناَ على أرضٍ مُبتلّة.


.. و تموتُ الأمنيات قريرةَ العينِ خلفَ جفنِ المُستحيل .

أريج عبدالله
26/11/2010, 06:15 PM
19 / 12 /1431 هـ :

( فلسفة قاصرة ):

لابُدَّ أنني خُلقتُ يحذوني خللٌ ما،
أو أنَّ كُل ما في الأمر هو هالة من عدم المُبالاة!
لطالما كُنتُ أقيسُ الأمورَ والمُجريات باستيعابٍ بسيط،
ولا أدري إن كانَ هذا قصرٌ عقلي أصابني،
أم أنَّ الأشياء التي حولي لا تستحقُّ فعلاً أن ترصدَ باهتمام كبير.
ما المانع في أن أُنبّه فتاة سيئة ثرثرت في شرفي إلى أن هناك من يسرقها كبلهاء؟
ما فائدة أن أقضي أيامي أصهرُ نفسي في جوفِ كتاب ويأتي الحظُ بلا حياء ليساويني بأخرى تجهل الفرق بين تَ و ةَ ؟
ما هو الإختلاف بين أن أنام مُتخمة بطنين وجع، وبين أن ينام مُشرّد ممزق بسكاكين الجوع؟
ما الفرقُ إن مارستُ الحُبَّ بجميع هفواته حتى أغدو كيساً من ذنوب ينبذُ وسطَ شارعٍ فاسد،
أو أن تحيطني الملائكة بوشاحٍ من عفاف، وأمسي أنتظر الخلاص أن يأتيني في هيئة مُقدسة كزواج مثلاً؟
أليسَ القدرُ هو ذاتهُ في النهاية؟
ألا يتساوى كلا الخيارين في ثمن التضحيات؟

جُبِلت الحياة على أن تكونَ عادلة، وأن تهدي كُلَّ شيءٍ كياناً بحصصٍ متساوية.
أما الموت فيفضل أن يكون جائراً، يجعلُ من كُلِّ المقاماتِ تحتَ جبروته سواء.

إذنْ، كلتا الدفتين تُفضي إلى وجهٍ واحد!

أريج عبدالله
02/12/2010, 03:25 PM
25/12/1431 هـ :


لست أديبة،
ولست أبني لنفسي مجداً باهتاً من خلال لغة مُأطّرة ببذخ صريح!
أنا أكتب؛
لأني لا أجيد الحديث عن مشاعري بجرأة القلم،
ولأن ذاكرتي الصغيرة ما عادت تتسع لكل المجريات،
فالورقُ وحده الموطن الذي سيحمي تفاصيل حياتي عن غُربة الأيام.
ولأن الكتابة وحدها من عهدت بالوفاء لصمتي.
هذا الكمُّ الهائل من المشاعر التي تستعمرني،
و طوفان الأفكار و الأحداث هذا بدأ يغرقني.
و وحدها الأبجدية بأبنائها الثمانية والعشرين من تحمل العمقُ الكافي لنجدتي وإيوائي.
هذه اللغة الشفافة المُترفة،
هي التي تبنت حاجتي إلى عالم أكبر من دُنيانا التي ضاقت بكل ما فيها على صدري.
كيف لا أكتب؟
و أنا ولدت مقضومة اللسان،
لا أستطيع أن أحكي من خلال وتيرة كاملة،
ولا أن أُفرج عن مشاعري بالشكل الذي يشفيني!
خلقني الله فتاة تبرأت منها الثرثرة،
بعقلٍ لا يجيدُ تعليمي ترجمة فيضان الأفكار هذا على هيئة كلام يُسمَع!

و وجدتُ في الكتابة الدواء اليتيم الذي يعافي سقمي.

أريج عبدالله
02/12/2010, 03:50 PM
25/12/1431هـ، (بوحٌ مثقوب) :



(*)
بعضُ الذكريات ثمينة جداً، إلى الحد الذي يجعلُ منها موجعة "أكثر" .

(*)
بعضُ المشاعر موقوتة " بانفجار رغبات الهوى ".

(*)
لن تصلني، ولو صعدت لسابع سماء!

(*)
أنا النعيم الذي سيظل يبكي فقدانه عمراً.

(*)
بعضُ الأمورُ محتمّة ، لا نقاش فيها ولا قرار
كالظُلمِ الذي سيقُودُ تابعَهُ حتماً إلى هاوية!

(*)
سُحقاً لقلبٍ لا يَتُوبُ عن الهَوى!

(*)
الكلماتُ ذاتُها معلّقة على شفتي،
وشريطُ الأحاديثُ يكرّرُ نفسه دونَ تململ.
كُلّ المشاعر مُبهمة،
والحُلول التي تُبعث إليّ غيرُ مُجديّة.
قررتُ أن أجعل من هذا الهدوء، حداً أخيراً فاصلاً بيننا
لأنهُ و كما يبدو ليّ
أنَ الصمت هوَ كُل ما يحدثُ بيننا!

(*)
يا رب هبني فرحاً
يكتُبني عمراً جديداً .

(*)
احتياجي عقيم،
ولا يشفيه غيرك.

(*)
يبدو أن الأماني تبحثُ عن موطن انتماء،
فماعاد الحبُ موطناً،
و غزاة الوجع، طردونا للشتاء.

(*)
ليس كُلّ من تُفتح له أبواب القلب يستحق العبور!

(*)
هو من أصبغني بلون الحياة،
مؤمنة تماماً، لو أنّ رجال الأرض كما هوّ
لأصبحت دنيانا جنّة.
" يا أجمل من أهدتني إياه الحياة "
عندما يكون الحديث عنك،
تضيعُ كل الحروف مني.
أتختصر "أحبك" كُل هذا الصخب بداخلي؟

(*)
فقيرةٌ أنا إلى عفوِكَ يالله!

أريج عبدالله
08/12/2010, 03:42 PM
( و الحرف يرتوي بماء أعينكم )

http://img102.herosh.com/2010/12/08/296652752.bmp
الأجمل أن يزدان متصفحي باسمك العطِر يا عبير. :blush:
بالفعل ليس سليماً، و يبدو مختلاً تماماً
و هذا لأني أعاني من خلل ما أصاب عقلي،
وكما ذكرت فإن فلسفتي هذه قاصرة.
ممتنة لتنويهك هذا،
وسأعمل جاهدة لكيلا يلامس مقص حرفي وتراً حساساً كهذا.
ابتسمتُ لأنّكِ هُنا :)
و مساؤُكِ يفيض بياضاً يا حسناء. :flower2:


http://img105.herosh.com/2010/12/08/276981684.bmp

هذا الإطراء ينبتُ التفاح من حرفي.
شاكرة لكرمِ حضورك هنا،
و ممتنة كثيراً كثيراً لهذه الخطوة المشجعة :blush:
و أخشى أن يكون حرفي قاصراً أمام كُل هذا الكرم.
ليظلّكَ الله اليوم بمزنٍ من سعادة كما أسعدتني. :flower2:


http://img102.herosh.com/2010/12/08/715739889.bmp

و لا تطيبُ أرضي يا سودة إلا بمجالسة شخصكِ. :flower2:
سعيدة جداً بإطراءكِ،
و لأن حرفي الصغير أمام مقام حرفك قد لاقى استحسانك.
سأكون ممتنة لهذه الرتوش
فهذا المتصفح لن يكتمل إلا بملامسة أناملكِ الناعمة. :blush:

أريج عبدالله
11/12/2010, 09:37 PM
4/1/1432هـ : (صدى اعترافٍ أدونه لك)


أنا فتاة عادية جدَّاً.
إلى أن جاء حُبّكَ الذي صنع نقطة التحول في حياتي،
حُبك الذي عجن من كل ما يخصني ملامح استثنائية تماماً.

مثل هذا الصباح الممتلئ برائحة القهوة المرة،
الذي يذكرني دفؤُه بحديثنا الأول الذي انكبَّ يثني على عصر ذاك اليوم المُلبد بالغيوم، والدفء، و الذي شهد انصهارنا الأول معاً.
مثلَ هذا الوشاح السُكري الذي يزين شعري،
و المُنسدلِ بدلال الأنثى التي أفاقت على وقعِ أقدامك الأولى في حجرة صدري.
مثل أحمر شفاهي الوردي المُنطفئ،
الذي يحكي لكل من يراه صحوة الحُب الهادئة التي خُلقت في قلبينا.
مثل كُحلِ عينيّ المرسوم على طريقة "مارلين مونرو"،
و الذي أتجاوز برسمه عنوةً نهاية جفني كُحبنا الذي اختار بأن لا يعترف بالنهايات، وأن يتجاوز بسيرهِ حدُود المدى.
كعطري الفضي الخافت،
الذي ينشر عبقه بخجل حولي مشابهاً لمشاعر الغيرة الأولى التي دغدغت حسّك.
كساعة معصمي الذهبية، و حلق أذني اللؤلئي، و فستاني الطويل التُفاحي، و مذكرتي السماويّة، و حلواي المُفضلة، و عاداتي الصباحية، و نومي الطويل،
و لو تركتُ نفسي لقائمة التعداد لما انتهيت.

كُل تفاصيلي و أشيائي الصغيرة تحكي عنّا، و تتحدث بنا، و تبكي لأجل عصفور قلبينا.

أريج عبدالله
12/12/2010, 06:42 PM
5/1/1432هـ:

ينتهي عامٌ، و ينقشع الستار عن عامٍ آخر،
و أنا عالقة في المنتصف.
و ذكرياتي الفائتة بكل ما تحويه تتشبثٌ بذاكرتي أكثر،
و تشكي لي خوفها من أن تُنسى.
و أطمئنها أنا جيداً أن لن أنسى.
"1431"، هذا العام الذي احتضن خطيئتي العُظمى، واصطبر.
هذا العام الذي آوى جيداً سويعات حيرتي، و حزني المرير.
هذا العام الذي غذّى جذُور حناني على إخوتي،
هذا العام الذي قطعَ حواجز الصد بيني و بين شقيقتي.
هذا العام الذي أهداني أبي مرةً أُخرى،
هذا العام الذي اعترف لي بحقيقة الجانب المُر لرحيل أمي.
هذا العام الذي كشف لي قيمة ذاتي، و الذي رسمَ لقلبي صورةً جميلة للمرة الأولى.
هذا العام الذي اختار أن يصنعَ في مسيرة دراستي نقطةَ تحول لم أحسب لها يوماً أي حُسبان.
هذا العام الذي حكى لي عن حُزن المسنين، و كسرِ الطاهرين، و الظُلمِ المُنزّل على أفئدة الأمينين.
هذا العام الذي شهدَ معي كيف تتدثر الشياطين بأوشحة الملائكة،
و كيف تذّمُ الملائكة فطرتها البيضاء قهراً.
هذا العام الذي أكدّ لي بأنَّ الله اصطفاني يومَ جمعني بصديقةٍ تحمل بصدرها صدقاً عظيمًا.
هذا العام الذي أذاقني للمرة الأولى حلاوة السهر بين يدي الرحمن، و وفرة الطمأنينة المنبعثة من كلماته.
هذا العام الذي عرفتُ فيه عظمة رسولنا، و أجهشتُ فيه بالبكاء كثيراً توقاً لرؤيته.
هذا العام الذي بكى معي ضعفَ أبي، و البراءة المظلومة لأخويّ، و ضياعَ أُختي، وغياب أخي، و حُزنَ جدتي، و خذلان حبيب قلبي، و قهرَ صديقتي، و فجيعتي من نفوس بني البشر.
كيف لي أن أنسى كُل هذا؟
لقد غرس هذا العام مخالبه جيداً في ذاكرتي لكي لا أنسى.



(فاجعةٌ تتوارى خلفَ مرور الأعوام)
الأيام تتسارع، و العمر يتناقص
و إلى الله آخراً نمضي.

أريج عبدالله
19/12/2010, 08:28 PM
13/1/1432هـ :

يا الله إني ألتمسُ طريق العودةِ إليك.
تُهتُ في بؤرةٍ من ظلام، وَ غدت أطرافي واهنة.
أي عذرٍ سأصنع لأبرر لنفسي ما صنعت أمامك؟
و أنا التي نسجتُ الوعودَ لنفسي عندَ بابك،
ونكثتُها عندَ أول وخزة فتنة وابتلاء.
يا الله يهرعُ الخلق كل يوم للاغتسال تحت الماء الأبيض المنزل من سماواتك،
وأنا أفر؛ خشية أن تلوث أرضٌ مبتلة بالطهر بشيءٍ من هذا الدنس العالق في لب قلبي،
وأكتفي بمراقبة احتفاء الخلق بكرمك من خلفِ بابٍ صدئ، و عيني تدمعُ توقاً إلى تذوق رحمتك.
يا رحمانُ، يا قوي، أنتَ القائل "من اقترب إليَّ شبرًا اقتربت إليه ذراعا، ومن اقترب إليَّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هَرْوَلَة"
وهذهِ أنا أمشي نحوَكَ بساقٍ مكسورة، أتكئ على رجاءٍ بكَ لا يذبُل
فاقصر المسافة بين خُطايا الثقيلة وفسحة رضاك.
و اهدم بقدرتك حاجزاً ضخماً، كلما هممت بالمضي إليك، ارتطمتُ به!
يا ذو الجلال، كيف أقفُ أسبحك بين صفوفٍ مؤلفة من ملائكة النور،
وكيف أجد لنفسي مسكناً في قصرِ عبادكَ الصالحين،
و ما خلقتني ملاكاً، و لستُ أحوزُ طِرحَ الصالحين.
يا مُجيب المضطرين، إليكَ أشكُو اضطراري،
هذه الروحُ التي تسكن جسدي الخاوي عطشى لمدادٍ من هُداكَ لا تظمأ بعدهُ أبداً.
يا عفو، هذا القلبُ فقيرٌ، فقيرٌ إلى عفوِكَ
يرجُو أن تمطرِ عليه بتباشير غُفرانك.


(صوتُ الفَرَج)
{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف: آية 87

أريج عبدالله
21/12/2010, 08:31 PM
15/1/1432هـ:


أنا لا أرضى بأن تسرقك الدنيا هكذا مني دونَ أن تُقدم لي اعتذاراً يليقُ بصبري.
ليسَ لأنهُ لا عيشَ لي بدُونِك، بل لأني لا أريد يوماً آخرَ لا يكتبك،
ولا أريدُ صباحاً آخرَ لا يغنيك على أوتار حسي، و لا مساءً لا ينتشي بصوتك.
لن أتنازلَ عن حقي فيك، ليسَ و نهاية جائرة قد أعلنت أنَّ اضطهداها لما بيننا قادمٌ لا محالة.
و هذهِ أنا أجهز زادي منكَ قبلَ حلول الفجيعة، وطَرْقنا لشرفات السفر،
و أكدسك داخل تفاصيل كل اللحظات الآتية، و ألقي بأوقاتي الخالية منكَ التي لا حاجة لي بها خارج حسابات عمري.
كُلُّ هذا لأنني أعلم أنهُ ذات يومٍ لا أريد له أن يأتي، سأحتاجُ إلى ذاكرة مُتخمة بأنفاسك؛ تخفف عن قلبي هولَ الفراق!
أنا حزينة، وقلبي يدوي بنبضٍ أستطيع أن أجزم أنه غاضب،
وأنتَ لا تسمعُ، ولا ترى، أو أنكَ تفعلُ، و تُؤثر ألاّ تواجه كل هذا الحنق الفائض مني.
لحظتي هذهِ بحاجةٍ ماسة لأن تكتمل بك،
فلا تلمني وقلبي على كُل هذا الاندفاع والصخب وأنتَ أولُ من نبهني لحقيقة أن الفراق آت.
فلتكُن رجلاً عادلاً، وحبيباً ينتهج العطاءَ دون حدود
ولتسمح لي بالدفاع عن حقي فيكَ دون أن تثور وتتهم رغبتي بكَ بالأنانية.
إن ما بيننا يتسعُ لتسطير عمر بأكمله، فكيفَ تريدُ مني أن أرضى بالقليل منه وأسكت؟!
يجبُ علي أن أسارعَ بجمع حصيلتي منكَ،
و أن أحكي لكَ كل ليلة تلك القصص المنسوجة في داخلي عنا،
و عليكَ أنتَ أن تمثل معي دورَ الأب الروحي، و الزوج المثالي، والابن البار؛
لتقدم لي تعويضاً عن حياتنا الآتية المبتورة ظُلماً، و تعلمُ يا حبيبي أنهُ لن يكفي. : )

أريج عبدالله
10/01/2011, 09:52 AM
7/2/1432هـ : طيفٌ تلوّن بالعشق معَك.

(قوسٌ أحمر):
كُنتُ في حكايتي معكَ شمعةً،
تُشعِلُ رأسها، لأجلك.
كانت تذوي وتحترق،
و الدمعُ يلملم أطرافها،
و ما كانتَ ترتجي غيرَ ضوءٍ تخلقُ لكَ فيه فسحةً من رضا.

(قوسٌ برتقالي):
صباحي نورٌ كالذي أشرقَ من بؤرة انبعاثك.
كنتَ ولازلت رجلاً ينمو في داخلي و يُزهر،
لستَ مُجرد حب كالذي تصنعه اليوم كل التفاصيل،
أنتَ بالنسبة لي شيءٌ مُبهم،
عصيٌّ على إحساسي أن يدركه!
أنتَ مُعجزة، حالة لم تُخلق بعد،
أقتاتُ على وجودكَ بي،
و أشعرُ بك تتوسعُ في داخلي لتغطي أراضيك كل مساحاتي.

(قوسٌ أصفر):
لا تُلقِ بعينيكَ يمنةً ويُسرة،
ولا تشغل قلبك بأصواتِ العابرين.
أنا وأنتَ هَاهُنا نخلقَ من جديد،
فوقَ خيوط الشمس الأولى.
أقطفُ السعادة من عيني الشمس لأدللك،
و تتوسدُ معي ظهرَ الغيمِ لنحلم،
و من تحتنا أراضٍ تحتَ وطأة الجنونِ اللذيذ تفنى.

(قوسٌ أخضر):
إن سألوني "كيف أحيا؟"
سأسألهم "كيفَ يغصُّ لي عيشٌ و أنتَ تبثُُّ في أوصالي أوكسجين الحياة؟!" : )
أي صُدفةٍ جميلة هذه التي سقطت على عمري لتجمعني بك،
و أي أرضٍ ستكفي لاحتضان الفرح الذي أحاطنا دفعة واحدة حينَ التقى قلبينا على ضفةَّ الحُبِّ الأول.
يا رجلاً أشعلَ على أنامله كُلَّ أحلامي،
يا رجلاً أتاني يجرُّ خلفه مفاتيح جنةٍّ لا تَبلى،
يا رجلاً تركتُ قلبي ينامُ قريراً بين كفيه،
"أُحبُكَ جداً"
و "جِداً" لا حصرَ لها.

(قوسٌ أزرق):
الحُزنُ يلتهمُ شغاف قلبي بشراسة،
و الروحُ لا تقوى مراسيمَ الفراق الفاجعة،
و فرشاةُ الأيامِ ترسم الآتي بألوانٍ من رماد،
و أنا في زحامِ كل ذلك أضيعُ وأنطفئ.

(قوسٌ بنفسجي):
نسجتُ أماني العمر كُلها على أكتافك،
و اخترتُ لكَ من كل الأماني الجميلة نصيبا.
لا أكترثُ لواقعٍ يرمي بأشيائنا الثمينة عُرضَ الحائط،
مادامت أمنياتي معكَ محفوظةً تحتَ عرشِ من لا ينام.



لقلبينا حكاية عشقٍ منشقة من لُبِّ البيَاض،
والحكايا البيضاء أبداً لا تموت؛
ما دام في الكون مُتسع لأنفاسٍ تلتحفُ النقاء.

أريج عبدالله
12/01/2011, 10:01 AM
8/2/1432هـ:

يجمعني بكَ إحساسٌ يتهاوى بين سماء و أرضٍ دونَ قَرَار،
إحساسٌ يتخبط على سُفُوحِ الحيرة،
وما من شيءٍ يقوده إلى حقيقةٍ بينة.
ليسَ بيننا ماضٍ أستندُ عليه في أوقاتٍ حالكة كهذه،
وهذا الحاضرُ أرهقه الترنحُ بين العودة و الرحيل حتى سَقِم!
و صورة المُستقبل القادم مُوِّهت بفعلِ نبوءات الفقدِ حتى غشاها الضباب.
و العالمُ كله أصمهُ بكاء قلبي،
وأنتَ يا حبيبي لا تنصتُ لهذا البُكاء.
أدمنَ القلبُ طقوسَ النواح، و أعد عدته لاستقبال مراسيم الحداد.
ففي كل الأحوال لا مفر من حرائق الحرمان.
غيابُك شتاء قارس يصلبُ الأطراف،
و حضورك تمهيد مُوجعٍ لغيابٍ يشارفُ على الأبواب.
ومنذُ ولادة هذا الحب بيننا،
وهو يجاهد الحروب القائمة.
فمتى أيا حبيب القلب ستُرفعُ الرايات البيضاء، وينتهي كلُ شيءٍ بسلام؟

أريج عبدالله
12/01/2011, 10:39 AM
8/2/1432هـ: روحٌ ترجو الانتماء.


اكتشفتُ ذلكَ مُؤخراً.
أن الغربة اختارت رفقتي منذُ أمدٍ من فرطِ طوله ما عدتُ أحصيه.
منذُ أن كنتُ طفلةً تجمعُ شعرها في جديلتين وأنا لا أعرفُ كنه الانتماء.
لم أكن أنسجم مع فتياتٍ يشاركنني سنوات العمر، وما كنتُ أستطيع الانخراط في عوالم ضخمةٍ يعلو صوتها من حولي.
كانَ إحساسُ الغربة يشدني إلى زاوية العزلة،
وكلما كبرت، كبرت معي عُزلتي.
حتى مرَّ بي زمنٌ ظننتني أفلتُّ فيه مفاتيح الاتصال مع البشر!
التحفتُ الصمت،
وغافلتني الأيام وهي تجري على عشرٍ.
وها أنا اليوم أصارعُ للخروج من هوةٍ مُتخمة برائحة الاغتراب.
لم أشعر يوماً بالانتماء. : )
لم أنتمِ إلى تلك الحارة التي دفنت تحت أرضها طفولتي، ولم تكفل لي أزقتها يوماً بعضَ الأمان.
و ما حصدتُ انتمائي بينَ شوارع جدة الواسعة، ولا داخل منازلها التي ترتدي حلة الازدهار.
لم أنتمِ إلى أهالي الحارات الطائشة، ولم تتصالح معي ضوضاؤهم المُفعمة بالسهرِ والغناء.
و ما وجدتُ نفسي في حاضرٍ أصاب الناسَ فيه وباءَ التكبر و الخواء.
لم يخلق الله ضلعي في صدر عائلة تثبتها جذورٌ فارعة،
وما أسرَّ إلي القدر بحقيقة أرضي الأولى.
لا عائلة، ولا موطن، ولا أصلٌ ثابتٌ
أبني عليه هويتي.
و الناسُ من حولي أفواجٌ تتكاثرُ ، وفي كثرتهم أتيه.
الكل في فلك، وأنا وحدي أسبحُ في فلك.
أكان ذلك وزرَ مجتمعٍ لم يقبل باحتضان فجر طفولتي،
أم كانّ خطئًا ارتكبه والداي حينَ تشاغلا عن ترسيخ ثوابت الانتماء في صدري؟
لطالما أسررتُ بحديثي هذا إلى الله،
و لطالما بعثتُ بتساؤلاتٍ يتيمة إلى صدرِ السماء.
لو أنَّ الله خلقني في عهدٍ آخر، في زمنٍ ماضٍ، أو غدٍ آت،
أ سأجدُ في أركانهم بذور الانتماء؟
ماذا لو أنني أضعفُ من أنتسب لبني البشر،
ماذا لو أنَّ الله وهبني طاقة فكرية ستكونُ أقوى لو أنها تلبَّست آثاراً كونيةً أُخرى؟
ماذا لو خلقني الله في هيئة طيرٍ لا يشغلهُ سوى الغداة والرواح،
أو قطرة في غيمٍ يكونُ في سقوطها حياة؟
ماذا لو كنتُ شيئاً غير محسوس،
فجرٌ يلملم الجراح، أو شمسٌ توزعُ زمر الضوء كلَّ صباح؟
لو كنتُ ليلاً توقظُ فيه المشاعر وُتسدل على إثره الأجفان،
أو مجرد ربيعٍ يقطف الأحزان، أو ربما خريف يحضنُ العشاق؟
أكان الانتماء سيتسلل إلى روحي من خلالهم؟
أم أنَّ الأوانَ قد فات، و لم يلحظ الكون أن خُطى الغُربة كانت تقترب،
حتى بلغت مني حد الالتحام! .

أريج عبدالله
13/01/2011, 04:39 PM
9/2/1432هـ:


العينُ تدمعُ حينَ تُباغتُ ذكراك لحظاتَ وحدتي،
و كلماتُكَ، و صُورُكَ توقظُ في قلبي الشجن.
أظننتَ أنك أجدتَ إخفاءَ انجذابك إلي عن مرأى إحساسي؟
رأيتُ كم أرهقك أن تمضي كل أوقاتك معي تُكابر،
وكلما تذكرتُ محاولاتك التي لم تنجح يوماً أمامي، تغلف شفتي ابتسامةٌ شقية.
كنتَ تعلمُ أنَّ تلك المشاعر التي دغدغت قلبينا المنفطرين ما هي إلا ضمادات نُخفي خلفها حاجتنا و آثار انكسارنا،
و أن هذا الانجراف الذي وقع بيننا يسلك منعطفاً خاطئاً دون اكتراث بالحقائق الأخرى.
لذلك اخترتَ أن تحمل أمتعتك وقلبك بعيداً عنّي؛
حتى لا يتلوث كلينا برجس الخيانة.
و بقدرِ الشرخ الذي أحدثه صدك حينها في صدري،
أحملُ لكَ اليوم باقات امتناني .
لم نقترف ذنباً،
و ما كان ذاكَ الذي اشتعلَ خَجِلاً بيننا نزوة زائفة.
كلُّ ما في الحكاية،
أنَّ الله أرادَ لنا أن نلتقي على قارعة طريقٍ لنتشاغل عن جراح خيباتنا الأولى بأشياء صغيرة تُشبه الحب،
ثم بعدها نكملُ طريقاً بدأناه أغراباً ، و ننسى!

أريج عبدالله
18/01/2011, 08:22 PM
هذا الشوق يحرضني على البكاء.
و غيابك يغتال الوقت، فيتوقف؛
ليتركني عالقة في ثوب أشواقي.
غارقة في بحور الوجع أكثر، وأكثر!
فأبحث عما يوصل استغاثتي إليك، ولا أجد.
و أظل أنتظر،
والانتظار يسرق مني أنفاسي، يُرهقني
و يسلب مني إحساسي شيئاً فشيء!
و خطوطُ الحب لا تنبه قلبك لما يحدث،
وكأن ما بيننا أصيب بإغماءة سلبته الشعور!
ولا أدري أ ألوم الحب،
أم ظروفاً أحاطتك بالانشغال،
أم أرمي بكل اللوم عليكَ و أرحل مُجدداً؟!


حُررت في ساعة فقد،
ذاتَ تاريخٍ لا أنسبهُ لأيام عمري.

أريج عبدالله
26/01/2011, 10:07 PM
منذُ تاريخٍ شهدَ على عودتِكَ إليَّ، و هذا هوَ كلُّ الحديث:



أنا مُتعبة حقاً!
ولن أقدر على احتمال ثقل الفراق هذهِ المرة.
أسيرُ خلفك واضعةً عُصابةً على عيني؛ تقيني رؤية الأشواك على جانبي الطريق،
وأنتَ تسيرُ بي فوق حبلٍ رفيعٍ آيلٍ لأن يُقطع ويهوي بنا إلى فراغٍ سحيق في أي لحظة!
و الخوفُ و القلق يهاجمنني في مسيري معك لأتوقف،
وفي كل مرة أقاوم؛
لئلا تحلَّ بقلبكَ الذي أحب خيبةً تُرديكَ طريحاً للحُزن!
وأنتَ يا رجلٌ عقدَ الجنون بمكامن حبي لا تملُّ المسيرَ في الظلام،
ومُستعدٌ لأن نكمل عمراً و زوايا العُتمة هي ما يجمعنا فقط!
أ ستكون دعواتي وحدها كفيلةً بحماية ما بيننا من الموت القادم؟
و أنتَ يا رَجُلي تعلمُ أن الموتَ مُصِيبنا لا محالة،
و رغم ذلك تصر على أن نذبل بطيئاً في الظلام!
رأسي يكادُ ينفصل عني من فرطِ تكدس الحيرة،
وقلبي ينبضُ أنيناً بكَ و لأجلك!
أنا أشعُر بحقيقة الأمورِ المُقبلة وهي تدق نواقيسَ الخطر،
وأنتَ لا تشعر، ولا تتحدث، وتمضي مصراً!
فهل أصابتني علةُ الوساوس يا حبيبي؟ أم أنَّ التفاصيل الجميلة هي ما تعمي ناظريك عن مُرِّ الحقيقة؟!
لن أقدرَ على التخلي عنك،
و أنا التي رسمتُ الأماني على كفيك بكل ما أحمله لكَ من حبٍ، و جنون، و وجل،
حتى غدتَ كفاكَ مدىً أخضر يمتد إلى اللا منتهى!
و لو أنَّ القدر سيمحو تلك الأماني بعذر الاستحالة،
فجهز كفناً أبيضاً يليقُ ببداية حُبنا، لتجمعني فيهِ بعد حين
لأنني سأحول مع وفاة الأماني إلى رُفاتٍ قانط!

أريج عبدالله
27/01/2011, 03:30 PM
23/2/1432هـ: (قُصاصات من صلب الحقيقة):

(1)
لن يجدَ السماحُ طريقاً لأبوابِ المُقصرين،
الذين شوهوا صورة المطرِ المولود من رحم الحياة، المفطورِ على الأمل
بصورةٍ مكتظة بالرعب، والقلق، وهمِّ الفرار من الموت!
سيحملون وزرَ الفزعِ، والغرق، وانتكاسة المطر.

وَ " لكِ الله يا جِدَّة! " :Heart:


(2)
كُلٌ منا يجر خلفه سراً يقصِمُ ظهورَ الجبال!


(3)
هل من أحدٍ يعرفُ كنهَ الحُب؟
لأني اكتشفتُ أني جاهلة بهِ تماماً!


(4)
يبررون قُبحَ الغياب بمشاغلِ الدنيا التي تسرقهم،
و أقولُ أنا أنَّ الدُنيا ما زالَ فيها مُتسع للحظات نُلبي فيها واجب العشرة الماضية،
فنسألَ عن حالَ بعضنا إلى أين آل، ولو من خلال SMS زهيد!


(5)
لم يكن الحزن مهذباً قط!
منذُ هاجم طراوة الصبا، و حتى انزوى خلفَ تجاعيدِ الكِبَر!


(6)
من قالَ أنهُ علينا عندما نبني أحلامنا أن نراعي مساحات أرض الواقع،
و قد وهبنا الله سماواتٍ لا تنتهي لنودعَ فيها أحلامنا!


(7)
للنومِ لذّة لا تشبهُ أي لذة،
إنها لذّة الهُرُوبِ الجميل!


(8)
كم هي كريمةٌ الأسئلة!
لأنها وحدها التي تحملُ أفقاً يكفي لإيواء كل الاحتمالات دون جزع،
وعلى عكسها تُصاغ الأجوبة!


(9)
يا رب.. إني قاصرةٌ، عاجزة
و قد أوكلتُ أمري كُلَّهُ إليك،
فيسر لي درباً ترتضيه! :flower2:

أريج عبدالله
29/01/2011, 06:20 PM
25/2/1432هـ: (أحاديثٌ أدونها لكَ في الخفاء):

*أكرهُ ماضٍ لم يربطني بك، وحاضراً يُبعدني عنك، ومستقبلاً يحرمُّ علي فيه أن أكونَ معك.
*كل شيء يضيقُ عليَّ فجأة، ويشد على صدري قبضة الاختناق؛ حتى بدأتُ أظن أن الله يعاقبني على زهوي بك!
*كلما كَبُر الحب الذي بيننا، كبرت تلك الدائرة المُفرغة التي ترسم درب علاقتنا معاً، والتي يدورُ في قلبها شيطانٌ أخرس!
* هل عليَّ الاختيار الآن بين أن أكمل معكَ وثالثنا شيطان، أو أن أكمل بدونك و أظل بدون غوايات شيطان؟! وكيف أختار وفي كلاهما علي أن أدوس قلبي دون أن يرف لي رمشٌ وَجِل!
*أتحبني حقاً؟ أم أنني مجرد حاجةٍ لا غنى لكَ عنها؟ عليكَ أن تفكر جيداً وبعدها تجيب، فجوابك سيكون الحد الفاصل في أمرنا.
*أصبحتُ معكَ كيساً ممتلئاً بالذنوب، وها أنا الآن أمارسُ الكذب بصورة دائمة لأتنصل منك... مُتعبة أنا كثيراً مما آل إليه حالي! فهلاّ أنصتَّ : ) ؟!
* شوكٌ ينمو على أرضِ حُبنا ويتكاثر! فسارع لاقتلاعه قبل أن يؤذينا!
* أستعجبُ أن تتحدث عن فرطِ براءتي، وطهر سريرتي.. وأنتَ تعلم أني معكَ تلوثت برجسِ الخيانة!
* أناقضُ نفسي كثيراً لأجلك، فهل تعي حجم العبء الذي أحمله لأكون معكَ كما تشاء، وكما تحب!



آخر الحديث:
*"أحبك"، و أجهلُ إن كان صراخي بها الآن سيعنيك!

أريج عبدالله
08/02/2011, 04:56 PM
5/3/1432هـ :

أمي ...
إني مُتعبة جداً،
ولا أدري من أي طرفٍ سأجرُّ ثوبَ الحديث؟ وعن أي حملٍ سأفصح لكِ أولا!ً
لقد استعمرني الخواء، و أشعرُ أنَّ قلبي الصغير يذبل بين يدي،
وما لي من حيلة!
أثقلني الهم يا أمي، و المشاعر في داخلي تعرجُ في خطوط متقاطعة، و تحدثُ بتصادمها صخباً يخل بتوازني!
و أنا عاجزة عن فتحِ سبيلٍ أُخرج منه تلك المشاعر المتراكمة في صدري.
إنََّ قلبي لا يجيدُ لغة تقديم الحنان يا أُمي،
وأنتِ تركتي بين يديّ ملاكين صغيرين، و زهرةً تفتحت لتوها،
و هذان يتوقان إلى حصةٍ تكفيهما من العاطفة، و تلكَ تُريدُ سقيا احتواء تروي احتياجها،
و أنا يا أمي أحملُ في داخلي أفواجاً من العاطفة، إلا أنني عاجزة عن سكبها إلا على ظهرِ ورق!
منذُ أن أزهرت في قلبي حقولُ العاطفة يا أمي،
وأنا لا أعلم كيف أحصد ثمارها، و لا كيف أخرج شوكها،
وتظل في قلبي حقولٌ تُزهِرُ، و تجف، و أخرى تحيلُ إلى قاحلة!
علميني تحتَ أي أرضٍ أدفن خوفي، و بأي وجهٍ سأُواجه تقصيري،
والكل من حولي يشير إلي بأصابع الاتهام يا أمي،
و أنا التي رُبطت في عنقي أقداراً أربعةً أُخرى، في الوقتُ الذي ما زلتُ فيه تائهة في طرقاتِ قدري!
علمي قلبي كيفَ يُمطرُ حباً، و عطاءً، و تسامحاً، وتجاوزاً، وصبراً على أفئدة عطشى،
علميني بأي أدواتِ العاطفة سألملم شتاتَ أُختي، التي صارت كثيراً ما ترضخُ ليأسها، فتفرُ إلى مقص الانتحار!

آمني بي يا أمي، و صبي إيمانك في أذني،
علني أستجمعُ قوى خائرة تعينني على إقرار أرضٍ تُزلزل من تحتي : ) !
و ظلليني بدعائك، و ابتهالاتك، وابتسامةً من لبّ قلبكِ تزرعُ في قلبي الأمان.

أريج عبدالله
08/02/2011, 07:31 PM
5/3/1432هـ :

(*)


من أنتَ؟
من أنتَ يا رجلاً يباغِتُ خلوة أحلامي؟
من أنتَ يا رجلاً ينثر رائحة الخيانة بين خصلات شعري رُغماً عني!
أ أنتَ حنيني؟، فتجيء لتأكد لي أنكَ غافٍ في لاوعيي، وأنكَ ما رحلتَ كما أوهمتُ نفسي.
أم أنكَ مستقبلي، الذي يكشفُ عن نفسهِ سراً، لكيلا تُجفف المخاوف صدقَ إيماني!
أخبرني، من أنت؟
يا رجلاً يدنسَ طُهرَ حُبي بتسلل عابر، يا رجلاً يجبرني على ارتداء ثوبِ الندم معه!
من تكونُ يا أيها الغريب الذي يدسُ نفسه في جيوبِ نومي؟
أ أنتَ إحدى أمنياتي الماضية، فسقطتَّ في رحمِ موتي الصغير عنوة؛ لتلومني على تخليّ عنك.
أم أنكَ رجلٌ رسم صورة حبيبته في وجهي، و ألقى بأمنيتهِ "بأن يراها" في قلبِ البحر، فشاء الله أن تتقاطع أحلامنا في سيرها، وتراني!
ابعث إلي بعلامة، أو بنبوءة تعانق أذرع اليقين، لأفهم ما معنى أن تدخل مُعتكف هروبي، و صندوق أسراري، و أرض أحلامي المُخبأة، بهذا الإصرار، دون إذن مُسبق!

من أنتَ، من أنتَ، من أنت؟
أسمعني صوتك!

أريج عبدالله
10/02/2011, 09:38 PM
7/3/1432هـ :



يومٌ رمادي، و سلسلة متواصلة من روتين مقيت،
الدراسة تقفُ على الأبواب، وتنتظر تأشيرة الدخول،
و أنا غير مهيأة لاستقبالها أبداً،
وأشعُر أني مُثقلة جداً، كغيمةٍ سوداء!
ما زال البعضُ يقضي أيامه الأخيرة في حضن "إجازته"
و أنا ما كانت لي إجازة،
و منذُ أولَ يومٍ كان يفترضُ لها أن تأتي فيه، تعطل المسير، وعادت من حيث جاءت!
و اختار الحُزن أن يزورني بدلاً عنها،
نظراً لمرور سلسلة من "أحلام حب شهية" لم ينغص صحوها مروره!

يا الله!
كم كانت أياماً باردة، كئيبة، مشحونة الأجواء، غارقة في "الوحدة"، وترقب "اللاشيء".
إنَّ رغبتي الكبيرة بأن يكون الترم الدراسي القادم، هادئ، متسامح، ومطيع
على عكس ذاك الذي انصرم، وعلى عكس هذه الأيام العنيدة
تجعل الأيام القادمة ترتدي حُلة الهم "في بالي"،
و لأجلِ ذلك أحاول أن أجمع الأيام القليلة الباقية في زمرةِ "لحظاتٍ هادئة"،
"لعل وعسى" أن تُنعشَ روحي المُرهقة، و وجهي الشاحب!

" يارب ... اجعل لي من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فَرَجا"

أريج عبدالله
11/02/2011, 05:54 PM
8/3/1432هـ:

سيعلقُ هذا التاريخ على جدران ذاكرتي كهاجسٍ قادم،
ما حسبتُ حساب يومٍ كهذا، يأتي دونَ احترام لعهدِ نسيانك؛ ليطفو بذكرياتك على سطح جرحٍ غائر.
ظننتك انسللت من قلبي منذُ زمنٍ اخترتَ أن تسخر فيه من جرحي، وحالنا، فرحلت!
و ما ظننتُ أنه سيظل في قلبي مُتسع لكَ من بعدِ ما امتلأ بجرحك الكبير.
كيفَ تظنني أشعر؟ و أخبارُكَ اليوم تهب علي ريحاً بألسن الغُرباء،
كيف أشعرُ؟ و اليومُ ابتدأ بمفاجأة ستقلبُ دفاتر حياتِكَ، كما قلبت كياني مرة واحدة!
كيفَ تشعُر أنت؟
وأنتَ تعلم أنَّ اليوم نقلةً ما بعدها التفاتة إلى ذاكَ الزمنِ الذي مضى،
كيفَ تشعر؟ وأنت تقبل اليوم أن تتحدى نفسك، وذكرياتك، وقلبك، وتعلن ذلك أمام الجميع!
هل أنتَ سعيد؟ لأنَّك ستحظى بذاكرة جديدة، تدفن بقايا ذاكرة تنضحُ بصورِ فتاتين عاشقتين، و هوىً مزيف، و رحيلٍ بارد، و حزن ضخم!
هل أنتَ متفائل؟ لأن ليلتك ستفترشُ لهفة انتظارٍ في قلبِ امرأةٍ جديدة!
أ ذكرتني اليوم؟ أ ذكرت تلك التي كان قلبها كل الأماني؟ : )
لا يهم! ما الجدوى من ذكرى سُيحتفلُ بدفنها قريبا!
كُن قريرَ البال الليلة، فدعواتُ امرأة أحبت قلبك ستظللك بطولِ المساء،
كُن سعيداً، و مرتاحا، وأرتدي أجنحة الفرح على ظهرك،
و ليرقص قلبك على أصواتِ المطربين، و زفةِ حسناءك،
و أنا بدوري -كعاشقة مُخلصة- سأدعو الله كثيراً بأن تثمرُ حياتُكَ القادمة توتاً، و كرزاً، وفرحاً ينسيكِ حُزناً فاتَ وانقضى!

أريج عبدالله
12/02/2011, 05:33 PM
9/3/1432هـ :


أن أتجاوز، وأن أكونَ شفافة جداً أمام وجوهِ قاتمة،
لا يعني أني ساذجة أبداً!
ولا يعني إتقانهم لأدوارِ الضحايا، أني سأصفق تأثراً بهم في نهاية المشهد!
القفزُ فوق أشواكِ الذكريات، و تقاذف الأحاديث من تحت الطاولة، و استعطاف قلبي طويلاً بلغة الله،
أساليب ملتوية حفظتها منهم عن ظهرِ قلب،
أساليب أورثت في نفسي شكاً في كل أولئكِ الذين يُظهرون أنهم كرماء، ومعطاءون إلى أفق يصعب إدراكه على البشريين جداً مثلي!
إنهُ أفقٌ يُفترض -في ظنهم- أن لا يجيد الغناء فيه إلا الملائكة -أمثالهم-!
أنا أتجاوز عن كل هذا، لأتجاوز في داخلي حقولَ ألغامٍ من مشاعر مُعتمة،
أنا أصفح، لأطهر داخلي من أحقادٍ ماضية،
و لأني أوقن أن الله أوجدَ في صدري قلباً لا تليقُ به سوى أحاسيس بيضاء.
أن أصغي بعدلٍ لشفاهٍ تحدثت عني سوءاً مراراً،
أن أفتح قلبي لشخوص اختارت أن تدس لي سابقاً مكائد محبوكة لأجل مصالح واهنة،
أن أحاول إتباع حق الله في كلامهم، في حين أنهم ما حفظوا حق الله في نفسي حين اتهموا صدق سريرتي بأكاذيب صفراء،
و أن أُلقي آخراً بكل ذلك في الركن الأبعد من ذاكرتي، وألصق بشفتي ابتسامة،
لا يعني رضوخي لحوافز النسيان.
أنا لا أنسى ... ولكني أملكُ بفضلٍ من الله سعة في قلبي كفيلة بضم كل الأوجه،
حتى الزائفة منها!
و أحفظُ في قلبي خجلاً، بل خوفاً، من أن أظهر ظالمة، أو حاقدة، أمام ربٍ، رقيب، عفوٍ، كريم.

و اختياري فتح صفحة جديدة، لا تعترف بعلاقة تحت سقف القطيعة، لا يجدد عهداً ماتت جذوره منذ الصدمة الأولى!
إنهُ اختيارٌ أمحو فيه علائق ذكرياتٍ مريرة، و وجوهاً ما عاد يطيبُ لها العيش بين طياتِ الذاكرة،
إنهُ اختيارٌ أزيل فيه آثامهم من صحيفتي، و أنفضُ فيه غبار السوء الذي صاحب وجوههم لزمنٍ طويل!



(رجاء من قريب):
"ربي لا تجعلني ظالمة،
و ثبتني بقدرتك على درب عدلٍ قويم"

أريج عبدالله
14/02/2011, 06:21 PM
11/3/1432 هـ:

صباحي خبأ لهفةً ولدتُ منذُ الأمس لصوتك،
كنتُ أحسبُ الدقائق عداً ترقباً للحظة قد يبزغ منها اسمك على شاشة هاتفي.
أربعة عشر يوماً منذُ فراقنا الأخير،
وربما سقطت بعض الأيام سهواً؛ إذ أنني كنتُ طريحة غيبوبة الفقد منذُ غابَ عني همسك.
أربعة عشر يوماً، وربما أكثر.
و أنتَ تكبر في داخلي بكل ذكرى، بكل رسالة، بكل حلم، بكل شوق، وبكل دمعة تنزف حرقة الحنين من عيني.
أسمعكَ في كل أغنية، أقرؤك في كل قصة، تتجلى في كل مشهد، و تمرُّ من أمامي كلما عبرتُ حبا.
يخلقُ طيفُكَ في كل الأشياء، روحٌاً تنشقُ مني و تُنفثُ في كل ما ألتمسك فيه،
لتعزيني في غيابك .. بك.
كل الأيام الماضية،
أسيرُ وأنا أبحثُ في شوارع المدينة عن وجهك، عندَ كل منعطف، وفي كل زاوية، في وجه كل رجلٍ يمشي عابراً أمامي،
و فوق كل مقعد يستظل بشجرة!
كنتُ أمرُّ في طريقي بكل الشوارع التي وثقت ذكريات بيننا، و أقفُ طويلاً أمام المبنى الذي شهدَ تفجر الحب نبعاً لا ينضب بيننا، وأبكي.
وحدكّ من يستبيحُ دموعي إلى هذا الحد،
وحدكَ من أظل مصدومة في فجيعة فقدانه ربما دهراً دونَ أن أدرك أني حقاً فقدته!
أحببتكُ، ومنذُ البداية كُنتَ لي حُلماً أعيشُ لأصله،
منذُ البداية، لم أعترف بكَ رجلاً جاء ليمضي،
منذُ البداية وأنا أكتبك في أوراقي خالداً، لن تموت.
و لن أعتنقَ يوماً نقطة النهاية كحقيقة في قصتي معك.

أريج عبدالله
25/02/2011, 08:59 PM
22/3/1432هـ:

شوقي إلى الاختباء الآن في صدرك، يُشعرني بالتيه!
كرجاءٍ قلق لحُلمٍ لا أدري متى سيلتحم بصفحات قدري،
هكذا هو الحال دائماً، في خلوتي التي لا تكتمل بسبب انصهارك في كل أفكاري،
فتشغلني عن احتياجاتي الأخرى .. بك.

عينان شاخصتان في جوفِ الفراغ، وانتظار بائس لمُعجزة تأتي،
فتصنعُ تحولاً في حياة كلينا،
و ترسمُ مستقبلنا بروح الأمل.

ما زلتُ عاجزة عن الإيمان بأن مسارات قدرينا مُتنافرة، لا تلتقي.
و ما زلتُ أرتب أحلامي بكَ في دعائي، ونومي، وصناديقي التي أجهز حملها للغد القادم.
ما قلَّ تعلقي بك، وما تغيرت حاجتي إليك، ولا رغبتي فيك، بل كُبرت كل مساحات مشاعري المُرتبطة باسمك، و وجهك، وصوتك، وحبك.
و كبر معها خوفي من فقدانك، حتى أصبحَ هاجساً يدفعني إلى التهامك كلك في قلبي، حُباً لا يمكن أن يُدركَ امتدادهُ قِصَري.

منذُ أن اختار الله أن يقسم العيش بيننا في صفحة واحدة، تجمعنا،
وأنا أجدُلكَ في صدري، و أجدلني فيكَ، لنكونَ في النهاية كالضفيرة الواحدة،
لا يكتملُ أحدنا دون الآخر، و بدونه لا يُكتب له أن يكون!

أنا خائفة، حزينة،
إلى حد جعلني فيه الحزن هشة جداً، قابلة للتفتت تحت ضغط أي نبأ فراق قد يهب علينا.
و حزني هذا، يدفعني إلى الاعتكاف في صمتي،وحبس بكاء طويل في عيني، كي لا تنهمر دمعة فُتفجر بخروجها سيلاً جارفاً أغرقُ فيه، وأغرقك معي، فنجهلُ بعدها كيف نتنفس أوكسجين الحب مجدداً.

لا تقلق لحُزني،
أنا اعتدتُ الحزن،
منذُ أن وجدت ملتفةً بحبل يمتد بين رغبتك وضميري،
فتشده أنتَ تارةً بتوقٍ إليك، وتارةً أخرى تشده يدا ضميري للجانب المُعاكس، فأبتعد.
وحين اكتشفتُ أني تورطتُ في موقفٍ عالقٍ معك،
استسلمتُ لضعفي، و انغمستُ في الحزن.

ولأجل هذا، علي أن أتماسك بأقصى قوة أجمعها الآن من وجودك حولي،
و أن أنثر نشوة سُكرٍ فوقَ حديثي معك، فتغيبُ عنا الدُنيا، و تنشغلُ أنتَ بلذةٍ تضعُ في كفك سعادة، لطالما رجوتُ الله أن يسطرها قدراً راسخاً في صدرك.



[(أُحبك)، ولا كلمة أُخرى بعدها ستحملُ اتساعك الهائل في صدري، وحزني هذا الذي نمى من تفرع الهواجس في عقلي، وحاضر غمرت أيامه ثورة الأحلام المولودة من قزحية عينيكَ، وإليها،
بهذا الاتزان! دون أن تطغى حقيقةٌ بي على أُخرى.]

أريج عبدالله
27/02/2011, 09:10 AM
24/3/1432هـ:

كم هو شعورٌ جميل!

ذاكَ الذي يمر بنا حين نذكر أصدقاءً لنا، غيبتهم الدُنيا
أو عابرون على سبل حياتنا، تركوا بعبورهم بصمة صالحة،
ليغلفنا سلامٌ بذكراهم، فنبتسم.

ما ضرَّ أولئك الذين آذونا، لو أنهم استبدلوا آثارهم السيئة من صفحاتنا، بأُخرى حسنة،
لتحرض فينا ذكراهم -على الأقل- ابتسامة تكتبُ لهم صدقة جميلة، بدلاً من آثام بغيضة؟! :)

أريج عبدالله
03/03/2011, 12:31 AM
27/3/1432هـ:

لستُ بخيرٍ يالله!
و هذهِ العُتمة تتسع في قلبي.
لستُ بخير،
و أحوالُ الدُنيا تنقلب من حولي رأساً على عقب،
ليصبح الظالم مظلوما، و الخبيث طاهراً،
و السيئون ملائكة بيضاء مُنزلة من فردوس السماء.
لستُ بخيرٍ يا ربي،
و حيل الماكرين تُلبسني رجسَ المظالم،
و أوزار النوايا، و أنا التي ما تجرأت جوراً على حق لكَ في خلقكَ يا الله،
و وحدكَ تعلمُ، بسرّي
و سرّهم.
كيف أكونُ بخيرٍ يا الله؟
و بصماتهم تواصلُ التمدد في قلبي، لتغطي بسوداويتها بقايا الصفحِ الذي كان خُلقي،
و في داخلي مشاعرٌ مُرهقة من فرطِ هذهِ النيران التي تشتعل بأفعالهم النكراء في جوفي!
يا الله،
أنتَ تعلمُ كم أمقتُ هذهِ الأحاسيس المُعقدة!،
وتعلمُ كم هي حاجتي إلى هواء نقي لا تعلقُ بهِ بقاياهم!
يا رب طهرني من علائقهم، ومن آثامهم،
و أطبق عليهم صفحات الأيام الماضية في ذاكرتي،
وأشغلهم بأنفسهم عني، و لا تُيسر لهم طريقاً يلتمسونني فيه.
يا رب، يا رب، يا رب!

أريج عبدالله
04/03/2011, 04:43 PM
29/3/1432هـ : (ما قبل المحاكمة):

"نفسي" مُتهمة بالعديد من القضايا العالقة،
بانتظار إدانة فعلية، تُلبسها وزرها،
و حكم سجن مُؤبد في "الخيبة" مع "العواطف الشاقّة!" .


لم أعهد لـ "نفسي" هذا التاريخ الإجرامي من قبل،
أذكرُ أنها كانت متصالحة جداً معي،
ولم ألحظ عليها مُسبقاً آثار الخطايا.
إلا أنّ "نفسي" الآن فاضت بأوزارها، و فجرّت حقائق الدسائس المُخبأة!

"نفسي" تشكو علّة شبه دائمة،بسبب تواطئها الطويل مع " حقدٍ أسود"،
اختار استغلالها، ثم إحراقها آخراً بعد أخذ حاجته منها،
لكيلا يُوصِل دليل(بشري) المسئولين إليه، فيُعدم!

"نفسي" متورطة في خيانة غير شرعية (وشاية) لوطن "صداقة" احتضنها سبع سنين قبل أن تُنفى!

"نفسي" تحتل المراتب الأولى في قوائم المجرمين الـ "جاري البحث عنهم"،
نظراً لتوقيعها على شيكات " أحلام ميتة" لحساب علاقة "مُفلسة" !

"نفسي" مُتهمة أيضاً باختلاس "صحتي" بدهاء، لتؤمن مستقبلاً بائس، وأنا من فرطِ ثقتي بها نائمة!

أودَعَت مُسافرة لدى "نفسي" أربعة عصافير كأمانة لحين تعود،
لم تحفظها "نفسي" كما يجب.
العصفوران الأولان ضاعا بين الحاجيات، والثالث منهم سَقِم، و آخرهم طار!
ستعود المسافرة ذات يوم، لتُطالب بأمانتها، وحينها لا مفّر من العقاب!

وأنا حانقة جداً على "نفسي"، وأجهز دعوى سُترفع قريباً ضدها،
لأنها قطعت وعداً بأن ترعاني، وقلبي جيداً، ولم تفعل!
قيدتني، ثم ألقت بي وبقلبي على حافة سقوط، و ولّت هاربة!

إنها فعلاً مُدانة!
( وأنا حقاً سيئة! : ) )

أريج عبدالله
06/03/2011, 09:44 PM
1/4/1432هـ: (تتفتحُ الحقائق في بصائرنا بعبورِ التجارب الصغيرة)


ليست وحدها التجارب التي تعبرنا هي التي تحشو عقولنا قيماً،
بل حتى تجارب الآخرين التي نعبرها نحن، تفتّح في بصائرنا حقائقاً عظيمة!


[1]
الأصيلون لا تصدأ معادنهم، و إن تبللوا.
[2]
"الثمرة الفاسدة" تفضحها رائحتها السيئة، دون حاجة إلى من يحذرنا من فسادها.
[3]
نكون ساذجين، حينَ نصرخُ بصوتٍ عال، وننسى أن الأذنَ التي نَصُّب فيها صراخنا صماء!
[4]
أن نستر خطايا العابثين، لا يعني تبنينا ولاءً لمن لا يستحق،
وإن دلّ ذلك على شيء، فهو يدل على حُسنِ أخلاقنا!
[5]
من المواقف الداعية للسخرية:
أن تصنع كذبة، ثم تصدقها.
ولا تكتفي بذلك، فتجري في كذبتك طويلاً وأنتَ عاصمٌ عينيكَ بوهم تتقنُ تمثيله!
[6]
أن الصفح فضيلة نادرة، لن تمتلكها، إن لم تزح رماد الحقد من صدرك!
[7]
أننا ننضجُ فعلاً حين نبدأ في التنازل عن رغباتنا.
[8]
إنَّ الصلاح خُلقٌ ستفشلُ في ادعائه، لأن الله جعلَ له دلائلاً تُوسمُ في الوُجوه.
[9]
الخطايا العالقة بلا ممارسة تُثبتها، أو توبة تمحوها، هي ما تخلدُّ فينا أحزاننا.
[10]
أن تقذف الكرة من خلفِ الكواليس، لا يعني إلا خجلك من إظهار (قدمك العرجاء)، فيُسخر بعدها منك!
[11]
الحب أيضاً ككل الأشياء، له تاريخٌ تنتهي فيه صلاحيته!
[12]
إن لم نتخلص من علاقاتنا المُفلسة عندَ التورط الأول، فسينتهي الأمر بإفلاس قلوبنا أيضاً.
[13]
إن وجدتَ شيطاناً أحمراً يرتدي جناحين أبيضين، وطوقُ سلامٍ ذهبي يحومُ فوقَ رأسه، والناس حوله يتأملون بانبهار،
لا تجزع! .. فنحنُ في زمنٍ انقلبت فيه المفاهيم!


نصيحة أخيرة:
لا تجعل حرصك على علاقات سلمية بمن حولك، يحصركَ في زاوية تنتقص من قدرك. :)

أريج عبدالله
08/03/2011, 09:45 PM
تُطوى الأعوام على أبوابِ العُمر،
و أجمعها من أمام بابي تسع عشرة ورقةً مضت.
تسعة عشر عاماً تشعلونها في قلبِ كعكةٍ أيا صديقاتِ العُمر،
و أنا أُشعلكن في بدايةِ كل عامٍ شمعاً يضيء قلبَ أيامي،
تطالبونني عقدَ أمنيةٍ، أُرسلها إلى صدرِ السماء التي شهدتَ على ميلادي في يومٍ كهذا قبل تسع عشرة سنةٍ انتهت،
وأنتُن يا صديقاتي أجمل الوقائع والأمنيات،
و أُشهدُ السماء من فوقي، و الجدران التي لم تستطع حصر اندفاع الفرح مني، و أعينُكم التي لطالما عكست صدقاً ألملم نفسي فيه، وكلي شُكرٌ للرب الذي أوجدكن حيواتٍ تُبعث في جسدِ عمري
إنَّ أمنيتي اليوم لم تكن سوى عامٌ آخر يتفتح على ابتساماتكن، عامٌ آخر يكبُرُ فيه إيماني بكن هباتٍ نادرة لم يصطفي بها الله أحداً غيري
يا "ملكاً" يتربع على عرشِ القلوب،
يا "رواناً" يختصر كل الجمال،
يا "رغداً" تطيبُ بهِ الحياة،
يا أجملَ الأقدارِ التي تلاقتَ و قدري
كيفَ تختصر الكلمات سعادتي بكن؟
وكيف أخبركن بأنكن الحقيقة الوحيدة التي تُنبتُ الزهرَ فرحاً من عمقِ حُزني،
أنتن أخبرنني،
كيفَ تُختصر أجمل المعاني، و أرقى المشاعر في قلوبكن الصغيرة بهذهِ العذوبة، وكيف تروينَ الزوايا من حولكن بجل هذا العطاء؟
أكتبُ و يحبطنني قليلاً إيماني بأنه ما من حديث سينقل إليكن كل المشاعر التي تحتفل للحظتي هذهِ بكن في داخلي،
أنتن يا تفاحات الغيمِ أعظم الهدايا، و كل شيء على وجهِ الأرض يعجزُ أن يساوي جزءاً بسيطاً من قدركن عندي،
كل البشر يخجلون أن يعتلوا كفةَ ميزانٍ أنتن تعتلين كفتهُ الأخرى،
فكل موازين الأرض و السماء ترجحُ بكن؛ لهولِ ذاكَ الاتساع الذي لم يخلقه الله في قلوبِ لا تحملها إلا أرواحكن
تنساني الدُنيا، و ينساني العالم كله من حولي،
هذا يسرحُ، وذاكَ يمرح، و الكل يحجبُ ازدحام تفاصيلهم وجهي عنهم،
و أنتن وحدكن من تحفظنني جيداً في عمقٍ ذاكرة ممتلئة بالأيام و التفاصيل،
و حدكن من تُعززن يقينني بأنني في أمانٍ دائم، و أن الضياع لن يخطفني و أنا قابعة في الحجرةِ الأدفأ من أجسادكن
أُحبكن ..
يا زهراتِ عمري البائس، و يا فُجُر الأمل من بعدِ المساءاتِ الحالكة ..
أُحبكن والله،
و ليحفظكن تاريخ اليوم أفراحاً دائمة تسكنُ بها جراحِ خيباتي.



حررت بتاريخ 3/4/1432هـ
" 420 - 108 " - في ركنٍ منعزلٍ ينتشي بصفائهن :Heart::o -

أريج عبدالله
10/03/2011, 10:22 PM
5/4/1432هـ:

لأجلِ نفسٍ بيضاء، ملّت حرائق المشاعر القاتمة،
ولأجلٍ قلبٍ صافٍ، أرهقته الشروخ المفتوحة بلا حدود شافية،
لأجل قادم أريدُ أن أرسمه بهياً، يليقُ بأحلامي، و بمكانة تستحقها نفسي كأقل تقدير،
سأطوي كل الصفحات البالية من كتاب العمر،
سأشذب رداء عواطفي من كل المصطلحات الدخيلة بدون استئذان يبرر دخولها،
و سأدعو الله طويلاً أن يعينني على اقتلاع الأشواك من جوفِ قلبي،
ومن كل علاقاتي، وأن يمطرني برحمةٍ منه تغسلني من آثامي، وكل الخطايا.






رسالة (1)
إليكَ وأنا أمارس بكائي الطويل ليلاً،
أزرعُ في نحيبه عجزي، و كل الأحلام التي لا تلقي إليها بالاً،
و أنا أراها تُقتل كل يوم أمام مرأى من قلبي، و بوقوفٍ بليدٍ غير مبرر منكَ!
إليكَ وأنا أطلبُ من الله عفواً و مغفرة
يطهرانني من حبك: الخطيئة العالقة في لب صدري،
أغصُّ بها كلما حاولتُ إخراجها، أو حتى ابتلاعها
فتظل عالقةً، توخزُ قلبي طويلاً،
وأنت تصم أذنك عن آهاتي،
حتى اهترأ القلب الذي حفظكَ في صدري، و أصبحَ يرجوني رأفةٍ أخيرة
تضمنُ له البقاء ولو عليلاً، بعيداً عن مزيدٍ من الخطايا تزرعها فيني، بحجة قادمٍ لن يجمعنا.
إليكَ وأنا أهزم أمام نفسي كل مرة أحاول فيها السفر عنكَ
إليكَ و أنا أجهزّ المشاهد خفاءً لأمثلها أمامك، لتجد فيها مبرراً آخر، يحمي مشاعرك من جرح الحقيقة المرة التي تغمض عينيكَ عنها، وأراها وحدي
إليك أكتب:
"أُحبك، و لستَ بحاجة لأن أرددها أخيراً في أذنك لتشفع لي رحيلي هذا،
فأنتَ تعلم أنَّ كل ما قاسيته معك، ومارسته لأجلك، وأهديته إياك حساباً على نفسي، و صحة قلبي
لم يكن إلا كونهُ حباً فقيراً،
شاء الله أن يولد بيننا خاطئاً إلى هذا الحد، مظلوماً إلى حد جعلنا فيه ضحايا و مُجرمين في آن"

أريج عبدالله
10/03/2011, 10:43 PM
رسالة (2)


إلى صديقةٍ منشغلة بفض حيرة مشاعرها المُتزاحمة:
أعلمُ أن لديكِ الكثير مما تفضلين أن تنجزيه بدلاً من أن تسمعي حديثاً قد لا يحمل لكِ أي معنى،
وأعلمُ أن ما سيحملهُ حديثي قد يظل عقدة تجهلين من أي جهة تفكين طرفها أولاً،
و لأجلُ ذلك سأزرعُ في أذنكِ يا صديقتي، مجمل الحديث و أكثره فائدة:

وحدكِ تسمعين صوتَ التعب الصارخ من قلبي في حين أظل صامتة طويلاً بجانبك،
وحدكَ ترينَ الصراعات تطل من عيني وأنا أحاول حجب عينيّ عنكِ،
مُتعبة أنا كثيراً يا ملك، متعب قلبي إلى الحد الذي أريدُ له النجاة فقط قبل أن يلفظ نفسه الأخير، فأخسره إلى الأبد!
الحُزنُ أعلَّ قلبي يا ملك، والحقدُ أطفأ لهيبَ الحياةَ فيه
الآن أيقنتُ يا ملك أن الحقدَ أيضاً نارٌ تأكل فينا مشاعرنا الجميلة كمثل الحسد والغيرة تماماً
لا فرق بين ثلاثتهم سوى المصطلح.
إنهُ الحزن حين يمده الذنب فينا فلا نعود قادرين على لملمته مجدداً،
إنهُ الحقد حين نسمحُ له بأن يبني صروحه فينا على أساسٍ غير صحيح، وحروب مموهه
ولأنكِ الأغلى، والأقرب،
ألقي إليكِ حديثي، وأرغبُ بأن تشفعي لي صمتي القادم،
و تناقضاتي الآتية، وأنا أصارع في نفسي ضعفي على المضي في قرارات مصيرية قد لا اجد بعدها رجعة
ألقي إليكِ حديثي، و أطلبُ منكِ عوناً على فتحِ صفحةٍ قادمة:
أرغبُ حقاً بأن تكتب في عمري، وأن تشهدَ على تحولٍ تستحقهُ نفسي التي جاهدت طويلاً، و يستحقهُ قدري.

أريج عبدالله
10/03/2011, 11:48 PM
رسالة (3)

إلى صديقتي المظلومة التي تبكي خُذلانها : ) :

لا تشيحي بوجهكِ عني يا صديقتي،
فلو أنني كنتُ أعلم أن في بسطَ تصريحاتي أمامكِ "وخزاً" سيتسلل إليكِ، لما فعلت!
فكيفَ أمنع "خُذلانكِ" أيا شفيفة القلب، و أداوي في نفسي قلبي السقيم؟ : )
و كيفَ أستمرُّ في غزل موقفٍ متضامن مع خيبتكِ،
وأنا أعلمُ أنه خيبتي ضئيلة جداً أمام وقع خيبتكِ الكُبرى؟
وأن المكائد التي عُقدت في دربي لا تساوي شيئاً أمام مكيدةً غُزلت بحبكة لتكون عثرة في طريقِ حياتك القادمة "الضائعة"؟
كيف أساوي "حقداً" نمى في صدري من فرطِ حروبٍ تقام في الخفاء، تظل حقائقها غير مثبتة، ب"حُرقة مظلوم" لن يخمد لهيبها في قلبك وقوفي أرشُ الماء على نيرانها : ) ؟
أن أظل أرمي الوقود في قلبِ نارك بـ "شتائمٍ، و تكرار القصص عن أفعالٍ رخيصة" ليسَ صالحاً في حق قلبكِ الغالي أبداً : ) !
و أدركتُ مُؤخراً أني كُنتُ بفعلي ذاك أرهق قلبكِ الصغير، أكثر وأكثر!
وكان عليّ أن أتصالح قبلاً مع نفسي، وأن ألقي بعيداً بمشاعرٍ بالية، لا تليق بقلبي، ولا بكِ؛
لأجلِ أن أنثرَ النسيان بلسماً فوقَ جراحكِ،
فكل كُنتُ ساذجة جداً و"غير منطقية فيما فعلت" : ) ؟
هل يكون الصفح عن خطايا الغير يا صديقتي في حقنا غباء لا يجدرُ بنا أن نوقع نفسنا فيه؟! : )

أنتِ مظلومة يا صديقتي،
فلا تساوي حجم مواقفي الخاطئة بكبر مظلمتكِ،
فأنا أظل قاصرة جداً عن إدراك حجم ألمٍ ليسَ لكِ أي ذنبٍ لتحصيده، وإن حاولتُ معايشته : )
لا نصر لكِ في قطيعةٍ أعلقها فوقَ رؤوسهم، ولا عزاءً في حقدٍ أربيه لهم
لا نصر أقدرُ عليهِ بقلة حيلتي .
و وحدهُ الله من يملك نصركِ! : )
فهل ستنصاعين لخيبتكِ ياصديقتي، و تضمينني إلى زمرة "من لا يستحق" ؟! : )

أريج عبدالله
11/03/2011, 07:31 PM
رسالة اخيرة:

من القلب: شُكراً لكل من تابعني هُنا، بإخلاص، ومودة، و وفاء.


- تسجيل خروج.