إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > حرائـر غيمتي
التعليمـــات التقويم

حرائـر غيمتي هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


] خ ـبايا الزوايا [

هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14/06/2007, 10:46 AM   #37
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي

( سي السيد - تابِع )



ونعود للوطن ولم أخبر عائلتي بذلك ، وقد أوكلت لصديق لي قبل عودتي أمر استئجار بيت بعيد عن بيتنا وحين وصلنا أخذتها للبيت ، كان جميلاً ويطل على حديقة جميلة ، فرحت سارا بها كثيرا فعانقتني بشكر ، وطلبت مني الذهاب لعائلتي كي يفرحوا بعودتي ، فخبرتها أنني قد اغيب عنها اياماً فتفهمت الوضع بروح طيبة

وأعود حيث أحب ، وبين الزغاريد والفرح كادت روحي الخروج ، لقد كبر إخوتي ، وتزوجت اختان لي في غربتي ، حتى أبي ، بدا أكبر سناً وأكثر ضعفاً مما كان ، وقد علمت أن أخي الأوسط درس التجارة ويساعد أبي الآن في محلاته ، ولم يتغير شيء ، ما يزال الطست بالماء المالح والمنشفة والجبة الحريرية ما ينتظران أبي حين يعود من العمل ، وما يزال أهل البيت يصمتون حين يجلس أبي على كرسيه

وتمرّ الأيام واعمل في مستشفى المدينة وأقدم أوراق سارا لتعمل معي في ذات المستشفى ، ونمضي وقتنا معاً ، وكثيراً ما كنتُ أغادر معها لشقتنا لنمضي بعض الساعات قبل عودتي لبيت العائلة .لم تكن زوجتي تمتعض أو تشكو من تركها وحيدةً في بلد غريبة عنها بكل المقاييس، لقد كانت تمضي معظم وقتها في المستشفى في غيابي ليلاً ونهاراً
حتى جاء يوم كنتُ أخشاه ، ففي نظر العائلة ، حان موعد إكمال ديني ، وكم حاولت التملص ، لكن لم استطع الهروب من إلحاح أبي ووالدتي ، وأهرب إلى سارا أبثها ما حصل معي ، والغريب أنها تقول لي أنها كانت تتوقع ذلك وتستغرب كيف لم أفكر فيه ، بل وتنظر لي نظرة حنون وتقول لبي للعائلة ما تريد ، ثق أنني لن اغضب

أخرج من عند زوجتي يتملكني الغضب ، سارا لا تحبني إذاً ، كيف تسمح لي بالزواج ، لو كانت تحبني فعلاً لاقترحت علي أن اعلن امر زواجنا واجابه عناد العائلة واتحداهم ، للحظة كاد يقتلني شعوري بان الحبيبة قد تبدلت عليّ ، لكنني بعد تفكير أدركت أن سارا محقة ، فأنا لست مستعداً لإعلان أمر زواجنا ومواجهة عاصفة أبي المتوقعة لذا فإن الحل الأمثل هو أن أستجيب ، ربما كنتُ فعلاً أضعف من المواجهة أو ربما أنني فعلاً إنسان أناني ، تحوقلت من حماقة ما يراودني وبعد أيام خبّرت أمي عن عزمي في اتخاذ خطوة فعلية للزواج ،ليتم زواجي من فتاة انتقتها امي لي ، اسمها حنان ، هي معلمة ، في الثانية والعشرين من عمرها ، جميلة جداً ، ولا أنكر كثيرة المطالب أيضاً . ويتم الزفاف ، وننتقل لعش الزوجية ، كان أبي قد بنى لنا في البيت شققاً بعدد إخوتي لنبقى جواره ، ألهذه الدرجة يرفض سي السيد استقلالنا عنه ؟
وتمضي الأيام تباعاً ، صرت مقلاً في منح سارا وقتي ومع ذلك لم يحدث يوماً وأن اعترضت ، ولكن في لحظات خلوتنا معاً كانت تسأل بإلحاح ، هل تغسل حنان لك قدميك ؟؟ هل تحضّر لك أشهى المأكولات ؟ هل تفعل معك ما تفعله أمك تماماً
أقول لسارا وقد مللت من أسئلتها : يا حبيبتي ، امي من زمن سي السيد ، نحن الآن جيل متقدم ومختلف ، وليس متخلف ، حنان امرأة متحضرة لا تفعل ذلك البتّة ، بل قد أشاركها طهو الطعام وأعمال المنزل ، تصمت سارا ، وكأن إجابتي لم تقنعها أبداً
والحقّ أقول ، ووالله ليس بالأمر تحيزاً لسارا ، حنان كانت متغطرسةً جداً ، لم تكن تحب طقوسنا في أن تتناول العائلة كلها طعام الغداء معاً وكانت تعترض على كل شيء ولم أكن لأرفض قناعاتها فهي حرّة ومحقة ، فلها أن تكون مملكتها كيف تشاء ، ربما فيما يتعلّق بحريتها ما كنتُ أتدخل بل وألتمس لها العذر تلو أخيه لكنّها كانت تتجاوز حدودها كثيراً ، وكانت تتعامل مع والدتي بأسلوب يناقض الأدب ، ولا أظنني اتحيز لسارا إن قلت أن اللهفة التي ألمحها في عين سارا حين أقبل عليها لم أشعر بها في قلب حنان أبداً ،وما أدركته أن أبي لم يكن يحب حنان ولا يحب التعامل معها ربما لأنها لم تحيطه بهالة الاحترام التي تعود أن نقدمها له

بعد عام من زواجي من حنان رزقتُ بعبد الرحمن ، ولست أنكر أن ولدي جاء بطريق الخطأ فلم تكن حنان تريد الأولاد قبل عامين أو ثلاث ولكن إن كانت كل الأخطاء بمثل هذه الروعة ألا ليت حياتنا كلها أخطاء ،فكم كنت اطير حين احتضنه او أقبله ، وكان يسؤوني إهمال امه له ، كانت الكراسات والدفاتر أهم منه ، وكنت امضي الليل معه وهي نائمة في فراشها لا تكترث ، وتسوء علاقتي بزوجتي الثانية ، فهي لم تبني أسس احترام بيننا ، بل وصل التجاوز معها لأن تنهرني أمام العائلة كأنني طفل صغير ، كنت ارى فيها صورة المرأة الناشز ، وكثيراً ما كنت اقارنها بسارا فأعرف أن تلك العربية المطالبة بالتحرير والمتحدثة بحقوق المراة لم تفهم حقوق المرأة جيداً وان زوجتي الغربية سارا فهمت عاداتنا وتقاليدنا ومعنى الحرية بشكل أوسع ، ويصل الضيق مني ذروته ، كل يوم شجار ، وأبي ، الرجل القاسي صامت لا ينطق ، حتى حين تنهال حنان بوابل من الشتائم علي ، أرى الغيظ في عينيه ويدخل غرفته ويغلق بابه عليه دون ان ينطق ، أما سارا فكانت تحاول التماس العذر تلو الآخر لحنان ، لكن الامر بدأ يخرج عن الصبر حين كنا نحضر حفل زفاف لأخت حنان ودون قصد مني سقط كوب العصير على ثوب حنان ، لتصرخ بولع ( تالي الموت يا ناصر ) أمام أبي وإخوتي وعائلتها على تلك الطاولة المشؤومة ، حينها دار في عقلي كلمة نسيتها وقتاً طويلاً ، كلمة أبي ، كن رجلاً حقيقياً ، لأنظر في عيني حنان وأقول بغضب ، أنتِ طالق
توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها